فيتامين دال هو مصطلح يدل على مجموعة صغيرة من الهرمونات الستيرويدية القابلة للذوبان في الدهون، والتي تعد ضرورية لامتصاص الأمعاء للكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفات. بدون فيتامين دال تنخفض مستويات هذه المواد في الدم.

بالإضافة إلى توفره في أشعة الشمس، تحتوي الكثير من الأطعمة على فيتامين دال، من بينها، الأسماك الدهنية ومنتجات الألبان المدعمة. 

حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، توصي جمعية الغدد الصماء The Endocrine Society بالحصول على الكميات التالية من الفيتامين دال حسب الفئات العمرية: 

  • 400 ـ 1000 وحدة دولية (IU) يوميًا للرضع أقل من عام واحد. 
  • 600 ـ 1000 وحدة دولية للأطفال والمراهقين من 1 إلى 18 عامًا.
  • 1500 ـ 2000 وحدة دولية لجميع البالغين .
  • النساء من 14 إلى 70 عاما مسموح لهن بـ 600 وحدة دولية في اليوم. 
  • النساء البالغات 71 عامًا فما فوق عليهن الحصول على 800 وحدة دولية يوميًا.

ما هو فيتامين دال ودوره في الجسم؟

يلعب فيتامين دال أدوارًا مهمة في الأداء السليم للجسم، وقد يساعد في الوقاية من السرطان والحماية من العديد من الحالات المزمنة، بما في ذلك:

  • فقدان العظام.
  • الاكتئاب.
  • داء السكري من النوع 2.
  • أمراض القلب.
  • التصلب المتعدد.

في المقابل، يسبب نقص فيتامين دال تمعدن غير طبيعي لمصفوفة الكولاجين في العظام، والتي يشار إليها باسم لين العظام. 

تدفع مصفوفة الكولاجين الممعدنة في العظام بشكل غير طبيعي السمحاق (غشاء ليفي يغطي الطبقة الخارجية لجميع العظام) إلى الخارج مما يؤدي إلى آلام العظام، وهي شكوى شائعة لدى الأفراد الذين يعانون من نقص فيتامين دال. حيث يعاني حوالي 40% إلى 60% من المرضى الذين يشكون من ألم عضلي معمم وآلام العظام من نقص فيتامين دال. 

نسبة فيتامين دال الطبيعية عند النساء

يقيس الأطباء نسبة فيتامين دال في الدم من خلال اختبارات الدم باستخدام أحد قياسين: نانومول لكل لتر (نانومول / لتر) أو نانوجرام لكل مليلتر (نانوغرام / مل).

تعتمد كمية فيتامين دال التي يحتاجها الشخص في اليوم على عمره. بالنسبة لمعظم البالغين، يكون المستوى الطبيعي لفيتامين دال في الدم هو 20 نانوغرام لكل مليلتر أو أكثر.

بالنسبة للنساء الحوامل أو المرضعات يحتجن إلى 15 ميكروغرامًا أو 600 وحدة دولية من فيتامين دال في اليوم.

أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء

1. التعب والإرهاق

يمكن أن يكون السبب خلف الشعور بالتعب عند النساء ناتجا عن نقص فيتامين د. حيث تشير العديد من الدراسات إلى أن تناول فيتامين دال من شأنه التقليل من شدة التعب لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص فيه.

في إحدى التجارب السريرية التي أجريت بمستشفى جامعة زيورخ، والتي تهدف إلى التحقيق في فعالية فيتامين د في علاج التعب بين الأشخاص الأصحاء الذين لديهم مستويات منخفضة من هذا الفيتامين في الدم. كان متوسط ​​عمر المشاركين ما بين 6 و 29 سنة، 53% كانوا من النساء. والنتيجة هي انخفاض متوسط التعب بشكل ملحوظ في المجموعة التي تناولت فيتامين د مقارنة مع مجموعة الدواء الوهمي. 

2. آلام العظام والظهر

فيتامين د حيوي لوظيفة العظام، وله تأثيرات مضادة للالتهابات. نتيجة لذلك، يلعب فيتامين د دورًا هاما في تخفيف آلام العظام، خاصةً عندما يكون الالتهاب هو السبب.

تربط بعض الأبحاث نقص فيتامين د بـ RA، وهي حالة التهابية مزمنة تؤثر على المفاصل.

