كيف تنتقل الأمراض المنقولة جنسيا؟

تعتبر جميع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي ناتجة عن العدوى المنقولة بالاتصال الجنسي. وعادة ما تنتقل هذه العدوى من خلال الاتصال الجنسي، بما في ذلك:

  • سوائل الجسم.
  • ملامسة الجلد عن طريق الجنس المهبلي والفموي والشرجي.

لا يتحول بعضها إلى مرض، خاصة إذا تم علاجها، ويمكنها حتى أن تختفي مع الوقت. لكن، إذا أدت العوامل الممرضة التي تسببت في العدوى إلى إتلاف خلايا الجسم وتعطيل وظائفها، فإن العدوى المنقولة جنسيا ستتطور إلى مرض منقول جنسيا.

حسب منظمة الصحة العالمية، يتم تسجيل أكثر من 1 مليون حالة من العدوى المنقولة جنسيا في أنحاء العالم، وأغلبية هذه الحالات عديمة الأمراض. كما تشير التقديرات إلى تسجيل 374 مليون إصابة سنوية جديدة بواحد من الأنواع الأربعة التالية للعدوى المنقولة جنسيا، المتدثّرة والسيلان والزهري وداء المُشعَّرات.

ما هي أعراض الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي؟

في كثير من الأحيان، قد لا توجد أعراض للأمراض المنقولة جنسيا على الإطلاق. وقد يعاني الرجال والنساء من الأعراض التالية:

  • ألم أثناء النشاط الجنسي أو التبول.
  • حكة في القضيب أو المهبل.
  • إفرازات من القضيب والمهبل.
  • ألم حول الحوض.
  • نزيف غير طبيعي من المهبل.
  • تقرحات أو نتوءات أو بثور في المهبل أو على القضيب أو الخصيتين أو الشرج أو الفم.
  • حرقة وألم في البول أو مع حركات الأمعاء.
  • كثرة الذهاب إلى الحمام.

إذا تطورت العدوى المنقولة جنسيا إلى مرض، سيصحبها أعراض أخرى ويمكن أن تشمل:

  • الحمى.
  • التعب والألم.
  • تغييرات في الرؤية أو السمع.
  • الغثيان.
  • فقدان الوزن.
  • تورم.

أنواع الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي

1. الكلاميديا (Chlamydia)

تنتج الكلاميديا ​​عن عدوى المتدثرة الحثرية، هي عدوى شائعة يمكن أن تنتشر عن طريق الجنس الشرجي والمهبلي والفموي، ويمكن أن تنتشر أيضا إلى الطفل أثناء الولادة. لا تسبب الكلاميديا ​​عادة أي أعراض، ولكن يمكن أن تؤدي إلى العقم ومضاعفات أخرى إذا لم يتم علاجها. ويمكن أن تشمل أعراضها:

  • تغيرا في الإفرازات المهبلية وألم حارق أثناء التبول.
  • ألم في المستقيم.
  • نزيف مستقيمي أو إفرازات من المستقيم.

2. فيروس الهربس التناسلي (Genital herpes)

يعد فيروس الهربس البسيط (HSV) فيروسا شائعا يصيب الجلد وعنق الرحم والأعضاء التناسلية. عادة ما يؤثر على الفم، ويمكن أن ينتشر عن طريق اللعاب أو عند وجود قرحة حول فم شخص آخر. ويمكن أن ينتقل إلى الأعضاء التناسلية والشرج والفم أثناء ممارسة الجنس الفموي أو المهبلي أو الشرجي. وتتمثل الأعراض الرئيسية في ظهور:

  • بثور حول الفم أو الشرج أو منطقة الأعضاء التناسلية. 
  • قرحة مؤلمة تستغرق أسبوعًا أو أكثر للشفاء.
  • حمى.
  • آلام الجسم.
  • تورم الغدد الليمفاوية.

لا يوجد علاج له، لكن الأدوية يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض. يمكن أن تساعد الأدوية المضادة للفيروسات اليومية في منع انتشار الهربس.

3. التهاب الكبد ب (Hepatitis B)

يمكن أن يسبب التهاب الكبد الوبائي ب عدوى طويلة الأمد ويؤدي إلى تلف الكبد. بمجرد إصابة الشخص بالفيروس، يمكن أن يبقى في السائل المنوي والدم وسوائل الجسم الأخرى، ويمكن أن ينتقل من خلال:

  • الممارسة الجنسية.
  • استخدام معدات غير معقمة للحقن.
  • ثقب الجلد بأداة حادة حيث يوجد الفيروس.

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يمكن أن تنتقل هذه العدوى إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة. ومع ذلك، يمكن للطبيب تقديم المشورة بشأن طرق منع ذلك. إذ طالما لم تتشقق الحلمات، فإن خطر انتقال الفيروس من خلال حليب الثدي يكون منعدما. 

يجب على الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالتهاب الكبد B أن يبحثوا في إمكانية حصولهم على اللقاح، والذي يمكن أن يوفر بعض الحماية. قد لا يوفر اللقاح مناعة طويلة الأمد، وقد يحتاج الشخص إلى جرعات معززة للحماية المستمرة.

4. داء المشعرات (Trichomoniasis)

يمكن أن يصيب داء المشعرات أي شخص، ولكن النساء أكثر عرضة للإصابة بأعراضه، وتعتبر طفيليات المشعرات المهبلية سبب هذه العدوى. لدى النساء، من المرجح أن تؤثر على المهبل، وعند الذكور، يمكن أن تتطور العدوى في مجرى البول.في حالة ظهور أعراض، فقد تشمل:

  • الإحساس بألم أثناء التبول.
  • الإحساس بألم عند القذف.
  • ألم أثناء ممارسة الجنس. 

