لماذا يزداد التسمم الغذائي في الصيف؟

علاقة الحرارة بتكاثر البكتيريا في الطعام

عند تعرض الطعام للحرارة دون تبريد مناسب، تدخل ضمن ما يسمى بـ”المنطقة الخطرة“ (بين 5 و60 درجة مئوية). إذ أن البكتيريا التي تسبب التسمم الغذائي تنمو بسرعة عندما يُترك الطعام خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين. وحتى طهي الطعام وتركه ليبرد في حرارة الغرفة فوق 32°C قد يستغرق أقل من ساعة قبل أن تتكاثر البكتيريا, لذلك يجب الحذر من ترك الأطعمة المطهية خارج الثلاجة، خاصة في الأيام الحارة.

ما هو التسمم الغذائي؟

التسمم الغذائي هو حالة مرضية تنتج عن تناول طعام أو ماء ملوث يحتوي على بكتيريا أو فيروسات أو طفيليات، إذ تشير مصادر طبية إلى أن غالبية حالات التسمم الغذائي تنتج عن بكتيريا شائعة مثل الـ Staphylococcus أو الـE.coli.

البكتيريا والجراثيم على الغذاء
البكتيريا والجراثيم على الغذاء

أنواع التسمم الغذائي

ينقسم التسمم الغذائي إلى أنواع رئيسية بناءً على مصدره:

  • التسمم البكتيري : يحدث عندما تنمو بكتيريا ملوثة في الطعام أو تُنتج سمومًا داخله. من الأمثلة الشائعة: السالمونيلا،الإشريكية القولونية،والمكورات العنقودية. غالبًا ما توجد هذه البكتيريا في اللحوم والدواجن النيئة والبيض ومنتجات الألبان غير المبسترة.
  • التسمم الفيروسي: يعد فيروس نوروفيروس (Norovirus) أحد أكثر مسببات التسمم الغذائي الفيروسي شيوعًا عالميًا، إضافة إلى فيروسات مثل فيروس التهاب الكبد A. تنتقل هذه الفيروسات أحيانًا عبر المياه أو أطعمة (مثل المحار النيء). 
  • التسمم الكيميائي: يحدث عند تناول طعام يحتوي على مواد كيميائية ضارة، يشمل ذلك التسمم بالمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة والسموم الطبيعية مثل تلك الموجودة في بعض أنواع الفطر. 

أعراض التسمم الغذائي

تظهر أعراض التسمم الغذائي عادة خلال ساعات إلى عدة أيام بعد تناول الطعام الملوث، وتختلف شدتها تبعًا لنوع الملوث وكمية السموم المتناولة. الأعراض الشائعة تشمل اضطراب المعدة، والقيء، والإسهال (أحيانًا مصحوب بدم)، وآلام وتقلصات بطنية حادة، وأحيانًا الحمّى والصداع، وقد يصاحب ذلك فقدان الشهية والإرهاق.

تجدر الإشارة إلى أن الأطفال والرُضّع وكبار السن والمرضى المزمنين يتأثرون بشكل أقوى بالإصابة، لأنهم أكثر عرضة للجفاف ومضاعفات الجهاز الهضمي.

كيف أتصرف عند ظهور أعراض التسمم؟

في كثير من الأحيان يمكن إدارة التسمم الغذائي منزليًا. أهم خطوة هي تعويض السوائل والأملاح المفقودة لمنع الجفاف. يُنصح بشرب كميات كافية من الماء أو محاليل الإماهة الفموية بشكل منتظم حتى تخف الأعراض؛ بالاضافة الى الراحة وتجنب تناول الأطعمة الدسمة أو الثقيلة حتى زوال الأعراض، واستبدالها بأطعمة خفيفة.

