يعاني حوالي ثلث سكان العالم من أحد أشكال فقر الدم، وفقًا لمقال نُشر عام 2015 في The Lancet.

فقر الدم هو اضطراب شائع يحدث عندما يعيق نقص خلايا الدم الحمراء توصيل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. ويعتبر السبب الأكثر شيوعًا له هو انخفاض مستويات الحديد في الدم، في هذه الحالة تنخفض خلايا الدم الحمراء في بروتين يسمى الهيموجلوبين، والذي ينقل الأكسجين من الرئتين إلى باقي الجسم.

يبلغ تعداد كريات الدم الحمراء الطبيعي عند النساء 12 جرامًا لكل ديسيلتر من الدم، ويبلغ 15 جرامًا لكل ديسيلتر عند الرجال. إذا ظهرت مستويات أقل من الطبيعي، فمن المرجح أن يقوم طبيبك بإجراء اختبارات دم أخرى لتحديد السبب الجذري للمشكلة.

يشعر الأشخاص المصابون به بالتعب والإرهاق، وتبدأ صحتهم العامة في المعاناة. في الحالات الشديدة، يمكن للأشخاص المصابين بهذا المرض الذين لا يسعون للعلاج أن يتعرضوا لتلف كبير في الأعضاء بسبب الجوع للأكسجين.

يمكن أن تؤدي الظروف الصحية المختلفة إلى انخفاض مستويات كرات الدم الحمراء! فيما يلي أسباب فقر الدم:

يوجد العديد من أنواع فقر الدم ولا يوجد سبب واحد للإصابة به. عند بعض الأشخاص، قد يكون من الصعب تحديد سبب انخفاض عدد كرات الدم الحمراء!

  • فقدان الدم:

عندما يفقد الجسم الدم، فإنه يسحب الماء من الأنسجة خارج مجرى الدم للمساعدة في الحفاظ على الأوعية الدموية ممتلئة، هذا الماء الإضافي يخفف الدم ويقلل من عدد كرات الدم الحمراء.

يمكن أن يكون فقدان الدم حادًا وسريعًا أو مزمنًا. تتضمن بعض أسباب فقدان الدم السريع الجراحة والولادة والصدمات.

غالبًا ما يكون فقدان الدم المزمن مسؤولاً عن السبب، يمكن أن ينتج عن قرحة في المعدة أو سرطان أو نوع آخر من الأورام.

تشمل الأسباب الأخرى الناتج عن فقدان الدم ما يلي:

  • أمراض الجهاز الهضمي، مثل القرحة، والبواسير، والسرطان، أو التهاب المعدة.
  • استخدام العقاقير غير الستيرويدية المضادة للالتهابات، مثل الأسبرين والأيبوبروفين.
  • نزيف الحيض الغزير.
  • انخفاض كرات الدم الحمراء أو ضعفها:

تؤثر العديد من الأمراض على النخاع العظمي، بما في ذلك سرطان الدم. هذا نوع من السرطان يؤدي إلى إنتاج خلايا دم بيضاء مفرطة وغير طبيعية، مما يعطل إنتاج كرات الدم الحمراء.

يلعب النخاع العظمي دورًا أساسيًا في تكوين كرات الدم الحمراء، حيث ينتج النخاع الخلايا الجذعية التي تتطور إلى كرات الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية.

يمكن أن تسبب مشاكل النخاع العظمي فقر الدم اللاتنسجي، على سبيل المثال، يحدث عند وجود عدد قليل من الخلايا الجذعية أو عدم وجودها في النخاع.

تشمل الأنواع الأخرى التي تحدث بسبب انخفاض كرات الدم الحمراء أو ضعفها ما يلي:

  • فقر الدم المنجلي:

يتسبب في تشكيل كريات الدم الحمراء مثل الهلال، والتي تتفكك بسرعة أكبر من كرات الدم الحمراء السليمة أو تستقر في الأوعية الدموية الصغيرة، مما قد يقلل من مستويات الأكسجين ويسبب مزيدًا من الألم في مجرى الدم. للمزيد حول أسبابه وأعراضه ومضاعفاته، يمكنك قراءة المقال التالي: “فقر الدم المنجلي.. طفرة جينية وراثية بأعراض وخيمة!

  • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد:

يتضمن ذلك إنتاج الجسم لعدد قليل جدًا من كرات الدم الحمراء بسبب نقص الحديد في الجسم. وقد يحدث نتيجة لـ:

  1. اتباع نظام غذائي يحتوي على نسبة قليلة من الحديد.
  2. الحيض.
  3. التبرع المتكرر بالدم.
  4. تدريب التحمل.
  5. بعض حالات الجهاز الهضمي، مثل مرض كرون.
  6. الأدوية التي تهيج بطانة الأمعاء، مثل الإيبوبروفين.
  • فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات.

