كيف يتشكَّل سرطان الدم؟

يحتوي الدم على ثلاثة أنواع من الخلايا: خلايا الدم البيضاء التي تحارب العدوى، وخلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين، والصفائح الدموية التي تساعد على وقف النزف من الأوعية الدموية المصابة. 

ينتج نخاج العظم مليارات من خلايا الدم الجديدة، معظمها من الخلايا الحمراء، وعند الإصابة بسرطان الدم ينتج نخاع العظم أكثر مما يحتاج من الكريات البيضاء. إلا أن خلايا سرطان الدم لا يمكنها مكافحة العدوى كما تفعل الكريات البيضاء الطبيعية، مما يؤدي إلى حدوث خلل في أعضاء الجسم، كما يمكن أن ينتج عنه انخفاض الكريات الحمراء والصفائح الدموية والكريات البيضاء الطبيعية لمكافحة العدوى.

أنواع سرطان الدم الأكثر شيوعا

• سرطان الدم اللِّمفاوي الحاد (ALL)

يُعدُّ أكثر الأنواع شُيوعًا لابيِضاض الدم لدى الأطفال. يُمكن أيضًا أن يُصيب البالِغين.

تتراكم خلايا سرطان الدم غير الطبيعية بسرعة كبية وحادة في نخاع العظم، وتحل محل الخلايا التي تنتج خلايا الدم الطبيعية بعد القضاء عليها. تنتقل خلايا سرطان الدم في مجرى الدم إلى الكبد والطحال والعقد اللمفاوية والدماغ، مستمرة في النمو والانقسام مما يؤدي إلى التسبب في فقر الدم، ونقص في الصفائح مما يؤدي إلى خطر حدوث نزيف، بالإضافة إلى نقص المناعة مما يؤدي إلى ارتفاع احتمال حدوث تعفنات والفشل الكلوي. 

• سرطان الدم النَّقوي الحاد (AML)

 يُعدُّ ابيِضاض الدم النَّقوي الحادُّ أحد الأنواع الشائعة لابيِضاض الدم. ويُصيب الأطفال والبالِغين. تَشيع الإصابة بابيِضاض الدم النَّقوي الحادِّ عند البالِغين.

تتراكم خلايا سرطان الدم غير الناضجة بسرعة في نخاع العظم، وتقضي على خلايا الدم الطبيعية، منتشرة في مجرى الدم وفي أعضاء أخرى من الجسم، مستمرة في النمو والانقسام مشكلة أوراما صغيرة تحت الجلد، وزيادة في حجم العقد اللمفاوية، وتضخم الطحال والكبد في بعض الأحيان. 

• ابيضاض الدم اللمفاوي المزمن (CLL)

 قد تشعُر أنَّك على ما يُرام لسنواتٍ بدون علاج، مع الإصابة بابيِضاض الدَّم اللِّمفاوي المُزمِن، وهو أكثر أنواع حالات ابيِضاض الدم المُزمِنة شُيوعًا لدى البالِغين.

ينتج هذا النوع من السرطان عن ارتفاع عدد الخلايا اللمفاوية السرطانية، والتي تبدو طبيعية في الدم ونخاع العظم والعقد اللمفاوية، تنتقل هذه الخلايا السرطانية ببطء إلى الكبد والطحال، مما يؤدي إلى تضخمهما. كما تجتمع هذه الخلايا السرطانية مكان الخلايا الطبيعية، وينتج عنه انخفاض في عدد الخلايا الدموية. كما يقل مستوى الأجسام المضادة المحاربة للعدوى.

• سرطان الدم النَّقوي المُزمِن (CML)

يُصيب هذا النوع من ابيِضاض الدم البالِغين بشكلٍ رئيسي. قد تَظهَر عند مريض ابيِضاض الدم النَّقوي المُزمِن أعراضٌ قليلة أو لا يشعُر بأعراضٍ مُطلقًا لشهور أو سنوات قبل دخول مرحلة نُموِّ خلايا ابيِضاض الدم بشكلٍ أسرع.

في هذا النوع من سرطان الدم، يتم إنتاج معظم الخلايا السرطانية في نخاع العظم، ويتميز بارتفاع مستوى الكريات البيضاء التي تبدو طبيعية، كما يكون هناك ارتفاع أحيانا في الصفائح الدموية. 

الفرق بين أنواع سرطان الدم 

يتمثل الفرق بين أنواع سرطان الدم في النقاط التالية: 

1. 1. سرطان الدم الحاد: يتفاقم بسرعة، ويتكون من خلايا غير ناضجة.
2. 2. سرطان الدم المزمن: يتفاقم ببطء، ويتكوَّن من خلايا أكثر نضجًا.
3. 3. سرطان الدَّم اللمفاوي: ينتج التغيُّرات السرطانية في الخلايا اللِّمفاوية أو في الخلايا التي تنتج الخلايا اللمفاوية عادة.
4. 4. سرطان الدم النقوي: ينتج عن التغيرات السرطانية في الخلايا التي تنتج العَدِلات والأَسُسات والحَمِضات (اليوزينيَّات) والوَحيدات عادة، وهي أنواع رئيسية من خلايا الدَّم البيضاء.

طرق تشخيص أنواع سرطان الدم

تتمثل كيفية تشخيص أنواع سرطان الدم في الاختبارات والإجراءات التالية: 

• الفحص البدني

يتم فحص النبض وضغط الدم والحرارة، والجل والغشاء المخاطي للتأكد من عدم حدوث نزيف، واستشعار العُقَد اللمفاوية كالطحال والبطن للتأكد من حدوث أي تضخم.

• اختبارات الدم

تجرى اختبارات الدم للكشف عن العدد الكبير لكريات الدم البيضاء، مقابل العدد القليل لكريات الدم الحمراء والصفائح الدموية، بالإضافة إلى العدد الهائل للخلايا غير الناضجة، وتعتبر هذه النتائج مؤشرا على الإصابة بأحد أنواع سرطان الدم. 

•  فحص نخاع العظم

لإجراء هذا الفحص يتم استخدام إبرة لأخذ عينة من نخاع العظم من عظم الفخذ أو عظم الصدر للكشف عن خلايا سرطان الدم.

• اختبار السائل الشوكي

يتم جمع عينة من السائل الشوكي المحيط بالمخ والحبل الشوكي إدخال إبرة صغيرة في القناة الشوكية في أسفل الظهر، لمعرفة ما إذا كانت الخلايا السرطانية قد انتشرت إلى السائل الشوكي.

• اختبار الجينوم

يتم تحليل الخلايا اللمفاوية للبحث عن التشوهات الوراثية وتغيرات الكروموسوم، للتشخيص الدقيق لنوع سرطان الدم.

• علم الأحياء الجزيئي

يعتمد لدراسة جزيئات الحمض النووي لتشخيص وتتبع الحالات المرضية للتأكد من استجابتها للعلاج.

تدقيق علمي: د. كوثر زين فيلالي
طبيبة أخصائية في أمراض الدم وزراعة النخاع.