حسب كلية هارفارد للطب، الأحلام هي حلقات سيرة ذاتية حديثة يتم نسجها مع ذكريات سابقة لخلق ذاكرة جديدة يمكن الرجوع إليها لاحقًا، لكن الكوابيس هي مجرد أحلام تسبب استجابة عاطفية قوية لكن غير سارة. 

الأحلام هي جزء من شبكة الدماغ الافتراضية – نظام من المناطق المترابطة، والتي تشمل المهاد، وقشرة الفص الجبهي، والقشرة الحزامية الخلفية – التي تظل نشطة خلال فترات الهدوء نسبيًا.

النوم الريمي REM هو أحد الأمثلة على فترات الهدوء، وهي مرحلة من مراحل النوم التي تتميز بـ:

  • سرعة حركة العين. 
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • زيادة معدلات التنفس. 

نوم حركة العين السريعة متقطع ومقسم إلى أربع أو خمس فترات تشكل معًا حوالي 20 بالمائة من نومنا! خلال فترات حركة العين السريعة هذه، تمارس هياكل الدماغ تأثيرًا في الشبكة الافتراضية التي ذكرناها سابقا، وبالتالي تحدث الأحلام التي يتم تذكرها بوضوح في أغلب الأحيان.

تحدث عادة خلال فترة النوم التي تطول فيها فترات حركة العين السريعة، عادة في منتصف الطريق خلال النوم، أي عندما نخرج من نوم الريم. نظرًا لأننا نميل إلى الحلم على أعتاب النوم والاستيقاظ، يتم تذكر الصور التي نتخيلها خلال الحلم، بما في ذلك الصور الحية والمرعبة التي يتم إنتاجها أثناء الكوابيس.

تعد معرفة الفروق بين الأحلام السيئة والكوابيس والذعر الليلي الخطوة الأولى لمعالجة أسباب الكوابيس وبدء العلاج المناسب والحصول على نوم أفضل!

الفرق بين الأحلام والكوابيس:

تتضمن العديد من الأحلام مستوى من الإدراك البصري الذي يطرحه عقلك خلال نومك، لتتطور هذه الصور، في كثير من الحالات، إلى نوع من القصة، أي حلم أو كابوس.

في كثير من الأحيان، تنطوي الأحلام على مشاعر وأفكار معقدة، لدرجة أنك قد تستيقظ لتجد نفسك تواجه صعوبة في فصل بين وعيك وحالة الحلم.

هناك موضوعات متكررة يسمعها الباحثون عن الأحلام، ومن المحتمل أنك قد جربتها من قبل، مثل:

  • السقوط من مكان مرتفع.
  • الطيران.
  • الظهور عاريًا في الأماكن العامة.
  • الرسوب في اختبار مهم.
  • إيجاد المال أو خسارته.

هي أحلام تأخذ منعطفًا مخيفًا مزعجا لأنها تبدو حقيقية جدًا وفي بعض الأحيان تستمر ذكراها طوال اليوم. وتشمل أغلب التجارب:

  • التواجد في خضم حدث جوي كبير، مثلا: إعصار، فيضان..
  • التعرض للخطر وعدم القدرة على الابتعاد عنه.
  • الشعور بالوحدة أو الوقوع في فخ.

الفرق بين الكوابيس والذعر الليلي:

غالبًا ما يتم الخلط بين الكوابيس والذعر الليلي، وهي ظاهرة يرجح أن يمر بها الأطفال أكثر من البالغين، وعادة ما تكون أكثر دراماتيكية من الكابوس! الرعب الليلي ليس أحلامًا من الناحية الفنية، لكنه عبارة عن ردود فعل مفاجئة مخيفة تحدث خلال الانتقال من مرحلة نوم إلى أخرى. 

يحدث الذعر الليلي عادةً بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات من بدء النوم، عندما ينتقل النوم العميق غير الريمي إلى نوم الريمي. وغالبًا ما يتسبب في الركل والصراخ والضرب خلال النوم، ولكن نظرًا لأن الرعب الليلي لا يحدث أثناء نوم حركة العين السريعة، فإن معظم من يمروا به لا يتذكرونه.

يقول جون ويكلمان John Winkelman، أستاذ الطب النفسي، إن الرعب الليلي غالبًا ما يتم نسيانه في اليوم التالي لأنه ينشأ خلال ما يعرف باسم موجة النوم القصيرة، وهو وقت تكون فيه الخلايا العصبية في القشرة المخية الحديثة، مركز الدماغ للوظائف العقلية، أقل نشاطًا.

