ما هو خمول الجسم أو الكسل؟ 

يسبب الخمول (Lethargy) إحساسا مستمرا بالتعب والإرهاق والكسل، بالإضافة إلى غياب التحفيز النفسي لأداء المهام والأنشطة اليومية بنشاط وطاقة، وقد يكون مرتبطا بحالة صحية جسية أو نفسية، وتشمل أعراضه الشائعة: 

  • تغيرات في المزاج.
  • قلة اليقظة.
  • انخفاض القدرة على التركيز والتفكير.
  • التعب.
  • الكسل وانخفاض الطاقة الجسدية.
  • غياب الحافز لأداء المهام السهلة أو الصعبة.
  • كثرة النوم.

اقرأ أيضا: متلازمة التعب المزمن.. أو عندما يُصبح التعب هو العادة!

أسباب الخمول 

  • الأسباب النفسية للخمول 

تعتبر المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الشخص سببا مباشرا في الإحساس بالخمول، وتشمل هاته الأسباب: 

1. التوتر أو الضغط العصبى 

يمكن للتوتر الذي قد تسببه لك الأحداث اليومية أو التغيرات التي قد تعيشها في حياتك الشخصية أن تسبك لك الخمول والكسل في اليوم، كخوض تجربة جديدة في الدراسة أو العمل أو المرور من تجربة شخصية أو صدمة عاطفية تجعلك تمر من حالة نفسية مرهقة ومتعبة.

2. القلق

يمكن أن تسبب مشاعر القلق المستمرة الخمول نتيجة عدم القدرة على ممارسة الأنشطة اليومية، بالإضافة إلى تقلب المزاج وسرعة الغضب والانفعال والإحساس الوشيك بالموت وهو ما ينتج عنه الإحساس باليقظة طوال اليوم وقلة النوم ليلا. ويمكن أن تشير هذه الحالة النفسية إلى الإصابة باضطراب القلق العام الذي يحتاج إلى علاج لتجاوز تأثيراته على حياتك.

3. الاكتئاب

يمكن للشخص معرفة ما إذا كان مصابا بالاكتئاب، من خلال ملاحظة بعض الأعراض التي تستدعي التشخيص للتأكد من الإصابة بالاكتئاب وتلقي العلاج المناسب، وتشمل هذه الأعراض الحزن والقلق والتعب والإحساس باليأس وفقدان القيمة والاهتمام بالذات. يمكن أن تكون هاته الأعراض سببا مباشرا للإحساس بالخمول، وتشمل بعض أسباب الإحساس بالاكتئاب:

 

  • الأسباب الجسدية للخمول

1. الإصابات الحادة 

يمكن أن يتسبب التعرض لإصابات مثل كسور العظام أو تضرر الأنسجة في إحساس الشخص بالخمول، حيث يصبح الشخص أقل نشاطا وذلك نتيجة استغراق الكثير من الوقت في عملية الشفاء وعدم قدرة الجسم على أداء مجهود عادي أو مكثف. 

2. فقر الدم 

يعتبر فقر الدم سببا شائعا للإحساس بالخمول والإرهاق، نتيجة نقص الحديد أو الأحماض أو الفيتامينات كفيتامين ب 12، أو نتيجة الإصابة بأمراض مثل داء السكري أو أمراض الكلي، وللتأكد من أنه المسبب للخمول يُنصح بإجراء فحص للدم لتلقي العلاج المناسب.

3. عدوى فيروسية أو بكتيرية 

بعيدا عن الأعراض النفسية المسببة للخمول، يمكن أن تسبب العدوى الناتجة عن التعرض للفيروسات أو البكتيريا -كالأنفلونزا والتهاب الكبد أو الالتهاب الرئوي- ظهور أعراض صحية تسبب الخمول مثل آلام الرأس وضيق التنفس أو فقدان الشهية.

4. الفيبروميالجيا 

تعتبر الفيبروميالجيا أو الألم العضلي الليفي من ضمن الأسباب الشائعة للخمول، نتيجة معاناة الشخص المصاب من آلام العظام والعضلات والتي تمنعه من الإحساس بالراحة وتجعل ممارسة أنشطته اليومية أكثر صعوبة.  

5. أمراض القلب

يمكن أن يكون الخمول ناتجا عن أمراض القلب، ويمكن الكشف عن العلاقة بينهما من خلال الإحساس بالإرهاق الشديد والمتكرر عند فعل أنشطة لا تتطلب مجهودا كبيرا كصعود الدرج. 

