ونظرًا لتأثيره الكبير على جودة الحياة اليومية، يبحث الكثيرون عن حلول طبيعية وفعالة. لذلك، نسلّط الضوء في هذا المقال على أفضل مشروبات لعلاج الإمساك، نوضح فعاليتها في تعزيز حركة الأمعاء وتحسين الهضم، ونبيّن متى يجب مراجعة الطبيب.
كيف تساعد المشروبات على تخفيف الإمساك؟
قبل الحديث عن أفضل الوصفات، من المهم أن نفهم كيف تساهم بعض المشروبات الطبيعية في تحسين حركة الأمعاء وتليين البطن.
دور الألياف والسوائل في تحريك الأمعاء
تلعب الألياف الغذائية دورًا محوريًا في تعزيز صحة الجهاز الهضمي، خاصة عند اقترانها بشرب كمية كافية من السوائل. فمثلاً، عندما يتم تناول الألياف القابلة للذوبان مثل السيليوم (السيليوم (Psyllium) هو نوع من الألياف الغذائية القابلة للذوبان في الماء، تُستخلص من قشور بذور نبتة تُسمى Plantago ovata)، تحتفظ هذه الألياف بالماء داخل الأمعاء، مما يجعل البراز أكثر ليونة وأسهل مرورًا، أما الألياف غير القابلة للذوبان، مثل نخالة القمح، فتعمل على زيادة حجم ووزن البراز وتسريع عبوره في القولون، مما يساعد على تحفيز حركة الأمعاء وتسهيل عملية الإخراج.
العلاقة بين الجفاف والإمساك المزمن
يُعتبر الجفاف من الأسباب الخفية للإمساك، إذ يؤدي نقص تناول السوائل إلى زيادة صلابة البراز حتى عند استهلاك كميات كبيرة من الألياف. لذلك، من المهم موازنة تناول الألياف مع شرب ما بين 1.5 إلى 2 لتر من الماء يوميًا.
أفضل مشروبات لعلاج الإمساك طبيعيًا
بعد أن عرفنا كيف تؤثر الألياف والسوائل في تحسين الإخراج، ننتقل الآن إلى عرض قائمة بأهم المشروبات التي تساعد في علاج الإمساك المزمن بطرق طبيعية وآمنة.
الماء الدافئ مع الليمون
يُعتبر شرب كوب من الماء الدافئ مع عصير نصف ليمونة صباحًا من العلاجات المنزلية البسيطة والشائعة, فالماء الدافئ يعمل على تنشيط حركة الأمعاء بلطف.
من الناحية النظرية، قد يساعد الليمون في تحفيز إفراز العصارات الهضمية وتحسين حركة الأمعاء، لكن لا توجد أدلة سريرية قوية تدعم استخدامه كعلاج. بشكل عام، يمكن اعتبار الليمون إضافة مفيدة للنظام الغذائي لدعم صحة الجهاز الهضمي، خاصة عند تناوله مع الماء الدافئ صباحًا، لكنه لا يُعد علاجًا مثبتًا للإمساك المزمن.
عصير البرقوق المجفف
تشير الدراسات إلى أن البرقوق المجفف يُعدّ خيارًا فعّالًا وآمنًا للتخفيف من حالات الإمساك الخفيفة إلى المتوسطة. فقد بيّنت الدراسات أن تناول ما يعادل 50 غرامًا من البرقوق المجفف مرتين يوميًا، ساهم في تحسين وتيرة الإخراج بشكل ملحوظ، مقارنةً بمن تناولوا مكملات ألياف السيليوم. ويُعزى هذا التأثير إلى احتواء البرقوق على نسبة عالية من الألياف، إلى جانب مركب “السوربيتول” الذي يساعد على تليين البراز. لذلك يُوصى باستخدام عصير البرقوق المجفف كأحد أهم الحلول الطبيعية الفعّالة للتخفيف من الإمساك.
عصير الإجاص
إذا كنت تبحث عن مشروب فعّال لعلاج الإمساك، فإن عصير الإجاص خيار ممتاز. خاصة لدى كبار السن، ومرضى السرطان بعد العلاج الكيميائي، لإحتواءه على نسب عالية من الماء والسوربيتول، مما يُسهم في تليين البطن وتحفيز الأمعاء بطريقة طبيعية.
مشروب الشيا والليمون
تُعد بذور الشيا من أبرز الأطعمة الغنية بالألياف القابلة للذوبان، عند نقعها في الماء مع عصير الليمون، تمتص كمية من السوائل تفوق وزنها بحوالي 12 مرة، فتكوّن مادة هلامية تُسهم في ترطيب جدار الأمعاء وتسهيل حركة البراز. كما تُساعد على سحب الماء إلى القولون وتحسين ليونة البراز.
