يحدث سرطان عنق الرحم في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحم المتصل بالمهبل، وهو ثاني أكثر الأنواع انتشارا عند النساء بعد سرطان الثدي في المغرب، وأحد أهم أسباب الوفاة بالسرطان عند النساء.

معظم الحالات هي نتيجة الإصابة بإحدى سلالات فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، والعدوى المنقولة جنسيا.

وحسب مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، فسرطان عنق الرحم يعد الثاني عند النساء بعد سرطان الثدي في المغرب.

وفي تصريح سابق للدكتورة برادة، المديرة الطبية في مختبرات MSD، أنه خلال كل سنة يتم تسجيل 3388 حالة إصابة في السنة بسرطان خلايا عنق الرحم في المغرب، مضيفة بأن عدد “الوفيات بسبب المرض انتقل من 1076 حالة وفاة في 2012 إلى 2465 في 2018″، كما أن نسبة الإصابة بهذا المرض في المغرب تصل إلى 17.2 من بين كل 100 ألف نسمة، كما أن 12.6% من النساء يفارقن الحياة بسبب الداء، في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى أن نسبة الإصابة المسجلة في الجزائر تقدر بـ 8.1%، و 4% في تونس.

عوامل الإصابة بسرطان عنق الرحم:

في الحالة الطبيعية تنمو خلايا عُنق الرحم وتتضاعف بشكل منظم ودقيق ثم تموت كل فترة لتتجدد، لكن في الحالات الشادة:

  • تطرأ طفرة على خلايا عنق الرحم تدفعها إلى التكاثر والتضاعف بشكل خارج عن السيطرة، وتتراكم الخلايا الشاذة مع بعضها البعض مشكلة كتلة ورمية
  • يعتبر السبب الرئيسي للإصابة به مجهولا ولكن من المؤكد أن فيروس الورم الحليمي البشري HPV يلعب دورا كبيرا.

بالإضافة إلى عوامل أخرى: 

  • الولادات المتعددة.
  • الجماع الأول للمرأة وهي في عمرٍ صغير.
  • لدى المرأة أكثر من شريك جنسي.
  • التدخين.
  • استخدام مانعات الحمل الفموية (الحبوب).
  • الجهاز المناعي ضعيفا.

الأعراض:

لا تسبب المرحلة المبكرة منه أي مؤشرات أو أعراض، لكن عندما ينتشر هذا المرض فإنه يتسبب بأعراض وعلامات عديدة وهي: 

  • انزعاج وعدم ارتياح مهبلي.
  • مفرزات مهبلية دموية وسائلة كريهة الرائحة.
  • عسر التبوّل.
  • آلام في منطقة الحوض.
  • ألم أثناء الجماع.
  • نزف مهبلي غير طبيعي (عقب الجماع، بين الدورات الطمثية، عقب سن الإياس).
  • موجودات غير الطبيعيّة في لطاخة بابانيكولاو (Pap smear).

الأنواع:

يساعد تحديد نوعه على تحديد العلاج، وفيما يلي الأنواع الرئيسية لهذا المرض:

  • السرطان الغدي: يبدأ هذا النوع في الخلايا الغدية التي على شكل عمود والتي تبطن قناة عنق الرحم.
  • سرطان الخلايا الحرشفية: يبدأ في الخلايا الرفيعة المسطحة (الخلية الحرشفية) التي تبطن الجزء الخارجي من عنق الرحم، الذي يصل إلى المهبل. 

معظم سرطانات عنق الرحم من نوع الخلايا الحرشفية، وفي بعض الأحيان، يشترك كلا نوعَي الخلايا فيه، ونادرا ما يحدث المرض في الخلايا الأخرى الموجودة في عنق الرحم.

الوقاية:

  • لقاحات فيروس الورم الحليمي البشري HPV: يقلل اللقاح من خطر الإصابة به والسرطانات الأخرى المرتبطة بـ HPV.
  • اختبارات عنق الرحم بشكل روتيني: تقترح أغلب المنظمات الصحية البدء باختبارات عنق الرحم بعمر 21 بشكل روتيني، وتكراره كل عدة سنوات.
  • ممارسة الجنس الآمن: يمكن التقليل من مخاطر الاصابة عن طريق اتخاذ التدابير للوقاية من العدوى المنقولة جنسيًّا، مثل استخدام الواقي الذكري في كل مرة.
  • امتنعي عن التدخين.

التشخيص:

  • اختبار الكشف عنه أو لُطاخة بابانيكولاو: يقوم الطبيب بأخذ كشاطة من خلايا عنق الرحم ويتم فحصها في المخبر بحثاً عن أي سمات غير طبيعية، ويمكن أن يكشف اختبار بابانيكولاو عن الخلايا الشاذة في عنق الرحم، بما في ذلك الخلايا السرطانية والخلايا التي تُظهر تغييرات تزيد خطورة الإصابة بهذا المرض.
  • فحص الحمض النووي لفيروس الورم الحليمي البشري (HPV DNA Test): يتم فحص بعض الخلايا المأخوذة من عنق الرحم بحثاً عن إصابتها بهذا الفيروس الذي يزيد احتماليّة الإصابة بالسرطان. 

يتم إجراء هذا الفحص لـ:

    • النساء اللواتي تجاوزن سن الثلاثين. 
    • النساء اللواتي ظهرت لديهن موجودات غير طبيعية في فحص لطاخة بابانيكولاو.

ختاما، يمكن القول بأنه على النطاق العالمي، يعد سرطان عنق الرحم رابع أكثر السرطانات شيوعاً لدى النساء، أما في المغرب فهو الثاني بعد سرطان الثدي. ومن أجل تقليل نسبة الوفيات يه سنويا يجب اللجوء إلى الإجراءات الاستباقية، والفحوصات المبكرة، وتفادي عوامل الخطورة.