6. داء السكري 

يسبب داء السكري الإحساس الشديد بالخمول أيضا في حالة عدم تشخيص الإصابة به، يمكن ملاحظة الأعراض التالية لإجراء تشخيص طبي كالتعب الشديد، الإحساس الشديد بالعطش والجوع، التبول بشكل متكرر وفقدان الوزن، ويمكن لعلاجه الذي يشمل فقدان الوزن الزائد، وممارسة الأنشطة الرياضية وضبط مستويات السكر في الدم أن يقلل من الإحساس بالخمول ورفع مستوى الطاقة خلال اليوم.

7. قصور الغدة الدرقية

يؤثر قصور الغدة الدرقية في إنتاج الهرمونات التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه، وبالإضافة إلى الخمول يمكن أن تسبب أعراضا مثل التعب الشديد والإرهاق والاكتئاب وزيادة الوزن.

  • أسباب الخمول الناتجة عن العادات اليومية 

تشمل الأسباب الرئيسية للخمول الناتجة عن العادات اليومية التي يمارسها الشخص: 

1. الإرهاق 

مقارنة بالأسباب الأخرى، يسهل على الشخص تشخيص نفسه بالإرهاق، ويكون عرضة له نتيجة استنزاف طاقته البدنية وعدم تخصيص وقت لنفسه للراحة، وتشمل الأسباب التي قد تؤدي به إلى الخمول: 

  • المشي أو التنزه لمسافات طويلة.
  • قضاء الكثير من الوقت تحت الشمس.
  • العمل لساعات طويلة.
  • القيام بمهام متكررة.

2. قلة ممارسة الرياضة 

يمكن أن تفيد ممارسة الرياضة في قلة إحساس الشخص بالخمول، ويعتبر عدم أو قلة ممارستها سببا في الإحساس المستمر بالخمول وقلة النشاط والطاقة.

3. قلة النوم 

إذا عانيت من صعوبة في النوم أو قلة النوم ليلا، فستواجه صعوبة في الحفاظ على نشاطك طيلة اليوم التالي، إذ تتسبب قلة النوم في عدم حصول الجسم على الراحة الكافية والنتيجة انخفاض مستويات الطاقة صباح اليوم الموالي.

4. كثرة النوم 

يمكن أن يؤدي، في المقابل، الإفراط في النوم إلى الإحساس بالخمول نتيجة اختلال الساعة البيولوجية المنظمة لساعات نوم واستيقاظ الشخص، كما يمكن أن تؤدي ساعات القيلولة المفرطة إلى صعوبة أو عدم القدرة على النوم ليلا. 

5. شرب الكحول وتعاطي المخدرات

يمكن أن يؤدي استخدام المواد المخدرة كالحشيش والعقاقير وشرب الكحول إلى التأثير في قدرة أعضاء الجسم على أداء وظائفها نظرا للأضرار التي تسببها، وهو ما يؤثر بشكل مباشر في القدرة على النوم ثم إمداد الجسم بالتغذية السيلمة التي يحتاجها، وهما سببان يؤدي الاضطراب فيهما إلى الإحساس بالخمول.

6. الأدوية 

من بين الآثار الجانبية لبعض الأدوية، الإحساس بالخمول أو انخفاض مستوى الطاقة لدى الشخص، يمكن أن يكون الشعور بالخمول عرضا مؤقتا إلى حين اعتياد الجسم على الدواء الموصوف، في حين قد يكون عرضا متكررا ومستمرا. لذلك، يجب على أي شخص ملاحظة الأعراض التي يسببها الدواء وإخبار الطبيب المعالج بها. 

الطرق الفعالة لعلاج الخمول

يرتكز علاج الخمول على السبب الذي تم تشخيصه، خاصة إذا كان مصاحبا لأعراض مرضية، ويمكن أن تشمل الطرق الطبيعية والمنزلية لعلاج الخمول:

1. علاج الخمول بالأعشاب  

  • نبات الميرمية

يحتوي نبات الميرمية على العديد من المركبات النباتية التي تساعد على تحسين المزاج وتعزيز القدرة على التركيز والانتباه، وهو ما يساعد على تقليل التعب الذهني وعلاج الكسل والخمول، ومما يعزز الفوائد الصحية لنبات الميريمية هو قدرته على تثبيط إنزيم أسيتيل كولينستراز (AChE) الذي يؤثر في النواقل العصبية التي تؤدي دورا مهما في الحفاظ على وظائف الدماغ كالذاكرة والانتباه.

