ما هي الكلاميديا؟

الكلاميديا أو المتدثِّرة هي إحدى الأمراض المنقولة جنسيا، سواء عن طريق ممارسة الجنس المهبلي أو الشرجي أو الفموي مع شخص مصاب. 

تسبب المدثرة ضررًا دائمًا للجهاز التناسلي عند المرأة، حيث يصبح من الصعب أو المستحيل الحمل في وقت لاحق بعد الإصابة. وفي حالة الحمل، يمكنها أن تسبب حملا خارج الرحم. 

بعد العلاقة الحميمية، يمكن الإصابة بالكلاميديا حتى لو لم يقذف شريكك الجنسي. كما يمكن نقل العدوى من الأم الحامل إلى المصابة إلى طفلها أثناء الولادة.

يعتبر علاج هذا المرض سهلا وسريعا، لكن أعراضه خفيفة أو غير ظاهرة، وبالتالي من المهم الخضوع لفحوصات دورية للتمكن من اكتشاف أي من هذه الأمراض. 

أعراض الكلاميديا

عادة ما تكون أعراض الكلاميديا خفية لدرجة عدم الظهور وصعوبة اكتشاف المرض من خلالها. وذلك وفقًا لجمعية الصحة الجنسية الأمريكية.

وفي حال ظهور الأعراض، فإنها تتطور خلال أسبوع إلى ثلاثة أسابيع بعد التعرض للعدوى. فيما يلي الأعراض المحتملة لدى كل من النساء والرجال: 

متى تظهر اعراض الكلاميديا عند الرجال؟

حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، ما لا يقل عن نصف الرجال المصابين بالكلاميديا لا يلاحظون أي أعراض. وفي حال ظهورها تكون عبارة عن عدم الراحة عند التبول، حكة في مجرى البول، ألم في الخصيتين، وظهور إفرازات بيضاء من القضيب. 

في حال عند علاجها قد تسبب المدثرة تورمًا في الخصيتين، والبربخ وهو الأنبوب الذي يحمل الحيوانات المنوية من الخصيتين، مما يؤثر على الخصوبة.

 متى تظهر اعراض الكلاميديا عند النساء؟

لا تظهر أعراض الكلاميديا عند 70% من النساء، وفي حال ظهورها، فإنها تشمل: ألم أو حرقان أثناء التبول، إفرازات مهبلية غير عادية، قد تكون مائية أو حليبية.

إذا تُركت المدثرة دون علاج، يمكنها الانتشار إلى الرحم والتسبب في مرض خطير وهو التهاب الحوض (PID)، وهو السبب الرئيسي للحمل خارج الرحم والعقم.

وعند انتشارها إلى قناة فالوب، يمكنها أن تسبب أعراض متقدمة، مثل: ألم أثناء الجماع، ألم في البطن أو الحوض، نزيف بعد ممارسة الجنس، النزيف بين فترات الحيض، الغثيان أو الحمى. 

أسباب الكلاميديا

تنتقل الكلاميديا من خلال  الجنس المهبلي أو الفموي أو الشرجي غير المحمي، سواء مع القذق أو من دونه. وذلك بسبب بكتيريا تسمى المتدثرة الحثرية Chlamydia trachomatis، كما يمكن للمرأة الحامل نقلها إلى طفلها أثناء الولادة.

بعد انتقال هذه البكتيريا، تهاجم خلايا الأغشية المخاطية للجسم، خصوصا الأنسجة الرخوة والرطبة الغير مغطاة بالجلد. فيما يلي المناطق المستهدفة من هذه العدوى: 

  • بطانة الجفن.
  • الحلق.
  • الإحليل عند النساء والرجال.
  • فتحة الشرج والمستقيم.
  • المهبل وعنق الرحم.
  • الرحم (قد تصل إليه العدوى، لكنها ​​لا تهاجم الرحم نفسه، نظرا لتلاشي الخلايا الموجودة بداخله بسبب الدورة الشهرية).
  • قناتي فالوب، لا تنظف نفسها باستمرار لذلك هي معرضة لهجوم البكتيريا.

المضاعفات 

تسبب الكلاميديا العديد من المضاعفات لدى كل من النساء والرجال، فيما يلي المضاعفات المحتملة: 

قد تنتشر المتدثِّرة ​​عند النساء إلى الرحم أو المبايض أو قناتي فالوب، مما يجعلهن أكثر عرضة لمرض التهاب الحوض (PID). يسبب التهاب الحوض صعوبة الحمل، أو العقم، آلام الحوض المزمنة، الحمل خارج الرحم. 

بالإضافة إلى مضاعفات الحمل، حيث تنتقل العدوى إلى الطفل، وقد يصاب بعدوى في العين (التهاب الملتحمة)، أو عدوى في الرئة (التهاب رئوي).