3. ضعف المناعة

حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، فيتامين د له دور مهم في التأثير على المناعة، بالإضافة إلى آثاره الكلاسيكية على الكالسيوم وتوازن العظام. والسبب في ذلك هو أن مستقبلات فيتامين د يتم التعبير عنها في الخلايا المناعية (الخلايا البائية والخلايا التائية والخلايا التي تقدم المستضد) وهذه الخلايا المناعية كلها قادرة على تصنيع مستقلب فيتامين د النشط، وبالتالي فإن فيتامين د لديه القدرة على العمل في البيئة المناعية. 

يمكن لفيتامين د التأثير على الاستجابات المناعية الفطرية والتكيفية، مما يجعل فيتامين د يرتبط بزيادة التعرض للعدوى.

4. تأخر التئام الجروح

يعتبر التئام الجروح البطيء بعد الجراحة أو الإصابة علامة على أن مستويات فيتامين “د” لديك منخفضة للغاية، حيث يزيد الفيتامين “د” من إنتاج المركبات الضرورية لتكوين جلد جديد كجزء من عملية التئام الجروح.

وجدت إحدى الدراسات التي أجريت لتقييم تأثير مكملات فيتامين د على التئام الجروح والحالة الأيضية لدى مرضى قرحة القدم السكرية (DFU) ـ والتي شملت 60 شخصًا يعانون من قرح القدم المرتبطة بمرض السكري ـ أن تناول مكمل فيتامين د لمدة 12 أسبوعًا أدى إلى تحسن كبير في التئام الجروح.

5. زيادة الوزن

حسب إحدى الدراسات الموجهة لمعرفة ما إذا كانت نسبة فيتامين د في الجسم مرتبطة زيادة الوزن أو زيادة محيط الخصر. تم التوصل إلى وجود صلة بين حالة نقص فيتامين د ودهون البطن وزيادة الوزن، على الرغم من أن هذه التأثيرات كانت أكثر وضوحًا عند الرجال.

على الرغم من أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات حول العلاقة بين السمنة ونقص فيتامين دال عند النساء لتحديد ما إذا كانت مكملات هذا الفيتامين تساعد في منع زيادة الوزن، إلا أنه يمكن ملاحظة نقص فيتامين د في حالات السمنة.

6. داء السكري

هناك علاقة بين داء السكري ونقص فيتامين د، يعتقد الباحثون أن هذه العلاقة تتجلى في دور فيتامين د في حساسية الأنسولين ومقاومته. كما أن هناك احتمال آخر لعلاقة نقص فيتامين د بالسكري وهو ارتباطه بالالتهاب، لأن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع 2 غالبا ما يعانون من التهاب مزمن بشكل أكثر حدة.

وجدت مراجعة نُشرت في مارس 2017 في مجلة Biochemical Journal أنه عند نقص فيتامين د، تبدأ العديد من العمليات الخلوية في الجسم في الانهيار، وهذا ما يمهد الطريق لظهور أمراض مثل مرض السكري.

7. مرض الزهايمر والخرف

وجدت دراسة نُشرت في مجلة Neurology أن النقص في فيتامين د مرتبط بخطر مضاعف للإصابة ببعض أشكال الخرف، بما في ذلك مرض الزهايمر. ومن بين أعراض الخرف، التراجع في التفكير والذاكرة مما يؤثر سلبًا على الحياة اليومية. 

يعتبر مرض الزهايمر شكلا أكثر شيوعًا للخرف، حيث يمثل ما يصل إلى 80% من حالات الخرف، وفقًا لجمعية الزهايمر. حللت الدراسة المذكورة أعلاه أكثر من 1600 شخص تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر ممن لم يكن مصابًا بالخرف في بداية الدراسة. 

مقارنة مع الأشخاص الذين لديهم مستويات طبيعية من فيتامين د، فإن أولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د لديهم خطر متزايد بنسبة 53% للإصابة بالخرف لجميع الأسباب. ووجد مؤلفو الدراسة أيضًا أن الأشخاص الذين لديهم مستويات منخفضة من فيتامين (د) كانوا أكثر عرضة بنسبة 70% للإصابة بمرض الزهايمر.

