يختلف الخوف من الموت (Thanatophobia) عن الخوف من الموتى (Necrophobia)، الذي يقصد به الخوف العام من الأشياء الميتة أو الأشياء المرتبطة بالموت كالمقابر والجنائز.

قد يشعر الشخص بالقلق الشديد والخوف عندما يعتبر أن الموت أمر لا مفر منه، كما قد يواجه الخوف من الانفصال عن العائلة والأصدقاء، أو الخوف من التعامل مع الخسارة. عندما تستمر هذه المخاوف وتتداخل مع الحياة والأنشطة اليومية فإنها تمنع الناس من القيام بالأنشطة اليومية العادية، وقد تصل إلى درجة أن لا يستطيع المصابون بهذا الرهاب مغادرة منازلهم؛ تتركز مخاوفهم على الأشياء التي يمكن أن تؤدي إلى الموت، مثل التلوث أو الأشياء الخطرة أو الأشخاص.

حسب المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية، فإن العديد من العوامل تؤثر على رهاب الموت، من بينها التدين، والجنس، والحالة النفسية والعمر. وتعتبر الحالة النفسية أكثر العوامل المسببة لزيادة الخوف من الموت، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من اضطراب القلق العام، وتم اعتبار أن الخوف من الموت نتيجة للضغوط النفسية والجسدية التي لم يتم حلها من قبل. 

الاضطرابات المرتبطة بالخوف من الموت

لا يُعرَّف الخوف من الموت على أنه اضطراب مميز، ولكنه قد يكون مرتبطًا باضطرابات الأخرى. وتشمل:

  • الرهاب المحدد: Specific Phobia

يرتبط قلق الموت بمجموعة من أنواع الرهاب المحددة. وتعتبر الأشياء المسببة لهذا الخوف كل ما يمكن أن يسبب الأذى أو الموت، بما في ذلك الثعابين والعناكب والطائرات والمرتفعات.

  • اضطرابات الهلع: Panic Disorder

يؤدي الخوف من الموت دورًا في العديد من اضطرابات القلق، مثل اضطرابات الهلع؛ إذ أثناء نوبة الهلع، يشعر الناس بفقدان السيطرة والخوف الشديد من الموت أو الموت الوشيك.

  • اضطرابات قلق المرض: Illness anxiety disorder

قد يكون القلق من الموت مرتبطًا باضطرابات القلق من المرض، حيث يكون لدى الشخص خوف شديد مرتبط بالمرض والقلق المفرط بشأن صحته.

كيف يتم علاج رهاب الموت؟

يركز علاج القلق والرهاب مثل رهاب الموت على تخفيف الرهبة والقلق المرتبطين بهذا الخوف. للقيام بذلك، قد يستخدم الطبيب النفسي واحدًا أو أكثر من الخيارات التالية:

  • العلاج النفسي: Psychotherapy

العلاجات النفسية، أو العلاجات بالكلام، تنطوي على التحدث عن القلق والمخاوف مع طبيب نفساني أو معالج نفسي. من خلال المساعدة على معرفة سبب الخوف، والتوصل إلى استراتيجيات للتعامل مع القلق. في بعض الأحيان، مجرد التحدث عن القلق يمكن أن يساعد الشخص على الشعور بمزيد من التحكم في خوفه.

  • العلاج السلوكي المعرفي: Cognitive behavioral therapy

يعمل العلاج السلوكي المعرفي على إيجاد حلول عملية للتغلب على مشاعر القلق، من خلال تطوير استراتيجيات تساعد على الهدوء وعدم الخوف عند التحدث أو التفكير في الموت. وهو ما يساعد على تغيير الأنماط السلوكية للشخص حتى يتمكن من تطوير سلوكيات وطرق تفكير جديدة.

  • الأدوية

إذا قام الأطباء بتشخيص شخص مصاب بحالة نفسية معينة، مثل اضطراب القلق العام (GAD) أو اضطراب ما بعد الصدمة، فقد يصفون دواء مضادا للقلق. قد يشمل ذلك الأدوية المضادة للاكتئاب.

عندما يستخدم الناس الأدوية إلى جانب العلاجات النفسية، فغالبًا ما تكون أكثر فعالية. لكن، على الرغم من أن الدواء يمكن أن يكون مفيدا عن طريق تخفيف مشاعر الذعر والتوتر على المدى القصير، إلا أن الاستخدام طويل الأمد لمثل هذه الأدوية قد لا يكون الحل الأمثل. بدلاً من ذلك، من المرجح أن يوفر العمل من خلال المخاوف في العلاج راحة طويلة الأجل.

  • تقنيات الاسترخاء

قد تساعد تقنيات التأمل والتخيل والتنفس في تقليل الأعراض الجسدية للقلق عند حدوثها. بمرور الوقت، قد تساعد هذه الأساليب في تقليل المخاوف المحددة بشكل عام ومساعدة الشخص على الشعور بأنه أكثر قدرة على التعامل مع مخاوفه. عندما يعاني الشخص من القلق، يمكن أن تساعد تقنيات الاسترخاء المحددة في تصفية ذهنه. من هذه التقنيات؛ القيام بتمارين التنفس العميق، والتأمل أو التركيز على الصور الإيجابية.

القلق بشأن مستقبلك أو مستقبل من تحب أمر طبيعي. لكن إذا تحول القلق إلى ذعر أو شعرت بأنه شديد للغاية لمدة زادت عن 6 أشهر بحيث لا يمكنك التعامل معه بنفسك، فإنه من الضروري طلب مساعدة نفسية للحد من هذا الخوف المرضي.

رهاب الموت أو الثانتوفوبيا