ما هو الإسهال الصيفي؟

يُطلق مصطلح الإسهال الصيفي على النوبات المتكررة من الإسهال التي تزداد شيوعًا خلال فصل الصيف، خاصةً لدى الأطفال وكبار السن. يُصنّف ضمن الإسهالات الموسمية التي ترتبط بعوامل بيئية ووبائية، مثل ارتفاع درجات الحرارة، وزيادة نشاط البكتيريا والفيروسات في الماء والطعام، ما يرفع احتمالية الإصابة بعدوى الجهاز الهضمي.

الفرق بين الإسهال العادي والموسمي

يُشبه الإسهال الصيفي من حيث الأعراض الإسهال التقليدي (زيادة عدد مرات التبرز، البراز المائي، تقلصات البطن)، فهو ليس تشخيصا طبيًا بحد ذاته، بل تصنيف شائع لكنه يختلف من حيث سبب العدوى وطبيعة الانتشار:

  • الإسهال العادي قد يكون ناتجًا عن تسمم غذائي مفاجئ، أو حساسية طعام، أو حتى حالات التوتر.

  • أما الإسهال الصيفي، فغالبًا ما يكون ناتجًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية منتشرة في البيئة خلال الطقس الحار، خاصة مع سوء تخزين الأطعمة أو شرب مياه غير نقية.

بحسب منظمة الصحة العالمية (WHO)، فإن أمراض الإسهال تمثل تهديدًا صحيًا كبيرًا في البلدان الحارة خلال فصل الصيف، وتتطلب وعيًا خاصًا بالنظافة والتغذية.

أسباب الإسهال في الصيف

يرتبط فصل الصيف بارتفاع درجات الحرارة وزيادة النشاطات الخارجية، ما يُساهم في ارتفاع خطر الإصابة بالإسهال نتيجة عدة عوامل بيئية وصحية. إليك أبرز الأسباب:

التلوث الغذائي والمائي

يزيد ارتفاع درجات الحرارة في الصيف من خطر نمو البكتيريا في الأطعمة والمشروبات، خاصةً إذا لم تُحفظ في الثلاجة أو تُترك خارج نطاق التبريد لفترة طويلة.

تشير دراسة إلى أن “الحرارة المرتفعة تُسرّع نمو بكتيريا مثل Salmonella وE. coli في الطعام”، مما يزيد احتمالات الإصابة بالتسمم الغذائي والإسهال. بالإضافة إلى ذلك، تؤكد Cleveland Clinic أن ترك الطعام في ما يُعرف بمنطقة ‘الخطر’ بين 4–60 °م لفترة طويلة يسمح للبكتيريا بالتكاثر السريع.

الفيروسات والبكتيريا

في الصيف، تزداد العدوى الناتجة عن فيروسات مثل Norovirus وRotavirus، خاصة عند الأطفال أو في الأماكن المزدحمة مثل المخيمات أو المصايف. ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية، فإن “أمراض الإسهال الناتجة عن الفيروسات والبكتيريا تنتشر بسرعة في فصل الصيف بسبب تلوث الأغذية والمياه”.

السفر وتغير البيئة

السفر إلى أماكن جديدة خلال الصيف يعرّض الجهاز الهضمي لبيئة غير مألوفة، ما يؤدي إلى “إسهال المسافرين” وهو أحد أكثر أنواع الإسهال شيوعًا في هذا الفصل. ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، فإن “تناول الطعام أو الماء الملوث أثناء السفر يُعد من الأسباب الرئيسية لإسهال المسافرين”

من هم الأكثر عرضة للإصابة؟

الأطفال

الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالإسهال في الصيف بسبب ضعف مناعتهم واعتمادهم على طعام وماء قد لا يكونان آمنين دائمًا، خاصةً في الرحلات أو أثناء اللعب في الهواء الطلق.
تؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الإسهال هو السبب الثاني للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة عالميًا، ويُعزى ذلك غالبًا إلى التلوث الغذائي أو المائي.

