ما هو التهاب الأذن الوسطى؟ 

يحدث التهاب الأذن الوسطى (middle ear inflammation) أو (Otitis media) نتيجة التعرض لإحدى الفيروسات أو البكتيريا التي تصيب المنطقة المنطقة الداخلية للأذن، وتحديدا خلف طبلة الأذن. 

تحدث العدوى أو الالتهاب بشكل شائع خلال فصلي الشتاء والربيع، وتعتبر الفئة الأكثر عرضة للإصابة بها هم الأطفال الأقل من 15 شهرا، حيث تبلغ نسبة الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى لدى الأطفال 80%، وتحديدا الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاثة أشهر وثلاث سنوات.

ما هي أنواع التهاب الأذن الوسطى؟ 

يصنف الأطباء التهاب الأذن الوسطى إلى نوعين:

  • التهاب الأذن الوسطى الحاد 

يميز التهاب الأذن الوسطى الحاد قصر مدته وسرعة ظهور، حيث يصاحبه تورم واحمرار وانتفاخ ناتج عن تراكم السوائل خلف أو حول طبلة الأذن. يعاني المصاب به بالآلام وضعف السمع نتيجة تجمع القيح أو المخاط خلف طبلة الأذن.

  • التهاب الأذن الوسطى المزمن

يمكن أن يعاني الشخص من التهاب الأذن الوسطى المزمن الذي يُعرف أيضا بالتهاب الأذن الوسطى مع الانصباب (Otitis media with effusion)، باستمرار الإصابة به لمدة ثلاثة أشهر على الأقل، ويعتبر هذا النوع من الالتهاب مزمنا نتيجة بقاء السوائل خلف طبلة الأذن لمدة طويلة، مسببة ضغطا على الأذن بسبب عدم تصريف السوائل المتراكمة، كما قد يؤثر بشكل طفيف في قدرة الشخص على السمع.

اقرأ أيضا: مع بداية الصيف: إليك 5 أشياء يجب أن تعرفها عن أذن السباح أو التهاب الأذن الخارجية

أسباب التهاب الأذن الوسطى 

يكون الشخص عرضة للإصابة بالتهابات الأذن الوسطى نتيجة العدوى المسببة لالتهاب الحلق أو الزكام أو الحساسية أو التهابات الجيوب الأنفية  التي تؤدي إلى تراكم المخاط الذي يصعب تصريفه أو التخلص منه. يتسبب هذا التراكم في انتشار العدوى في الأذن الوسطى وتحديدا خلف طبلة الأذن. وتشمل الأسباب:

1. عدوى الجهاز التنفسي العلوي

تعتبر عدوى الجهاز التنفسي العلوي من المسببات الرئيسية لالتهابات الأذن الوسطى، والتي تحدث نتيجة الإصالات المتكررة للإنفلونزا أو نزلات البرد أو التهاب الجيوب الأنفية، بالإضافة إلى الحساسية وملوثات الهواء كالمواد السامة أو دخان السجائر.

2. اضطرابات قناة أستاكيوس

يمكن أن يتسبب انسداد أو تشوه أو التهاب قناة أستاكيوس وهي الأنبوب الذي يربط الأذن الوسطى بالبلعوم، في تجمع السوائل والقيح خلف طبلة الأذن، وهو ما يعزز نمو البكتيريا وجعل الشخص عرضة للآلام والالتهابات، إذ يتمثل دور قناة أستاكيوس في التخلص من السوائل ومنعها من التراكم للوقاية من التهابات الأذن المحتملة.

3. الأمراض

يعتبر خلل وظائف الجهاز المناعي سببا في تعريض الشخص للإصابة بالتهاب الأذن، بالإضافة إلى الأمراض الجلدية المزمة كالإكزيما أو الصدفية، ثم مرض السكري. تؤثر هذه الأمراض في قدرة الجسم على علاج التهابات الأذن، والتي تصيب بشكل خاص الأذن الخارجية.

4. العيوب الخلقية 

لكون التهابات الأذن الوسطى تصيب الأطفال بشكل شائع، صنف الأطباء العيوب التي تجعل الأطفال أكثر عرضة للالتهاب، وتشمل الحنك المشقوق، ويتميز بولادة الطفل بوجود شق يمتد من شفة فمه العليا إلى سقف فمه وحلقه.

