حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، متلازمة التعب المزمن chronic fatigue syndrome أو التهاب الدماغ والنخاع العضلي Myalgic encephalomyelitis هو مرض خطير وطويل الأمد، يؤثر على العديد من أجهزة الجسم، وغالبًا ما يكون الأشخاص المصابون به غير قادرين على القيام بأنشطتهم المعتادة. 

يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب المزمن من التعب الشديد الذي لا يتحسن بالراحة لمدة ستة أشهر على الأقل، وقد تسوء حالتهم بعد أي نشاط سواء كان جسديًا أو عقليًا، تُعرف هذه الأعراض بالتوعك التابع للجهد post-exertional malaise. كما يمكن أن تشمل الأعراض الأخرى مشاكل النوم والتفكير والتركيز والألم والدوخة.

لا يستطيع الأشخاص المصابون بهذه المتلازمة العمل بالطريقة نفسها التي كانوا يعملون بها قبل إصابتهم بهذه الحالة، ويمكن أن تستمر لسنوات وقد تؤدي أحيانًا إلى إعاقة خطيرة.

واحد على الأقل من كل أربعة مرضى يكون مقيدًا في السرير أو المنزل لفترات طويلة خلال مرضه.
في الكثير من حالات متلازمة التعب المزمن، يبدأ الاضطراب فجأة، وغالبًا ما يكون بعد عدوى مثل الأنفلونزا، أو صدمة جسدية أو نفسية مثل الجراحة، أو حادث، أو وفاة أحد الأقارب. 

حسب كلية هارفرد للطب، على الرغم من أن المرض أكثر شيوعًا بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 45 عامًا، إلا أنه قد يصيب الأشخاص من جميع الفئات العمرية، بما في ذلك الأطفال.

أعراض متلازمة التعب المزمن:

من أبرز أعراضه الشعور بالإرهاق غير المبرر الذي لا يزول بالراحة، مما يؤدي إلى تقليل مستوى نشاط الشخص في المنزل أو العمل أو المدرسة بنسبة 50% أو أكثر. 

ويتطلب التشخيص أن يعاني المرضى على الأقل من أربعة من الأعراض التالية التي تظهر أيضًا لمدة ستة أشهر على الأقل:

  • ضعف التركيز أو الذاكرة قصيرة المدى، بما يكفي للتأثير على الأنشطة الروتينية في المنزل أو العمل أو المدرسة أو الوظائف الاجتماعية.
  • التهاب الحلق.
  • تضخم الغدد الليمفاوية في منطقة الرقبة أو الإبط.
  • ألم عضلي.
  • ألم في عدة مفاصل مع عدم وجود احمرار أو تورم.
  • صداع حاد.
  • عدم الشعور بالراحة عند الاستيقاظ من النوم.
  • رد فعل شديد على أي مجهود، مثلا: 
    • الشعور بالغثيان بعد ممارسة الرياضة أو ممارسة نشاط مرهق، وغالبًا لا يظهر حتى اليوم التالي.

غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بمتلازمة التعب المزمن من أعراض أخرى ليست جزءًا من التعريف الرسمي للمرض، مثل: 

  • الغثيان.
  • صعوبة تحمل الأدوية التي تؤثر على الدماغ.
  • الحساسية، مثل حمى القش (التهاب الأنف التحسسي) أو مشاكل الجيوب الأنفية المتكررة.

يصاب حوالي نصف المصابين بهذه المتلازمة بالاكتئاب في الأشهر والسنوات الأولى لمرضهم. ومع ذلك، تشير الأدلة المتاحة إلى أن متلازمة التعب المزمن ليست مرضًا نفسيًا، لكنه مرض جسدي يؤدي إلى الاكتئاب لدى بعض الناس.

تشخيص متلازمة التعب المزمن:

على الرغم من وجود الكثير من الأدلة على أن متلازمة التعب المزمن ناتجة عن مشكلة جسدية تتعلق بالجهاز المناعي واستقلاب الطاقة والجهاز العصبي، لا يوجد اختبار لتأكيد التشخيص. 

وحتى يتم العثور على طريقة أفضل للتشخيص، يقوم الأطباء بتشخيص هذه المتلازمة بناءً على ما إذا كان الشخص يعاني من أعراض المرض ومن خلال القضاء على الأمراض الأخرى التي يمكن أن تسبب الإرهاق طويل الأمد.

لهذا السبب، يبحث الطبيب عن أعراض الأمراض الأخرى المسببة للإرهاق، بما في ذلك:

بعض الأمراض النفسية، وخاصة: 

  • الاكتئاب الشديد.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • الفصام.
  • الاضطرابات الوهمية. 
  • الخرف.

اضطرابات الأكل

كما يقوم الطبيب بفحص وتقييم الحالة العقلية للمريض، وقد يتم طلب بعض اختبارات الدم الأساسية، مثل تعداد خلايا الدم الحمراء (الهيماتوكريت)، تعداد خلايا الدم البيضاء، وتعداد خلايا الدم البيضاء التفاضلية، واختبارات الغدة الدرقية، والكلى والكبد. 

قد تكون هناك حاجة إلى اختبارات إضافية أكثر تخصصًا، بما في ذلك اختبار الجهاز العصبي اللاإرادي.

علاج متلازمة التعب المزمن:

قد يكون التعايش معها أمرًا صعبًا، حيث يؤدي التعب الشديد والأعراض الجسدية الأخرى إلى صعوبة القيام بالأنشطة اليومية. وبالتالي يستخدم الأطباء مزيجًا مما يلي:

  • تغيير نمط الحياة: غالبًا ما يتم تشجيع المرضى في البداية على تقليل المجهود البدني ومحاولة تجنب الإجهاد النفسي. 
  • استئناف التمارين تدريجيًا وبثبات: بمساعدة المعالج الفيزيائي، يبدأ المرضى برنامج تمارين يبدأ فيه النشاط البدني الهوائي ببطء شديد، ويزداد تدريجيًا. 
  • معالجة المشاكل النفسية: بين 50% و60% من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن والذين يصابون بالاكتئاب، يكون العلاج بمضادات الاكتئاب والعلاج بالكلام مفيدًا لحالتهم، ومع ذلك، نادرًا ما يتم علاج التعب المزمن عن طريق العلاج المضاد للاكتئاب.
  • معالجة الآلام: يستخدم الأسبرين أو الأسيتامينوفين (تايلينول) أو العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات (المسكنات) لعلاج الصداع وآلام العضلات وآلام المفاصل. قد تساعد الأدوية المضادة للاكتئاب أيضًا في تقليل الألم المزمن.
  • معالجة أعراض الحساسية الموجودة: تستخدم مضادات الهيستامين ومزيلات الاحتقان لعلاج أعراض الحساسية.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال، هل تعاني من أحد الأعراض السالفة الذكر؟ إذا كان الجواب “نعم” فعلى الأرجح أنه عليك زيارة الطبيب للقيام بالفحوصات المذكورة! ولا تنس مشاركة المقال مع أصدقائك!