ما هو اضطراب ما بعد الصدمة؟

اضطراب ما بعد الصدمة (Posttraumatic stress disorder – PTSD) هو حالة صحية نفسية، قد يصاب بها بعض الأشخاص نتيجة التعرض أو مشاهدة حدث صادم مؤلم أو مرعب، مما يؤثر بشكل سلبي على الحياة اليومية للأفراد، ومن المرجح أن تتعرض النساء لاضطراب ما بعد الصدمة أكثر من الرجال.

وفقاً للمركز الوطني لاضطراب ما بعد الصدمة فإن ما بين 7 إلى 8 %، من الأشخاص قد يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة ما في حياتهم.

يعد اضطراب ما بعد الصدمة حالة قابلة للعلاج، في كثير من الأحيان يصبح أقل شدة مع مرور الوقت حتى من دون  تلقي علاج.

أعراض اضطراب ما بعد الصدمة 

تظهر الأعراض في غضون شهر الى ثلاثة أشهر من مرور الصدمة، وتختلف من شخص لآخر ومع ذلك، يعاني الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة مما يلي:

  • الأفكار والمشاعر السلبية 

يمكن أن يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة الى الشعور بالأفكار السلبية أو الحزن والغضب، أو عدم الثقة بالنفس  والإحساس بالذنب.

  •  تجنب الأشياء 

وذلك بتجنب الأشخاص أو الأماكن أو الأفكار والمواقف التي قد تُذكر الشخص بالصدمة، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور العزلة عن الوسط العائلي والأصدقاء، فضلاً عن فقدان الاهتمام بالأنشطة التي يستمتع بها الشخص من قبل تعرضه للصدمة.

  •  استعادة الأحداث المؤلمة  

يمكن أن يتسبب اضطراب ما بعد الصدمة في استعادة الأشخاص للصدمة مراراً وتكراراً، من خلال استحضار الأفكار والذكريات والكوابيس الناجمة عن الصَدمة، أو مواجهة مواقف مماثلة لها. 

  • تغيرات في اليقظة وردود الفعل 

يتسبب اضطراب ما بعد الصدمة في الشعور بالتوتر أو التنبه للخطر، ومواجهة صعوبة في النوم وحدوث نوبات الغضب والهلع.

اقرأ أيضاً: مراحل الحزن الصحية بعد فقدان الأحباب: كيف يتحول إلى اكتئاب؟

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة

لا يوجد سبب واضح للإصابة بإضطراب ما بعد الصدمة، إلا أنه يمكن أن يتطور نتيجة التعرض أو مشاهدة أحداث صادمة كالتجارب المجهدة أو مشاهدة حالات عنف أو موت …،  أو مخاطر الصحة النفسية الموروثة، كوجود تاريخ عائلي للقلق أو الاكتئاب، تلعب كذلك بنية الدماغ و هرمونات التوتر دوراً في تطور إضطراب ما بعد الصدمَة.

يُؤثر اضطراب ما بعد الصدمة على حوالي 1 من كل 3 أشخاص مروا بتجربة صادمة.

المضاعفات 

يمكن أن يؤدي اضطراب ما بعد الصَدمة الى حدوث بعض المضاعفات التي قد تشمل حدوث مشاكل صحية تتضمن الشعور بالصداع أو مشاكل في المعدة وألم الصدر..، أو نفسية كالاكتئاب والقلق أو تقلب المزاج، أو حالات تعاطي المخدرات أو الكحول.

كما يمكن أن يتسبب في حدوث اضطرابات عصبية بما في ذلك الخرف، أو أفعال سلوكية عدوانية. 

تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة

لا يتم تشخيص إضطراب ما بعد الصدمة إلا بعد شهر على الأقل من  التعرض للحدث الصادم، إذا ظهرت أي أعراض على المريض، سيتم تشخيص حالته عن طريق إجراء الفحص البدني وإجراء التقييم النفسي الذي يشمل مناقشة العلامات والأعراض والأحداث التي أدت إلى ظهور الإضطراب.

كما يمكن استخدام الدليل التشخيصي والإحصائي للإضطرابات العقلية (DSM) الذي نشرته جمعية الطب النفسي الأمريكية لرصد الإضطرابات النفسية.

علاج اضطراب ما بعد الصدمة

يمثل العلاج النفسي الطريقة الأساسية للعلاج، ويمكن أن يتضمن ذلك العلاج الدوائي أيضًا، سيعمل الجمع بين طريقتي العلاج على تحسن الأعراض، حيث يشمل العلاج الدوائي على اعتماد أدوية مضادة للإكتئاب والقلق للتخفيف من حدة القلق والاكتئاب وتحسين جودة النوم .

فيما يخص العلاج النفسي فقد تشمل أنواعه:

1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT) 

يرتكز هذا النوع من العلاج على مناقشة الصدمة وخلق أنماط فكرية وسلوكية للتعامل معها، للتخلص من الأفكار السلبية حول الحدث المسبب للصدمة.

2. العلاج بالتعرض 

يساعدك هذا النوع من العلاج على مواجهة المواقف والذكريات المخيفة بأمان للتمكن الشخص من تعلم كيفية التعامل معها، يمكن أن يكون العلاج بالتعرض مفيدًا جدًا في حالات ذكريات الماضي والكوابيس.

تتمثل إحدى طرق المساعدة في التعامل مع تجربة مؤلمة في استخدام برامج الواقع الافتراضي الذي يتيح تجربة الحدث مرة أخرى، في بيئة آمنة.

3. إزالة التحسس وإعادة المعالجة لحركة العينين (EMDR)  

يجمع هذا العلاج بين العلاج بالتعرض وسلسلة من حركات العينين الموجهة التي تساعدك على معالجة الذكريات السلبية وتغيير طريقة تفاعل الأفراد معها.

4. العلاج الجماعي 

يمكن أن يساعد العلاج الجماعي في التخلص من إضطراب ما بعد الصدمة، من خلال  مشاركة الأفكار والمخاوف والمشاعر السلبية حول الأحداث الصادمة مع أشخاص آخرين.

اقرأ أيضاً: د. محمد الزعري الجابري: ماهي نوبة الهلع أو القلق؟ وكيف نحد منها؟

طرق الوقاية من اضطراب ما بعد الصدمة

يعاني معظم الأشخاص الذين نجوا من الأحداث الصادمة من أعراض مشابهة لإضطراب ما بعد الصدمة، مثل عدم القدرة على التوقف عن التفكير في الحدث المسبب للصدمة، مما يولد الشعور بالخوف والقلق والاكتئاب والذنب كرد فعل على الصدمة.

في حالات التعرض للصدمة و لتجنب تفاقم ردود الأفعال الطبيعية تجاه الحدث والتي قد تتطور إلى إضطراب ما بعد الصدمة، يجب طلب المساعدة  في الوقت المناسب، ويمكن أن يشمل ذلك دعم العائلة والأصدقاء أو اللجوء الى متخصص في الصحة العقلية لتلقي العلاج على المدى القصير أسلوب وقائي من الإضطراب.

متى تزور الطبيب؟

يجب زيارة الطبيب إذا تفاقمت الأعراض واستمرت لأكثر من شهر،  أو إذا وجد المريض مشكلة في استعادة السيطرة على حياته، لتلقي العلاج ومنع تفاقم الأعراض.