توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) بالرضاعة الطبيعية حتى عمر سنتين معتبرة أن حليب الأم هو الغذاء المثالي للرضع، لاحتوائه على الأجسام المضادة التي تساعد على الوقاية من العديد من أمراض الطفولة الشائعة، ويمدّ حليب الأم الرضيع بكل ما يحتاجه من طاقة وعناصر مغذية في الأشهر الأولى من عمره إلى حين بلوغه السنتين.

ما هي فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل؟

أظهرت الأبحاث والدراسات أن للرضاعة الطبيعية العديد من الفوائد الصحية للرضيع والأم، وتشمل: 

1. يوفر حليب الأم تغذية مثالية للطفل

يوصي متخصصو الرعاية الصحية بالرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل، خلال الأيام الأولى بعد الولادة. ينتج الثديين سائلا سميكا ومصفرا يسمى اللبأ، بعد الأيام القليلة الأولى، يبدأ الثديان في إنتاج كميات أكبر من الحليب مع نمو معدة الطفل. ومن أهم خصائصه أنه: 

  • غني بالبروتينات والفيتامينات والدهون.
  • قليل السكر. 
  • يساعد الجهاز الهضمي غير الناضج لحديثي الولادة على النمو. 

2. احتواء الحليب على أجسام مضادة

يعتبر حليب الثدي غنيا بالأجسام المضادة التي تساعد الطفل على محاربة الفيروسات والبكتيريا خاصة في الأشهر الأولى. حيث يوفر اللبأ كميات كبيرة من الغلوبولين المناعي (A)، (IgA) الذي يحمي الطفل من الإصابة بالمرض عن طريق تكوين طبقة واقية في أنف الطفل وحلقه وجهازه الهضمي.

يحتوي حليب الثدي على أجسام مضادة تساعد الطفل على: 

  • مقاومة الفيروسات والبكتيريا. 
  • تقلل من خطر إصابة الطفل بالربو أو الحساسية. 
  • التقليل من الالتهاب الرئوي والإسهال والعدوى.

3. حليب الأم يعزز وزن الطفل الصحي

تساعد الرضاعة الطبيعية على زيادة الوزن بشكل صحي بالإضافة إلى الوقاية من السمنة لدى الأطفال،  حيث أظهرت دراسة أن الرضاعة الطبيعية لمدة تزيد عن 4 أشهر أدت إلى انخفاض كبير في فرص إصابة الطفل بزيادة الوزن والسمنة، نتيجة توفرهم على: 

  • كمية كبيرة من بكتيريا الأمعاء التي تؤثر على تخزين الدهون.
  • هرمون اللبتين الضروري لتنظيم الشهية وتخزين الدهون.

4. يمكن أن تجعل الأطفال أكثر ذكاء

حسب دراسة نشرت في المكتبة الوطنية للطب (NIH)، يفيد حليب الأم نمو الجهاز العصبي للطفل، كما تحسن قدراته الإدراكية والمعرفية، وقد يكون اختلاف نمو الدماغ بين الأطفال الذين يرضعون حليب الأم والأطفال الذين يرضعون حليبا اصطناعيا نتيجة: 

  • القرب الجسدي بين الأم والطفل.
  • التواصل البصري. 

كلها أمور تساعد طفلك على الارتباط بك والشعور بالأمان مما يساعد على تقليل احتمال تعرضهم لمشاكل سلوكية أو صعوبات في التعلم مع تقدمهم في السن.

5. يمكن أن تقلل من مخاطر المرض

حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، توفر قدرة حليب الثدي على التكيف مع احتياجات الطفل العديد من الفوائد الصحية. والأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية قللوا من مخاطر:

  • الربو.
  • السمنة.
  • مرض السكري من النوع 1.
  • أمراض الجهاز التنفسي السفلي الشديدة.
  • التهاب الأذن الوسطى الحاد (التهابات الأذن).
  • متلازمة موت الرضيع المفاجئ (SIDS).
  • التهابات الجهاز الهضمي.

حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، للرضاعة الطبيعية فوائد طويلة الأمد لطفلك، وتستمر حتى مرحلة البلوغ. أي كمية من حليب الثدي لها تأثير إيجابي. كلما طالت فترة الرضاعة، كلما طالت مدة الحماية، وزادت الفوائد. يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية في تقليل مخاطر إصابة طفلك بما يلي:

  • العدوى.
  • الإسهال والقيء.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ
  • تقلل من فرصة إصابة طفلك بسرطان الدم في مرحلة الطفولة. 

فوائدها على لصحة الأم

6. تساعد على إنقاص الوزن

تساهم الرضاعة الطبيعية في المزيد من السعرات الحرارية، وبعد 3 أشهر من الرضاعة، من المحتمل أن يرتفع معدل حرق الدهون لدى الأم المرضعة مقارنة بالأمهات غير المرضعات.

7. تساعد الرحم على الانقباض

أثناء الحمل، ينمو الرحم بشكل كبير، ويتسع في الحجم لملء مساحة البطن بالكامل تقريبا. بعد الولادة، يمر الرحم بعملية تسمى الالتفاف، مما يساعده على العودة إلى حجمه السابق، يساعد الأوكسيتوسين، وهو هرمون يزداد طوال فترة الحمل في عودة الرحم إلى حجمه الطبيعي، حيث يفرز الجسم كميات كبيرة منه أثناء المخاض للمساعدة في ولادة الطفل وتقليل النزيف. 

8. الأمهات المرضعات أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب

اكتئاب ما بعد الولادة هو نوع من الاكتئاب يمكن أن يحدث بعد الولادة بفترة وجيزة. ووفقا لدراسة تعتبر النساء اللواتي يرضعن من الثدي أقل عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة ، مقارنة بالأمهات اللائي يفطمن مبكرا أو لا يرضعن.

9. تقلل من مخاطر المرض

يمكن أن توفر الرضاعة الطبيعية للمرأة المرضعة حماية طويلة الأمد من العديد من الأمراض، وقد أشارت إليها هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، وتشمل: 

  • سرطان الثدي.
  • سرطان المبيض.
  • هشاشة العظام.
  • أمراض القلب والأوعية الدموية.

وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعية أيضا في تقليل مخاطر إصابة الأم بــ:

يمكن أن توفر الرضاعة الطبيعية لأطول فترة موصى بها حماية لك ولطفلك، لاحتواء حليب الثدي على أجسام مضادة تحمي طفلك من الأمراض والأمراض المزمنة، لذلك، احرصي على إرضاع طفلك لتعزيز صحته وصحتك.