يعتبر الاكتئاب (Depression) اضطرابا نفسيا شائعا، ويعاني منه 5% من البالغين في العالم بأكلمله، لكنه اضطراب قابل للعلاج بشكل كبير، وأغلب من يتلقون العلاج يشعرون بتحسن منه، لكن، تختلف مدته بناء على كل نوع من أنواعه، وتشمل:

  1. اكتئاب موسمي عموما، أو الاضطراب العاطفي الموسمي، والذي يحدث فقط خلال أشهر الشتاء، وتتراجع حدته بمجرد حلول فصل الربيع، ويعرف باكتئاب الشتاء واكتئاب الخريف.
  2. اضطراب ما قبل الحيض المزعج، وهو اكتئاب مرتبط بمتلازمة ما قبل الحيض.
  3. اكتئاب ما بعد الولادة الذي يصيبي النساء بعد ولادة أطفالهن. 
  4. اكتئاب مرتبط بضغوط مؤقتة والذي لا يستمر لفترة طويلة عادة، كالإنهاك الوظيفي المرتبط بالعمل.

اقرأ أيضا: اكتئاب أم حزن؟ كيف أستطيع التفريق بينهما؟

الاضطراب الاكتئابي الرئيسي: اضطراب حاد لكنه قابل للعلاج

هو الشكل الأكثر شيوعا للاكتئاب، وهو اضطراب مزاجي ناتج عن اختلال التوازن في المواد الكيميائية في الدماغ، ولكي يتم تشخيص الشخص باضطراب اكتئابي كبير، يجب أن يعاني على الأقل من خمسة أعراض اكتئاب يوميا ولمدة أسبوعين على الأقل.

  • اكتئاب المزاج.
  • فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان الشخص يستمتع بها من قبل.
  • تغيرات كبيرة في الوزن والشهية.
  • اضطرابات النوم.
  • الإحساس بالتعب أو الإرهاق.
  • الإحساس بصعوبة في التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات.

إذا استمرت أحاسيس الكآبة لمدة عامين أو أكثر، فقد يتم تشخيص اضطراب اكتابي المستمر، والمعروف أيضا باسم اكتئاب المزاج.

إليك: 9 معتقدات خاطئة عن اكتئاب الشخص

العوامل المسببة للاكتئاب الرئيسي

يمكن أن يؤثر على أي شخص، وتؤدي عدة عوامل دورا في الإصابة به:

  1. العوامل البيولوجية: قد تساهم الاختلافات في بعض المواد الكيميائية في الدماغ في ظهور أعراضه.
  2. العوامل الجينية: يمكن أن ينتشر في العائلات، فإذا كان أحد التوأمين المتطابق مصابا به، فإن الآخر لديه فرصة 70% للإصابة بالمرض في وقت ما من الحياة.
  3. الشخصية: يمكن للأشخاص الذين يعانون من تدني احترام الذات أو عرضة للتوتر بسهولة، أو من يملكون نظرة متشائمة للحياة بشكل عام، أن يكونوا أكثر عرضة للإصابة به.
  4. العوامل البيئية: قد يؤدي التعرض المستمر للعنف أو الإهمال أو سوء المعاملة أو الفقر إلى جعل بعض الناس أكثر عرضة للإصابة به.

مضاعفات الاكتئاب

تم ربطه بمجموعة متنوعة من مشكلات الصحة البدنية، إذا لم يتم علاجه، بما في ذلك:

  • القلق واضطراب الهلع أو رهاب العلاقات الاجتماعية
  • الإحساس بالرغبة في الانتحار أو الإقدام عليه.
  • زيادة الوزن أو السمنة المسببة لأمراض القلب والسكري.
  • صعوبة علاج الأمراض لافتقار الأشخاص إلى الحافز والطاقة، مما يؤدي إلى الوفاة المبكرة.

لماذا يعتبر العلاج الطبي ضروريا؟

هو مرض قابل للعلاج، وكلما بدأ العلاج في وقت مبكر، كان أكثر فاعلية، وفي حين أن العديد من الأدوية تعالج الأمراض المخصصة لعلاجها، فإن المضادات لا تعالجه، ويعتبر تأثيرها مؤقتا فقط؛ لأنها تعمل على تغيير كيمياء الدماغ، ولا تعالج الأسباب الكامنة وراءه. لذلك، يمكن أن يؤدي عدم العلاج إلى الإرهاق الشديد للفرد كونه يتدخل في كل جزء من حياته كما يمكن أن يؤدي إلى الانتحار، يمكنك التعرف على: 10 خطوات للتعامل مع شخص مصاب بالاكتئاب!

ويعتبر العلاج الوقائي مفيدا أيضا في المساعدة على منع الانتكاس لدى الأفراد الذين يعانون من الكآبة المتكرر. لكن، لا يكون العلاج واحدا بالنسبة للجميع، إذ يجب النظر إلى خصائص وأعراض كل فرد على حدة. وتشمل خيارات العلاجات:

  • الأدوية

يمكن أن تبدأ المضادات في تخفيف الأعراض في أقل من أسبوعين إلى أربعة أسابيع. لا تساعد على الشعور بالتحسن وحسب، ولكنها تحد من قدرة الأعراض على التفاقم. كما تمنع حدوث انتكاسات مستقبلا، وهو ما يساعد على تحسين المزاج وتعزيز القدرة على التعامل السهل مع تغيرات الحياة. 

  • العلاج النفسي

يشير العلاج النفسي إلى العلاج بالكلام مع المعالج للتحدث عن المشاكل المسببة لاضطرابات الصحة العقلية التي يعانون منها، ويمكن أن يساعد العلاج على:

  1. تحديد المحفزات التي تسبب الإحساس به.
  2. التعرف على الأفكار والقناعات التي قد تسبب الإحساس بالكآبة.
  3. بناء أفكار وقناعات جديدة.
  4. تعلم استراتيجيات التأقلم مع الأحداث والمشاعر السلبية.
  5.  تعلم كيفية تغيير الأفكار بطريقة تؤثر بشكل إيجابي على السلوكيات والعواطف.

هل يؤثر الاهتمام بالنفس في التخفيف من حدة الاكتئاب؟

بالموازاة مع الخيارات العلاجية المناسبة لكل شخص، تعتبر العناية بالنفس مثل النوم جيدا، واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، وممارسة التمارين الرياضية والابتعاد عن التدخين أو المخدرات وسيلة مساعدة على تقليل أعراض الكآبة والشعور بتحسن بشكل أسرع، خاصة إذا وصل الشخص إلى مرحلة من العلاج يستطيع فيها التحكم في نمط حياته وتغييره إلى عادات صحية. 

رغم أن بعض النوبات قد تختفي من تلقاء نفسها دون علاج، إلا أنه ليس هناك ما يضمن أن الأمور قد تسوء قبل أن تتحسن. لهذا السبب، من المهم البدء في علاجه بمجرد التعرف على علاماته، لمنعه من التفاقم أو التأثير على صحتك الجسدية والنفسية.