ما الذي يسبب الكوابيس؟

يمكن أن تساهم العديد من العوامل في زيادة خطر المعاناة من الكوابيس، من بينها:

  • التوتر والقلق: المواقف الحزينة أو المؤلمة أو المقلقة التي تسبب التوتر والخوف قد تثير الكوابيس.
  • حالات الصحة العقلية: غالبًا ما يتم الإبلاغ عنها بمعدلات أعلى بكثير من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الصحة العقلية مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، والاكتئاب، واضطراب القلق العام، والاضطراب ثنائي القطب، والفصام. غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون باضطراب ما بعد الصدمة من كوابيس متكررة ومكثفة يسترجعون فيها الأحداث الصادمة، مما يؤدي إلى تفاقم أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، وغالبًا ما يسبب ذلك الأرق.
  • تناول بعض الأدوية: يرتبط استخدام بعض المواد غير المشروعة أو الأدوية الموصوفة التي تؤثر على الجهاز العصبي بزيادة خطر الإصابة بالكوابيس.
  • الحرمان من النوم: بعد فترة من عدم كفاية النوم، غالبًا ما يعاني الشخص من انتعاش في حركة العين السريعة، والذي يمكن أن يؤدي إلى أحلام حية وكوابيس.
  • التاريخ الشخصي للكوابيس: عند البالغين، أحد عوامل الخطر لاضطراب الكوابيس هو وجود تاريخ مرتبط بكوابيس متكررة خلال الطفولة والمراهقة.

تشير بعض الأدلة إلى أن التعرض للكوابيس له علاقة بتغيير بنية النوم، كما ربطت بعض الدراسات بين الكوابيس وانقطاع النفس الانسدادي النومي (OSA)، وهو اضطراب في التنفس يسبب النوم المتقطع.

الآثار الصحية للكوابيس:

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يعانون منها بشكل متكرر ومنتظم قد يعانون من آثار صحية سيئة، مثل:

  • الأفكار الانتحارية.
  • الاكتئاب.
  •  القلق.
  • تجنب النوم، مما قد يؤدي إلى مشاكل النوم.
  • نوبات نوم مضطربة.

إذا وجدت نفسك تعاني من ليالٍ مضطربة بها أحلام وكوابيس، قم بتسجيل يومي لتلك الكوابيس بدفتر بالإضافة إلى تسجيل أنشطتك اليومية وضغوطاتك! فقد تجد اتصالًا وثيقا بينها يفسر أسباب تلك الكوابيس.

أو قم بالتحدث مع طبيب أو اختصاصي النوم لمعرفة ما إذا كان هناك سبب أساسي آخر لاضطرابات نومك.

لحسن الحظ، هناك خطوات يمكنك اتخاذها أنت وطبيبك لتقليل تكرارها وتأثيرها على حياتك:

أولاً، إذا كانت كوابيسك ناتجة عن دواء معين، فقد تتمكن من تغيير جرعتك أو وصفتك الطبية للتخلص من هذا التأثير الجانبي غير المرغوب فيه.

بالنسبة للأشخاص الذين تحدث كوابيسهم بسبب حالات مثل توقف التنفس أثناء النوم أو متلازمة تململ الساقين، فإن علاج الاضطراب الأساسي قد يساعد في تخفيف الأعراض.

وفي حال لم تكن الكوابيس متعلقة بالمرض أو بالأدوية، فقد أثبتت التغييرات السلوكية فعاليتها بالنسبة لـ 70% من البالغين الذين يعانون من الكوابيس، بما في ذلك تلك الناجمة عن القلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة.

يُعد العلاج التمهيدي للصورعلاجًا إدراكيًا سلوكيًا واعدًا للكوابيس المتكررة والكوابيس الناتجة عن اضطراب ما بعد الصدمة. تساعد هذه التقنية الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة على تغيير كوابيسهم من خلال التمرين على الطريقة التي يريدون أن تحدث بها. 

هناك خطوات أخرى يمكنك اتخاذها بنفسك والتي قد تساعد في تقليل تكرارها:

  • الحفاظ على جدول منتظم للاستيقاظ والنوم. 
  • الانخراط في ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مما سيساعد في تخفيف القلق والتوتر اللذين يسببان الكوابيس. 
  • ممارسة اليوجا والتأمل.
  • اجعل غرفة نومك مكانًا مريحًا وهادئًا مخصصًا للنوم، بحيث لا تربطها بالأنشطة المجهدة. 
  • كن حذرًا بشأن استخدام الكحول والكافيين والنيكوتين، والتي يمكن أن تبقى في نظامك لأكثر من 12 ساعة وغالبًا ما تعطل أنماط النوم.