الرهاب (Phobia) أو الفوبيا بأنواعها هو رد فعل خوف مفرط وغير عقلاني يحدث عند مواجهة الشخص لمصدر خوفه والذي قد يكون مكانا أو موقفا و شيئا معينا، حيث يشعر بإحساس عميق بالفزع والخوف الشديد يمنعه من القدرة على فعل شيء ما للتخفيف من حدته.

كيف يعمل الدماغ أثناء نوبة الفوبيا؟

تخزن بعض مناطق الدماغ وتتذكر الأحداث الخطيرة أو المميتة المحتملة، إذا واجه الشخص حدثا مشابها في وقت لاحق من حياته، فإن تلك المناطق من الدماغ تستعيد الذاكرة لأكثر من مرة، وهو ما يعرض الجسم لنفس رد الفعل.

في حالة الرهاب، تستمر مناطق الدماغ التي تتعامل مع الخوف والتوتر في استعادة الحدث المخيف بشكل غير عقلاني، ويرتبط غالبا بمصدر اللوزة، والذي يقع خلف الغدة النخامية في الدماغ. يمكن أن تؤدي اللوزة إلى إفراز هرمونات القتال أو الهروب، والتي تضع الجسم والعقل في حالة توتر شديد.

أعراض الرهاب

قد لا يعاني الشخص من أي أعراض حتى يواجه مصدر الرهاب الذي يعاني منه، لكن في بعض الحالات، يمكن أن يتسبب التفكير فقط في مصدر الرهاب في جعل الشخص يشعر بالقلق أو الذعر، ويُعرف هذا بالقلق الاستباقي. 

يمكن أن تشمل الآثار الجسدية لهذه الأحاسيس:

  • عدم التوازن والدوخة.
  • الغثيان واضطراب المعدة.
  • التعرق والارتجاف.
  • ارتفاع معدل دقات القلب.
  • الإحساس بالاختناق وضيق في التنفس.
  • سرعة الكلام أو عدم القدرة على الكلام.
  • جفاف الفم.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • ألم أو ضيق في الصدر.

ويمكن أن تشمل الأعراض النفسية:

  • الخوف من الإغماء.
  • الخوف من فقدان السيطرة.
  • الخوف من الموت.
  • الإحساس بالانفصال عن الواقع أو بالانفصال عن الجسد.

أسباب الفوبيا

تبدأ الفوبيا خلال مرحلة الطفولة المبكرة، أو سنوات المراهقة، أو البلوغ المبكرـ  ويمكن أن تكون ناتجة عن تجربة سيئة، أو حدث مخيف، أو أحد الوالدين أو أحد أفراد الأسرة الذين يعانون من الرهاب والذي يُمكّن الطفل من تعلمه واكتسابه، ومن أمثلتها:

يتجنب بعض الناس الشيء أو الموقف الذي يتسبب لهم في حدوث نوبة رهاب، لكن هذا يمكن أن يجعل الخوف أسوأ بمرور الوقت.

أنواع الفوبيا

تحدد الجمعية الأمريكية للطب النفسي ثلاث فئات مختلفة من الرهاب: 

  1. الرهاب المعقد بنوعيه (رهاب الخلاء والرهاب الاجتماعي).
  2. الرهاب المحدد أو البسيط.

اقرأ أيضا: قائمة بـ 10 أغرب أنواع من مرض “الرهاب” أو “الفوبيا”!

الرهاب المعقد 

يميل الرهاب المعقد إلى أن يكون أكثر حدة من الرهاب البسيط، وعادة ما يتطور خلال مرحلة البلوغ وغالبا ما يرتبط بخوف أو قلق عميق الجذور بشأن موقف أو ظرف معين. وتعتبر أكثر أنواع الرهاب المعقدة شيوعا هي:

  • رهاب الخلاء

غالبا ما يُنظر له على أنه خوف من الأماكن المفتوحة، لكنه أكثر تعقيدا من ذلك، حيث يشعر الشخص المصاب برهاب الخلاء بالقلق من التواجد في مكان أو موقف قد يكون فيه الهروب صعبا إذا أصيب بنوبة هلع، مثل:

