وفقًا لتقرير الباحثين في كلية الطب بجامعة ييل، والذي نُشر في The New England Journal of Medicine، ذهب رجل بالغ من العمر 56 عامًا إلى غرفة الطوارئ بعد أن عانى من ألم في الصدر وصعوبة في التنفس لمدة يومين! في غرفة الطوارئ، أجرى الرجل أشعة سينية وأشعة مقطعية أظهرت وجود جسم غريب في قلبه، مما جعل الأطباء يخضعونه لعملية جراحية طارئة في القلب، عثروا من خلالها على قطعة إسمنت رفيعة وحادة مزقت الحجرة العلوية اليمنى لقلبه وثقبت رئته اليمنى!
لكن، كيف وصلت قطعة الإسمنت إلى قلب الرجل؟
قبل أسبوع واحد من اكتشاف ذلك، خضع الرجل لعملية جراحية في العمود الفقري لعلاج كسر في الفقرة أو ما يسميه الأطباء “كسر انضغاطي”، وهي حالة مؤلمة للغاية ينهار فيها جزء من عظم العمود الفقري (فقرة) على نفسه، غالبًا نتيجة هشاشة العظام أو ضعف العظام، وفقًا لمعاهد الصحة الوطنية، ووفقًا لجامعة جونز هوبكنز.
خضع الرجل لعملية “الرأب الحدبي”، وهي عملية يقوم فيها الأطباء بحقن نوع خاص من الإسمنت في الفقرة لاستعادة ارتفاعها المناسب ومنعها من الانهيار.
يعتبر تقويم الحدبة بشكل عام آمنًا، حيث أن أقل من 2% من الأشخاص الذين يخضعون لهذه العملية يعانون من مضاعفات، وفقًا للجمعية الأمريكية لجراحي الأعصاب. لكن أحد المخاطر المحتملة هو تسرب الأسمنت من العظام إلى مناطق أخرى، مما قد يتسبب في انسداد أحد الأوعية الدموية.
قام الأطباء بإزالة الانسداد الأسمنتي الذي بلغ طوله 10 سم، ثم قاموا بإصلاح التمزق في قلبه. وذكر التقرير أن الرجل لم يعاني من أي مضاعفات بعد الجراحة، وبعد شهر تعافى تقريبًا.
ما هي كسور انضغاط العمود الفقري؟
تحدث كسور الانضغاط الفقري عندما تنهار الكتلة العظمية أو الجسم الفقري في العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى ألم شديد وتشوه وفقدان الطول. تحدث هذه الكسور بشكل أكثر شيوعًا في العمود الفقري الصدري، خاصةً في الجزء السفلي.
تحدث كسور انضغاط العمود الفقري عند الأشخاص الذين يعانون من هشاشة العظام الشديدة، وقد يكون السبب بسيطا عند هؤلاء الأشخاص، مثل: الأنشطة اليومية البسيطة، الخروج من الحمام، العطس بقوة، أو رفع شيء خفيف.
بالنسبة للأشخاص المصابين بهشاشة العظام المعتدلة، عادةً ما تتطلب الإصابة بكسور انضغاط العمود الفقري مزيدًا من القوة أو الصدمة، مثل السقوط أو محاولة رفع جسم ثقيل.
كسور انضغاط العمود الفقري هي الكسور الأكثر شيوعًا بين مرضى هشاشة العظام، حيث تصيب حوالي 750.000 شخص سنويًا، وعلى الرغم من أن هذه الحالة أكثر شيوعًا بين النساء، إلا أنها تمثل مصدر قلق صحي كبير عند الرجال الأكبر سنًا أيضا.