ما هو إدمان العادة السرية؟

بيّنت إحدى الدراسات أنَّ الرجالَ تحت عمرِ الـ 60 يفكرون على الأقل مرة واحدة يوميا بالجنس! في حين لا تفكر سوى ما يقارب 25% من النساء بالجنس بهذا المعدل اليومي!

كما كشفت نفس الدراسة أن الثلثين من الرجال الذين شملتهم الدراسة يقولون إنهم يمارسون العادة السرية! على الرغم من أن نصفهم تقريبًا اعترفوا بشعورهم بالذنب حيال ذلك. على النقيض من ذلك، فإن حوالي 40% من النساء اللواتي شملتهن الدراسة فقط قلن إنهن يمارسن العادة السرية، وتواتر الاستمناء أقل بين النساء!

هل تؤدي العادة السرية إلى الإدمان!

نظرًا لأن الناس يحجمون عن الحديث عن ذلك، فمن الصعب معرفة عدد الأشخاص الذين يستمتعون بالإباحية والعادة السرية بشكل منتظم، أو عدد الأشخاص الذين يجدون صعوبة في مقاومة ذلك!

وقد وجد استطلاع أجراه معهد كينزي سنة 2002، أن 9% من الأشخاص الذين يشاهدون المواد الإباحية حاولوا التوقف دون جدوى. 

خلص مقال منشور سنة 2015 بموقع معهد النشر الرقمي متعدد التخصصات بسويسرا، إلى أن المواد الإباحية على الإنترنت وممارسة الاستمناء تشترك في الآليات الأساسية لإدمان المواد المخدرة. هذا البحث الذي قارن أدمغة الأشخاص الذين يشاهدون المواد الإباحية بشكل “قهري” بأدمغة الأشخاص المدمنين على المخدرات أو الكحول قد أدى إلى نتائج متقاربة إلى حد كبير!

ما هي الأضرار الصحية والنفسية لهذا الإدمان؟

إن ممارسة العادة السرية ليست اضطرابًا عقليًا يمكن تشخيصه في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية، لكن يمكن لبعض الناس أن يطوروا إدمانًا على الاستمناء، ويقضون الكثير من الوقت في ممارستها، مما قد يؤدي بهم إلى:

  • تخطي الأعمال الروتينية أو الأنشطة اليومية.
  • التغيب عن العمل أو المدرسة.
  • إلغاء الخطط مع الأصدقاء أو العائلة.
  • تفويت الأحداث الاجتماعية الهامة.

كيف تجعلك مشاهدة المواد الإباحية وممارسة العادة السرية مجبرا عليها بشكل “قهري”؟

حسب مراكز Helen Farabee  لتوفير الوصول إلى علاجات الأمراض العقلية والإعاقات الذهنية بشمال تكساس، يزيد النشاط الجنسي من مستويات الدوبامين في الدماغ، وهو الناقل العصبي الأساسي في نظام المكافأة بالدماغ، حيث يخلق الدوبامين مشاعر ممتعة، مما يحفز الناس على تكرار السلوكيات التي تخلق هذه المشاعر الممتعة، وبالتالي فإن نظام المكافأة هذا يجعل الناس عرضة للإدمان.

ومثل جميع أنواع الإدمان، يتسبب الإدمان الجنسي ـ سواء كان عادة سرية أو إدمان الأفلام الإباحية مرفقا بالعادة السرية ـ في حدوث تغييرات في قشرة الفص الجبهي في الدماغ. وهذه التغييرات تجعل التوقف عن الإدمان أكثر صعوبة! 

ترجع هذه التغييرات في الدماغ إلى خاصيتين للإدمان الجنسي، وهما: 

  • الاندفاع. 
  • الإكراه. 

الاندفاع هو التصرف بناءً على الرغبات دون التفكير في العواقب المحتملة! وهو ما يتحكم في سلوك المدمن خلال مراحله الأولى، بناءً على دوافع قوية لتجربة المتعة الجنسية دون النظر إلى العواقب المستقبلية لتلك الأنشطة. 

مع تقدم الإدمان الجنسي، يترسخ الجانب القهري من الإدمان! وهو سلوك يشعر الفرد من خلاله بأنه مدفوع ومرغم على ذلك الفعل، وبمجرد القيام به يزول القلق ويتم استعادة الراحة. 

على سبيل المثال، لنفترض أن رجلاً يشاهد المواد الإباحية بعد أن تنام زوجته كل ليلة! إذا قررت زوجته البقاء مستيقظة لوقت متأخر عن المعتاد، فقد يصبح زوجها عصبيًا وقلقًا لأنها تتدخل في إدمانه! خلال هذه المرحلة القهرية المتأخرة من الإدمان، تأتي “المتعة” في شكل راحة من هذه المشاعر المقلقة وغير المريحة. وهكذا، على الرغم من العواقب السلبية للنشاط الجنسي، يستمر السلوك الإدماني بطريقة قهرية!

الأمراض التي تسببها العادة السرية

حسب النصوص الكلاسيكية أو التقليدية التي تشكل أساس الطب الصيني التقليدي، هناك عدد من الأمراض التي يمكن أن تسببها العادة السرية المستمرة. 

