ما هو مرض الفيبروميالجيا؟

الفيبروميالجيا هي “الألم العضلي الليفي” وهي حالة مزمنة طويلة الأمد، تتسبب بألم في العضلات والعظام، والتعب العام، واضطرابات النوم والإدراك.

تأتي الفيبروميالجيا نتيجة التعرض لصدمة بدنية، أو جراحة، أو التهاب، أو ضغط نفسي شديد. ويعاني الكثير من الأشخاص المصابين بالألم العضلي الليفي أيضًا من الصداع، واضطرابات في المفصل الفكي الصدغي (TMJ) ومتلازمة القولون العصبي والقلق والاكتئاب.

تكون النساء أكثر عرضة للإصابة بالفيبروميالجيا من الرجال بمعدل 8 نساء مقابل رجلين، كما أن الأطفال كذلك عرضة للإصابة بها. وبينما لا يوجد علاج للألم العضلي الليفي، قد تساعد ممارسة التمارين البدنية والراحة والحد من التوتر في تخفيف الآلام.

أعراض الفيبروميالجيا

يسبب “الألم العضلي الليفي” أو الفيبروميالجيا ما يُشار إليه باسم “مناطق الألم”، حيث يبدو الألم في بعض المناطق من الجسم وكأنه وجع خفيف مستمر.

حسب المعايير المؤقتة للكلية الأمريكية لأمراض الروماتيزم، وحسب  تنقيحات 2016 لـمعايير تشخيص الألم العضلي الليفي، تشمل أعراض الفيبروميالجيا ما يلي:

  • التعب. 
  • مشاكل في النوم.
  • النوم لفترات طويلة دون الشعور بالراحة (النوم غير المنعش).
  • الصداع.
  • الكآبة
  • القلق.
  • مشاكل في التركيز أو الانتباه.
  • ألم أو وجع خفيف في أسفل البطن.
  • عيون جافة.
  • مشاكل المثانة، مثل التهاب المثانة الخلالي.
  • يمكن أن يؤثر الألم العضلي الليفي أيضًا على العواطف ومستوى الطاقة.

أعراض الفيبروميالجيا عند النساء

تكون أعراض الألم العضلي الليفي بشكل عام أكثر حدة لدى النساء منها لدى الرجال، حيث تعاني النساء من: 

  • ألم أكثر انتشارًا. 
  • أعراض القولون العصبي. 
  • التعب الصباحي أكثر من الرجال.
  • الدورة الشهرية المؤلمة.

قد يؤدي الانتقال إلى سن اليأس إلى تفاقم حالة الألم العضلي الليفي، ومما يزيد الأمور تعقيدًا أن بعض أعراض سن اليأس والألم العضلي الليفي تبدو متطابقة تقريبًا.

أعراض الفيبروميالجيا عند الرجال

يصاب الرجال أيضًا بالفيبروميالجيا، ومع ذلك قد تظل أغلب الحالات عند الرجال غير مشخصة لأن هذا يُنظر إليه على أنه مرض نسائي. وتُظهر الإحصاءات الحالية أنه نظرًا لتطبيق بروتوكول التشخيص لعام 2016 بسهولة أكبر، يتم تشخيص المزيد من الرجال بالفيبروميالجيا.

يعاني الرجال أيضًا من ألم شديد وأعراض عاطفية نتيجة الألم العضلي الليفي، وتؤثر الحالة على جودة حياتهم ومسيرتهم المهنية وعلاقاتهم، وذلك وفقًا لمسح أجري عام 2018 نُشر في المجلة الأمريكية للصحة العامة.

فيبروميالجيا الضباب

فيبروميالجيا الضباب، أو ما يعرف أيضًا باسم “الضباب الليفي” أو “ضباب الدماغ”، وهو مصطلح يستخدمه بعض الأشخاص لوصف الشعور الغامض الذي يشعرون به، تشمل علامات الضباب الليفي ما يلي:

  • هفوات الذاكرة.
  • صعوبة في التركيز.
  • مشكلة في البقاء في حالة تأهب.

وفقًا لـدراسة أجريت عام 2015 ونشرت في مجلة Rheumatology International، يجد بعض الناس أن التشوش الذهني الناجم عن الألم العضلي الليفي مزعج أكثر من الألم.

أسباب الفيبروميالجيا

وفقًا لأحدث الأبحاث يبدو أن الأسباب تتمثل في بعض الخصائص الوراثية بالإضافة لمجموعة من المحفزات، مثل العدوى، والصدمات النفسية والإجهاد.

  • الالتهابات

يمكن أن يؤدي مرض سابق إلى حدوث الفيبروميالجيا أو جعل أعراضه أسوأ، وتعتبر الإنفلونزا والالتهاب الرئوي والتهابات الجهاز الهضمي، مثل تلك التي تسببها بكتيريا السالمونيلا والشِّيغِيلَّة وفيروس إبشتاين بار جميعها لها روابط محتملة مع الألم العضلي الليفي.

  • الجينات

إذا كان لديك أحد أفراد العائلة مصاب بهذه الحالة، فأنت أكثر عرضة للإصابة به.
يعتقد الباحثون أن بعض الطفرات الجينية قد تؤدي دورًا، وقد حددوا عددًا قليلاً من الجينات المحتملة التي تؤثر على نقل إشارات الألم الكيميائية بين الخلايا العصبية.

  • الصدمة

قد يصاب الأشخاص الذين مروا بصدمة جسدية أو عاطفية شديدة بالفيبروميالجيا، حيث تم ربط هذه الحالة باضطراب الإجهاد اللاحق للصدمة (PTSD).

  • الضغط العصبي

مثل الصدمة، يمكن أن يترك التوتر آثارًا طويلة الأمد على جسمك، حيث تم ربط الإجهاد بالتغيرات الهرمونية التي يمكن أن تساهم في الإصابة بالألم العضلي الليفي.

لا يفهم مقدمو الرعاية الصحية تمامًا أسباب الطبيعة المزمنة المنتشرة لألم الفيبروميالجيا. تقول إحدى النظريات أن الدماغ يخفض عتبة الألم. الأحاسيس التي لم تكن مؤلمة من قبل تصبح مؤلمة جدًا بمرور الوقت.

علاج الفيبروميالجيا

حاليًا، لا يوجد علاج للفيبروميالجيا، وبدلاً من ذلك، يتم التركيز على تقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة من خلال:

  • الأدوية: يمكن للأدوية أن تخفف الألم وتساعدك على النوم بشكل أفضل. 
  • طرق الرعاية الذاتية: يحسن العلاج الطبيعي والوظيفي من قوتك ويقلل من الضغط الواقع على جسمك. 
  • تغيير نمط الحياة: يمكن أن تساعدك أساليب التمرين وتقليل التوتر على الشعور بتحسن عقليًا وجسديًا.

لكن، قبل اللجوء إلى العلاج يجب الإشارة إلى أن هناك أمراض أخرى تشبه الفيبروميالجيا في الأعراض، مثل الأمراض الالتهابية والروماتيزمية والمناعية، وبعد التأكد من عدم وجود أي من هذه الأمراض يمكن الأخذ بعين الاعتبار تشخيص الفيبروميالجيا. 

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا ما مررت به من أعراض قبل اكتشافك أنك مصاب بالفيبروميالجيا، وكيف تمكن طبيبك من اكتشاف ذلك! وشارك المقال مع صديقك الذي يشعر بالأعراض السالفة الذكر.

تدقيق علمي: 

د. عصام لوكيلي

طبيب مختص في جراحة العضام والمفاصل