فوفقًا لدراسة منشورة على PubMed، مكونات الرمان قد تساهم في دعم المشيمة وتقليل الإجهاد التأكسدي فيها – وهي حالة مرتبطة بضعف تدفق الدم واحتمال حدوث مضاعفات حمل مثل تسمم الحمل.
في هذا المقال، نستعرض القيمة الغذائية و فوائد الرمان للحامل، من تقوية المناعة والوقاية من فقر الدم، إلى دعمه لنمو دماغ الجنين وتحسين الدورة الدموية في المشيمة. كما سنجيب على أسئلة الشائعة: هل عصير الرمان يمنح نفس الفوائد؟ ما الكمية اليومية المناسبة؟ وهل هناك محاذير يجب التنبه إليها؟
القيمة الغذائية للرمان
يُعدّ الرمان من الفواكه الغنية بالعناصر الغذائية المفيدة، ويتميّز بتركيبته التي تجمع بين الفيتامينات، المعادن، ومضادات الأكسدة. فكل 100 غرام من حبّات الرمان الطازجة تحتوي تقريبًا على:
- 83 سعرة حرارية.
- 18.7 غرام من الكربوهيدرات (منها السكريات الطبيعية).
- 1.7 غرام من الألياف.
- 1.7 غرام من البروتين.
- 0.6 غرام من الدهون.
- 10.2 ملغ من فيتامين C (حوالي 17% من الاحتياج اليومي للمرأة الحامل).
- 16 ميكروغرام من حمض الفوليك.
- 0.3 ملغ من الحديد.
- مغنيسيوم، بوتاسيوم، فيتامين K، وفيتامين B6 بنسب متفاوتة.
لكن ما يجعل الرمان فاكهة مميزة خلال الحمل هو غناه بمضادات الأكسدة، وخاصة مركبات البوليفينول التي تعتبر مضادات أكسدة نباتية قوية مثل الأنثوسيانين وحمض الإيلاجيك، والتي تساهم في تقليل الالتهابات، تعزيز المناعة، ودعم صحة المشيمة من خلال تقليل الإجهاد التأكسدي الذي قد يؤثر على نمو الجنين وسلامة الحمل.
فوائد الرمان للحامل
تقوية جهاز المناعة
الرمان غني بفيتامين C ومضادات الأكسدة مثل البوليفينولات، وهي عناصر تلعب دورًا مهمًا في تقوية جهاز المناعة لدى الحامل. خلال الحمل، يضعف الجهاز المناعي بشكل طبيعي لتجنب رفض الجسم للجنين، مما يجعل المرأة أكثر عرضة للعدوى. تناول الرمان قد يساعد في تعزيز الدفاعات المناعية، وتقليل خطر الإصابة بالأمراض الفيروسية والبكتيرية.
الوقاية من فقر الدم بسبب احتوائه على الحديد
الرمان يحتوي على كمية معتدلة من الحديد، بالإضافة إلى فيتامين C الذي يُحسّن امتصاص الحديد من باقي الأغذية، ما يجعله مفيدًا في تقليل خطر فقر الدم أثناء الحمل. فقر الدم، خاصة الناتج عن نقص الحديد، هو من المشاكل الشائعة التي قد تؤثر على صحة الأم ونمو الجنين، لذا يُعد الرمان إضافة غذائية مفيدة ضمن نظام متوازن.
تحسين الهضم ومكافحة الإمساك
الرمان غني بالألياف الغذائية القابلة للذوبان، والتي تساعد على تحسين حركة الأمعاء والتخفيف من الإمساك، وهو عرض شائع أثناء الحمل نتيجة التغيرات الهرمونية وضغط الرحم على الجهاز الهضمي. إدراج الرمان ضمن الوجبات أو كوجبة خفيفة يمكن أن يساعد في دعم صحة الجهاز الهضمي بشكل طبيعي.
تنظيم ضغط الدم خلال الحمل
تشير بعض الدراسات إلى أن مركبات البوليفينول في الرمان قد تساهم في تحسين صحة الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم الانقباضي، مما يجعله غذاء مساعدًا للحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الآمنة أثناء الحمل، خاصة لدى النساء المعرّضات لارتفاع الضغط.
تقليل خطر تسمم الحمل
تُظهر بعض الأبحاث أن مضادات الأكسدة الموجودة في الرمان قد تقلّل من الإجهاد التأكسدي في المشيمة، وهو عامل يُعتقد أنه يساهم في تطور تسمم الحمل. بفضل خصائصه المضادة للالتهاب والغنية بالعناصر الواقية للخلايا، قد يكون للرمان دور وقائي محتمل، خاصة في المراحل المتقدمة من الحمل.
