أرقام وإحصائيات

داء السكري من الأمراض الأكثر انتشاراً في العالم والمؤدية إلى ارتفاع عدد الوفيات، إذ تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن 422 مليون شخص بالغ يعاني من هذا المرض، ويتسبب في وفاة 1,5 مليون شخص حول العالم سنوياً.

أما في المغرب فتقدر نسبة إصابة المغاربة بمرض السكري عند البالغين ب 12,4٪ من مجموع الساكنة، ويصل عدد الوفيات التي يكوم فيها السكري سببا مباشراً إلى 12 ألف سنوياً، بالإضافة إلى 32 ألف حالة وفاة بمضاعفات السكري أو بعوامل مصاحبة له. وهو ما يؤكد أن هذا الداء من أكثر الأمراض انتشارا ومسببة للوفاة في المغرب.

هذه الأعداد الكبيرة من المصابين ما تزال مرشحة للارتفاع، فحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية فإن هو عدد المرضى المحتمل في غضون 2045 قد يصل إلى 629 مليون شخص، حول العالم أي أن واحداً من بين كل عشرة أشخاص يتوقع أن يصاب به. وفي المغرب، نشرت وزارة الصحة على موقعها سنة 2018 أن مليوني شخص الذين تفوق أعمارهم 18 سنة مصابون بالسكري، نصفهم يجهلون إصابتهم، ويقدر عدد الأطفال الذين يعانون منه ب 12 ألف.

اقرأ أيضا: داء السكري: هذه لائحة الفحوصات التي يجب عليك القيام بها بصفة دورية

أسباب السكّري وأنواعه

يعرّف داء السكري بارتفاع نسبة الغليكوز في الدم فوق dg/dl 1،26 بعد صيام لمدة لا تقل عن 8 ساعات أو نسبة تفوق 2,00 dg/dl بعد الأكل.

وهو مرض مزمن-أي يرافق المريض طيلة حياته-ينتج عن عجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين، أو عن عدم قدرة الجسم على استخدامه، ما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الغليكوز في الدم، ويضم 3 أنواع:

1. السكري من النوع الأول

يكون إنتاج البنكرياس للأنسولين فيه ضعيفاً وتظهر أعراضه على شكل تبول مفرط، وعطش شديد وجوع مع فقدان الوزن والإعياء. أسباب هذا النوع من السكري غير معروفة لحد الساعة غير أن عامل الوراثة وارد.

2. السكري من النوع الثاني

وهو الأكثر انتشاراً ناتج عن مقاومة الجسم للأنسولين وبالتالي عدم القدرة على استعماله من طرف الجسم وهو راجع إلى التغذية غير المتوازنة وارتفاع نسبة السكريات في الأكل، وكذا الوزن الزائد وقلة النشاط البدني والتدخين، دون أن ننسى عامل الوراثة، أعراضه مشابهة للنوع الأول لكنها في غالب الأحيان أقل حدة، مما يؤخر تشخيص المرض إلى حين ظهور المضاعفات. لهذا يوصي الأطباء في هذه الحالة الأشخاص فوق 45 سنة بتحري المرض عبر إجراء فحوصات دورية، من حين لآخر.

اقرأ أيضا: مرض السكري من النوع 1 والنوع 2.. ما الفرق بينهما؟

3. سكري الحمل

وهو ارتفاع نسبة السكر أثناء الحمل فوق النسب العادية ودون النسب المعرفة للمرض، وتشكل هذه الحالة عاملاً من عوامل الإصابة بالسكري من النوع الثاني فيما بعد لكل من المرأة الحامل والجنين.

المضاعفات

يسبب السكري مضاعفات خطيرة لها علاقة بطول مدة تعرض الأعضاء لنسب مرتفعة من السكر في الدم، ويدخل نمط الحياة كعامل أساسي في تحديد هذا الأمر خصوصاً في بلدان العالم الثالث والبلدان النامية بسبب ضعف البنيات التحتية وعسر ولوج المرضى إلى المؤسسات الصحية للتبع والاستفادة من العلاج.

هذا المرض الذي يهاجم الجسم في صمت هو المسبب الأول للقصور الكلوي النهائي والعمى وبتر الأقدام وهو السبب السادس للموت.
الدراسات والإحصائيات في المغرب تبقى قليلة في هذا الصدد لكنها تشير إلى خطورة الأمر. ففي مدينة فاس مثلا، 69,4٪ من هذه المضاعفات هي أمراض شبكية العين، يليها اعتلال القلب بنسبة 50,8٪، واعتلال الدماغ والأعصاب ب 45،6٪ ثم أمراض الكلى ب 4,8٪. هذه المضاعفات قد تودي بحياة الشخص أو بوظائف أعضاء حيوية.

الوقاية خير من العلاج

تنصح منظمة الصحة العالمية بمجموعة من الإجراءات للوقاية من مرض السكري والتقليل من أخطاره تتعلق هذه التوصيات أساساً بأسلوب الحياة، إذ توصي بخفض الوزن وممارسة الرياضة بشكل منتظم واتباع حمية غذائية متوازنة وتجنب السكريات والدهون المشبعة وأخيراً التجنب التام للتدخين الذي يرفع من احتمالية الإصابة بالسكري وأمراض القلب والشرايين.

تحرير: خولة الصالحي