يحدث البلوغ الطبيعي للطفل في سن الـ 10 إلى 14 عامًا. ومع ذلك، هناك أطفال يبدؤون في التطور جسديًا وعاطفيًا في سن مبكرة. عندما يحدث ذلك قبل سن 7 أو 8 سنوات للفتيات، وسن 9 سنوات للأولاد، فإنه يُسمى البلوغ المبكر (precocious puberty). 

أعراض البلوغ المبكر:

بالنسبة للفتيات، يشمل العلامات التالية قبل سن 7 أو 8 سنوات:

  • نمو الثديين.
  • نمو شعر العانة والإبط.
  • حدوث طفرة نمو كبيرة في فترة زمنية قصيرة.
  • بدء الدورة الشهرية.
  • تطور حب الشباب.
  • رائحة الجسم.

بالنسبة للأولاد، يشمل العلامات التالية قبل سن 9 سنوات:

  • تضخم الخصيتين أو القضيب.
  • نمو شعر العانة أو الإبط أو الوجه.
  • حدوث طفرة نمو كبيرة في فترة زمنية قصيرة.
  • تعميق الصوت.
  • تطور حب الشباب.
  • رائحة الجسم.

بعض الأطفال قد تظهر عليهم فقط بعض العلامات. على سبيل المثال، قد ينمو شعر تحت الإبط أو شعر العانة لدى بعض الفتيات والفتيان في سن مبكرة جدًا دون أي نمو جنسي آخر. حيث سيظهر هؤلاء الأطفال علامات البلوغ الأخرى المتوقعة في وقت لاحق وفي العمر المعتاد.

التأثيرات السلبية للبلوغ المبكر على الأطفال؟

عندما ينتهي سن البلوغ، يتوقف النمو في الطول! حيث تنضج العظام ويتوقف نموها في سن مبكرة أكثر من المعتاد، وبالتالي فإن الأطفال الذين يعانون من سن البلوغ المبكر ولا يتم علاجه عادة لا يصلون إلى أقصى ارتفاع محتمل للبالغين. قد تجعلهم طفرة نموهم المبكرة يبدون أطول قامة عند مقارنتهم بأقرانهم، لكنهم يتوقفون عن النمو في وقت مبكر جدًا وينتهي بهم الأمر بارتفاع أقصر مما كان يمكن أن يصلوا إليه.

البلوغ المبكر هو أمر صعب على الأطفال سواء عاطفياً أو اجتماعياً، فالفتيات، على سبيل المثال، قد يشعرن بالارتباك أو الإحراج بشأن الدورة الشهرية أو تضخم الثديين قبل قريناتهن، كما أنهن قد تعاملن بشكل مختلف لأنهن تبدون أكبر سناً.

كذلك العواطف والسلوك قد تتغير عند الأطفال الذين يعانون من سن البلوغ المبكر:

  • التغييرات السلوكية:

بالنسبة للفتيات، يمكن أن يصاحبه التهيج والانفجارات العاطفية والتقلبات المزاجية. وقد يعاني الأولاد من ظهور دافع جنسي غير مناسب لأعمارهم، إلى جانب السلوك العدواني.

  • التنمر أو المضايقة من قبل الآخرين:

قد لا يفهم الأطفال الصغار ما يحدث عندما يكون لدى شخص في نفس عمره ثدي أو دورة الشهرية، كما قد يلاحظ الأطفال الأكبر سنًا ما إذا كان شخص ما في الصف الأدنى يتطور جسديًا قبلهم. وبالتالي قد يتعرض الأطفال الأصغر سنا للمضايقة أو التنمر من قبل الأطفال الأكبر سنًا في المدرسة.

تفيد إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من سن البلوغ المبكر لديهم معدلات أعلى من الاكتئاب والقلق مقارنة بأقرانهم، يوجد هذا التأثير بشكل ثابت عند الفتيات، ولعل الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الخطر المتزايد للاكتئاب والقلق قد يمتد إلى سنوات الكلية.

  • انخفاض احترام الذات وصورة الجسد:

تميل الفتيات اللاتي ينضجن مبكرًا أيضًا إلى تدني احترام الذات وضعف صورة الجسم مقارنة بصديقاتهن اللواتي ينضجن في الوقت المحدد أو متأخرًا. ويبدو أن الأولاد في مرحلة النمو المبكر قد لا تحدث معهم هذه الآثار السلبية بنفس الشدة.

  • زيادة خطر تعاطي المخدرات:

الأطفال الذين يعانون منه هم أكثر عرضة لخطر تعاطي المخدرات. ويعتبر التدخين، على وجه الخصوص، الأكثر شيوعًا بين الأطفال الذين يصلون سن البلوغ مبكرًا مقارنة بأقرانهم. وتشير بعض الدراسات إلى أن زيادة مخاطر تعاطي المخدرات تمتد حتى أوائل العشرينات.

