حسب دراسة نشرت في المكتبة الوطنية للطب (NIH)، يُقدر أن حب الشباب يؤثر على 9.4% من سكان العالم، وهو ما يجعله ثامن أكثر الأمراض انتشارا في جميع أنحاء العالم، ويعتبر أكثر شيوعا عند المراهقين بعد سن البلوغ. وحسب دراسة نشرت في المجلة الأمريكية للأمراض الجلدية، يرجع سبب مشاكل حب الشباب على الكثير من البالغين إلى التأثيرات الهرمونية والجينية والالتهابية والبيئية.
وحسب المجلة الأمريكية للأمراض الجلدية، ناقشت العديد من الدراسات أهمية نسبة السكر في الدم لدى من يعانون من حب الشباب، مشيرة إلى أن الأفراد المصابين بحب الشباب والذين يتناولون وجبات منخفضة من حيث نسبة السكر في الدم قد قللوا من آفات حب الشباب مقارنة بالأفراد الذين يتبعون أنظمة غذائية عالية من حيث نسبة السكر في الدم.
وأشارت نتائج دراسة نشرت في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) سنة 2020، إلى أن استهلاك المنتجات الدهنية والسكرية والمشروبات السكرية والحليب مرتبط بحب الشباب الحالي، كما دعمت الفرضية القائلة بأن النظام الغذائي الغربي -الغني بالمنتجات الحيوانية والأطعمة الدسمة والسكرية- مرتبط بتفاقم حب الشباب في مرحلة البلوغ.
كيف تتسبب الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات في ظهور حب الشباب؟
-
الحبوب المكررة والسكريات
حسب دراسة نشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI)، تسبب الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون المشبعة – مثل الخبز الأبيض والحلوى والأطعمة المقلية والآيس كريم والمشروبات الغازية وأي شيء آخر يحتوي على مكون رئيسي من السكر- ارتفاعا مفاجئا في مستويات الأنسولين في الجسم مما يؤدي إلى تفاقم الالتهاب.
يمكن تفسير هذا الخطر المتزايد من خلال تأثيرات الكربوهيدرات المكررة على سكر الدم ومستويات الأنسولين؛ حيث يتم امتصاص الكربوهيدرات المكررة بسرعة في مجرى الدم، مما يرفع مستويات السكر في الدم بشكل سريع. وعندما ترتفع نسبة السكر في الدم، ترتفع مستويات الأنسولين أيضا للمساعدة في نقل سكريات الدم من مجرى الدم إلى الخلايا.
يعتبر هذا الارتفاع غير جيد لمن يعانون من حب الشباب، لأن الأنسولين يجعل هرمونات الأندروجين أكثر نشاطا وهو ما يساهم في نمو حب الشباب عن طريق جعل خلايا الجلد تنمو بشكل أسرع وعن طريق زيادة إنتاج الدهون التي تؤدي دورا رئيسيا في التسبب في حب الشباب. لذلك ترتبط النظم الغذائية منخفضة نسبة السكر في الدم، والتي لا ترفع بشكل كبير من نسبة السكر في الدم أو مستويات الأنسولين، بانخفاض شدة حب الشباب.
-
منتجات الألبان
أثبتت دراسة نشرت سنة 2017 في المكتبة الوطنية للطب (NIH) الارتباط بين تناول كميات كبيرة من منتجات الألبان وحب الشباب في سن المراهقة، مشيرة إلى أن استهلاك منتجات الألبان قد يكون عاملاً يسهم في ظهور حب الشباب، ذلك أن الحليب يزيد من مستويات الأنسولين، بغض النظر عن تأثيره على نسبة السكر في الدم.
وأشارت دراسة نشرت في المركز الوطني للمعلومات التقنية الحيوية (NCBI)، إلى أن التأثير المحتمل للحليب ومنتجاته يكمن في الهرمونات التي تنتجها الأبقار أثناء الحمل والتي تحفز تكاثر الخلايا الدهنية، مما يؤدي إلى تطور حب الشباب.
وفي دراسة أجريت لما يقارب 50 ألف امرأة، وجد الباحثون أن حب الشباب كان مرتبطا بشكل إيجابي بكمية الحليب التي تم شربها، خاصة الحليب الخالي من الدسم، كون المكونات التي تسبب انسداد المسام تزداد أثناء تصنيع الحليب الخالي من الدسم كما تقل معها نسبة الأستروجين المساعد على تقليل حب الشباب.
-
الوجبات السريعة
وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على أكثر من 5000 من المراهقين والشباب أن النظام الغذائي الغني بالدهون مرتبط بزيادة خطر الإصابة بحب الشباب بنسبة 43%، وقد أدى تناول الوجبات السريعة بانتظام إلى ارتفاع معدل نمو حب الشباب بنسبة 17%، لمساهمتها في تغيير مستويات الهرمونات بطريقة تعزز نمو حب الشباب.
-
الأطعمة الغنية بدهون أوميغا 6
أشارت الدراسة السابقة إلى أن احتواء الأنظمة الغذائية الغربية على كميات كبيرة من زيوت الذرة والصويا الغنية بدهون أوميغا 6، وقليل من الأطعمة التي تحتوي على دهون أوميغا 3، مثل الأسماك والجوز، يدفع هذا الجسم إلى حالة التهابية، مما قد يؤدي إلى تفاقم شدة حب الشباب.
على العكس من ذلك، أشارت نفس الدراسة إلى أن تناول مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية يقلل من مستويات الالتهاب ويقلل من شدة حب الشباب، حيث تمنع المكملات إنتاج السيتوكينات المنشطة للالتهابات والتي يمكن أن يكون لها تأثير علاجي على حب الشباب.
إذا لاحظت وجود ارتباط بين عامل غذائي معين وشدة حب الشباب، فمن المهم استبعاده أو التقليل من استهلاكه بعد زيارة أخصائي الأمراض الجلدية، مع الانتباه إلى التغيرات الجلدية المصاحبة للأطعمة التي يتم تناولها، بالإضافة إلى التواصل مع أخصائي الأمراض الجلدية بشأن الأدوية والفيتامينات المساعدة في علاج حب الشباب.