يقوم الجسم باتباع الساعة البيولوجية لأداء وظائف محددة، مثل إفراز الهرمونات التي تساعد على النوم، أو زيادة درجة حرارة الجسم لمساعدتك على الاستيقاظ في بداية اليوم.
لكن، عند السفر إلى منطقة زمنية مختلفة يحدث ما يسمى بـ “اضطراب الرحلات الجوية الطويلة”، وذلك بسبب تعطل الساعة البيولوجية لجسمك، أو النَظم اليوماوي (الإيقاع اليومي).
غالبا ما يكون اضطراب الرحلات الجوية الطويلة مؤقتًا، لكنه قد يتداخل مع يومك بعدة طرق، فمن الممكن أن يتسبب في التعب، الخمول، واضطراب المعدة. وهي أعراض ليست بالخطيرة، لكنها قد تؤثر على صحتك.
ماذا تقول الأبحاث عن اضطراب الرحلات الجوية الطويلة؟
تعرف الأكاديمية الأمريكية لطب النوم ( AASM ) اضطراب الرحلات الجوية الطويلة بأنه متلازمة تتضمن إما النعاس المفرط أثناء النهار أو عدم القدرة على النوم بعد السفر عبر منطقتين زمنيتين أو أكثر.
كلما زاد عدد المناطق الزمنية التي يعبرها الفرد خلال فترة قصيرة، زادت احتمالية ظهور أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة.
يميل هذا التأثير إلى أن يكون أكبر عند السفر شرقًا وليس غربًا، بينما تكون الأعراض أكثر حدة في اليوم التالي للوصول إلى الوجهة.
تشير بعض الأبحاث إلى أن أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة قد تصبح أكثر صعوبة مع تقدم الناس في السن، وقد يكون ذلك بسبب تغير إيقاعات الساعة البيولوجية مع تقدم العمر.
ومع ذلك، لا يعاني الجميع من اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، حيث تشير الأبحاث إلى أن حوالي 1 من كل 3 أشخاص قد لا يعانون منه.
أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة:
تظهر هذه الأعراض عادة في غضون 12 ساعة من وصولك إلى موقعك الجديد، وقد تستمر عدة أيام. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا ما يلي:
- التعب والإرهاق.
- النعاس.
- التهيج.
- الشعور بالارتباك.
- الخمول.
- مشاكل الجهاز الهضمي الطفيفة، بما في ذلك اضطراب المعدة والإسهال.
- النعاس المفرط.
- الأرق.
بالنسبة لمعظم الناس، تكون أعراض اضطراب الرحلات الجوية الطويلة خفيفة. إذا كنت تعاني من أعراض أكثر حدة، مثل التعرق البارد والقيء والحمى، فربما أنك تعاني من شيء آخر، مثل:
- فيروس.
- برد.
إذا استمرت هذه الأعراض لأكثر من 24 ساعة، فاستشر الطبيب لتلقي العلاج.
أسباب الاضطراب المتعلق بالرحلات الجوية الطويلة:
-
اضطراب في النَظم اليوماوي circadian rhythm:
حسب مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي، قد تصاب باضطراب الرحلات الجوية الطويلة لأن عبورك للعديد من المناطق الزمنية المختلفة يجعل ساعتك الداخلية (النَظم اليوماوي) المسؤولة عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ لديك غير متزامنة مع إشارات الوقت في المنطقة الجديدة التي انتقل إليها جسمك.
على سبيل المثال، إذا سافرت على متن رحلة جوية من نيويورك إلى باريس في الساعة الرابعة مساء يوم الثلاثاء لتصل على الساعة السابعة صباحًا من يوم الأربعاء، ستظل ساعتك الداخلية تتعامل كأنها الساعة الواحدة صباحًا! وهذا يعني أن عليك التوجه للفراش، في حين أن سكان البلد يبدؤون في الاستيقاظ من نومهم.
لن يبدأ جسمك في التكيف إلا بعد مرور عدة أيام، وبالتالي ستظل دورة النوم والاستيقاظ لديك بالإضافة إلى معظم وظائف الجسم الأخرى – كأوقات تناول الطعام والتبرز- غير متوافقة مع توقيت البلد الذي سافرت إليه.
-
تأثير ضوء الشمس:
يؤثر ضوء الشمس على تنظيم الميلاتونين، الهرمون الذي يساعد على ضبط تزامن الخلايا في الجسم، حيث:
تقوم خلايا معينة في الأنسجة الموجودة في شبكية العين بنقل إشارات الضوء إلى منطقة من دماغك تسمى منطقة ما تحت المهاد.
عندما تكون إشارات الضوء منخفضة خلال الليل، تحُثَُ منطقة ما تحت المهاد الغدة النخامية على إطلاق الميلاتونين. وفي ضوء النهار، يحدث عكس ذلك، حيث تقوم الغدة النخامية بإطلاق القليل جدا من الميلاتونين.
والحل هو تعرضك لضوء الشمس في النطاق الزمني الجديد.
-
المناخ العام وضغط الهواء داخل مقصورة الطائرة:
بغض النظر عن السفر إلى مناطق تختلف في توقيتها الزمني عن توقيت منطقتك الأصلية، فقد تساهم كل من التغيرات في ضغط الهواء داخل مقصورة الطائرة، والارتفاعات العالية في ظهور بعض أعراض الاضطراب المصاحب للرحلات الجوية الطويلة. كما قد يسفر الجفاف الناتج عن عدم تتناول كمية كافية من الماء أثناء رحلتك، عن ظهور بعض أعراض الاضطراب المصاحب للرحلات الجوية الطويلة.
للوقاية من هذه الاضطراب اتبع التوجيهات التالية:
- اذهب إلى الفراش قبل ساعة إلى ساعتين أبكر من المعتاد في الأيام القليلة الماضية قبل السفر.
- اشرب الكثير من الماء أثناء السفر، وقلل من تناول الكافيين والكحول.
- حافظ على نشاطك أثناء الرحلة عن طريق التمدد.
- حاول النوم عند السفر عندما يحين وقت الليل في الوجهة.
- استخدم قناع العين للحد من الضوء وتشجيع النوم.
- اعتمد جدول نوم ووقت مناسب للوجهة في أسرع وقت ممكن بعد الوصول.
- اقضِ بعض الوقت في الخارج، حيث يساعد الضوء الطبيعي في تعديل ساعتك البيولوجية.
- تجنب النوم في وقت متأخر من الليل والنوم خلال النهار.
- إذا لزم الأمر، خذ قيلولة عند الوصول، لكن احرص على أن لا تزيد عن 20 دقيقة.
- بعد السفر غربًا، قد يساعدك البحث عن ضوء ساطع في المساء. وعند السفر باتجاه الشرق، ابحث عن ضوء ساطع في الصباح.
- في الرحلات التي تتراوح مدتها من يومين إلى ثلاثة أيام فقط، حاول الحفاظ على نفس الجدول الزمني للنوم وتناول الطعام المعتمد لديك في المنزل.
أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركنا تجربتك مع الاضطراب المصاحب للرحلات الجوية الطويلة أو ما يطلق عليه بـ Jet Lag، وشارك المقال مع صديقك المقبل على رحلة جوية طويلة للاستفادة من توجيهات الوقاية!