قد يتفاجأ الكثيرون إذا علموا أن خصائصَ سائلهم المنوي، من ناحية الكميّة وجودة وتعداد النطاف فيه، قد تعطي مؤشراتٍ قويةً عن حالة جسدهم بشكلٍ عام، وعن عاداتهم الصحية. 

العلاقة بين ضغط الدم المرتفع وخصائص النطاف عند الرجال

قد يؤدّي ارتفاعَ ضغطِ الدم بشكلٍ مُزمِن إلى مُضاعفات خطيرة قد تهدد حياة الإنسان، حيث أن إهمالَ علاجِ ضغط الدم المرتفع لسنواتٍ يزيدُ من مخاطرِ الإصابةِ بالجلطات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الكلى وغيرها. 

وفي دراسةٍ حديثةٍ أُجريت في جامعة ستانفورد الطبية (Stanford University) في الولايات المتحدة، تمّ تقييم العلاقة بينَ جودةِ النطافِ لدى الرجال وارتفاعِ ضغط الدم لديهم. حيث شملت الدراسةُ 9387 رجلاً تراوحت أعمارهم بين 30 و50 عاماً. ووُجِد أن الذين كانوا يُعانون من مشاكلَ في الخصوبةِ كانوا أكثر عُرضةً لأمراضِ الدورةِ الدموية، كارتفاعِ ضغط الدم وأمراض القلب.

اقرأ أيضا: كيف يظهر اختلال التوازن الهرموني عند كل من النساء والرجال؟

التأثير المباشر للبدانة على الخصوبة لدى الرجال

يستمر تزايد المؤشرات التي تدل على التأثير السلبي والمباشر للبدانة والتدخين على خصوبة الرجل. فقد أظهرتْ إحدى الدراساتِ المنشورة في مجلة Human Reproduction العلمية أن الرجالَ ذوي مؤشراتِ كتلةٍ عالية (BMI) عانوا من تَدَنٍّ في جودة وتعداد النطاف لديهم، مقارنةً بالرجال ذوي مؤشرات كتلة أقل. 

وعند مقارنة القذفِ، كان مُعدّل كمّية السائل المنوي لدى البدناء 2.8 ملليلتر، مقارنةً بـ3.3 ملليتر عند أصحاب الوزن الطبيعي (الحجم الصحي للسائل المنوي عند القذف هو بين 2 – 5 مل).

السببُ خلف تقليص تعداد النطاف لدى الرجال البدناء

 اقترحَ فريقُ الدراسة عدةَ تفسيراتٍ لهذا، أهمّها أن الأنسجةَ الدهنية في الجسم تقومُ بتحويلِ التستوستيرون (هرمون الذكورة) إلى الهرمون الأنثوي الإستروجين. وبالتالي، فإن زيادة الأنسجة الدهنية في الجسم يصاحبها ازديادٌ في تحويل التستوستيرون، وبالتالي التقليل من وفرته اللازمة لإنتاج ونضوج النطاف.

اقرأ أيضا: سرطان الثدي ليس حكرا على النساء.. يمكن أن يصيب الرجال أيضاً!

تأثير تناول الكحول على الخصوبة لدى الرجال

حسب دراسةٍ دانماركية حديثة،الإفراط في استهلاك الكحول، قد يؤثر سلباً على خصوبة الرجل. شملت الدراسة 1221 رجلاً، وأظهرت أن الرجال الذين كانوا يستهلكون 400 مللتر من الكحول أسبوعياً، كان تعداد النطاف لديهم أقل بـ33% من أولئك الذين تراوح استهلاكهم بين ملليتر واحد وخمس ملليترات في الأسبوع. إضافةً إلى أن نسبة الحيوانات المنوية ذات المظهر “الطبيعي” لديهم كانت أقل بحوالي النصف.

تأثير اضطرابات النوم على الصحة الجنسية للرجل

تخفض قلة النوم من مستوى هرمونِ التستوستيرون لدى الرجال، وتقلل من تعداد الحيوانات المنوية لديهم، وذلك وفقاً لدراسة أجريت في الدانمارك، وشملت حوالي 1000 رجل. أظهرت النتائج أن الرجال الذين عانوا من اضطرابات في النوم كان تعدادُ النطاف لديهم أقل بـ 29% ممن لم يشتكوا من مشاكلَ في النوم، إضافة إلى أن خصاهم كانت أصغر نسبيا، ونطافهم أكثر تشوها.