من أمثلة فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات: 

  1. فقر الدم الضخم الأرومات.
  2. فقر الدم الخبيث.
  • تدمير كرات الدم الحمراء:

عادةً ما يكون لهذه الخلايا عمر افتراضي يصل إلى 120 يومًا في مجرى الدم، ولكن الجسم قد يدمرها أو يزيلها قبل أن تكمل دورة حياتها الطبيعية.

أحد أنواع فقر الدم الناتج عن تدمير كرات الدم الحمراء هو فقر الدم الانحلالي الناجم عن المناعة الذاتية. يحدث عندما يخطئ جهاز المناعة في كريات الدم الحمراء، يظنها مادة غريبة، ويهاجمها.

يمكن أن تتسبب العديد من العوامل في حدوث انهيار مفرط لكرات الدم الحمراء، بما في ذلك:

  1. الالتهابات.
  2. بعض المضادات الحيوية.
  3. ارتفاع ضغط الدم الشديد.
  4. صمامات القلب الاصطناعية.
  5. السموم التي تنتجها أمراض الكلى أو الكبد المتقدمة.
  6. هجوم المناعة الذاتية.
  7. سم الأفعى أو العنكبوت.

كيف تعرف أنك مصاب به؟

في حين أنه من الطبيعي أن تشعر بالتعب بعد يوم طويل في العمل أو بعد جلسة تمارين ثقيلة، إلا أنه عندما تكون مصابًا بفقر الدم، فإنك تشعر بالتعب بعد فترات مجهود أقصر حيث تصبح خلايا جسمك جائعة للأكسجين.

مع تفاقم هذا المرض، يمكن أن يعاني جسمك من تغيرات جسدية واضحة – فقد يصبح جلدك شاحبًا، وأظافرك هشة، وقد تستغرق الجروح وقتًا أطول لوقف النزيف.

تشمل الأعراض الأخرى المرتبطة به ما يلي:

  • ضيق في التنفس.
  • تهيج.
  • ضعف.
  • دوخة.
  • برودة اليدين والقدمين.
  • تسارع ضربات القلب أو عدم انتظامها.
  • عدم القدرة على التركيز أو التفكير بوضوح.
  • ألم الصدر.
  • العجز الجنسي.

من المحتمل أن تكون هذه الأعراض خفيفة جدًا في البداية، خاصةً إذا كنت تعاني من فقر دم خفيف أو معتدل، لأن  أجسامنا قابلة للتكيف، وستحاول تعويض فقدان الأكسجين في الدم. لكن، مع تقدم نسنة قلة الدم سيكون جسمك أقل قدرة على التكيف وستصبح الأعراض أكثر وضوحًا!

يجب أن ترى طبيبك إذا كنت تعاني من الأعراض السابقة، عادةً ما يتضمن تشخيص فقر الدم ما يلي:

  • تعداد الدم الكامل (CBC): وهو فحص دم يقيس جميع مكونات الدم المختلفة.
  • التاريخ الطبي والعائلي: يمكن من التعرف على ما إذا كنت قد أصبت بسبب مرض أو بسبب وراثي.
  • الفحص الجسدي: يمكنه معرفة ما إذا كان تنفسك أو ضربات قلبك غير منتظمة.
  • اختبارات الدم الأخرى التي ستتحقق من نقص الحديد أو الفيتامينات وتبحث عن كثب في خلايا الدم الحمراء والهيموجلوبين.

علاج فقر الدم يعتمد على سببه!

إذا كان فقر الدم لديك ناتجًا عن حالة صحية أساسية، فسيعمل طبيبك معك على علاج هذه الحالة، من أجل تحسينه.

يمكن علاج فقر الدم الناجم عن عدم كفاية تناول الحديد أو فيتامين ب 12 أو حمض الفوليك بالمكملات الغذائية. في بعض الحالات، قد تكون هناك حاجة إلى حقن B12 إذا لم يتم امتصاصه بشكل صحيح من الجهاز الهضمي.

قد يعمل طبيبك أو اختصاصي التغذية معك لوصف نظام غذائي يحتوي على كميات مناسبة من الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأخرى التي قد تفتقر إلى نظامك الغذائي الحالي.

في بعض الحالات، إذا كان الوضع شديدًا، فقد يستخدم الأطباء أدوية تسمى عوامل تحفيز تكون الكريات الحمر erythropoiesis-stimulating لزيادة إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظام، تعمل هذه الأدوية بطريقة مشابهة لهرمون إرثروبويتين، الذي تنتجه الكلى بشكل طبيعي.

إذا حدث نزيف حاد أو كانت مستويات الهيموجلوبين منخفضة جدًا، فقد يكون نقل الدم ضروريًا. 

أخيرا، إذا كنت تشعر بالضعف المستمر أو لديك أي من الأعراض الأخرى المذكورة فيجب أن تكون خطوتك التالية هي زيارة طبيبك!