فوائد الرمان لصحة الجنين
لا تقتصر فوائد الرمان على دعم صحة الحامل فحسب، بل تمتد لتشمل نمو الجنين وتطوره، بفضل تركيبته الغنية بالفيتامينات والمعادن الحيوية، خاصة حمض الفوليك، مضادات الأكسدة، والبوتاسيوم. إليك كيف يساهم الرمان في تعزيز صحة الجنين أثناء الحمل:
دعم نمو الدماغ بفضل حمض الفوليك
يحتوي الرمان على نسبة جيدة من حمض الفوليك (Folic Acid)، وهو عنصر أساسي لتكوين الأنبوب العصبي وتطور الدماغ والجهاز العصبي المركزي لدى الجنين، خاصة في الشهور الأولى من الحمل. نقص هذا الفيتامين قد يرتبط بتشوهات خلقية خطيرة مثل السنسنة المشقوقة، وهي حالة يحدث فيها عدم انغلاق العمود الفقري بشكل كامل، مما قد يؤدي إلى مشاكل في الحركة أو الأعصاب لدى الطفل.
وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (Centers for Disease Control and Prevention – CDC)، فإن حصول المرأة الحامل على كميات كافية من حمض الفوليك يمكن أن يقلل من خطر العيوب الخلقية في الدماغ والعمود الفقري بنسبة تصل إلى 70%.
تقوية المشيمة والدورة الدموية للجنين
تلعب المشيمة دورًا حيويًا خلال الحمل، إذ تنقل الأوكسجين والمغذيات من الأم إلى الجنين. تشير الأبحاث إلى أن مضادات الأكسدة في الرمان — مثل حمض الإيلاجيك (Ellagic acid) والأنثوسيانين — تساهم في دعم صحة المشيمة وتقليل الضرر الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وهي حالة تحدث عندما تتراكم الجذور الحرة الضارة في أنسجة المشيمة، مما قد يُضعف وظيفتها ويؤثر سلبًا على نمو الجنين
في دراسة أجريت على مجموعة من النساء الحوامل، ظهر أن استهلاك عصير الرمان خلال الثلث الأخير من الحمل قد يساعد في تقليل مؤشرات الالتهاب في أنسجة المشيمة، مما يعزز من قدرتها على أداء وظيفتها بكفاءة.
لذلك، يمكن اعتبار الرمان خيارًا غذائيًا مفيدًا لدعم الدورة الدموية المشيمية، خصوصًا عند إدراجه في نظام غذائي متوازن.
الوقاية من التشوهات الخلقية
تلعب التغذية دورًا أساسيًا في الحد من التشوهات الخلقية، وهي اضطرابات تصيب بنية أو وظيفة أعضاء الجنين أثناء التطور داخل الرحم، وقد تؤثر على الدماغ أو القلب أو العمود الفقري. ومن أبرز هذه الحالات: السنسنة المشقوقة (Spina Bifida)، التي تنتج غالبًا عن نقص حمض الفوليك في الأشهر الأولى من الحمل.
الرمان يُعد مصدرًا جيدًا لحمض الفوليك (Folic Acid)، وهو فيتامين أساسي في تكوين الأنبوب العصبي لدى الجنين، ما يُساعد في الوقاية من العيوب العصبية الخلقية. ورغم أن الكمية الموجودة في الرمان ليست كافية وحدها لتلبية احتياج الحامل، إلا أنه يُساهم إلى جانب مكملات الفوليك وأطعمة أخرى في تعزيز المستويات اليومية المطلوبة.
كما أن مضادات الأكسدة الموجودة في الرمان تُساهم في تقليل الإجهاد التأكسدي، وهو عامل قد يرتبط ببعض أنواع التشوهات، وفقًا لما أشارت إليه عدة دراسات.
الكمية الموصى بها للحامل يوميًا
يُعتبر الرمان إضافة غذائية قيمة خلال الحمل، لكن كما هو الحال مع أي طعام، فإن الاعتدال هو المفتاح. توصي معظم الدراسات والخبراء بتناول حوالي نصف إلى كوب واحد (حوالي 100 إلى 200 غرام) من حبات الرمان الطازجة يوميًا، أو ما يعادل 150 إلى 200 ملليلتر من عصير الرمان الطبيعي غير المحلى.
هذه الكمية توفر فوائد غذائية مهمة مثل مضادات الأكسدة، الحديد، وحمض الفوليك، دون زيادة كبيرة في السعرات الحرارية أو السكريات. ومع ذلك، يجب على الحوامل تجنب الإفراط في تناول العصائر المصنعة التي قد تحتوي على سكريات مضافة، إذ يمكن أن تؤثر سلبًا على مستويات السكر في الدم.
دائمًا ما يُنصح بالتحدث مع الطبيب أو أخصائية التغذية قبل إدخال أي غذاء أو مكمل جديد في النظام الغذائي أثناء الحمل، لضمان تناسبه مع الحالة الصحية الخاصة لكل أم.
تعليمات استهلاك للرمان أثناء الحمل
رغم الفوائد العديدة للرمان للحامل، إلا أنه من المهم الانتباه إلى بعض المحاذير عند تناوله خلال فترة الحمل:
- تناول الرمان بكميات معتدلة: الإفراط في تناول أي نوع من الفواكه، بما فيها الرمان، قد يؤدي إلى زيادة كمية السكر في الدم، مما قد يؤثر سلبًا على الحامل خصوصًا إذا كانت تعاني من سكري الحمل.