متى أذهب للطبيب؟

ينبغي التوجّه إلى الطبيب أو طلب الرعاية الطبية الفورية في الحالات التالية: 

  • إذا استمرّ الإسهال أو القيء لأكثر من 24-48 ساعة، خاصة مع وجود دم في البراز أو حمى مرتفعة فوق 39.4°C.
  •  عند ظهور علامات الجفاف الشديدة، مثل العطش الشديد، قلة التبول أو جفاف الفم، الضعف الشديد أو الدوخة.
  • بالنسبة للأطفال، يجب طلب المشورة الطبية بسرعة إذا ظهرت عليهم أي علامات للمرض الشديد (كالخمول الشديد، الجفاف السريع، أو الحمى عند الرضّع). 
  •  عند ملاحظة أعراض عصبية (مثل اضطراب الرؤية أو تنميل). 
  • عند التسمم بسبب فطريات سامة أو أسماك ملوثة.

الوقاية من التسمم الغذائي في الصيف

لتفادي التسمم الغذائي في الصيف، يجب اتباع إجراءات حفظ وسلامة الغذاء، خاصة في الأجواء الساخنة. فيما يلي أهم خطوات الوقاية:

  • غسل اليدين جيدًا: قبل تحضير الطعام وأثناءه قبل تناول الطعام وبعد استخدام الحمام.
  • تعقيم الأدوات والأسطح: نظف وعقم الأواني وألواح التقطيع والسكاكين بعد تقطيع اللحوم النيئة لتجنب نقل البكتيريا.
  • الطبخ الجيد: احرص على طهي اللحوم والدواجن جيدًا حتى تنضج تمامًا (درجة حرارة داخلية ≥70°C).
  • استخدام ماء آمن: اشرب ماءً معالجًا وتجنب الثلج من مصادر غير معروفة. 
  • غسل الخضار والفاكهة: اغسلها جيدا قبل تناولها أو طبخها.
  • تجنب بعض الألبان والبيض النيء: لا تتناول الحليب أو الأجبان غير المبسترة، ولا البيض النيء أو الأطعمة التي تحتوي عليها.

اقرأ أيضا : كيف نعرف بأننا تعرضنا لتسمم غذائي؟

أسئلة شائعة قد تهمك

متى يكون التسمم الغذائي خطيرًا؟

يُعد التسمم الغذائي خطيرًا عندما يؤدي إلى مضاعفات حادة. من الأمثلة الخطيرة: التسمم بالفطر أو السموم الموجودة في الأسماك الملوثة (البوتوليزم)، حيث يمكن أن تكون مهددة للحياة.إذ يمكن أن تتسبب في قيء مستمر أو إسهال شديد، ما يؤدي إلى جفاف حاد أو اختلالات في الجسم. تظهر خطورة الحالة أيضًا إذا ظهرت أعراض عصبية ، إذ يجب الإسراع بالاستشارة الطبية والاهتمام بالمصاب (خاصة الأطفال وكبار السن).

كم مدة التعافي من التسمم الغذائي؟

مدة التعافي من التسمم الغذائي تختلف حسب السبب وشدة الإصابة. في أغلب الحالات الخفيفة إلى المتوسطة، يتحسن المريض خلال يوم أو يومين من بداية الأعراض. تشير المصادر الطبية إلى أن معظم الأشخاص يتعافون تمامًا من الأنواع الشائعة من التسمم الغذائي في غضون 12 إلى 48 ساعة. ومع ذلك، قد تتطلب بعض الأنواع الشديدة وقتًا أطول للعلاج خاصة إذا استدعى الأمر علاجًا بالمضادات الحيوية (كما في بعض التسممات البكتيرية). 

إن التسمم الغذائي حالة صحية لا يجب التقليل من شأنها لذا يجب الالتزام بقواعد سلامة الطعام لحماية نفسك وعائلتك من أي خطر. إذا لاحظت أي عرض غير معتاد أو كنت تبحث عن توجيه لأي عرض صحي تعاني منه، لا تتردد في زيارة طبيبك الخاص، إذ أن سرعة التصرف تحدد مدى سهولة تجاوب جسمك مع العلاج.