8. آلام شديدة قبل وأثناء الدورة الشهرية

تحدث الآلام الشديدة قبل وأثناء الدورة الشهرية لدى ما يصل إلى 90%من النساء، والتي تؤثر بشكل سلبي على نوعية الحياة ، خاصة عندما تصبح الأعراض شديدة. حسب موقع practical pain management الأسباب الأكثر شيوعًا لعسر الطمث هي:

  • تقلصات الرحم الناتجة عن انسحاب هرمون البروجسترون في بداية الحيض.
  • مستويات البروستاغلاندين المرتفعة في سائل الدورة الشهرية.
  • مستويات الليكوترين البولية المرتفعة.
  • الانتباذ البطاني الرحمي.

تشمل العلاجات الأنسب بناء على الأسباب: العلاج الدوائي بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية. أما فيما يخص ارتباط آلام الدورة الشهرية بنقص فيتامين د، تذكر الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء (ACOG) أن تجربة سريرية أجريت عام 2012 بخصوص استخدام مكملات فيتامين د لعلاج عسر الطمث، قد وجدت انخفاضًا كبيرًا في شدة آلام الدورة الشهرية بين المشاركات اللواتي تم اختيارهن عشوائيًا لأخذ جرعة واحدة عالية من فيتامين د عن طريق الفم. 

9. تساقط الشعر

هناك مجموعة من العوامل التي قد تؤدي إلى تساقط الشعر عند النساء، قد تكون هذه العوامل إما مرض أو أدوية أو نقص في بعض العناصر الغذائية. 

وما يهمنا في هذا المقال هو نقص فيتامين دال، والذي اعتبر من أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء، على الرغم من نقص الأبحاث حول الموضوع.

ربطت دراسات نقص مستويات فيتامين د بالثعلبة البقعية، وهي مرض مناعي ذاتي يتميز بفقدان الشعر الشديد.

وفي دراسة أخرى أجريت على 48 شخصًا يعانون من داء الثعلبة البقعية، بهدف تقييم حالة فيتامين د لديهم. أدى استخدام شكل اصطناعي من فيتامين دال موضعيًا لمدة 12 أسبوعًا إلى زيادة نمو الشعر بشكل ملحوظ.

10. الحمل

حسب مركز جونز هوبكنز سيكارون للوقاية من أمراض القلب، وجدت الأبحاث التي أجريت في هذا المجال أن  النساء الحوامل اللواتي يصبن بنقص فيتامين دال هن أكثر عرضة للإصابة بـ: 

  • تسمم الحمل.
  • سكري الحمل.
  • نتائج الحمل السلبية. 

أعراض نقص فيتامين د النفسية

فيتامين د هو أحد الهرمونات الستيرويدية التي تلعب دورًا مهما في نمو وتوازن الدماغ ووظائف الجهاز العصبي، وذلك نظرا لتأثيره على عمليات إنتاج وإطلاق بعض النواقل العصبية كالسيروتونين والدوبامين. فيما يلي بعض الأعراض النفسية لنقص فيتامين د:

1. الاكتئاب 

حسب إحدى الدراسات هناك دليل يُظهر وجود علاقة بين الحالة المزاجية ومستويات فيتامين د، حيث ارتبط نقص فيتامين د بالاكتئاب.

الدراسة التي نُشرت في أبريل 2017 في مجلة أبحاث السكري the Journal of Diabetes Research، أظهرت أن مكملات فيتامين د ساعدت على تحسين الحالة المزاجية للنساء المصابات بداء السكري من النوع 2. حيث تم إعطاء جميع النساء جرعة عالية من فيتامين د لمدة ستة أشهر. لتتوصل النتائج النهائية إلى أن هناك انخفاضًا كبيرًا في الاكتئاب والقلق وتحسنًا في الصحة العقلية.

2. القلق 

وجدت إحدى المراجعات أن مستويات فيتامين د، كانت منخفضة لدى الأشخاص الذين يعانون من القلق، وكذلك لدى المصابين بالاكتئاب.

كما أكدت نتائج دراسة أجريت على النساء الحوامل أن وجود مستويات كافية من فيتامين د قد يساعد في:

  • تقليل أعراض القلق.
  • تحسين نوعية النوم.
  • المساعدة في منع اكتئاب ما بعد الولادة.

أعراض نقص فيتامين د على العضلات

وجدت إحدى الدراسات أن 71% من الأشخاص الذين يعانون من آلام العضلات هم في الواقع لديهم نقص في الفيتامين د.

لكن كيف يحدث ذلك؟ في الخلايا العصبية التي تسمى مستقبلات الألم، والتي تستشعر الألم، يوجد مستقبلات فيتامين د. حيث يشارك فيتامين دال أيضًا في مسارات إشارات الألم في الجسم، والتي قد تلعب دورًا في الألم المزمن.

