يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من إحدى هذه الحالتين في مرحلة ما من حياتهم. ومع ذلك، فإن التعرف على الفرق بينهما يمكن أن يساعد الشخص على معالجة كليهما بالطريقة الصحيحة.

لاحظت جمعية القلق والاكتئاب الأمريكية (ADAA) أن الاكتئاب هو أحد أكثر أمراض الصحة العقلية شيوعًا!

الشعور بالحزن جزء لا يتجزأ من الاكتئاب، لكنهما ليسا نفس الشيء. يمكن أن تساعد معرفة الاختلافات بينهما وفهمها على التعامل الصحيح مع الحالة.

هذا المقال سوف يساعد القارئ على التمييز بين الحالتين والتعرف على الخيارات العلاجية للاكتئاب:

الحزن هو عاطفة إنسانية طبيعية قد يمر بها أي شخص في الأوقات العصيبة. يمكن للعديد من أحداث الحياة أن تجعل الانسان يشعر بالحزن أو التعاسة، مثل:  فقدان أو غياب أحد الأحباء، أو الطلاق، أو فقدان الوظيفة أو الدخل، أو المشاكل المالية.

ومع ذلك، يمكن للشخص الذي يعاني من الحزن أن يجد عادة بعض الراحة في البكاء أو التنفيس أو التحدث عن حالته لشخص آخر. حيث أن الحزن يرتبط في أغلب الأحيان بمحفز معين.

عادة ما يمر الحزن مع الوقت، لكن إذا لم يمر، أو إذا أصبح الشخص غير قادر على استئناف حياته الطبيعية، فقد يكون ذلك علامة على الاكتئاب! إذا استمر ذلك لأكثر من أسبوعين، يجب على الشخص التحدث إلى الطبيب.

ما هو الاكتئاب؟

الاكتئاب هو مرض عقلي طويل الأمد! يؤثر على أداء الشخص في مجموعة من المجالات، اجتماعية ومهنية وغيرها. إذا تُركت أعراضه دون علاج، فقد تستمر لفترة طويلة.

تشمل أعراض الاكتئاب:

  • استمرار المزاج الحزين أو القلق أو “الفارغ”.
  • الشعور باليأس و / أو التشاؤم.
  • الشعور بالذنب وانعدام القيمة و / أو العجز.
  • فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بالهوايات والأنشطة التي كان يتم الاستمتاع بها سابقًا.
  • قلة الطاقة و / أو التعب و / أو “التباطؤ”.
  • صعوبة التركيز والتذكر و / أو اتخاذ القرارات.
  • الأرق والاستيقاظ في الصباح الباكر و / أو النوم الزائد.
  • فقدان الشهية و / أو فقدان الوزن، أو الإفراط في الأكل و/ أو زيادة الوزن.
  • التفكير في الموت أو الانتحار و / أو محاولات الانتحار.
  • القلق و / أو التهيج.
  • الأعراض الجسدية المستمرة التي لا تستجيب للعلاج مثل: 
    • الصداع. 
    • اضطرابات الجهاز الهضمي. 
    • الألم المزمن.

أسباب الإكتئاب:

هناك عدد من العوامل التي يمكن أن تلعب دورًا في التسبب في الاكتئاب. تتضمن بعض عوامل الخطر هذه ما يلي:

  • تاريخ عائلي للإصابة بمرض عقلي.
  • انعدام الدعم اجتماعي. 
  • المعاناة من صدمة.
  • ظروف صحية مزمنة.
  • عدم إحترام الذات.
  • أحداث الحياة المجهدة.
  • كيمياء الدماغ.
  • صدمة الطفولة.

علاج الاكتئاب:

 حسب موقع very well mind يُعالج الاكتئاب عادةً باستخدام أدوية تُسمى مضادات الاكتئاب أو من خلال العلاج بالكلام. عادةً ما تتضمن أفضل خطط العلاج كلا الأسلوبين.

  • الأدوية:

تتضمن بعض خيارات الأدوية الشائعة لعلاج هذه الحالة ما يلي:

  • مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs) 
  • مثبطات امتصاص السيروتونين والنوربينفرين (SNRIs) 

سيناقش معك طبيبك الخيار الأفضل لك.

  • العلاج النفسي:

العلاج المعرفي هو نوع شائع من العلاج النفسي للاكتئاب، من إيجابياته أنه يعلم الشخص استبدال أنماط تفكيره السلبية بأنماط أكثر إيجابية، لأن أفكارنا وما نقوله لأنفسنا يؤثر على مزاجنا ودوافعنا.

إذا قال الشخص الكثير من الأشياء السلبية، فهذا عادة ما يخلق بيئة عقلية ذات صلة بالاكتئاب، من ناحية أخرى، يؤدي التفكير الإيجابي إلى إثارة المشاعر الإيجابية.

  • أسلوب الحياة:

قد يوصي طبيبك أيضًا بتغييرات في نمط الحياة، والتي قد تساعدك في التعامل مع أعراض الاكتئاب! يمكن أن يساعدك القيام بما يلي على إدارة حالتك: 

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام. 
  • اتباع نظام غذائي صحي. 
  • الحصول على قسط كافٍ من النوم. 
  • البقاء على اتصال مع أحبائك.