كما يزيد هذا المرض من خطر حدوث الولادة المبكرة قبل 37 أسبوعًا من الحمل، أو ولادة طفلك بوزن منخفض.

بالنسبة للرجال، تسبب عدوى المتدثرة التهاب الخصيتين، حيث تنتشر العدوى إلى الخصيتين والبربخ، مما يؤدي إلى الشعور بالألم والتورم. إذا لم تعالج فقد تؤثر على خصوبتك.

كما تعد السبب الأكثر شيوعا لالتهاب المفاصل التفاعلي المكتسب جنسيًا (SARA)، والذي يسبب التهابا في المفاصل أو العينين أو مجرى البول. 

هل الكلاميديا تسبب ضعف الانتصاب؟

نعم، يمكن للكلاميديا أن تسبب ضعف الانتصاب (ED). وذلك بسبب إصابة العدوى للبروستاتا والتسبب في التهابها، أو تضخمها، مما يحد من تدفق الدم إلى القضيب.

تشخيص الكلاميديا

من أجل تشخيص الكلاميديا​، يقوم الطبيب بإجراء فحص لإيجاد أعراض مثل الإفرازات، ثم يأخذ عينة بول أو مسحة عنق الرحم أو مسحة القضيب أو الحلق أو المستقيم.

ونظرًا لأن المتدثرة لا تظهر أي أعراض لدى أغلب الحالات، توصي فرقة الخدمات الوقائية الأمريكية بإجراء فحوصات دورية لدى الفئات التالية:

  • النساء تحت سن 25 سنة، والنشطات جنسيا. 
  • النساء الحوامل المعرضات لخطر العدوى. 
  • الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.

بعد إجراء التشخيص ثم العلاج، سيحتاج المريض إجراء فحص عينة بول واختبارها لتأكيد نجاح العلاج. 

علاج الكلاميديا

من أجل علاج الكلاميديا، يتم وصف المضادات الحيوية، على اعتبارها العلاج الأنسب في جميع الحالات حتى مع وجود فيروس نقص المناعة البشرية.

خلال العلاج بالمضادات الحيوية، أي جرعة واحدة منها يجب عدم ممارسة الجنس لمدة سبعة أيام. وفي حال العلاج بجرعة لمدة سبعة أيام يجب عدم ممارسة الجنس حتى يكتمل العلاج، وتختفي الأعراض. من أجل منع انتشار العدوى للشركاء الجنسيين. 

إذا استمرت الأعراض لديك لبضعة أيام حتى بعد تلقي العلاج، فيجب عليك زيارة الطبيب لإعادة تقييم الحالة. 

تعتبر المضادات الحيوية العلاج الأنسب الذي يصفه الطبيب حتى للرضع المصابين بالعدوى، والتي أدت ​​بهم لمضاعفات مثل التهاب الملتحمة أو الالتهاب الرئوي.

طرق الوقاية من الكلاميديا

من أجل تفادي العدوى، هناك طرق الوقاية من الكلاميديا، إلا أن الطريقة الوحيدة المؤكدة لتجنب الإصابة هي الامتناع عن ممارسة الجنس، سواء المهبلي أو الشرجي أو الفموي. 

كما أن الطريقة الأخرى للوقاية، هي علاقة واحدة طويلة الأمد مع نفس الشريك المثبت أنه غير مصاب. 

يمكن لاستخدام الواقي الذكري بشكل صحيح ومتسق، أن يقلل من خطر الإصابة بجميع الأمراض المنقولة جنسياً. \

الأسئلة الشائعة

تدور أغلب الأسئلة الشائعة المتعلقة بعدوى المتدثرة حول الفرق بينها وبين باقي الأمراض الأخرى المنقولة عن طريق الجنس، ومدى خطورتها: 

ما الفرق بين السيلان و الكلاميديا؟

في الكثير من الأحيان لا يمكن التفريق بين السيلان و الكلاميديا، نظرا لكونهما عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي الغير محمي، و كذلك أعراضهما متشابهة.

لكن، هناك بعض الأعراض الخاصة بالسيلان، وهي نزيف مهبلي بين فترات الحيض عند النساء، والإفرازات الصفراء أو الخضراء من القضيب عند الذكور. 

هل الكلاميديا مرض خطير؟

لا تعد الكلاميديا مرضا خطيرا عند علاجها المبكر، لكنها قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، خاصة لدى النساء، مثل تشكل نسيج ندبي يسد قناتي فالوب، والعقم. 

لكن، عند الرجال نادرا ما تظهر مشاكل صحية خطيرة، إلا أنها قد تسبب حمى وألمًا في الأنابيب المتصلة بالخصيتين، وفي حالات نادرة العقم.