انقلاب وضع الأحشاء أو الانعكاس الجذعي أو الأحشاء المعكوسة (Situs Inversus) هو حالة وراثية يكون فيها وضع الأعضاء في الصدر والبطن معكوسا وفي غير موضعه الطبيعي. حيث يكون القلب في اليمين، والرئة اليسرى والمعدة في الجانب الأيمن من الجسم، ويكون الكبد في الغالب في الجانب الأيسر بدلا من الجانب الأيمن. 

ويعتبر الانقلاب في وضع الأحشاء حالة نادرة جدا، وحسب دراسة فإن نسبة حدوثها لا تتجاوز 1 من كل 10.000 شخص. لا تتضمن أية أعراض عند بعض الحالات عادة، لكن يمكن أن تكون هناك مضاعفات عند حالات أخرى. ويتم اكتشاف الحالة في كثير من الأحيان عندما يزور المريض الطبيب للمعاينة الطبية. 

سبب انقلاب وضع الأحشاء

يحدث هذا الانقلاب في وضع الأحشاء نتيجة:

  • سبب وراثي

يحدث انقلاب وضع الأحشاء بسبب حالة وراثية متنحية؛ أي شكل من أشكال الوراثة يتطلب وجود الجينات لدى الأب والأم لتنتقل إلى الجنين.

  • خلل الحركة الهدبي الأولي: primary ciliary dyskinesia

توجد في خلايا الجسم أهداب نشطة تشبه الشعر، تعمل على توجيه حركة البويضات والحيوانات المنوية، تقوم هذه الأهداب بالدوران في اتجاه معين مما يؤدي إلى دوران السائل الموجودة فيه، تعد الحركة المنسقة للأهداب ضرورية للتشغيل الطبيعي للأعضاء والأنسجة. وترسل إشارات أثناء تطور الجنين تساعد في إنشاء الخط الذي يفصل بين الجانبين الأيمن والأيسر.

يؤدي حدوث خلل في هذه الحركة الهدبية إلى طفرات في العديد من الجينات المختلفة، منها عدم تكَوّن الأعضاء في وضعها الأصلي.

أنواع انقلاب وضع الأحشاء

  • القلب اليميني-Dextrocardia

في هذه الحالة، يقع القلب في الجانب الأيمن من جسم الإنسان، ويمكن أن يسبب مشاكل صحية في حالة بقاء الأعضاء الأخرى في مكانها الأصلي، أما إذا انعكس وضع الأعضاء الأخرى أيضا فإن هذا النوع من الانقلاب لا يسبب أي مشاكل صحية وتسمى هذه الحالة Situs invertus with dextrocardia.

  • القلب اليساري-Levocardia 

في هذه الحالة، يقع القلب في حالته الطبيعية أي يميل إلى الجانب الأيسر من الجسم، بينما يتموضع الكبد والطحال في الجانب المعاكس من حالتهم الطبيعية أي الكبد في اليسار والطحال على اليمين وتسمى هذه الحالة: Situs inversus with levocardia.

تعتبر هذه الحالة نادرة وغالبًا ما ترتبط بأمراض القلب الخلقية، وحسب دراسة نشرت في مجلة الطب الباطني، هناك انتشار لأمراض القلب الخلقية بنسبة 3-5% بين الأفراد الذين يعانون من انقلاب الأحشاء الكلي، والأكثر شيوعًا هو انعكاس الأوعية الدموية الكبيرة. في حين تبلغ نسبة الإصابة بأمراض القلب الخلقية 95% في حالة انقلاب جميع الأحشاء مع بقاء القلب في الجانب الأيسر من الجسم.

تشخيص انقلاب وضع الأحشاء

نظرا لأن الحالة نادرا ما تسبب أعراضا وهي نادرة جدا، فقد لا يعرف الشخص أنه مصاب بها. وقد لا يتم اكتشافها إلا عند زيارة الطبيب لأسباب مختلفة كحدوث كسر في الأضلع.
يمكن للطبيب تشخيص الانقلاب من خلال النظر إلى الأعضاء بواسطة:

  • الأشعة السينية أو المقطعية.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي.
  • الموجات فوق الصوتية.

علاج انقلاب وضع الأحشاء

بالنسبة للعديد من المرضى، لا يسبب الانقلاب أي أعراض مرضية. وإذا كان لدى الشخص المصاب به مضاعفات كعيوب أو أمراض في القلب، فمن الضروري اللجوء إلى الطبيب لتقلي العلاج.
لكن، لا يُنصح عادة بإجراء عملية جراحية لإعادة الأعضاء إلى وضعها الطبيعي، إلا أنه من الضروري قبل خضوع أي عملية جراحية معرفة ما إذا كان لدى الشخص أحشاء معكوسة أم طبيعية.


إن معرفة انقلاب وضع الأحشاء عند الشخص أمر مهم لتشخيص المشاكل الطبية ومنع الحوادث الجراحية التي يمكن أن تنجم عن الفشل في التعرف على هذه الحالة قبل القيام بالعمليات الجراحية.