ما هي الدهون الثلاثية ؟ 

الدهون الثلاثية هي نوع من الدهون في الجسم، وهي مصدر مهم للطاقة. يوجد ثلاثي الغليسيريد بشكل أساسي في الدم، حيث يمتصها دمك بعد الأكل. 

يستمد الجسم هذه الدهون من بعض الأطعمة مثل الزيت والزبدة، كما يعمل على تحويل السعرات الحرارية الزائدة من الكربوهيدرات البسيطة، مثل الخبز الأبيض والمعجنات والسكر، إلى دهون ثلاثية، ويخزنها في الخلايا الدهنية.

يعمل الجسم على إطلاق هذه الدهون عند الحاجة إليها في شكل أحماض دهنية، من أجل تغذية حركة الجسم وتوليد الحرارة وتوفير الطاقة.

تحتوي الدهون الثلاثية على ضعف كمية الطاقة مقارنة مع الكربوهيدرات والبروتينات، وعند وجود كميات زائدة منها يتم تخزينها في رواسب دهنية، مما قد يؤدي إلى السمنة، وبعض الحالات الصحية الأخرى. 

مصادر الدهون الثلاثية

هناك مصدرين لـ لاثي الغليسيريد: الدهون الثلاثية التي تصنعها، وتلك التي تأكلها! الكبد هو مصدر التصنيع، والطعام هو مصدر إدخالها للجسم. 

عند تناول الأطعمة سواء الحيوانية أو النباتية، تتكون لديك دهون، 95% من جميع الدهون الغذائية هي دهون ثلاثية. ولأن جزيئاتها كبيرة جدا لا تستطيع الأمعاء امتصاصها بشكل جيد، يقوم الجسم بتقسيمها إلى جلسرين وأحماض دهنية خلال عملية الهضم، ثم امتصاصها من قبل الخلايا التي تبطن الأمعاء. 

بعد امتصاصها، يتم تجميعها ثم إطلاقها في مجرى الدم على شكل عبوات تسمى الكيلومكرونات. تقوم أنسجة الجسم بإزالة ثلاثي الغليسيريد من الكيلومكرونات وإما: 

  • حرقها للحصول على الطاقة. 
  • تخزينها على شكل دهون.

توفر بعض الأطعمة والمشروبات مستويات مرتفعة من ثلاثي الغليسيريد، بما في ذلك: 

1. السكر

يؤدي تناول الكثير من السكريات البسيطة (مثل الفركتوز) إلى زيادة الوزن ومقاومة الأنسولين، وهو عامل خطر للإصابة بالسكري من النوع 2.

تشمل المشروبات والأطعمة السكرية التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات ثلاثي الغليسيريد ما يلي:

  • الحلويات. 
  • الفاكهة. 
  • المثلجات والبن المحلى. 
  • المشروبات المحلاة. 
  • رقائق الذرة. 
  • المربى. 

2. الأطعمة النشوية والحبوب المكررة

يتم صناعة الحبوب المكررة من الدقيق الأبيض وتحتوي على سكريات مضافة، وهو ما يزيد نسبة الدهون الثلاثية. تشمل هذه الأطعمة ما يلي:

  • الخبز الأبيض. 
  • المعكرونة. 
  • الحبوب السكرية.
  • الأرز سريع التحضير.
  • البيتزا.
  • المعجنات والفطائر. 
  • البسكويت والكعك. 

استبدلها بالأطعمة التي تحتوي على حبوب كاملة 100%، والخضار غير النشوية مثل السبانخ، بدلًا من النشويات مثل البطاطس. 

3. الدهون المشبعة والمتحولة

ترفع الدهون المشبعة مستويات ثلاثي الغليسيريد. والتي توفرها: 

  • الأطعمة المقلية.
  • اللحوم الحمراء.
  • جلد الدجاج.
  • صفار البيض.
  • منتجات الألبان عالية الدسم.
  • الزبدة.
  • الوجبات السريعة.

أما الدهون المتحولة فهي دهون مهدرجة توفرها بعض الأطعمة المعبأة والمقلية.

 تشمل البدائل الصحية البروتينات الخالية من الدهون:

  • لحم الدجاج منزوع الجلد.
  • الأسماك.
  • الألبان منخفضة الدسم.
  • بياض البيض.
  • البقوليات.
  • زيت الزيتون. 
  • زيت الفول السوداني. 

4. المشروبات الكحولية

ترفع المشروبات الكحولية مستويات ثلاثي الغليسيريد، ومن أجل خفض هذه المستويات يمكن تقليل تناول الكحول. 