أما فيما يخص التعامل مع الحزن، إليك بعض النصائح لتجربة الحزن بطريقة صحية والسماح لهذه المشاعر بإثراء حياتك:

  • اسمح لنفسك أن تكون حزينا: قد يؤدي إنكار هذه المشاعر إلى إجبارها على التوغل، حيث يمكنها إلحاق المزيد من الضرر بمرور الوقت. 
  • ابكي إذا كنت ترغب في ذلك!
  • خطط ليوم لتتمتع به: خطط ليوم تبقى فيه بمفردك، ربما قد تستمع إلى الموسيقى الحزينة، وتراقب أفكارك ومشاعرك! التخطيط لوقت تكون فيه غير سعيد يمكن أن يشعرك بالرضا، ويمكن أن يساعدك في النهاية على تجاوز الحزن.
  • فكر و / أو اكتب عن سياق المشاعر الحزينة: هل أنت حزين بسبب خسارة أو حدث غير سعيد؟ فهم سبب حزنك يمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن.
  • تمشى بمفردك: في بعض الأحيان، يمكن لبعض الهواء النقي والوقت الهادئ أن يغيروا منظورك.
  • اتصل بصديق مقرب أو أحد أفراد الأسرة: أحيانًا يساعدك التنفيس عن مشاعرك على معالجتها.
  • كن لطيفا مع نفسك: قد يشمل ذلك حماما ساخنا، أو الاستمتاع بقيلولة، أو تناول بعض الشوكولاته الجيدة.
  • دع نفسك تضحك: شاهد فيلمًا كوميديًا واستمتع به لفترة من الوقت.

تذكر أن الحزن يمكن أن ينتج عن تغيير لم تكن تتوقعه، أو يمكن أن يشير إلى الحاجة إلى تغيير في حياتك. عادة ما يكون هذا التغيير مرهقًا، لكنه ضروري للنمو!

حزن أم اكتئاب؟ كيف تعرف أنك مصاب بالاكتئاب؟

الحزن هو عاطفة إنسانية مشتركة قد يشعر بها أي شخص، وغالبًا ما يكون الحزن أخف بكثير من الشعور بالاكتئاب. لا يأتي الحزن مع العديد من الأعراض الجسدية مثل الاكتئاب. وبمجرد أن تتعامل مع مشاعرك لبعض الوقت، ستتمكن من تجاوز حزنك.

يؤثر الاكتئاب عليك بطريقة غير طبيعية! فبالإضافة إلى الحزن سوف تشعر بأعراض إضافية مثل التعب ومشاعر العجز واليأس وتحول كبير في السلوك. 

في حين أن حزنك قد يكون له محفز واحد، يميل الاكتئاب إلى جعلك ترى كل شيء بسلبية. أو بتعبير آخر، الحزن هو عاطفة نشعر بها عندما نتعامل مع شيء يسبب لنا الضيق، أما الاكتئاب فهو مرض عقلي له تأثير كبير على حياتنا.

من أجل فهم الاختلاف بينهما يمكنك التفكير في الطريقة التي تتعامل بها مع موقف معين، على سبيل المثال، لنتخيل أنك فقدت وظيفتك مؤخرًا، هذا بالتأكيد وضع يمكن أن يثير حزنك. ومع ذلك، بينما تكون حزينًا بشأن هذه الخسارة، فأنت لا تزال تجد الفرح في أشياء أخرى، وتستطيع التعامل مع مشاعرك وعدم السماح للموقف الحالي بمقاطعة حياتك بشكل كبير! هذا هو الحزن. 

أما بالنسبة للاكتئاب، فلنتخيل أنك فقدت وظيفتك مؤخرًا وتشعر بالحزن حيال ذلك، لكن هذا الحزن قد امتد لفترة طويلة من الوقت، لأنك لا تستطيع الحصول على وظيفة أخرى! قد تنام كثيرا، وتتناول المزيد من الطعام، وقد تهمل المهام الشخصية والأعمال المنزلية. إذا كان حزنك يؤثر على حياتك بهذه الحدة، فأنت على الأرجح تعاني مع الاكتئاب!

أخيرا، إذا كنت تعاني من أعراض الحزن أو الاكتئاب لمدة تزيد عن بضعة أسابيع، قم بزيارة طبيبك لتحديد السبب وما يمكنك فعله حيال ذلك.

أحيانًا لا يكون الشعور بالاكتئاب نتيجة لمرض عقلي، يمكن أن يكون السبب حالة طبية، مثل قصور الغدة الدرقية! بمجرد أن يستبعد طبيبك أي أسباب طبية محتملة، سيكون قادرًا على تقديم خيارات أخرى لاكتئابك أو إحالتك إلى طبيب نفسي يمكنه مساعدتك.

وللمزيد من المعلومات حول طرق التعامل مع الاكتئاب، وكيفية التفرقة بين الحزن العادي والاكتئاب، يمكنك مشاهدة الفيديو التالي عبر الموقع: “د. ندى عزوزي: كيف نفرق بين الحزن العادي والاكتئاب؟ وكيف يجب التعامل مع المريض المصاب به؟