- التداخل مع بعض الأدوية: يحتوي الرمان على مركبات قد تؤثر على فعالية بعض الأدوية، مثل أدوية تخفيف تجلط الدم (مضادات التجلط)، لذا يجب استشارة الطبيب إذا كنتِ تتناولين أدوية معينة.
- الحساسية: على الرغم من ندرة حدوثها، قد يعاني بعض الأشخاص من حساسية تجاه الرمان، فتسبب لهم أعراض مثل الحكة أو الطفح الجلدي.
- اختيار العصير الطبيعي: يُفضل تجنب عصائر الرمان الصناعية المحلاة أو المحتوية على مواد حافظة، لأنها قد تقلل من الفائدة الغذائية وقد تحتوي على سكريات مضافة ضارة.
- الحذر عند وجود مشاكل في ضغط الدم: بالرغم من أن الرمان يساعد في تنظيم ضغط الدم، يجب على النساء المصابات بانخفاض ضغط الدم أو اللواتي يتناولن أدوية لضغط الدم استشارة الطبيب قبل تناوله بشكل منتظم.
نصائح لتناول الرمان خلال الحمل
لتحقيق أقصى استفادة من الرمان خلال فترة الحمل، اتبعي هذه النصائح البسيطة:
- اختاري الرمان الطازج والناضج.
- اغسلي الرمان جيدًا قبل تناوله.
- تناولي الرمان أو عصيره باعتدال (حوالي نصف إلى كوب واحد يوميًا).
- تجنبي العصائر الصناعية التي تحتوي على سكريات ومواد حافظة.
استشيري طبيبك في حال وجود أمراض مزمنة أو تناول أدوية.
ما هو أفضل وقت لأكل الرمان؟
ينصح خبراء التغذية عادةً بتناول الرمان بعد الوجبات الرئيسية أو كسناك خفيف بين الوجبات، لما لذلك من فوائد محتملة مثل:
- تحسين الهضم وتقليل احتمال الشعور بالثقل أو الحموضة.
- تعزيز امتصاص العناصر الغذائية بفعالية أكبر.
- تجنب أي اضطرابات معوية قد تنتج عند تناول الفاكهة على معدة فارغة.
يجدر التنويه إلى أن هذه التوصيات مبنية على خبرة عامة في مجال التغذية وليست مستندة إلى دراسات علمية محددة تتناول توقيت تناول الرمان تحديدًا. لذلك، قد تختلف الاستجابة الفردية من شخص لآخر، ويُفضل الاستماع إلى إشارات الجسم ومراجعة الطبيب أو أخصائي التغذية عند الحاجة.
اقرأ أيضا : فوائد الرمان: كل ما تحتاج إلى معرفته
تحذيرات من أنواع العصير الصناعية
تجنبي عصير الرمان الصناعي المعلب الذي يحتوي على:
- سكريات مضافة بكميات كبيرة تزيد من السعرات الحرارية.
- مواد حافظة أو ملونات صناعية قد تضر بصحة الحامل.
- تركيزات منخفضة من مضادات الأكسدة مقارنة بالعصير الطبيعي الطازج.
لذا، يفضل دومًا اختيار العصير الطبيعي المحضّر طازجًا أو تناول حبات الرمان الطازجة لضمان الفائدة القصوى.
يُعدّ الرمان ثمرة طبيعية غنية بالعناصر الغذائية المفيدة التي تكتسب أهمية خاصة خلال فترة الحمل، حيث تسهم في دعم صحة الأم وتعزيز نمو الجنين. من خلال مضادات الأكسدة، الفيتامينات، والمعادن التي يحتويها، يمكن للرمان أن يساعد في تقوية جهاز المناعة، الوقاية من فقر الدم، تحسين الهضم، وتنظيم ضغط الدم، إلى جانب دعم المشيمة والوقاية من بعض التشوهات الخلقية.
مع ذلك، يبقى الاعتدال مفتاح الاستفادة المثلى، مع ضرورة اختيار الرمان الطازج أو العصير الطبيعي غير المحلى، وتجنب المنتجات الصناعية. كما يُفضل استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل إدخال أي طعام جديد في النظام الغذائي للحامل.
في نهاية المطاف، يُمكن للرمان أن يكون إضافة قيمة إلى تغذية الحامل، تعزز من تجربة الحمل الصحية وتدعم نمو الجنين، مع الالتزام بالإرشادات الطبية والنصائح الغذائية السليمة.
هل لديك أسئلة حول تغذية الحمل أو فوائد الرمان؟ تواصلي معنا أو تابعي صفحتنا على وسائل التواصل الاجتماعي لتحصلي على نصائح يومية موثوقة من أطباء وأخصائيي تغذية معتمدين.