يعتبر الاحتراق الوظيفي (Job Burnout) نوعا خاصا من الضغط العصبي المرتبط بالعمل، وهو حالة من الإجهاد البدني أو النفسي تتضمن إحساسا بتراجع الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، نتيجة ضغوط العمل طويلة الأمد التي لم يتم التعرف عليها ومعالجتها. ينطوي هذا النوع من الاحتراق على إرهاق عقلي أو عاطفي أو جسدي، مصحوبا في كثير من الأحيان بإحساس بالتشاؤم واليأس.

الاحتراق الوظيفي هو رد فعل على ضغوط العمل الطويلة أو المزمنة ويتميز بثلاثة أبعاد رئيسية: الإرهاق، والتشاؤم، والإحساس بضعف القدرة المهنية، وهو ما قد يدفع الشخص إلى كره وظيفته، وضعف طاقته الإنتاجية في العمل. يمكن أن يزيد من هذا الضغط؛ نمط الحياة العام، وأنماط التفكير كالبحث عن الكمال أو التشاؤم.

الاحتراق الوظيفي، في حد ذاته، ليس تشخيصا طبيا. لكن، يعتقد بعض الخبراء أن الحالات النفسية، مثل الاكتئاب هي المسؤولة عن الاحتراق، وهو عملية تدريجية تبدأ بالتوتر المزمن وتتطور وتتفاقم  مع مرور الوقت ما لم يتم اتخاذ تدابير صحية للتخفيف من حدتها.

أعراض الاحتراق الوظيفي

إذا كنت تشعر بالقلق من أنك قد تعاني من الاحتراق المرتبط بالعمل، لكنك غير متأكد من أعراضه، فيما يلي بعض أعراضه الأكثر شيوعًا:

  • الإرهاق الجسدي والعاطفي والإحساس بالتعب معظم الوقت.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة الاعتيادية.
  • العزلة وتجنب التفاعل مع زملاء العمل أو مع الأشخاص في حياتك اليومية.
  • انخفاض المناعة والتعرض لمشاكل صحية كثيرة، الأنفلونزا والصداع وآلام الظهر وخفقان القلب.
  • سرعة الغضب والانفعال والانتقاد، والمبالغة في ردود الفعل.
  • تغير عادات النوم، نتيجة المعاناة مع الأرق أو النوم لساعات طوال.
  • تغير عادات الأكل؛ كفقدان الشهية أو الأكل كثيرا.
  • كثرة النسيان وعدم القدرة على التركيز.
  • انخفاض الأداء الوظيفي نتيجة صعوبة التركيز وقلة الحس الإبداعي.
  • الاكتئاب والنظر إلى مختلف جوانب الحياة العملية وغيرها بسلبية.

للمشاركة في عُزلة شفاء للتخلص من التوتر وضغط العمل، يمكنك ملء استمارة التسجيل عبر هذا الرابط:

5 أسباب مسؤولة عن الاحتراق الوظيفي

وفقًا لتقرير صدر سنة 2018 عن مؤسسة غالوب للتحليلات والاستشارات الإدراية (-Gallup -company)، فإن للاحتراق الوظيفي خمسة أسباب رئيسية: 

1. ضغط الوقت غير المعقول: يعتبر الموظفون الذين يملكون وقتا كافيا للقيام بعملهم، أقل عرضة لمواجهة الاحتراق الوظيفي بنسبة 70%.

2. قلة التواصل والدعم من المدير: يمثل دعم المدير حاجزا نفسيا ضد الاحتراق، ويعتبر الموظفون الذين يشعرون بدعم قوي من مديرهم أقل عرضة بنسبة 70% للاحتراق.

3. عدم وضوح الدور وغياب الهدف: عندما تكون التوقعات أو الأهداف مجهولة، قد يصبح الموظفون مرهقين بمجرد محاولة معرفة ما يفترض بهم القيام به.

4. عبء العمل: عند الإحساس بأنه لا يمكن السيطرة على عبء العمل، فإن أكثر الموظفين تفاؤلا يمكنهم الإحساس باليأس. 

5. المعاملة غير العادلة: يعتبر الموظفون الذين يشعرون أنهم يعاملون بشكل غير عادل؛ كالمحسوبية أو التعويض غير العادل أو سوء المعاملة في العمل أكثر عرضة بمقدار 2.3 مرة لتجربة مستوى عال من الإرهاق.

هل من طرق للوقاية من الاحتراق الوظيفي؟ 

قد يساعد اتباع هذه الخطوات على التخفيف من حدة التوتر، وتشمل:

  • ممارسة الرياضة

لا تعتبر التمارين مفيدة لصحتنا الجسدية وحسب، بل يمكن أن تمدنا بدفعة نفسية وعاطفية أيضا. ليس من الضروري قضاء ساعات في صالة الألعاب الرياضية، يمكن للتدريبات القصيرة والمشي بشكل يومي، إن أمكن، المساعدة على التخفيف من حدة التوتر.

  • اتباع نظام غذائي متوازن

يمكن أن يكون اتباع نظام غذائي صحي مشبع بأحماض أوميغا-3 الدهنية مضادا طبيعيا للاكتئاب. قد تساعد إضافة الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 مثل زيت بذور الكتان والجوز والأسماك على تعزيز المزاج.

  • تنظيم عادات النوم

يحتاج الجسم إلى وقت للراحة لإعادة تجديد الطاقة، وهذا هو السبب في أن عادات النوم الصحية ضرورية للحفاظ على إنتاجيتنا. وحسب مؤسسة النوم الوطنية، فإن تجنب الكافيين قبل النوم، واتباع طقوس مريحة قبل وقت النوم، والتوقف عن استعمال الأجهزة الإلكترونية يساعد على الاستفادة من نوم صحي.

  • الحصول على المساعدة

خلال الأوقات العصيبة، من المهم طلب المساعدة، من خلال التواصل مع الأصدقاء المقربين، أو من خلال إخبار المشرف بالمشاكل المرتبطة بالعمل لإحداث تغييرات وخلق بيئة عمل صحية.

  • تغيير الوظيفة

في بعض الحالات، قد يكون من الضروري تغيير الوظيفة تماما لوضع حد للإرهاق.

يمكن أن يؤدي التعرض لضغط مستمر إلى الإرهاق، لكن، يمكن تجنبه عن طريق جعل الرعاية الذاتية جزءًا من روتينك اليومي، حتى لو كنت تعمل لساعات طويلة، فإنه من الضروري تخصيص وقت لنفسك.