  • النعناع

يمكن لاستنشاق رائحة زيت النعناع -وهو من الزيوت الأساسية- لعلاج الكسل والخمول أن تساعدك على تحسين مزاجك والرفع من مستوى يقظتك وتعزيز ذاكرتك، بالإضافة إلى تقليل الإحساس بالتعب وتعزيز طاقتك خلال النهار.

  • إكليل الجبل (اليازير)

يساعد استنشاق الزيت الأساسي لليازير أو إكليل الجبل في التأثير بشكل إيجابي على وظائف الدماغ، لتعزيز الذاكرة والقدرة على التركيز وتحسين جودة الوظائف الإدراكية، نتيجة احتوائه على المركبات الكيميائية التي تعرف بالتربينات والتي تحسن وظائف خلايا الدماغ. 

2. اتباع نظام غذائي متوازن 

يمكن لاتباع نظام غذائي متوازن أن يساعدك في التغلب على الخمول، إليك الإرشادات التالية لتُحسن الاستفادة منه:

  • تناول الأسماك  

تعتبر الأسماك غنية بزيوت الأوميغا 3 المفيدة في تعزيز اليقظة، يمكن أن تساعدك اليقظة التي توفرها لك الخصائص المكونة للأوميغا 3 في تعزيز سرعة رد الفعل بالإضافة إلى الإحساس بالطاقة والقوة لممارسة الأنشطة اليومية.

  • اشرب الماء

يؤثر الجفاف على مختلف وظائف أعضاء الجسم، بدءا بالقدرات الذهنية إلى القدرة الجسدية، حيث يفقد الشخص تركيزه وطاقته نتيجة عدم شرب ما يكفي من الماء خلال اليوم، وهو ما يسبب له الإرهاق والتعب والإحساس بالخمول.

  • تناول الأكل ولا تتجاوز الوجبات!

يمكن التغلب على الخمول من خلال تناول وجبات صغيرة خفيفة ومنتظمة خلال اليوم لتعزيز طاقة الجسم وضبط مستوى السكر في الدم، وينصح الأطباء بتناول الحبوب الكاملة والكربوهيدرات المعقدة التي تستغرق الوقت في عملية الهضم، إذ توفر طاقة وقوة أطول.

  • تجنب الكافيين 

يمكن أن يسبب الإفراط في تناول الكافيين التعب والخمول، إذا شككت في أن المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والشاي تسبب لك الخمول، فيمكن الامتناع عن شربهما تدريجيا لتجنب الإحساس بالصداع كنتيجة لأعراض انسحاب الكافيين.

3. نصائح أخرى لعلاج الخمول والكسل

  • مارس الرياضة

لا تعمل التمارين الرياضية على تعزيز صحة الجسم فقط، بل مستوى الطاقة في الجسم أيضا، من خلال تحسين المزاج بشكل كبير، بالإضافة إلى تحسين المزاج وتخفيف الإحساس بالخمول والكسل على المدى الطويل، ويمكن البدء بالأنشطة التي لا تتطلب مجهودا كبيرا مثل ركوب الدراجات أو المشي السريع.

  • احصل على القسط الكافي من النوم

تعتبر قلة النوم سببا مباشرا في الإحساس بالخمول والكسل خلال اليوم، لذلك يُنصح دائما بالحصول على عدد ساعات النوم الكافية للشخص لإمداد الجسم بالراحة، ولكي تنعم بالنوم الكافي، يُنصح عادة بالحفاظ على نفس جدول النوم وأخذ قيلولة بعد الظهر إذا لم تنم جيدا ليلا.

  • تخلص من الوزن الزائد

يمكن أن تؤثر الدهون المتراكمة في الجسم على الأداء الذهني للشخص، والتأثير بشكل سلبي على مزاجه، ولتجنب الخمول يُنصح بالبدء بخفض وزن الجسم من خلال تناول وجبات غذائية متوازنة وممارسة الرياضة. 

  • قلل من التوتر 

يمكن أن يعيق التوتر والإجهاد إحساسك بالراحة النفسية، مما يؤثر سلبا على طاقتك خلال اليوم، لذلك، يمكن معرفة ما يسبب لك التوتر ومحاولة تجنبه من خلال ممارسة بعض الأنشطة كالتمارين الرياضية أو قضاء الوقت مع الأصدقاء أو ممارسة اليوغا.