المستويات الطبيعية وغير العادية

يمكن لاختبار دم بسيط أن يكشف ما إذا كانت لديك مستويات طبيعية أو غير عادية من ثلاثي الغليسيريد، عادة ما يتم إجراء هذه الاختبارات كجزء من اختبار الكوليسترول. قبل إجرائها سيطلب منك الطبيب الصيام قبل سحب الدم.  فيما يلي قياسات مستويات هذه الدهون:

  • مستوى عادي: أقل من 150 ملليغرام لكل ديسيلتر، أو أقل من 1.7 ملليمول لكل لتر. 
  • مستوى مرتفع إلى حد ما: من 150 إلى 199 ملليغرام لكل ديسيلتر، أو من 1.8 إلى 2.2 ملليمول لكل لتر.
  • مستوى مرتفع: من 200 إلى 499 مجم / ديسيلتر، أو 2.3 إلى 5.6 ملي مول / لتر. 
  • مستوى مرتفع جدًا: 500 مجم / ديسيلتر، أو أعلى من 5.7 ملي مول / لتر.

عموما، يعتبر المستوى الأقل من 150 مجم / ديسيلتر هو المستوى الطبيعي والصحي. 

دور الدهون الثلاثية في الجسم

أول ما قد يخطر ببالك عند الحديث عن الدهون الثلاثية، هو الدهون المخزنة في الوركين والبطن! لكن، ما هو دور هذه الدهون في الجسم؟ 

1. تخزين الطاقة واستخدامها   

 ثلاثي الغليسيريد هي جزيئات تخزين الطاقة طويلة المدى مصنوعة من: 

  • الجلسرين. 
  • ثلاثة أحماض دهنية. 

تمر عملية الحصول على الطاقة من هذه الدهون عبر المراحل التالية: 

  • أولاً: عملية تحلل الدهون التي تحدث في السيتوبلازم. تقسيم ثلاثي الغليسيريد عن طريق التحلل المائي إلى أحماض دهنية والجلسرين.
  • ثانيا: تأكسد الأحماض الدهنية. 
  • ثالثا: دخول الجلسرين الذي يتم إطلاقه من ثلاثي الغليسيريد بعد تحلل الدهون مباشرة إلى مسار تحلل السكر. 

تنتج جزيئات الدهون طاقة أكثر من الكربوهيدرات وهي مصدر مهم للطاقة لجسم الإنسان. 

عندما يكون هناك فائض من ثلاثي الغليسيريد في الجسم يتم تخزينها في الكبد أو الخلايا الدهنية لتزويد الجسم بالطاقة فيما بعد عند الحاجة، وهو ما يوفر مصدرًا مستدامًا للطاقة. 

2. إنتاج الهرمونات وتنظيمها  

تتمثل علاقة الهرمونات بالدهون الثلاثية فيما يلي: 

  • من أجل تنشيط مخازن هذه الدهون يتم إطلاق هرمون الجلوكاجون، مما يسمح للدهون الثلاثية بالدوران في مجرى الدم وتوفير الطاقة.
  • يزيد هرمون الإستروجين من ثلاثي الغليسيريد من خلال تعزيز تخليقها في الكبد وإفرازها في الدورة الدموية.

لا يمكن للكوليسترول أن يمتزج مع الدم، لذلك يقوم الكبد بتغليف الكوليسترول بثلاثي الغليسيريد لتقوم بنقل الخليط الدهني إلى مناطق أخرى من الجسم. والكوليسترول هو عنصر ضروري لانتاج فيتامين د وبعض الهرمونات، بما في ذلك: 

  • التستوستيرون. 
  • الإستروجين. 
  • أحماض الصفراء المذيبة للدهون.

3. بنية غشاء الخلية ووظيفته   

تساعد الدهون الثلاثية في الحفاظ على بنية أغشية الخلايا من خلال تكوين طبقة ثنائية من الدهون. مما يساعد في الحفاظ على فصل الخلايا من الداخل والخارج، بحيث لا يمكن للمواد الغريبة الدخول. 

الدهون الثلاثية وصحة القلب والأوعية الدموية

حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، يعتبر ارتفاع الدهون الثلاثية عامل خطر للإصابة بمجموعة من الاضطرابات المعروفة باسم متلازمة التمثيل الغذائي، أي زيادة خطر الإصابة بـ: 

أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، السكتة الدماغية، السمنة، مقاومة الأنسولين وبالتالي الاصابة بالسكري. 

إذا كانت لديك نسبة ثلاثي الغليسيريد أعلى من 200 ملجم / ديسيلتر، فأنت أكثر عرضة للموت بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة تزيد عن 25% أكثر من شخص لديه مستوى طبيعي من الدهون الثلاثية.

كما تعتبر المستويات العالية من ثلاثي الغليسيريد عاملا للتراكم التدريجي للويحات في الشرايين، والإصابة بتصلب الشرايين الذي قد يؤدي بدوره إلى: 

  • مرض الشريان السباتي.
  • مرض الشريان التاجي.
  • مرض الشريان المحيطي.

مع مرور الوقت، وبدون علاج، تؤدي هذه الحالات إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية.

من أجل الوقاية، يجب التركيز على نظام غذائي صحي، وتقليل الوزن الزائد، ثم ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. 