عندما يحدث الانبعاث المنوي خلال ممارسة الاستمناء يتم إضعاف وظائف الكلى والقلب تدريجيا، مما قد يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الحالات التي تعتبر مشاكل صحية خطيرة في الممارسة الطبية التقليدية.

أخطر هذه الأمراض هو مرض الإرهاق العوزي الذي يشبه مفهوم متلازمة التعب المزمن Chronic Fatigue Syndrome في الطب الغربي، ويحدث هذا عندما يفقد الرجل الكثير من السائل المنوي ويمكن أن تكون سببًا رئيسيًا للإرهاق.

يمكن أن تشمل الأعراض:

  • الدوخة.
  • الأرق.
  • الآلام غير المبررة.
  • ضعف العضلات.
  • مشاكل القلب.
  • التعب.
  • الالتهابات.
  • مشاكل الكلى.

وبالتالي الانبعاث المنوي والإرهاق يمكن أن يكونا بسبب الأنشطة الجنسية المفرطة، كما أنه غالبًا ما تزداد الحالة سوءًا عندما يتم الجمع بين كميات مفرطة من الاستمناء وممارسة الرياضة.

الأشخاص الذين يمارسون الاستمناء يعيشون أسلوب حياة غير صحي، ولا يحصلون على ما يكفي من العناصر الغذائية من الطعام وقد لا يحصلون على تمارين كافية، وقد تكون لديهم مشاكل صحية خطيرة أخرى مثل السمنة.

تقرحات على الأعضاء التناسلية!

حسب خدمة SmartSexResource التي يقدمها قسم خدمات الوقاية السريرية في مركز BC لمكافحة الأمراض، تتسبب العادة السرية عند الرجال الذين يمارسونها كثيرًا لفترة زمنية قصيرة في تورمات على مستوى الأعضاء القضيب

ويؤدي الاستمناء إلى انتفاخ القضيب، بسبب تراكم واحتباس السوائل في الأنسجة، وإذا تم انسداد الأوعية الليمفاوية التي تحمل هذا السائل حول القضيب، فهناك أيضًا خطر حدوث كتلة صلبة مؤقتة (القيلة اللمفاوية) lymphocele، والتي تكون غير مؤلمة بشكل عام.

ويقلق العديدُ من الرجال من احتمالية كسرِ القضيب خلال الاستمناء، وعلى الرغم من ندرة هذه الحادثة لكنَّها محتمَلةُ الحدوث في حالِ ثني القضيب وهو في حالة الانتصاب! كما قد يسبب الاستخدام الخاطئ للألعاب الجنسية جروحا ونزفا في الأعضاء التناسلية، وهو ما يحدث لدى النساء أكثر منه لدى الرجال. بالإضافة إلى: 

  • سرعة القذف
  • الضعف الجنسي
  • الرضا الجنسي غير الكامل
  • الأضرار النفسية بعد كل ممارسة للعادة السرية، فقد يعارض البعض ممارسة الاستمناء أخلاقياً أو دينياً ويشعرون بالذنب أو العار بسبب ممارستها.

هل يسبب الاستمناء عند الرجال سرطان البروستاتا؟

أجريت دراسة بجامعة هارفارد تنفي وجود أي علاقة بين النشاط الجنسي والاصابة بسرطان البروستاتا. قامت الدراسة بجمع معلومات حول مجموعة كبيرة من المتطوعين، حيث قدم 29342 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 46 و 81 سنة، معلومات حول متوسط القذف شهريًا في مرحلة الشباب (20-29) ومراحل العمر المتوسطة (40-49)، وفي مراحل متقدمة من العمر. شملت حالات القذف: الجماع، الانبعاثات الليلية، والاستمناء. قدم المتطوعون بيانات شاملة عن الصحة ونمط الحياة كل عامين، منذ عام 1986 حتى اختتمت الدراسة في عام 2000!

لم يجد العلماء أي دليل على أن القذف المتكرر يشير إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، وفي المقابل، كان العكس صحيحًا: تم ربط معدل القذف المرتفع بانخفاض المخاطر. 

بالمقارنة مع الرجال الذين أبلغوا عن 4-7 مرات للقذف شهريًا طوال حياتهم، فإن الرجال الذين يقذفون 21 مرة أو أكثر في الشهر يتمتعون بخطر أقل بنسبة 31% للإصابة بسرطان البروستات!

نصائح للتخفيف من حدة الإدمان

  • خصص وقتا للمشاركة في بعض الأنشطة من أجل تحويل تركيزك من العادة السرية إلى سلوكيات أخرى مُرضية، تتضمن بعض الأنشطة التي يمكنك تجربتها اليوجا والتأمل.
  • ضع في اعتبارك تقليل أي وصمات تشعر بها حيال العادة السرية، فإذا كنت ترى أن الاستمناء مخز أو غير أخلاقي وتشعر أنه يجب عليك إبقائه سراً فقد يؤدي بك هذا إلى عدم البحث عن سبيل للعلاج.
  • حاول بذل جهد للذهاب في مواعيد أو التخطيط لنزهات مع أفراد عائلتك وأصدقائك، يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف الرغبة في أن تكون بمفردك لممارسة العادة السرية.
  • الحد من المحفزات الجنسية أو الانقطاع عنها، مثل المواد الإباحية وأي أجهزة جنسية قد تكون لديك في منزلك.