يمكن للجرعات العالية من مكملات فيتامين د أن تقلل من الألم لدى النساء الذين يعانون من نقص فيتامين د.

أخطر أعراض نقص فيتامين د

أفادت دراسات مقطعية أن نقص فيتامين د مرتبط بزيادة خطر الإصابة بـ: 

  • أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وفشل القلب وأمراض القلب الإقفارية. 

كما أظهرت الدراسات الاستباقية الأولية أن نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بـ:

  • ارتفاع ضغط الدم العرضي أو الموت القلبي المفاجئ لدى الأفراد المصابين بأمراض قلبية وعائية موجودة مسبقًا.

علاج نقص فيتامين د عند النساء

عادة ما يتم علاج نقص فيتامين د عند النساء بالمكملات الغذائية. وتعتبر المكملات العلاج الأول لنقص فيتامين د دون وصفة طبية. وتتضمن: 

  • المغنيسيوم: يساعد على تنشيط فيتامين د.
  • جرعات عالية من فيتامين دالي في حالة النقص الحاد فيه، قد يوصي الطبيب بجرعات قوية تصل إلى 50000 وحدة دولية.
  • حقن فيتامين د.

نشر خبير هشاشة العظام الدكتور جويل فينكلشتاين Joel Finkelstein، المدير المساعد بمستشفى ماساتشوستس العام، دراسة أجريت على أكثر من 2000 امرأة في فترة ما حول انقطاع الطمث، واللواتي تمت متابعتهن لما يقارب 10 سنوات. وجدت الدراسة أن النساء في هذه المرحلة أكثر عرضة لنقص فيتامين دال، وبالتالي فإن المكملات الغذائية لها ما يبررها عند النساء في منتصف العمر بمستويات أقل من 20 نانوغرام / مل. 

كيفية تعويض نقص فيتامين د عند الفتيات

تشجع إيرين ميتشوس Erin Michos ـ مديرة مساعدة بمركز جونز هوبكنز سيكارون للوقاية من أمراض القلب ـ النساء اللواتي يرغبن في تعويض نقص فيتامين د على:  

  • ممارسة الرياضة بانتظام في الداخل والخارج للحفاظ على وزن صحي (لأن السمنة مرتبطة بانخفاض فيتامين د).
  • التعرض لأشعة الشمس، من 10 إلى 15 دقيقة في الصيف يوميًا.
  • تناول نظام غذائي صحي، بما في ذلك الأطعمة الغنية بفيتامين د.
  • تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د معًا (بعد استشارة الطبيب) لصحة عظام جيدة لأن فيتامين د يمكن أن يساعد في امتصاص الكالسيوم، ويعملان بشكل أفضل عند تناولهما معًا. 

مصادر فيتامين د الطبيعية

هناك مجموعة من الأطعمة الت يتساعد في علاج أعراض نقص فيتامين دال الشديد عند النساء، من بينها:

  • زيت السمك.
  • سمك السالمون.
  • سمك أبو سيف.
  • سمك التونة.
  • الألبان والحليب النباتي المدعم بفيتامين د.
  • السردين.
  • لحم كبد البقر.
  • صفار البيض.
  • الحبوب المدعمة.
  • الياغورت زبادي.

كما يعد ضوء الشمس مصدرا طبيعيا لفيتامين د، يوصي الأطباء بالخروج في الهواء الطلق. لكن، مع الأخذ بعين الاعتبار التأثيرات السلبية للتعرض الزائد للأشعة فوق البنفسجية. يجب اتخاذ الاحتياطات عن طريق البقاء لوقت محدود في الشمس مع استخدام كريم الوقاية من أشعة الشمس.

وجدت دراسة سويسرية أجريت عام 2019 أن مدة 10-15 دقيقة فقط من للتعرض لأشعة الشمس هي كفيلة بتوفير 1000 وحدة دولية من فيتامين دال خلال الربيع والصيف. لكن، خلال فصلي الخريف والشتاء قد يتطلب الأمر قضاء أكثر من 6 ساعات يوميًا في الهواء الطلق.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال هل تعانين من أحد الأعراض السالفة الذكر؟ أو تعرفين شخصا ما يعاني منها؟ شاركي المقال وشاركينا رأيك في تعليق!