يمكن أن يؤدي داء المشعرات إلى مضاعفات في الحمل ويزيد من فرصة الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية ونقله. يمكن للطبيب أن يصف الأدوية والعلاج لداء المشعرات لكلا الزوجين، إذ بدون علاج يمكن أن يستمر داء المشعرات لأشهر أو سنوات.

5. فيروس نقص المناعة البشرية (HIV)

هو فيروس يهاجم جهاز المناعة ويجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض منقولة جنسيا أخرى. وبدون علاج، تزداد قابلية الإصابة بالعدوى سوءا وقد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة. بمجرد الإصابة به سيكون الفيروس موجودا في مختلف سوائل الجسم، بما في ذلك: 

  • السائل المنوي.
  • الدم.
  • حليب الثدي. 
  • السوائل المهبلية والمستقيم. 

إذا دخلت هذه السوائل إلى جسم شخص آخر، فقد يصاب هذا الشخص أيضا بفيروس نقص المناعة البشرية، نتيجة: 

يجب على الشخص المصاب بفيروس نقص المناعة البشرية الذي لا يمكن اكتشافه الاستمرار في اتباع العلاج الخاص به تماما كما يصفه الطبيب للحفاظ على مستويات الفيروس منخفضة.

6. فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)

هو مجموعة من الفيروسات التي تصيب الجلد والأغشية المخاطية، مثل الحلق وعنق الرحم والشرج والفم. هناك أنواع مختلفة منه، وبعضها يشكل خطرا أكبر من البعض الآخر. لا يعاني الكثير من الأشخاص من أعراض، مع ذلك، لا يزال انتشار الفيروس ممكنا ما لم يتلق تطعيما للوقاية منه. 

يمكن أن تؤدي الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم وسرطان الحلق. ويمكن أن ينتشر من خلال:

  • الجنس المهبلي والشرجي.
  • الجنس الفموي.
  • الاتصال من الأعضاء التناسلية إلى الأعضاء التناسلية.
  • من امرأة حامل إلى طفل، رغم أنه نادر الحدوث.

7. مرض الزهري (Tertiary syphilis)

تظهر العدوى المسببة لمرض الزهري أولا على شكل قرح دائرية صغيرة واحدة أو أكثر على الأعضاء التناسلية أو الشرج أو الفم. إذا تركت دون علاج، فإن مرض الزهري سينتقل إلى المرحلة الكامنة، والتي لا تظهر عليها أعراض.

يمكن أن يكون لهذا المرض عواقب وخيمة على العديد من أجهزة الجسم، مما يؤدي إلى:

  • فقدان البصر.
  • فقدان السمع.
  • اضطرابات الصحة العقلية.
  • التهابات الدماغ أو النخاع الشوكي.
  • أمراض القلب.

كلما تم تشخيص مرض الزهري وعلاجه مبكرا، قل الضرر الذي يسببه.

8. الثآليل التناسلية (Genital warts)

يمكن لبعض السلالات الأقل خطورة من فيروس الورم الحليمي البشري أن تسبب مرضا يسمى الثآليل التناسلية. تظهر هذه النتوءات ذات اللون الجلدي أو الأبيض على الأعضاء التناسلية أو الشرج، حيث يصاب بها أكثر من 350.000 شخص كل عام.

يمكن للثآليل التناسلية أيضا أن تختفي من تلقاء نفسها، لكنها قد تعود أيضا. وتشمل خيارات علاجها في تجميدها أو حرقها أو وضع كريم أو سائل كيميائي.

ما هي العلاجات المتاحة؟ 

  • العلاج بالمضادات الحيوية

يمكن علاج الالتهابات البكتيرية بالمضادات الحيوية. ويعتبر من الضروري إكمال أي نوع من العلاج بالمضادات الحيوية، حتى مع اختفاء الأعراض، إذ يمكن أن يؤدي إيقاف العلاج مبكرا إلى السماح للبكتيريا المتبقية بالنمو مرة أخرى، وقد يصعب في هذه المرحلة علاج العدوى.

  • اللقاحات

يمكن أن تساعد اللقاحات في حماية الشخص من فيروس الورم الحليمي البشري والتهاب الكبد ب. 

  1. الأدوية الفموية أو الموضعية الأخرى.
  2. الجراحة.
  3. الليزر.

قد يُنصح أيضًا بإجراء تغييرات في نمط الحياة ، مثل الامتناع عن ممارسة الجنس حتى اكتمال العلاج.

كما لا ننسى أن نذكر أنه مع معظم الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، لا يمكن التراجع عن أي ضرر تسبب فيه المرض بالفعل. وبعض الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي، مثل الثآليل التناسلية والإيدز، غير قابلة للشفاء.

طرق الوقاية

تتضمن طرق الحماية من الأمراض المنقولة جنسيا لمنع انتقال العدوى ما يلي:

  • استخدام الواقي الذكري أو أي وسيلة أخرى لمنع الحمل أثناء ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي:
  • عدم مشاركة الإبر.
  • استخدام القفازات والتخلص من الأدوات الحادة بعناية، سواء عند الاستعمال الخاص أو عند العمل في مكان للرعاية الصحية.

لا تسبب العديد من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي أعراضًا، لذلك لا ينبغي على الشخص الانتظار حتى ظهور الأعراض قبل زيارة الطبيب. لذا، إذا اعتقدت أنك تعرضت لعدوى منقولة جنسيا، لا بد من زيارة الطبيب لإجراء اختبار لهذه الأمراض لتلقي العلاج المناسب.