  • النشاط الجنسي المبكر:

قد يؤدي الوصول إلى سن البلوغ مبكرا إلى تعريض الطفل لخطر النشاط الجنسي المبكر مقارنة بأقرانه. تشير بعض الدراسات أيضا إلى أن الفتيات معرضات لخطر الاختلاط الجنسي أكثر عندما ينمون مبكرًا. ولسوء الحظ، يرتبط النشاط الجنسي المبكر والاختلاط بزيادة مخاطر الحمل في سن المراهقة.

أسبابه.. متى يكون الشخص أكثر عرضة له؟

عادة ما يتم تحفيز بداية سن البلوغ عن طريق منطقة ما تحت المهاد، تشير هذه المنطقة من الدماغ إلى الغدة النخامية (غدة بحجم حبة البازلاء بالقرب من قاعدة الدماغ) لإفراز الهرمونات التي تحفز المبيضين (عند الفتيات) أو الخصيتين (عند الأولاد) لإنتاج الهرمونات الجنسية.

هذه الحالة هي أكثر شيوعا عند الفتيات، حيث يرجع البلوغ المبكر إلى إرسال الدماغ لإشارات في وقت أبكر مما ينبغي، وتكون هذه الحالة أكثر شيوعا في العائلات. في كثير من الأحيان، ينجم عن مشكلة أكثر خطورة، مثل الورم أو الصدمة. يمكن أن تؤدي مشاكل الغدة الدرقية أو المبيض أيضًا إلى سن البلوغ المبكر. في هذه الحالات، عادةً ما تحدث أعراض أخرى تشير إلى مشكلة أكثر خطورة.

يعتبر البلوغ المبكر أقل شيوعًا عند الذكور، ومن المرجح أن يكون مرتبطًا بمشكلة طبية أخرى. لحوالي 5% من الأولاد، أو بحالة موروثة. قد تظهر بعض الفتيات الصغيرات جدًا (عادةً من 6 أشهر إلى 3 سنوات) نمو الثدي الذي يختفي لاحقًا أو قد يستمر، لكن بدون تغييرات جسدية أخرى لسن البلوغ. وهذا ما يسمى الثيلارش أو تبرعم الثدي وعادة لا يسبب مشاكل دائمة.

وبالمثل، قد يعاني بعض الفتيات والفتيان من نمو مبكر لشعر العانة و / أو الإبط أو رائحة الجسم التي لا تتعلق بالتغيرات الأخرى في التطور الجنسي. وهذا ما يسمى الغدة الكظرية المبكرة.

حسب مؤسسة مايو للتعليم والبحث الطبي، تشمل العوامل التي قد تزيد من خطر البلوغ المبكر عند الطفل ما يلي:

  • الفتيات أكثر عرضة لتطوره.
  • الأطفال الذين يعانون زيادة الوزن بشكل ملحوظ لديهم خطر أكبر لتطور حالة بلوغ مبكر.
  • ساهم التعرض للإستروجين، والتستوستيرون، أو أي مواد أخرى تحتوي على هذه الهرمونات، كعلاج طبي أو مكمل غذائي، في زيادة خطر تطوره عند طفلك.
  • قد يكون أحد مضاعفات حالات طبية، مثل: متلازمة “ماكيون ألبرايت”، أو فرط التنسُّج الكظري الخلقي، أو حالات تتضمن إنتاج غير طبيعي لهرمونات الذكورة (الأندروجينات).
  • تلقي علاج إشعاعي موجه إلى النظام العصبي المركزي: العلاج الإشعاعي للأورام، أو ابيضاض الدم (لُوكيميا)، أو أي حالات أخرى يمكن أن تزيد من خطر حدوث البلوغ المبكر.

تشخيصه وطرق علاجه:

لا تتردد في التحدث إلى طبيب طفلك إذا بدأت تظهر عليه العلامات، قد يطلب الطبيب المزيد من الفحوصات لطفلك بمجرد إجراء الفحص البدني:

  • يتم طلب الأشعة السينية لفحص عظام اليد والمعصم، ومعرفة ما إذا كانت العظام تنضج بسرعة، ويتم استخدام اختبارات الدم والبول للتحقق من ارتفاع مستويات الهرمونات الجنسية.
  • لاستبعاد وجود أورام في المخ أو المبايض أو الخصيتين، قد يقترح طبيب الأطفال أيضًا إجراء فحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).
  • قد تتم إحالة طفلك إلى طبيب متخصص في اضطرابات النمو والهرمونات عند الأطفال لمزيد من التقييم والعلاج.

لا يوجد سبب محدد للبلوغ المبكر في معظم الحالات، وبالتالي لا يوصى بالعلاج دائمًا!

إذا كان هناك تشخيص، فقد يكون الهدف منه:

  • علاج السبب الأساسي (أي الورم).
  • توفير العلاج الهرموني لخفض إنتاج الهرمونات الجنسية. 

يعمل هذان الأسلوبان على إيقاف أو عكس التطور الجنسي المبكر ووقف نضج العظام والنمو السريع الذي يأتي مع البلوغ المبكر.