يتكون جسم الإنسان من الدهون والعضلات والأعضاء والعظام والماء. بعد سن 30، قد تفقد العضلات والكبد والكلى والأعضاء الأخرى بعض خلاياها. وتسمى هذه العملية من فقدان العضلات بالضمور، كما قد تفقد العظام بعض معادنها وتصبح أقل كثافة، وهو ما يسمى بهشاشة العظام في المراحل المبكرة والمراحل اللاحقة. يحدث هذا الضمور نتيجة تدني مستويات هرمون النمو وهرمون التستوستيرون، المسؤولان عن تحفيز تشكل العضلات.

التغيرات المصاحبة للخلايا

تمر الخلايا بدورة حياة طبيعية تشمل مرحلة النمو والنضج والموت، وتعتبر الشيخوخة الخلوية جزءا من الشيخوخة الطبيعية للخلية، وتتراجع قدرة الخلايا على أداء وظيفتها مع التقدم في السن، مما يؤدي إلى موتها، ويرجع سبب موت الخلايا إلى فقدان قدرتها على الانقسام، أو نتيجة برمجة الجينات لعملية موتها لتأتي مكانها خلايا جديدة، كما قد تموت الخلايا نتيجة العديد من العوامل الخارجية مثل التعرض لأشعة الشمس أو العلاجات الكيميائية.

التغيرات المصاحبة للأعضاء

  1. 1. نظام القلب والأوعية الدموية

يعتبر التغيير الأكثر شيوعا في نظام القلب والأوعية الدموية هو تصلب الأوعية الدموية والشرايين، مما يتسبب في ارتفاع عمل القلب لضخ المزيد من الدم. وكنتيجة، تتغير عضلات القلب لتتكيف مع عبء العمل المتزايد. سيظل معدل ضربات القلب في بقية جسمك على حاله، ولكنه لن يزيد خلال الأنشطة بقدر ما كان يحدث في فترة الشباب. تزيد هذه التغييرات من خطر ارتفاع ضغط الدم ومشاكل القلب والأوعية الدموية.
ننصح إذن بإجراء تخطيط للقلب واحد كل سنتين بعد سن 50 أو قبل ذلك وبوتيرة أكبر في حالة السمنة والسكر والضغط والعامل الوراثي.

  1. 2. العظام والمفاصل 

مع التقدم في السن، تميل العظام إلى الانكماش في الحجم والكثافة، مما يضعفها ويجعلها أكثر عرضة للكسر. ويرجع سبب تراجع كثافة العظام عند النساء بعد سن اليأس إلى قلة مستوى إنتاج الإستروجين المساعد على الوقاية من الكسور. كما يرجع سبب تدني كثافة العظام إلى قلة الكالسيوم في العظام والفيتامين D.

وتؤثر شيخوخة العظام والمفاصل على الطول أيضا، حيث يكون فقدان الطول أكثر سرعة بعد سن 70، حيث يمكن فقدان ما بين 2.5 و7.5 سنتمتر في الطول.

  1. 3. الجهاز الهضمي

يمكن أن تؤدي الشيخوخة إلى تغير في الجهاز الهضمي، من خلال تقلص عضلات المريء، مما يبطئ حركة تفريغ الطعام ويؤدي إلى الإصابة بالإمساك، بالإضافة إلى عدم استطاعة المعدة تحمل كميات كثيرة من الطعام. كما ينخفض نشاط بعض الإنزيمات مثل اللاكتوز الذي يساعد على هضم بعض السكريات خاصة الموجودة في منتجات الألبان.

  1. 4. العين

من أول الأعضاء تعرضا للشيخوخة، حتى أن الأغلبية الساحقة منا يصاب بطول النظر الشيخوخي بعد سن 45. العديد منا يحتاج نظارات أو جراحات على الأعين بعد 50 لأحد الأسباب الآتية:

  • تصلب العدسة، مما يزيد من صعوبة التركيز على الأشياء القريبة.
  • تصبح العدسة أكثر كثافة، مما يزيد من صعوبة الرؤية في الظلام. حتى أن الأشخاص فوق الستين يحتاجون ثلاث أضعاف كمية الضوء التي يحتاجها شاب في العشرين لقراءة مقال في الظلام.
  • يتفاعل بؤبؤ العين بشكل أبطأ مع التغيرات في الضوء.
  • تتحول العدسة إلى اللون الأصفر، مما يغير من إدراك الألوان.
  • تعتبر جراحة المياه البيضاء “الجلالة” السبب الأول لفقدان البصر على المستوى العالمي. وهي تصيب بقعة العين macula والتي ترتبط بالعصب البصري بالشيخوخة مبكرا، ولا يشعر الإنسان بهذا التلف حتى يفقد نسبة كبيرة من الخلايا. يشكل هذا الانتكاس السبب الأول لفقدان البصر النهائي في البلدان المتقدمة وهو واسع الانتشار وصامت. ويمكن التأكد من ذلك بفحص للعين مرة واحدة في السنة بعد سن 50 أو قبل ذلك في حالة أمراض وراثية كنكسة بقعة العين، المياه الزرقاء والسكري والضغط.
  • تنتج العين سوائل أقل، مما يؤدي إلى الشعور بجفاف العين.

تعرف على أمراض العيون المرتبطة بالتقدم في العمر.

  1. 5. الجلد

مع تقدم العمر، يصبح الجلد رقيقا وأقل مرونة وأكثر هشاشة، كما تنخفض الطبقة الذهنية الحامية تحت الجلد التي تحمي الجلد وتحافظ على حرارة الجسم، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد مبكرا وبشكل أكبر.
عادة ما ترجع هذه التغيرات إلى تدني مستوى إنتاج الكولاجين وهو النسيج الليفي الذي يمنح الجلد قوته، والإلاستين المسؤول عن مرونة الجلد، مما يجعل الجلد مهترئا.

اقرأ المزيد عن الأمراض المهددة لكبار السن!

  1. 6. الكبد 

لدى الكبد والبنكرياس مجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك التخلص من السموم، وإنتاج الهرمونات والهضم.
تنخفض وظيفة الكبد مع التقدم في السن، كما ينخفض حجمه ويتكيف شكله مع ملامح الأعضاء الأخرى، كما تقل كفاءة أنزيمات الكبد مثل إنتاج الطاقة والمعالجة الكيميائية كتخليص الجسم من الأدوية، مما يمكن أن يطيل تأثير الأدوية في الجسم.

  1. 7. الكلى

يصغر حجم الكلى مع التقدم في السن، كما يتعرض البعض إلى قلة تدفق الدم عبر الكلى، مما يقلل من دورها في تنقيته، يؤدي هذا التراجع في أداء الوظائف إلى عدم قدرة الكلى على التخلص من السموم، كما يمكن أن يؤدي ضعف عمل الكلى إلى طرح كميات قليلة من الملح وكميات أكبر من الماء الذي يحتاجه الجسم للحفاظ على رطوبته ووقايته من الجفاف.

لمعرفة المزيد حول الوقاية من الشيخوخة المبكرة، إليك مقالنا حول ما يوصي به الخبراء للحفاظ على قوّة جهازك المناعي ضد الشيخوخة؟

بعد تعرفك على التأثير الذي تحدثه الشيخوخة على وظائف الأعضاء، يمكنك لتعزيز صحتك وتجنب الشيخوخة المبكرة اتباع نظام صحي للحفاظ على وظائف الجسم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة للتخلص من السموم التي يمكن أن تعطل وظائف الجسم.

الشيخوخة أو التقدم في العمر الشيخوخة أو التقدم في العمر الشيخوخة أو التقدم في العمر