ما هو التهاب الحلق؟

التهاب الحلق هو شعور بالألم والجفاف والتهيج في الحلق والذي يكون بسبب التهابات أو عدوى فيروسية، أو عوامل بيئية مثل الهواء الجاف، وهو أكثر شيوعا عند البالغين. 

حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، التهاب الحلق هو أحد الأعراض الأكثر شيوعًا لمجموعة من الحالات، ويمثل أكثر من 2% من جميع الزيارات الطبية لدى البالغين. 

على الرغم من أن التهاب الحلق قد يكون مزعجًا، حيث قد يؤدي بك إلى الشعور بألم عند البلع، عدم الراحة، وحكة في الحلق، إلا أنه يختفي من تلقاء نفسه في أغلب الحالات. إذا استمر التهاب الحلق لأكثر من أسبوع إلى 10 أيام، قم بزيارة الطبيب.

كم يستمر التهاب الحلق؟

كما هو مذكور سابقا، يستمر التهاب الحلق حوالي أسبوع، ثم تهدأ الأعراض. نادرا ما تستمر لأكثر من أسبوع إلى 10 أيام، وهي المدة التي تستمر فيها الإصابة بالبرد أو الأنفلونزا. إذا تجاوز الالتهاب هذه المدة ولم يكن  مرتبطًا بحساسية أو تهيج معروف، فاستشر الطبيب. 

عند الاصابة بالتهاب الحلق نتيجة عدوى بكتيرية، فقد يتحسن في غضون يومين إلى ثلاثة أيام من بدء العلاج بالمضادات الحيوية. 

ما هو الفرق بين التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري؟

هناك نوعين رئيسيين لالتهاب الحلق، التهاب الحلق الفيروسي والبكتيري. فيما يلي الفرق بينهما: 

1. التهاب الحلق الفيروسي

يحدث هذا النوع من التهاب الحلق بسبب الزكام، الإنفلونزا، زيادة عدد كريات الدم البيضاء، الحصبة، جدري الماء، وفيروس كورونا (كوفيد-19)..

2. التهاب الحلق البكتيري

تسبب العديد من البكتيريا هذا النوع من الالتهاب بما في ذلك البكتيريا العقدية المقيحة، والتي تتسبب في التهاب الحلق العقدي.

أنواع التهاب الحلق

هناك ثلاث أنواع لالتهاب الحلق، يتم تصنيفها بناء على جزء الحلق المصاب: 

  • التهاب اللوزتين: يسبب تورما واحمرارا في اللوزتين (الأنسجة الرخوة في مؤخرة الفم).
  • التهاب الحنجرة: هو تورم واحمرار في الحنجرة.
  • التهاب البلعوم: هذا النوع يسبب تورمًا وألمًا في الحلق.

أسباب التهاب الحلق

من بين أسباب التهاب الحلق الأكثر شيوعا:

  • الفيروسات: والتي تسبب نزلات البرد أو الأنفلونزا. 
  • البكتيريا: التي يطلق عليها  العِقْديّة المقيِّحة أو المكورة العقدية المقيحة Streptococcus pyogenes. 
  • التدخين أو التعرض للتدخين السلبي.
  • التهاب الحنجره.
  • التهاب اللوزتين.
  • عدوى بكتيرية في الحلق.
  • الحمى الغدية.
  • إجهاد عضلات الحلق نتيجة الصراخ أو التحدث بصوت عالٍ أو لفترات طويلة دون راحة.
  • الجَزْر المَعدي المريئي، الذي يسبب  ارتجاع أحماض المعدة داخل المريء.
  • عدوى فيروس نقص المناعة البشرية HIV.
  • الأورام السرطانية في الحلق أو اللسان أو الحنجرة.

عوامل الخطر

يعتبر التهاب الحلق من بين الآفات الصحية التي تصيب الجميع بدون استثناء، إلا أن هناك بعض الفئات التي تكون عرضة لعوامل خطر الاصابة أكثر من البقية، فيما يلي عوامل خطر الإصابة بالتهاب الحلق: 

  • الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3-15 عامًا والمراهقون هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الحلق نتيجة العدوى البكتيرية. 
  • المدخنين والأشخاص المعرضين لدخان السجائر باستمرار هم أكثر عرضة للاصابة بالتهاب الحلق وخطر الإصابة بسرطان الفم والحلق والحنجرة.
  • الحساسية الموسمية وردود الفعل التحسُّسية تجاه الغبار أو وبر الحيوانات الأليفة.
  • صديد الأنف الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية المومنة قد يؤدي إلى تهيُّج الحلق.
  • مرض السكري.
  • العلاج باستخدام الستيرويدات أو أدوية العلاج الكيميائي.
  •  الإجهاد، والتعب.
  • سوء التغذية.