  1. التواجد في الأماكن المزدحمة.
  2. الركوب في وسائل النقل العام.
  3. البقاء وحيدا.
  4. الخوف من التعرض لنوبة هلع في مكان لا يمكنهم الهروب منه. 
  • الرهاب الاجتماعي

الرهاب الاجتماعي أو الفوبيا الاجتماعية، يشار إليها باسم اضطراب القلق الاجتماعي، ويوصف بالقلق الشديد بشأن المواقف الاجتماعية ويمكن أن يؤدي إلى العزلة الذاتية، وقد يكون شديدا لدرجة الامتناع عن أبسط التفاعلات، مثل:

  1. التحدث أمام الناس خوفا من الإحراج.
  2. تناول الطعام في الخارج.
  3. مقابلة الأصدقاء. 

الرهاب المحدد

ويُقصد به الخوف الشديد من كائن أو موقف معين، مثل الحيوانات أو المرتفعات، ويتطور بشكل أكبر في مرحلة الطفولة أو المراهقة، وقد يصبح أقل حدة مع التقدم في السن لدى بعض الأشخاص. وتشمل بعض أنواع الرهاب المحدد الشائعة:

  1. رهاب الحيوانات: مثل الكلاب أو الحشرات أو الأفاعي.
  2. رهاب البيئة الطبيعية: مثل المرتفعات أو الماء أو الظلام أو العواصف أو الجراثيم.
  3. رهاب الظرفية: مثل الطيران أو الذهاب إلى طبيب الأسنان أو الأنفاق أو المساحات الصغيرة أو السلالم المتحركة.
  4. الرهاب المرتبط بالجسم: مثل الدم أو القيء أو الحقن أو الاختناق أو الإجراءات الطبية أو الولادة.
  5. الرهاب الجنسي: مثل الأفعال الجنسية أو الخوف من الإصابة بعدوى تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.

كيف أستطيع التخلص من الفوبيا؟ 

يمكن أن يشمل علاج الرهاب تقنيات علاجية أو أدوية أو كلاهما معا:

  • العلاج السلوكي المعرفي

هو العلاج الأكثر شيوعا لمرض الرهاب، ويتمثل في تعرض الشخص لمصدر الخوف باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي لتعريف الشخص بمصادر الرهاب بطريقة آمنة للتقليل من حدة قلقه وخوفه كعلاج الفوبيا من المرتفعات. يركز العلاج على تحديد وتغيير الأفكار السلبية وردود الفعل السلبية على حالة الرهاب.

  • الطب النفسي

لا يمكن تجنب مسببات بعض أنواع الرهاب، خاصة مع الرهاب المعقد. لذلك يعتبر التحدث إلى الأخصائي النفسي هو الخطوة الأولى للشفاء.

  • الأدوية

يمكن أن تساعد مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق في تهدئة ردود الفعل العاطفية والجسدية للخوف، وتشمل:

  1. حاصرات بيتا: ويمكن أن تساعد في تقليل العلامات الجسدية للقلق المصاحبة للرهاب.
  2. مضادات الاكتئاب: عادة ما توصف مثبطات امتصاص السيروتونين للأشخاص الذين يعانون من الرهاب، كونها تؤثر على مستويات السيروتونين في الدماغ لتحسين المزاج.
  3. المهدئات: وتعطى للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، للمساعدة في تقليل أعراض القلق.

متى ينبغي طلب المساعدة لعلاج الرهاب؟

قد يكون من الضروري التفكير في علاج للرهاب عندما: 

  • يؤثر على أنشطتك اليومية.
  • يمنعك من فعل الأشياء التي تستمتع بها عادة.د
  • يسبب لك قلقا وذعرا شديدين لا يمكن السيطرة عليهما.
  • تعاني من الرهاب لمدة ستة أشهر على الأقل
  • يمنعك الرهاب من الحصول على رعاية صحية، كالرهاب الذي يمنعك من رؤية الطبيب أو استخدام الأدوية.