من المعروف أن للتمارين الرياضية، حتى في سن الشيخوخة، مجموعة واسعة من الفوائد الصحية، من بينها منع الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وتقوية الذاكرة. كما أكدت دراسة جديدة أن الرياضة تحمي أيضا الجهاز المناعي.

دراسة.. الرياضة تمنع التأثر بعوامل الشيخوخة!

الدراسة نشرتها مجلة Aging Cell، حيث قام فريق من الباحثين بفحص 125 دراجا راشداً نشطًا للغاية، تتراوح أعمارهم بين 55 و 79 عامًا. ومن ثَمّ أجريت تحاليل مخبرية على دم كل درّاج، بحثًا عن علامات الخلايا اللمفاوية T، والتي يُعرف أنها تساعد جهاز المناعة على مكافحة الالتهابات.

بعد ذلك قام فريق الباحثين بمقارنة راكبي الدراجات بأشخاص من نفس الفئة العمرية، لكنهم لا يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، ثم مقارنتهم أيضاً بأشخاص أصغر سنًا، تتراوح أعمارهم بين 20 و36 عامًا.

النتائج كشفت أن نشاط الخلايا اللمفاوية لدى الأشخاص النشيطين أكثر من الأشخاص غير النشيطين، ليس ذلك فحسب، بل إن راكبي الدراجات كانوا ينتجون أيضًا نفس مستوى نشاط الخلايا اللمفاوية مثل البالغين في العشرينات من العمر، أي أن جهازهم المناعي لم يتأثر بعوامل الشيخوخة، رغم تقدّمهم في العمر.

نتائج الدراسة: لكبار السن من الرياضيين نظام مناعي يبلغ من العمر 20 عاما!

حسب مؤلفي الدراسة، فإن “الجهاز المناعي يتراجع بنحو 2 إلى 3% سنوياً في العشرينات من العمر، وهذا هو السبب في أن كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالتهابات، وحالات مثل التهاب المفاصل الروماتويدي (الروماتيزم)، وربما السرطان”.

البروفيسورة جانيت لورد، المُشرفة على الدراسة، بمعهد الدراسات في الالتهاب والشيخوخة بجامعة برمنغهام في المملكة المتحدة، علّقت على نتائج الدراسة في تصريح لقناة بي بي سي قائلةً: “نظرًا لأن راكبي الدراجات لديهم نظام مناعي يبلغ من العمر 20 عامًا بدلاً من 70 أو 80 عامًا، فهذا يعني أن الرياضة زودتهم بحماية ضد كل المشاكل المناعية.”

خلاصة الدراسة:

من خلاصات الدراسة أن الشيخوخة عملية معقدة نتيجة لتداخل عدّة عوامل، منها ما هو مرتبط بالوراثة، والبيئة، وبأسلوب الحياة، إلا أن فريق الباحثين يشدد على أن النشاط البدني -أو الخمول -يمكن أن يكون دافعًا مهمًا في كيفية تقدم الناس في العمر وكيف ستكون وظائف الجهاز المناعي.

ويخطط الباحثون لمواصلة إجراء دراسات على ممارسي رياضة الدراجات الهوائية، مؤكدين أن “دراساتهم المستقبلية في هذه المسألة تهدف إلى اختبار الوظيفة المناعية، لا سيما الاستجابة للتطعيم، كدليل على التأثير المفيد للنشاط البدني على وظيفة المناعة التكيفية في الشيخوخة”.

والآن عزيزي القارئ بعد اضطلاعك على فوائد الرياضة على جهازك المناعي، هل سوف تتكاسل عن ممارسة التمارين الرياضية بعد اليوم؟!

 

تحرير: محمد أيت المعلم

تدقيق علمي: د. نعيمة زيميد