حسب منظمة الصحة العالمية WHO، يتجاوز حاليا عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 سنة فأكثر عدد الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. وقد تزداد نسبة البالغين من العمر 60 عاما بنسبة 34% بين عامي 2020 و2030. وبحلول عام 2050، سيتجاوز عدد الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 60 عاما فأكثر عدد المراهقين والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما.

وحسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، يزيد العمر من مخاطر الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض الدم، وأمراض القلب والسكري من النوع 2، والتهاب المفاصل، والسرطان، كما يعتبر مرض الزهايمر وأنواع الخرف الأخرى أكثر شيوعًا عند البالغين 60 عامًا أو أكبر، ويزداد الخطر مع تقدم العمر.

من المنظور البيولوجي، تحدث الشيخوخة نتيجة تراكم مجموعة من أوجه التلف في الجزيئات والخلايا بمرور السنوات، مما يؤدي إلى تراجع تدريجي في القدرات البدنية والعقلية، وتزايد احتمال الإصابة بالأمراض والوفاة في النهاية.

بمجرد وصولك إلى 65 عامًا، تشير البيانات إلى أنه يمكنك العيش 19.3 عامًا أخرى في المتوسط! وذلك وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC. ومن أجل البقاء في صحة جيدة وإدارة الحالات المزمنة بعناية، يجب أن تتعرف عليها لتتمكن من إيجاد الحلول!

1 ـ التهاب المفاصل عند كبار السن:

تقول طبيبة أمراض الشيخوخة ماري برنارد Marie Bernard، نائبة مدير المعهد الوطني للشيخوخة بولاية ماريلاند Maryland: “ربما يكون التهاب المفاصل هو المرض الأول الذي يواجهه الأشخاص البالغون من العمر 65 عامًا أو أكبر”. 

يقدر مركز السيطرة على الأمراض أنه يؤثر على 49.7% من جميع البالغين فوق 65 عاما، ويمكن أن يؤدي إلى الألم وانخفاض نوعية الحياة لبعض كبار السن. 

على الرغم من أن التهاب المفاصل يمكن أن يثنيك عن ممارسة النشاط، فمن المهم أن تعمل مع طبيبك لتطوير خطة نشاط مخصصة يمكن أن تساعدك، جنبًا إلى جنب مع العلاجات الأخرى، في الحفاظ على صحتك.

2 ـ مرض القلب عند كبار السن:

وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تظل أمراض القلب القاتل الرئيسي للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، حيث تسببت في حوالي 489 ألف حالة وفاة عام 2014. 

باعتبارها حالة مزمنة، تؤثر أمراض القلب على 37% من الرجال و 26% من النساء البالغات من العمر 65 عامًا فأكثر. 

مع التقدم في العمر، يتعايش الناس بشكل متزايد مع عوامل الخطر، مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول، مما يزيد من فرص الإصابة بسكتة دماغية أو الإصابة بأمراض القلب

تقول د. برنارد إن معالجة هذه المخاطر الصحية الكبيرة لا تساعد فقط في الوقاية من أمراض القلب، لكن يمكنها تحسين صحة كبار السن في جميع المجالات، وذلك من خلال:

  • تناول الطعام الجيد والصحي.
  • ممارسة التمارين الرياضية.
  • الحصول على قسط جيد من الراحة أثناء الليل. 

 3 ـ السرطان عند كبار السن:

السرطان هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة بين الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، مع حوالي  413 ألف حالة وفاة في عام 2014، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض يعاني 28% من الرجال و 21% من النساء فوق سن 65 عامًا من السرطان. 

يمكن علاج العديد من أنواع السرطان إذا تم اكتشافه مبكرًا من خلال الفحوصات، مثل تصوير الثدي بالأشعة السينية وتنظير القولون وفحوصات الجلد. وعلى الرغم من أنه لا يمكن دائمًا الوقاية من السرطان، إلا أنه يمكن تحسين نوعية الحياة إذا كنت من كبار السن المصابين بالسرطان، من خلال العلاج، والعمل مع فريقك الطبي والحفاظ على توصيات الحياة الصحية لكبار السن.