شاي الأعشاب
إلى جانب الأعشاب المهدئة كالبابونج واليانسون التي تساهم في تخفيف التقلّصات وتحسين حركة الجهاز الهضمي، يُمكن اللجوء إلى شاي السنا لما يتمتّع به من فعالية أعلى في مكافحة الإمساك. يُحضَّر هذا الشاي من أوراق وقرون نبات السنا الإسكندراني الغني بمركبات تُسمى السنوسيدات، والتي تحفّز تقلّصات الأمعاء فتعمل على تليين البراز وتسريع خروجه. يظهر مفعول شاي السنا عادةً بعد 6 إلى 12 ساعة من تناوله، ما يجعله خياراً مناسباً للتخلّص السريع من الإمساك العرضي.
عصير الصبار
تشير الأبحاث إلى أن عصير الصبار فعّال في تخفيف الإمساك، لا سيما لدى كبار السن. وذلك لاحتواء الصبار على مركبات نشطة مثل الألوين والألوإيمودين، اللتين تعملان كملينات طبيعية عن طريق زيادة مستوى الماء في الأمعاء وتحفيز حركتها.
مشروب الزنجبيل
رغم أن فعالية الزنجبيل في علاج الإمساك لم تُثبت بعد بشكل قاطع، إلا أن شرب الماء مع الزنجبيل أو عصيره لا يزال خيارًا طبيعيًا مفيدًا في حالات أخرى من اضطرابات الجهاز الهضمي. فقد بيّنت الدراسات أن تناوله قبل الوجبات يساعد على تسريع إفراغ المعدة، والتقليل من الشعور بالامتلاء وعسر الهضم، كما يخفف من الغثيان المرتبط بالحمل أو دوار الحركة أو العلاج الكيميائي. وتعود هذه الفوائد إلى خصائص الزنجبيل المضادة للالتهاب والأكسدة، وقدرته على دعم حركة الأمعاء بشكل معتدل دون التسبب بآثار جانبية تُذكر لدى معظم البالغين.
الكفير
يُعد الكفير (حليب مخمّر) من مصادر البروبيوتيك الفعالة في دعم تحسين صحة الأمعاء, يساعد تناوله بانتظام على إعادة التوازن للبكتيريا النافعة، وتحسين عملية الهضم والتبرز.
مشروبات يجب تجنبها أثناء الإمساك
وكما أن هناك مشروبات مفيدة، فهناك أخرى قد تزيد من حدة الإمساك. سنستعرض أبرزها في هذه الفقرة.
المشروبات الغازية
رغم أنها تمنح شعورًا بالانتعاش، إلا أن المشروبات الغازية تحتوي على سكريات وكافيين، ما قد يؤدي إلى زيادة الجفاف وتفاقم الإمساك.
الكحول
رغم أن بعض الدراسات تشير إلى وجود علاقة عكسية بين الكحول والإمساك، إلا أن الكحول معروف بتأثيراته الضارة على الهضم والجفاف. لذا، يُنصح بتجنبها تمامًا خاصة أثناء فترات الإمساك.
هل هذه المشروبات مناسبة للجميع؟
رغم أن أغلب هذه المشروبات طبيعية وآمنة، إلا أن هناك بعض الفئات التي ينبغي عليها استشارة الطبيب قبل تناولها، ومنها:
- الأطفال: يجب تجنّب المشروبات الملينة القوية.
- الحوامل والمرضعات: يُفضل استشارة طبيبك قبل أي استخدام للمشروبات العشبية.
- مرضى الجهاز الهضمي أو الكلى: بعض المكونات قد لا تناسب حالاتهم كشاي السنا كونه عشب ملين قوي, وعصير البرقوق نظرا لاحتوائه على البوتاسيوم.
اقرأ أيضا :
متى تحتاج إلى زيارة الطبيب؟
إذا استمر الإمساك لأكثر من أسبوعين رغم تجربة هذه المشروبات، أو ظهرت أعراض مثل:
- ألم شديد في البطن
- دم في البراز
- فقدان الشهية أو الوزن غير المبرر
- تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون
تشكّل المشروبات إضافةً طبيعية فعّالة لعلاج الإمساك، شرط أن تُرافقها عادات صحية يومية من تناول الألياف والسوائل وممارسة الرياضة بانتظام, مع الالتزام بتعليمات طبيبك الخاصة. إذا كنت تعاني من الإمساك أو صاحبه ألم في البطن، فلا تتردد بزيارة موقع docdialy للمزيد من النصائح والإرشادات الموثوقة.