5. كيفية الرضاعة

تشمل الأسباب الأخرى المرتبطة بصحة الأطفال، إذ يمكن أن يؤثر استلقاء الطفل أثناء حمله لزجاجة الرضاعة إلى التأثير على وظيفة قناة أستاكيوس، التي ترتبط بشكل وثيق بالأنف والحنجرة. ولتفادي ذلك، يُنصح بحمل الطفل وإرضاعه من الثدي أو أثناء استعمال زجاجة الرضاعة.

أعراض التهاب الأذن الوسطى 

مما يميز أعراض التهاب الأذن الوسطى أنها لا تستمر لمدة طويلة من الزمن، إذ قد تختفي بعد أيام قليلة من الإصابة، وتشمل هذه الأعراض: 

1. الفقدان المؤقت للسمع

يعتبر الألم والفقدان المؤقت للقدرة على السمع نتيجة تراكم السوائل والقيح خلف طبلة الأذن، كما يتسبب في خفة اهتزازات طبلة الأذن المساعدة على السمع، وهو ما يعني عدم استشعار حساسية الأذن للصوت. 

2. الألم والإحساس بانسداد الأذنين

يشعر المصاب بانسداد وانتفاخ الأذن نتيجة تجمع القيح في الأذن الوسطى، وهو ما يسبب الألم والحمى وصداع الرأس، وأحيانا الدوخة والغثيان أو القيء، بالإضافة إلى المعاناة من طنين الأذن.

3. تصريف القيح

ينتج تصريف القيح والسوائل من الأذن الوسطى إلى قناة الأذن عن تمزق طبلة الأذن الناتج عن الالتهاب الحاد للأذن الذي يحدث بسبب الضغط الحاصل في الأذن. يساعد هذا التمزق الذي يشفى عادة من دون علاج على الحد من الألم الناتج عن تراكم السوائل.

مضاعفات الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى

وفقا لهيئات الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، تشمل مضاعفات التهابات الأذن الوسطى، التي قد تصيب الأطفال الصغار أيضا:

1. التهاب الخشاء

يمكن أن تؤدي الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى إلى حدوث عدوى أو التهاب منطقة العظم أسفل الأذن، والتي تعرف باسم الخشاء، ويؤدي هذه النوع من الالتهاب إلى المعاناة من أعراض مثل انتفاخ المنطقة خلف الأذن المسبب للاحمرار والتورم والآلام وصداع الرأس.

2. الورم الصفراوي

يمكن أن تنتج الإصابة بعدوى الأذن الوسطى عن تكون غير طبيعي للخلايا في المنطقة الداخلية للأذن، وتعرف بالورم الصفراوي أو الورم الكوليستيرولي والتي تظهر بعد الإصابة المتكررة أو المستمرة. يمكن أن تؤدي الإصابة بهذا النوع من الأورام إلى القضاء على الهياكل الدقيقة داخل الأذن. وبالإضافة إلى فقدان السمع وطنين الأذن المتكرر، يمكن أن يعاني الشخص من ضعف على مستوى نصف الوجه.

3. التهاب الأذن الداخلية

يعرف هذا الالتهاب أيضا بالتهاب تيه الأذن، حيث تؤثر عدوى الأذن الوسطى على الطبقة الداخلية الدقيقة للأذن التي يُصطلح عليها علميا بالمتاهة، ومن الأعراض المميز للإصابة به غير الآلام وفقدان السمع؛ الإحساس بالدوخة والدوار وعدم التوازن.

4. اضطرابات تطور اللغة والكلام

يعتبر هذا الاضطراب شائعا لدى الأطفال الذين عانوا في فترة ما من مرحلة طفولتهم من الإصابات المتكررة، ومن شأنه أن يؤثر في قدرة الطفل على التحدث واكتساب اللغة مستقبلا.

5. شلل الوجه

يعتبر شلل الوجه من المضاعفات النادرة لالتهاب الأذن الوسطى، إذ يؤدي الالتهاب إلى الضغط على أحد أعصاب الوجه المارة عبر الجمجمة، والذي يرسل إليه الدماغ إشارات للتحكم في تعابر الوجه. يتسبب هذا الشلل في عدم قدرة الشخص على تحريك وجهه كاملا أو بعضه أو نصفه.

