الإجهاد والتوتر والضغط العصبي جزء طبيعي من حياة الإنسان، يمكن أن ينتج عن أسباب عضوية مثل عدم الحصول على قسط كاف من النوم أو الإصابة بمرض معين. بالإضافة إلى الأسباب العاطفية؛ حيث يقلق المرء حين يمر بضائقة مالية مثلا أو يفقد شخصا عزيزا. 

ينتج التوتر أيضا عن أسباب يمكن اعتبارها “بسيطة” لكنها متكررة، مثل الالتزامات اليومية والضغوط التي تجعلك تشعر أنك لست متحكما في مجريات حياتك، ولا تعيش أيامك كما تحب أن تُعاش، ولا تفعل الأشياء التي تجلب لك الراحة النفسية في حين أنك ملزم بأشياء ثقيلة عليك. 

اقرأ أيضا: الاحتراق الوظيفي أو الاحتراق النفسي بسبب العمل…هل أصبح آفة العصر؟ 

تأثير الإجهاد والتوتر والضغط العصبي على صحة القلب

يتم إفراز هرمون الكورتيزول استجابة لحالة التوتر، ويؤدي ارتفاع مستويات الكورتيزول على المدى الطويل إلى اختلال المعطيات البيولوجية كنسب الكوليسترول في الدم، الدهون الثلاثية، والسكر وضغط الدم. وهذه بالضبط هي العوامل الشائعة لأمراض القلب والشرايين عبر تعزيز تراكم الترسبات في جدار الشرايين. كما أن التوتر يفضي أحيانا إلى ممارسات غير صحية تفاقم من هذا الخطر، مثل: التدخين، والأكل غير الصحي والخمول وغيرها.

اقرأ أيضا: تأثير التوتر والضغط النفسي على مردودية الشخص

إليك بعض النصائح حتى لا تزور عيادة الطبيب!

لست طبيبا نفسانيا أو “كوتش” التنمية الذاتية، لكنني سأتجرأ على الميدان هذه المرة وأسدي بعض النصائح العامة المُجربة، لحماية نفسك من التوتر المزمن، صيانة لك من أمراض عضوية قد تظهر عليك في سن مبكر: 

  • رتب أولويات حياتك جيدا، وكن شجاعا في اتباع نسق الحياة الذي يحافظ على هذا الترتيب وليس النسق الذي فُرض عليك.
  • لتغيير حياتك المليئة بعوامل التوتر، لا بد من قرارات حاسمة، كبيرة وجريئة (تغيير عمل، تغيير مقر سكنى، قطع علاقات اجتماعية تبدو مهمة لكنها مضرة، التضحية بالمال من أجل راحة النفس أو من أجل علاقات عائلية أفضل…)
  • السعادة ليست دائما حيث تظن، وليست حتما فيما يفعله أغلب الناس؛ لأن أغلب الناس يشتكون من التوتر والإحباط على كل حال. السعادة أحيانا أقرب إليك مما تتصور، وأبسط مما يوحي إليك النموذج المجتمعي الحالي.
  • حافظ على العلاقات الاجتماعية التي تزيد سعادتك، وتخلص من العلاقات التي تزيدك إحباطا وقلقا. 
  • نم جيدا، مارس الرياضة بانتظام، واتبع نظاما غذائيا متوازنا.
  • غادر المدينة بانتظام، واهجر الاسمنت المسلح والطرقات المزدحمة إلى أقرب مكان طبيعي إليك، وافعل ذلك بشكل متكرر.