4ـ أمراض الجهاز التنفسي:

تعد أمراض الجهاز التنفسي السفلي المزمنة، مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، ثالث أكثر أسباب الوفاة شيوعًا بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكبر. من بين الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر، يعاني حوالي 10% من الرجال و 13% من النساء من الربو، ويعيش 10% من الرجال و 11% من النساء مع التهاب الشعب الهوائية المزمن أو انتفاخ الرئة. على الرغم من أن الإصابة بمرض تنفسي مزمن يزيد من المخاطر الصحية لكبار السن، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي والالتهابات الأخرى، فإن إجراء اختبارات وظائف الرئة وتناول الدواء الصحيح أو استخدام الأكسجين وفقًا للتعليمات، سيقطع شوطًا طويلاً نحو الحفاظ على صحة كبار السن وجودة حياتهم.

  1. مرض الزهايمر عند كبار السن:

أفادت جمعية الزهايمر أن واحدًا من كل تسعة أشخاص يبلغ من العمر 65 عامًا أو أكثر، أي حوالي 11% مصاب بمرض الزهايمر! لكن نظرًا لأن التشخيص يمثل تحديًا، فمن الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين يعيشون مع هذه الحالة المزمنة بالضبط. ومع ذلك، يقر الخبراء بأن للضعف الإدراكي تأثير كبير على صحة كبار السن.

6ـ هشاشة العظام:

يمكن أن يساهم ترقق العظام في أن تصبح أقل قدرة على الحركة وربما معاقًا في حالة السقوط أو الإصابة بكسر أو انهيار أجسام العمود الفقري. يعاني العديد من البالغين من العمر 85 عامًا من هشاشة العظام، وهو ضعف شديد في كثافة العظام. 

يوصى بفحص كثافة العظام للنساء فوق سن 65، على الرغم من زيادة انتشار الكسور لدى الرجال في سن 85 عامًا! حيث لم يتم التحقق بعد من قيمة فحص هشاشة العظام للرجال بشكل واضح، ولا تزال فعالية وسلامة مكملات الكالسيوم وفيتامين د من أجل منع الكسور مثيرة للجدل.

  1. مرض السكري:

تقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن 25% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا أو أكثر يعيشون مع مرض السكري، وهو خطر كبير على صحة كبار السن. 

وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، يسبب مرض السكري في وفاة 54161 شخصًا بين البالغين فوق سن 65 عامًا في عام 2014. 

يمكن التعرف على مرض السكري ومعالجته مبكرًا من خلال اختبارات الدم البسيطة لمستويات السكر في الدم.

8 ـ الإعاقة في أنشطة الحياة اليومية:

تعد معدلات الإعاقة مرتفعة نسبيًا بين البالغين فوق سن 85 عاما! و تزداد معدلات الإعاقة في أنشطة مثل، ارتداء الملابس والاستحمام والطهي، مع تقدم العمر فوق 80 عاما. 

عادة ما تسبق صعوبة الاستحمام صعوبة ارتداء الملابس أو الصعوبة مع استخدام المرحاض. في إحدى الدراسات، كان 75% من الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 85 عامًا يعانون من صعوبة أو إعاقة في الاستحمام و 25% لديهم صعوبة أو إعاقة في استخدام المرحاض! 

غالبًا ما يعاني الأشخاص ذوو الإعاقة أيضًا من الألم المزمن والاكتئاب وأنظمة الأدوية المعقدة. 

9 ـ سلس البول:

تعاني 30% من النساء فوق سن 65 عاما، و50% من كبار السن في مرافق التمريض من سلس البول. تشمل الأسباب الشائعة لسلس البول بين النساء فرط نشاط المثانة، سلس الإجهاد، وسلس وظيفي. 

يقلل سلس البول من الرفاهية ونوعية الحياة. ويجب الإشارة إلى أن أدوية سلس البول الشائعة تسبب آثارًا جانبية مرهقة.

10ـ الاكتئاب:

يشكل الاكتئاب تهديدا لصحة كبار السن، حيث يمكنه خفض المناعة والتقليل من بقدرة الشخص على مكافحة العدوى. 

بالإضافة إلى العلاج بالأدوية، قد تتمثل الطرق الأخرى لتحسين حياة كبار السن في زيادة النشاط البدني! 59.4% من البالغين 65 عاما وما فوق لا يقومون بممارسة الرياضة بانتظام، ولا يحافظون على التواصل الاجتماعي، حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، أفاد كبار السن أنهم يقضون ففي المائة فقط بين 8% و11% من وقت فراغهم مع العائلة والأصدقاء.

بعد قراءتك للمقال، شاركه مع معارفك من البالغين 65 عاما وأكبر، وشاركنا رأيك وما إذا كانت لديك أفكار لحياة صحية أفضل خلال مراحل الشيخوخة!