حسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، يؤدي شرب الكحول إلى وفاة 3.3 مليون حالة كل سنة على مستوى العالم، وهو ما يمثل نسبة 5.9% من جميع مسببات الوفاة العالمية. يؤثر الكحول على كل عضو في الجسم، وهو مثبط للجهاز العصبي المركزي إذ يتم امتصاصه بسرعة من المعدة والأمعاء الدقيقة إلى مجرى الدم. يتم تصريف الكحول في الكبد عن طريق الإنزيمات، لكن، لا يمكن للكبد تصريف سوى كمية صغيرة من الكحول في المرة الواحدة، تاركًا الكحول الزائد للدوران في الجسم.
هل يختلف تأثير الكحول على كل من النساء والرجال؟
حسب مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، على الرغم من أن الرجال أكثر استهلاكا للكحول، فإن الاختلافات البيولوجية في بنية الجسم والكيمياء تؤثر على امتصاص النساء للمزيد من الكحول كما يستغرق وقتا أطول لتصريفه. إذ بعد شرب نفس الكمية من الكحول، تميل النساء إلى الحصول على مستويات كحول في الدم أعلى من الرجال، وعادة ما تحدث التأثيرات الفورية للكحول بسرعة أكبر وتستمر لفترة أطول لدى النساء أكثر من الرجال. تجعل هذه الاختلافات النساء أكثر عرضة للآثار الصحية السلبية طويلة المدى للكحول مقارنة بالرجال.
الآثار الصحية لشرب الكحول
بمرور الوقت، يمكن أن يؤدي شرب الكحول إلى الإصابة بأمراض مزمنة ومشاكل خطيرة أخرى بما في ذلك:
-
تلف الدماغ
يؤثر شرب الكحول على مسارات الاتصال في الدماغ من خلال إبطاء المواد الكيميائية والمسارات التي يتخذها الدماغ للتحكم في الجسم، وهو ما يسبب اضطرابات مزاجية وسلوكية تجعل من الصعب على الشخص التفكير بوضوح أو التحرك بشكل متناسق.
بمرور الوقت، يمكن أن يتسبب الكحول في تلف الجهاز العصبي المركزي، وهو ما يؤثر في عدم قدرة الشخص على:
- تكوين ذكريات طويلة المدى.
- التفكير بوضوح.
- اتخاذ خيارات عقلانية.
- التحكم في الانفعالات.
كما يتسبب في تفاقم أعراض حالات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب.
-
أمراض القلب
يرفع الكحول من معدل ضربات القلب ويوسع الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تدفق الكثير من الدم إلى الجلد، وهو ما يجعل الشخص يشعر بالدفء بعد شرب الكحول، تتسبب هذا التغيرات في جعل الشخص أكثر عرضة للآثار الضارة على القلب ونظام الدورة الدموية، وتشمل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- اضطراب نبضات القلب.
- اعتلال عضلة القلب وهي صعوبة ضخ الدم في الجسم.
- السكتة الدماغية والنوبة القلبية.
- فشل القلب.
- فقر الدم، نتيجة صعوبة امتصاص الفيتامينات والمعادن من الطعام.
-
أمراض الكبد
يساعد الكبد على التخلص من السموم والمواد الضارة من الجسم بما في ذلك الكحول. لكن، يؤثر شرب الكحول على المدى الطويل على نجاح هذه العملية، كما أنه يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد المرتبطة بالكحول والتي تتسبب في تراكم السموم في الجسم مما يؤدي إلى:
- التهاب الكبد المزمن.
- تندب أو تليف الكبد نتيجة تكون أنسجة في الكبد تؤدي إلى إتلافه بشكل دائم.
-
الكلي والبنكرياس
يتسبب الكحول في جفاف الجسم، وهو ما قد يؤثر على الكلي وقدرة الجسم على تنظيم السوائل والشوارد، كما أنه يعطل عمل الهرمونات التي تؤثر على وظائف الكلي.
يساعد البنكرياس في تنظيم كيفية استخدام الجسم للأنسولين واستجابة الجلوكوز، وفي حال تعطل عمل البنكرياس فقد يعاني الشخص من انخفاض نسبة السكر في الدم أو ارتفاع نسية السكر في الدم، نتيجة عدم إنتاج الجسم لما يكفي من الأنسولين لاستخدام السكر.
كما يتسبب الكحول في إنتاج البنكرياس لمواد سامة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى التهاب البنكرياس وتورم في الأوعية الدموية في البنكرياس مما يمنع الهضم السليم للطعام.
-
ضعف الجهاز الهضمي
يمكن أن يؤدي الشرب إلى إتلاف الأنسجة في الجهاز الهضمي، مما يمنع الأمعاء من هضم الطعام وامتصاص العناصر الغذائية والفيتامينات بشكل تام. بمرور الوقت، يمكن أن يتسبب هذا الضرر في سوء التغذية بالإضافة إلى:
- الانتفاخ وغازات البطن.
- الإسهال أو البراز المؤلم.
- القرحة أو البواسير نتيجة الجفاف والإمساك.
- تهيج الأمعاء الدقيقة والقولون.
-
الصحة الجنسية والإنجابية
يمكن أن يؤدي الإفراط في شرب الكحول خاصة لدى الرجال، حسب ما أوردته مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، في منع إنتاج الهرمونات الجنسية وضعف الانتصاب وهو ما يؤدي إلى العقم. كما يعتبر من غير الآمن للمرأة الحامل شربه حسب، لأنه يرفع من مخاطر الإجهاض، وولادة جنين ميت، والولادة المبكرة، ومتلازمة موت الرضيع المفاجئ.
-
السرطان
أفادت التقارير الطبية أن استهلاك الكحول كان مرتبطا بارتفاع مخاطر الإصابة بأنواع معينة من السرطانات، وتشمل:
- سرطان الفم والبلعوم والحنجرة.
- سرطان المريء.
- سرطان الكبد.
- سرطان القولون.
- سرطان الثدي:
حسب المعهد الوطني لتعاطي وإدمان الكحول (NIAAA)، يرتفع خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء مع شرب الكحول، حيث يزيد احتمال إصابة النساء اللواتي يستهلكن مشروبا واحدا يوميا بسرطان الثدي بنسبة 5 إلى 9% مقارنة بالنساء اللائي لا يشربن على الإطلاق.
-
الهيكل العظمي والعضلي
يمكن أن يؤدي شرب الكحول إلى ضعف العضلات وتشنجها، بالإضافة إلى تأثيره على كثافة العظام، مما يؤدي إلى ترقق العظام وزيادة خطر الإصابة بالكسور عند السقوط، بالإضافة إلى بطء التئام العظام الضعيفة.
يمكن أن يضعف الإفراط في شرب الكحول جهاز المناعة، وهو ما يجعل الجسم عُرضة للمرض وأقل قدرة على منع العدوى، إذ يقلل بشكل كبير من نظام المناعة الطبيعي في الجسم، وهو ما يقلل من فرص الحماية من الجراثيم والفيروسات، لذلك من الضروري التوقف عن استهلاكه للحفاظ على الصحة النفسية والعضوية للإنسان.