العلاقة بين الدهون الثلاثية والكوليسترول

يعتبر كل من مستويات الدهون الثلاثية ومستويات الكوليسترول مؤشرات على مدى صحة أعضائك. حيث تساعد مراقبة مستويات كل منهما والحفاظ عليها على منع بعض الاضطرابات الصحية المميتة.

يستخدم الجسم ثلاثي الغليسيريد والكوليسترول بشكل مختلف، تعتبر الدهون الثلاثية نوعا من الوقود لإنتاج الطاقة، بينما الكولسترول مادة ضرورية للتمثيل الغذائي وصنع الهرمونات وبناء الخلايا.

توصي مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بتناول أقل قدر ممكن من الكوليسترول الغذائي، والسبب هو أن الجسم يصنع كل الكولسترول الذي يحتاجه. 

هناك نوعان من الكوليسترول: البروتين الدهني عالي الكثافة (HDL)، والبروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL). 

ووفقا لجمعية القلب الأمريكية، عند ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية مع ارتفاع الكوليسترول الضار LDL (الضار) أو انخفاض الكوليسترول HDL (الجيد) تتراكم الدهون داخل جدران الشرايين، مما يعني ارتفاع خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. 

اختبار الدهون الثلاثية

يتم اختبار الدهون الثلاثية من خلال اختبار يصفه الطبيب، اسمعه لوحة الدهون، من أجل فحص أنواع مختلفة من الكوليسترول. 

يشترط لإجراء هذا الفحص الصيام ليلة وضحاها، لكي تتجنب إفساد الاختبار بسبب الدهون من وجبة حديثة.

يعتبر اختبار الدهون مهما لأن الحالة لا تسبب أي أعراض واضحة، لذلك توصي جمعية القلب الأمريكية بحصول كل شخص ابتداء من 21 عامًا على لوحة دهنية كل 5 سنوات.

أعراض ارتفاع الدهون الثلاثية

أكد المعهد الوطني للقلب والرئة والدم NHLBI، عدم وجود أي أعراض لارتفاع نسبة ثلاثي الغليسيريد في الدم. في المقابل هناك فقط مضاعفات إن لم يتم علاجه، والتي تشمل القلب والدماغ. 

أسباب ارتفاع الدهون الثلاثية

ليست هناك أسباب مباشرة لارتفاع ثلاثي الغليسيريد، بل هناك عوامل خطر تزيد من احتمال ارتفاع هذه الدهون. من بينها: 

  • ترافق ارتفاع ثلاثي الغليسيريد مع ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم أو انخفاض الكوليسترول الحميد.
  • ارتفاعها كجزء من متلازمة التمثيل الغذائي.
  • بعض الحالات الطبية والوراثية: السكري، أمراض الكلى، أمراض الكبد، زيادة الوزن، اضطرابات الغدة الدرقية. 
  • عادات نمط الحياة الغير صحي: عدم النشاط البدني، تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكر، شرب الكحول.
  • الأدوية المستخدمة لعلاج سرطان الثدي. 
  • ارتفاع ضغط الدم. 
  • فيروس نقص المناعة البشرية.

علاج ارتفاع الدهون الثلاثية

قبل اللجوء إلى علاج ارتفاع الدهون بالأدوية يجب البدء بنمط الحياة الصحي، إن لم تكن كافية للسيطرة على ارتفاع الدهون، قد يوصي الطبيب بما يلي:

  • الأدوية الخافضة للكوليسترول.
  • زيت السمك. 
  • نياسين (حمض النيكوتينيك). 

يهدف العلاج الدوائي إلى تقليل مخاطر الإصابة بالتهاب البنكرياس الحاد. 

الوقاية من ارتفاع الدهون الثلاثية

تشمل طرق الوقاية من ارتفاع ثلاثي الغليسيريد تبني تغييرات نمط الحياة تناسب صحة القلب، بما في ذلك:

1. تتبع نظام غذائي صحي   

    • تقليل تناول الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة والدهون المتحولة والكوليسترول.
    • الحد من السكريات المضافة.
  • الابتعاد عن المشروبات الكحولية. 

2. ممارسة الرياضة والنشاط البدني  

قلة الحركة تجعل عملية معالجة السكر في الدم والدهون الثلاثية أمرا صعبا على الجسم، لذلك من الجيد ممارسة النشاط البدني 5 أيام أو أكثر في الأسبوع. ومن الأفضل التحدث إلى طبيبك قبل البدء في التمارين الرياضية.

اسئلة شائعة قد تهمك

متى تكون نسبة الدهون الثلاثية خطيرة؟

تعتبر نسبة ثلاثي الغليسيريد خطيرة عندما تبلغ 500 ملليغرام/ ديسيلتر أو أعلى. 

هل القهوة ترفع نسبة الدهون الثلاثية؟

الأشخاص الذين يتناولون القهوة المغلية تزداد لديهم مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار في الدم.

لا تحتوي القهوة المخمرة على الكوليسترول الفعلي، لكنها تحتوي على نوعين من الزيوت الطبيعية، والتي قد ترفع مستويات الكوليسترول.