6. التهاب السحايا

يحدث التهاب السحايا كنتيجة لانتشار العدوى والالتهاب من الأذن الوسطى إلى الطبقة الخارجية التي تعمل على حماية ووقاية الدماغ والحبل الشوكي، ويؤدي هذا الالتهاب إلى معاناة الشخص من التصلب على مستوى الرقبة، والحساسية للضوء، والطفح الجلدي.

7. خُراج الدماغ

يكون الشخص عرضة للإصابة بخراج الدماغ نتيجة تراكم القيح على مستوى الدماغ، والذي يؤثر بشدة على الوظائف العقلية للشخصية، بحيث يجعله عرضة للضعف أو الشلل في الجانب الأيمن أو الأيسر من الجسم أو المعاناة من النوبات.

كيف يتم التشخيص؟ 

تختلف طرق تشخيص التهابات الأذن الوسطى بحسب درجة الالتهاب الحاد أو المزمن أو الالتهاب المسبب للمضاعفات، وتشمل عادة:

  • منظار الأذن

يستخدم منظار الأذن للكشف عن السوائل المتراكمة في الأذن الوسطى، ثم التحقق من أي انسداد حاصل في طبلة الأذن، وكلاهما علامتنا على العدوى.

  • قياس الطبلة

يعمل اختبار قياس طبلة الأذن على دراسة تفاعل طبلة الأذن مع ضغط الهواء الذي يستخدمه الطبيب للتأكد مما أذن كانت الأذن تتحرك بسهولة وهو ما يعني أنها سليمة، أو تتحرك ببطء أو لا تتحرك وهو ما يعني تراكم السوائل داخلها.

  • قياس السمع

يكشف قياس السمع عن مدى معاناة الشخص من ضعف في السماع باستخدام سماعات الرأس.

  • اختبارات المسح الضوئي

يلجأ الطبيب إلى إجراء مسح للأذن، باستخدام التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالرنين المغناطيسي في حالة معاناة الشخص من مضاعفات صحية أثرت بشكل مباشر على طبقات أخرى من الأذن.

علاج التهاب الأذن الوسطى 

عادة ما تختفي أعراض التهاب الأذن الوسطى بعد 3 إلى 5 أيام من الإصابة، ويصبح العلاج في هذه الحالة غير ضروري، ويمكن فقط استخدام مسكنات الآلام لتخفيف الأعراض وخفض درجة الحرارة المرتفعة، أو وضع قماش دافئ على الأذن لتخفيف حدة الآلام. لكن، قد يلجأ الطبيب إلى وصف العلاجات بناء على شدة مستويات الالتهاب أو العدوى، وتشمل العلاجات الموصوفة:

1. المضادات الحيوية

يمكن للطبيب وصف المضادات الحيوية للمرضى الذين يعانون من حالة صحية شديدة لوقايتهم من المضاعفات المحتملة للالتهاب، مثل معاناتهم مع التليف الكيسي أو أمراض القلب الخلقية، كما يمكن وصفها في حالة عدم تحسن الأعراض بعد المدة التي سيحددها الطبيب مع المريض.

2. أنابيب الأذن 

يلجأ إلى العلاج باستخدام أنابيب الأذن للأطفال الذين يعانون من الالتهابات المتكررة للأذن، تساعد هذه الأنابيب التي يتم تثبيتها في طبلة الأذن على إخراج السوائل والقيح، لمساعدة الأذن على الشفاء.

طرق الوقاية من التهاب الأذن الوسطى

يمكنك حماية نفسك من التعرض لالتهابات الأذن الوسطى من خلال:

  • غسل اليدين بانتظام.
  • تنظيف وتجفيف الأذن بعد السباحة.
  • عدم استخدام أعواد القطن.
  • الإقلاع عن التدخين للوقاية من التعرض لالتهابات الجهاز التنفسي.
  • الابتعاد عن التدخين السلبي.

ويمكن حماية الأطفال من التهاب الأذن الوسطى أيضا من خلال:

  • إرضاع الطفل في وضعية مستقيمة لتجنب الضغط على قناة الأذن.
  • تطعيم الطفل ضد الأنفلونزا.
  • منع الطفل من استخدام اللهاية عند بلوغه سنة واحدة.