يشعر الكثير من الناس بالنعاس بعد الأكل، يمكن أن يكون ذلك نتيجة طبيعية لأنماط الهضم ودورات النوم، كما يمكن لبعض أنواع الأطعمة وتوقيت الوجبات أن تجعلك أكثر عرضة للشعور بالتعب بعد تناول الوجبة. ويسمى انخفاض مستويات الطاقة بعد الأكل بالنعاس بعد الأكل somnolence.

للباحثين نظريات مختلفة حول سبب التعب بعد الأكل، لكنهم يتفقون عمومًا على أنه استجابة طبيعية وليس مدعاة للقلق.

أسباب الشعور بالنعاس بعد الأكل:

  • إفراز هرمونات النوم:

بعد تناول الوجبة يتحلل الطعام إلى (وقود) جلوكوز بواسطة الجهاز الهضمي. ثم تزود المغذيات الكبيرة المقدار مثل البروتين أجسامنا  بالسعرات الحرارية (الطاقة). وأكثر من مجرد تحويل الطعام إلى طاقة، تؤدي الدورة الهضمية لدينا إلى جميع أنواع الاستجابات داخل أجسامنا.

يتم إطلاق الهرمونات مثل كوليسيستوكينين (CCK) والجلوكاجون والأميلين لزيادة الشعور بالامتلاء (الشبع)، ويرتفع سكر الدم، ويتم إنتاج الأنسولين للسماح لهذا السكر بالانتقال من الدم إلى الخلايا، حيث يتم استخدامه من أجل طاقة.

ومن المثير للاهتمام أن هناك أيضًا هرمونات يمكن أن تؤدي إلى النعاس إذا تم العثور على مستويات متزايدة منها في الدماغ: 

  • أحد هذه الهرمونات هو السيروتونين.
  • الهرمون الآخر الذي يحفز النوم هو الميلاتونين، لا يتم إطلاقه استجابةً لتناول الطعام. ومع ذلك، يمكن أن يؤثر الطعام على إنتاج الميلاتونين.
  • كم تأكل من الطعام قد يجعلك تشعر بالنوم!

قد يكون الشخص أكثر عرضة للشعور بالنعاس بعد تناول وجبة كبيرة. فالأشخاص الذين يتناولون وجبات غداء أكبر قد يعانون من ركود بعد الظهر أكثر من أولئك الذين يأكلون أقل في منتصف النهار. يؤدي تناول الطعام إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، وقد يتبع ذلك انخفاض في الطاقة.

  • نظامك الغذائي:

على الرغم من أن جميع الأطعمة يتم هضمها بالطريقة نفسها، إلا أن جميع الأطعمة لا تؤثر على جسمك بنفس الطريقة! يمكن لبعض الأطعمة أن تجعلك تشعر بالنعاس أكثر من غيرها:

  • الأطعمة التي تحتوي على التربتوفان:

يوجد حمض التريبتوفان الأميني في الديك الرومي والأطعمة الأخرى الغنية بالبروتين مثل:

  • السبانخ.
  • الصويا.
  • البيض.
  • الجبن.
  • السمك.

يستخدم الجسم التربتوفان لتكوين السيروتونين. 

  • أطعمة أخرى: 

يؤثر الكرز على مستويات الميلاتونين، وتسبب الكربوهيدرات ارتفاعًا حادًا وانخفاض نسبة السكر في الدم لاحقًا، كما تعمل المعادن الموجودة في الموز على إرخاء عضلاتك. 

يمكن لأي من هذه العوامل أن يجعلك تشعر بالنعاس ويمكن أن تؤثر العديد من الأطعمة على مستويات الطاقة بطرق مختلفة.

  • نشاطك البدني:

لا ينتج عن عدم الحركة احتياطي الطاقة الذي يمكنك الاستفادة منه حسب الرغبة. بدلاً من ذلك، يساعدك النشاط على ضمان حصولك على الطاقة اللازمة للمضي قدمًا خلال أيامك.

كيف تتوقف عن الشعور بالنعاس بعد الأكل؟

يمكن أن يكون انخفاض الطاقة خلال النهار أمرا غير مرغوب فيه، وقد يشكل خطرا على الأشخاص الذين يعملون في ظروف محفوفة بالمخاطر، مثل أولئك الذين يشغلون الآلات أو المركبات أو السائقين.

وقد وجدت دراسة أُجريت عام 2017 حول تأثيرات الأكل على أداء عمال النوبات الليلية أن أولئك الذين يأكلون في الليل كان أداؤهم أسوأ وكانوا يشعرون بالنعاس في الساعة 4 صباحًا أكثر من أولئك الذين لم يأكلوا.

يمكن للاستراتيجيات التالية أن تساعد في منع التعب بعد الأكل:

    1. تناول القليل من الطعام في وجبات متفرقة: بدلًا من تناول وجبة كبيرة، تناول وجبات صغيرة وخفيفة كل بضع ساعات للحفاظ على مستويات الطاقة. من  الممكن أن تكون قطعة من الفاكهة أو حفنة من المكسرات كافية لعلاج انخفاض الطاقة لديك.
    2. احصل على نوم جيد: الشخص الذي يحصل على قسط كافٍ من النوم ليلاً هو أقل عرضة لتجربة انخفاض الطاقة بعد الغداء.
    3. اذهب للمشي: يمكن لممارسة التمارين الرياضية الخفيفة أثناء النهار، خاصة بعد تناول الطعام، أن تساعدك على الشعور بتعب أقل.
  • خذ قيلولة قصيرة خلال النهار.
  • جرب العلاج بالضوء الساطع: وجد مؤلفو دراسة أجريت عام 2015، أن تعريض الناس للضوء الساطع بعد الغداء يقلل من التعب.

متى تزور الطبيب؟

إذا كنت تتعب باستمرار بعد تناول الطعام مما يؤثر على نوعية حياتك، فعليك التحدث إلى الطبيب. حيث قد تساهم الحالات الطبية التالية في الشعور بالتعب المفرط بعد الأكل:

  • عدم تحمل الطعام أو الحساسية.
  • مرض الاضطرابات الهضمية.
  • فقر الدم.
  • داء السكري.

أخيرا، بعد قراءتك للمقال شاركه مع صديقك الذي يعاني من الرغبة الملحة في النوم بعد تناوله وجبة الغذاء، وشاركنا رأيك!