فيروس نقص المناعة البشري
(HIV) عبارة عن مرض يستهدف الجهاز المناعي بقتل الخلايا المناعية، مما يجعل المصابين به عرضة للإصابة بالعدوى مع عجز في محاربة الأمراض، ويؤدي الانخفاض الحاد في الخلايا المناعية إلى الإصابة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”. 

تم تشخيص فيروس نقص المناعة البشرية لأول مرة في عام 1984. منذ ذلك الحين يحاول الباحثون تطوير لقاح ضده، وحسب منظمة الصحة العالمية، يشكل فيروس نقص المناعة البشرية إحدى المشاكل الصحية العمومية الكبرى، وقد حصد أرواح قرابة 33 مليون شخص حتى الآن. وفي نهاية عام 2019، كان هناك نحو 38 مليون شخص متعايش مع الفيروس.

تحفز اللقاحات الجهاز المناعي على الدفاع عن الجسم ضد البكتيريا والفيروسات، من خلال التعرف على العدوى ومكافحتها، وتكون مصنوعة من نفس الفيروسات المسببة للمرض.
في هذه الحالة، يتفاعل الجسم مع اللقاح من خلال صنع مواد تسمى بالأجسام المضادة، والتي تحارب بكتيريا أو فيروس  معين، تبقى في الجسم وتمنحه مناعة تامة

تحديات تَأخر تطوير لقاح نقص المناعة البشرية

من أهم العقبات التي تعترض توفير لقاح ضد الفيروس:

  1. 1. عدم القدرة على محاكاة الاستجابة المناعية

في العادة، يتم اختبار اللقاحات لمحاكاة رد الفعل المناعي للأشخاص الذين تعافوا من الفيروس، لاستخدامها كنموذج لصناعة اللقاح؛ وتكون هذه الاستجابة المناعية كافية لمنع الإصابة بالعدوى مرة ثانية مستقبلا، إلا أنه لم يتعافَ أي شخص تقريباً بعد إصابته بفيروس نقص المناعة البشرية. نتيجة لذلك، لا يوجد أي رد فعل مناعي يمكن الاعتماد عليه لصنع اللقاحات.

  1. 2. التحول السريع لفيروس نقص المناعة البشرية

يتحول فيروس نقص المناعة البشرية بسرعة، مشكلا عددا من الأنواع الفرعية المختلفة جينيا، والتي يمكن أن تستمر في التغير، ولأن اللقاح يستهدف الفيروس في شكل معين، يكون من الصعب على اللقاح القضاء على الفيروس إذا استمر في التغير.

  1. 3. عدم معرفة نوعية الاستجابة المناعية

لم يتمكن العلماء من معرفة نوعية المناعة الواقية من عدوى فيروس نقص المناعة البشرية، ونظرا إلى أنه في حدود ما توصلوا إليه من معرفة، لم يُشفَ أحد من الفيروس بشكل طبيعي، لإجراء اختبارات للتأكد من الاستجابة المناعية الواقية من العدوى، سواء كانت عبارة عن أجسام مضادة، أو خلايا متمثلة في الذاكرة المناعية. ويُمكّن التعرف على نوعية هذه الاستجابة المناعية من صنع لقاح ذي فعالية في القضاء على الفيروس.  

  1. 4. عدم وجود نماذج حيوانية لاختبار اللقاحات عليها

تختبر معظم اللقاحات بدقة على النماذج الحيوانية، إذ يساعد هذا على ضمان أن تكون آمنة وفعالة قبل تجربتها على البشر. ومع ذلك، لا يوجد نموذج حيواني لفيروس نقص المناعة البشرية.

كل هذه التحديات مجتمعة، تشكل تحديا كبيرا من أجل صنع لقاح قادر على القضاء على فيروس نقص المناعة البشرية، وتوجد العديد من اللقاحات المرشحة في مراحل مختلفة من الاختبار والتطوير التي تحرز تقدما في مكافحة هذا الفيروس.