تحفيز نشاط الدماغ للوقاية من الاضطرابات العصبية

أجريت العديد من البحوث على المرضى الذين اتخذوا بعض التعديلات البسيطة على نمط حياتهم،  والتي مكنتهم من مواجهة أعراض فقدان الذاكرة وضعف القدرات الإدراكية، تضمنت هذه التعديلات تحفيز الدماغ على البقاء نشيطا من خلال ممارسة بعض الأنشطة كالكلمات المتقاطعة وألغاز سودوكو بالإضافة إلى تعزيز النشاط الاجتماعي. من ذلك، الدراسة التي نشرت في المجلة الدولية للطب النفسي للشيخوخة سنة 2019، والتي أثبتت أن هناك علاقة وثيقة بين تكرار استخدام الألغاز العددية ونوعية الوظيفة المعرفية لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و 93 عامًا، مما يؤكد أن الانخراط في أنشطة التحفيز العقلي يمكن أن يفيد وظيفة الدماغ لدى كبار السن.

نقص فيتامين ب 12 وفقدان الذاكرة، ما العلاقة؟

حسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، يمكن أن يسبب نقص فيتامين ب 12 تغيرات على مستوى الجهاز العصبي، والمتمثلة في مشاكل في الرؤية، وفقدان الذاكرة، وصعوبة التحدث أو المشي أو فقدان الإحساس بجزء من أجزاء الجسم وهو ما يسمى بـ (الخدران parasthesia).

وحيث إن الأطباء لم يتوصلوا إلى العلاج الطبي الفعال، يمكن للفيتامينات أن تؤدي دورا فعالا في تقليل أعراض اضطرابات الدماغ، والمرتبطة بشكل كبير بفقدان الذاكرة، ويعتبر الفيتامين الأكثر فعالية في التقليل من هذه الأعراض هو الفيتامين ب 12، حيث تم إثبات العلاقة بين نقص الفيتامين والضعف الإدراكي، كما أشارت مجموعة من الأدلة إلى دور نقص فيتامين ب 12 في الاضطرابات المزاجية والذهانية. 

حسب الدراسات، لوحظ نقص حاد في فيتامين ب 12 لدى المرضى الذين يعانون من ضعف في الذاكرة أو في القدرة على الانتباه، وهو ما أثبت وجود صلة واضحة بين الفيتامينات والاضطرابات العصبية. ولم تنطبق هذه الملاحظة على كبار السن فقط، وإنما لوحظت أيضا لدى الأطفال والشباب الذين يعانون من مشاكل في الذاكرة والتركيز. 

حسب دراسة نشرتها مجلة الطب النفسي العصبي وعلوم الأعصاب السريرية سنة 2012، يعد نقص فيتامين ب 12 سببا شائعا لأعراض الأمراض العصبية والنفسية لدى كبار السن، حيث أشارت التقديرات إلى أن ما يصل إلى 40% من كبار السن يعانون من نقص في الفيتامين نفسه.

وأجريت دراسة تم نشرها سنة 2019 في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI) على 38 طفلاً لا تتجاوز أعمارهم 18 سنة، يعانون من أعراض عصبية نتيجة نقص فيتامين ب 12، وتمت إحالتهم جميعا إلى عيادة طب أعصاب الأطفال، وكان من بين الأعراض التي يعانون منها: الإغماء، والدوخة، والتشنج، وتأخر النمو، والرعشة، والوخز، والتنمل، وتشوش الرؤية، والتعب، وصعوبة التركيز الناتجة عن نقص فيتامين ب 12. وحسب الدراسة نفسها، تعافى جميع المرضى 12 في غضون شهر واحد بعد تناول مكملات فيتامين ب 12. 

للحد من هذه الأعراض، يوصي الأطباء بتناول مكملات فيتامين ب 12، وذلك بالاعتماد على الجرعة المناسبة بوصفة طبية، والتي يمكن الحصول عليها عن طريق تناول الحبوب، أو أخذ حقن، أو استعمال بخاخات للأنف.  

يتواجد فيتامين ب 12 بكميات كبيرة في المنتجات الحيوانية والحبوب المدعمة والمكملات الغذائية. وتعتبر أكثر الأطعمة الغنية به الكبد، ولحم البقر، والسردين، والمحار، ومنتجات الألبان.

هناك العديد من الطرق والأسباب التي تساعد من خلالها الفيتامينات على عيش حياة صحية. لكن الحصول على الفيتامين المناسب والجرعة المناسبة ليس بالمهمة السهلة، إذ من الضروري استشارة الطبيب قبل تناول أي فيتامينات تكميلية.