أعراض التهاب الحلق

تختلف أعراض التهاب الحلق حسب السبب الكامن وراء الالتهاب. بالإضافة إلى الألم عند البلع، وخشونة الحلق هناك مجموعة من الأعراض المصاحبة، قد تكون علامة على ضرورة زيارة الطبيب فورا، من بينها:

  • صداع الراس.
  • الحُمى.
  • انتفاخ الغدد الليمفاوية في الرقبة.
  • آلام المفاصل.
  • آلام العضلات.
  • الطفح الجلدي.
  • ألم الأذن.
  • صعوبة في فتح الفم.
  • بحة في الصوت تستمر لأكثر من أسبوعين.
  • صعوبات في التنفس.
  • صعوبات في البلع أو ألم عند البلع.
  • نتوء في العنق.
  • تورم في الوجه أو الرقبة.
  • دم في اللعاب أو البلغم.

المضاعفات

على عكس التهاب الحلق الناتج عن عدوى فيروسية، تحدث المضاعفات بسبب التهاب الحلق الناتج عن العدوى البكتيرية، وذلك في حال انتشار البكتيريا. من بين هذه المضاعفات:

  • التهابات الأذن.
  • التهابات الجيوب الأنفية.
  • تورم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
  • خراجات بالقرب من اللوزتين.
  • الحمى الروماتيزمية.
  • إصابة الكلى الحادة بسبب التهاب الكلى.

تشخيص التهاب الحلق

خلال تشخيص التهاب الحلق، يقوم الطبيب بطرح بعض الأسئلة حول الأعراض، ثم الفحص السريري الذي يقوم خلاله بـ:

  • تحسس جوانب الرقبة لمعرفة ما إذا كان هناك غدد منتفخة.
  • استخدام ضوء لفحص الحلق بحثًا عن احمرار أو تورم أو بقع بيضاء.
  • مسحة الحلق: عند الاشتباه في الإصابة بالتهاب الحلق، يقوم الطبيب بتمرير مسحة على الجزء الخلفي من الحلق ويجمع عينة من أجل اختبار بكتيريا العقديات التي تسبب التهاب البلعوم بالمكورات العقدية. يتم إرسال العينة إلى المختبر لفحصها.

تساعد مسحة الحلق كذلك في كشف أنواع العدوى البكتيرية الأخرى، مثل الكلاميديا ​​أو السيلان. 

علاج التهاب الحلق

بعد تشخيص سبب أعراضك، قد يوصي الطبيب ببعض الإجراءات المنزلية فقط مع أدوية مسكنة، أو قد يصف علاج التهاب الحلق حسب السبب الكامن ومدى درجة تقدمه، فيما يلي طرق العلاج:

العلاجات الدوائية

يقوم الطبيب بوصف العلاج الدوائي بناء على السبب الكامن خلف التهاب الحلق لديك، فيما يلي العلاجات الدوائية المستعملة حسب الحالة: 

  • التهاب الحلق نتيجة الأنفلونزا: يتم وصف الأدوية المضادة للفيروسات، حيث تعمل تقصير مدة المرض وتخفيف الأعراض. يجب أخذ مضادات فيروسات الإنفلونزا بعد ما لا يزيد عن 48 ساعة من ظهور الأعراض.
  • التهاب الحلق الناتج عن بكتيريا: عادة ما تختفي الأعراض من تلقاء نفسها في غضون خمسة إلى سبعة أيام. إلا أنه يتم وصف المضادات الحيوية، (مثل البنسلين أو الإريثروميسين) التي تقتل البكتيريا أو تضعفها.

كما يمكن أن تساعد المضادات الحيوية إذا كان التهاب الحلق ناتج عن الكلاميديا، أو السيلان.

  • التهاب الحلق العقدي: يصف الطبيب المضادات الحيوية للوقاية من المضاعفات الخطيرة، مثل الحمى الروماتيزمية. كما يمكن لمسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية أن تساعد في تخفيف الأعراض. 

فيما يخص طريقة استعمال المضادات الحيوية، من المهم تناولها كما يوجهك طبيبك وإنهاء جميع الجرعات، حتى لو تحسنت أعراضك، وإلا قد تشعر وكأنك شفيت ثم تعود العدوى. 

العلاجات المنزلية

يمكن لبعض العلاجات المنزلية أن تساعد على تهدئة حدة التهاب الحلق لديك، ومن ثم شفائه. فيما يلي الطرق التي ينصح بها وفقا لـ هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS

  • الراحة، وتجنب الاتصال بالآخرين إلى أن تشعر بالتحسن.
  • اشرب الكثير من الماء. 
  • غرغر بالماء الدافئ المالح. (لا ينصح به للأطفال)
  • اشرب الشاي الدافئ مع العسل.
  • تناول الأطعمة الباردة واللينة.
  • لا تأكل الأطعمة الحارة أو المالحة أو الحمضية.
  • تناول مكعبات الثلج أو الحلوى الصلبة (لا ينصح باستعمالها من طرف الأطفال الصغار)
  • تجنب التدخين.
  • تناول مسكن للألم.

متى تزور الطبيب؟

عند إصابتك بالتهاب الحلق، يكون من الضروري أن تزور الطبيب إذا واجهتك الأعراض التالية: 

  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • صعوبة البلع.
  • تضخم اللوزتين.
  • تورم الرقبة.
  • ألم الأذن.
  • آلام المفاصل.