كبار السن

مع التقدّم في السن، تضعف المناعة وتقل كفاءة الجهاز الهضمي، مما يزيد من خطر الإصابة بعدوى معوية تؤدي إلى الإسهال.
تُشير Mayo Clinic إلى أن كبار السن يكونون أكثر حساسية لفقدان السوائل الناتج عن الإسهال، مما يعرضهم لخطر الجفاف بشكل أسرع.

أصحاب الأمراض المزمنة

الأشخاص المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري، أمراض الكلى، أو ضعف جهاز المناعة (بسبب السرطان أو الأدوية المثبطة للمناعة)، أكثر عرضة لمضاعفات الإسهال، مثل الجفاف أو اضطراب التوازن الكهربائي في الجسم.

أعراض الإسهال الصيفي

تتراوح أعراض الإسهال الناتج عن العدوى أو التسمم الغذائي في الصيف بين خفيفة وحادة، وتشمل:

  • براز مائي متكرر (3 مرات أو أكثر في اليوم).
  • تقلصات وآلام في البطن.
  • الغثيان أو القيء.
  • ارتفاع خفيف في درجة الحرارة.
  • علامات الجفاف مثل جفاف الفم، العطش الشديد، انخفاض كمية البول، والدوخة.

الوقاية من الإسهال الصيفي

تعد الوقاية من الإسهال خلال أشهر الصيف أمرًا ضروريًا، خاصةً للفئات الضعيفة كالأطفال وكبار السن. وفيما يلي أهم سبل الحماية:

نظافة الطعام والشراب

  • تجنب تناول الأطعمة المكشوفة أو غير المطهوة جيدًا، خصوصًا اللحوم والأسماك.
  • غسل الفواكه والخضروات جيدًا، ويفضّل استخدام الماء النظيف أو المعقّم.
  • شرب مياه معبأة أو مغلية، خصوصًا في السفر أو أثناء التنقل.
  • حفظ الطعام في درجة حرارة مناسبة لتجنب نمو البكتيريا.

التطعيمات والاحتياطات الصحية

  • الحصول على لقاحات ضد بعض مسببات الإسهال، مثل لقاح فيروس الروتا للأطفال.
  • الالتزام بغسل اليدين بالماء والصابون قبل الأكل وبعد استخدام الحمام.
  • في حال السفر إلى بلدان بها مخاطر عدوى أعلى، يُنصح باتباع إرشادات السفر الصحية الصادرة عن CDC.

علاج الإسهال الصيفي

في الحالات الخفيفة، يُمكن علاج الإسهال في المنزل دون الحاجة إلى أدوية. يعتمد العلاج على تعويض السوائل والراحة، ويشمل:

  • شرب محاليل الإماهة الفموية (ORS) لتعويض الأملاح والسوائل المفقودة.
  • تناول وجبات خفيفة وسهلة الهضم مثل الأرز، البطاطا المسلوقة، والموز.
  • تجنب الحليب ومشتقاته، والمأكولات الدهنية أو الغنية بالألياف.
  • استخدام أدوية مضادة للإسهال (مثل اللوبيراميد) فقط تحت إشراف طبي، خاصة في حالة وجود حمى أو دم في البراز.
  • في بعض الحالات، قد يصف الطبيب مضادات حيوية إذا كان السبب بكتيريًا.

اقرأ أيضا : الإسهال المستمر بعد الأكل: الأسباب المحتملة وطرق العلاج الفعّالة

متى تحتاج لمراجعة الطبيب؟

يجب استشارة الطبيب فورًا في الحالات التالية:

  • استمرار الإسهال لأكثر من يومين دون تحسّن.
  • وجود دم أو مخاط في البراز.
  • ارتفاع شديد في الحرارة (أكثر من 38.5 درجة مئوية).
  • علامات جفاف شديدة كقلة التبول، تسارع ضربات القلب، أو تشوش الذهن.
  • عند الرضّع، الأطفال، كبار السن، أو مرضى الأمراض المزمنة، حيث يكون خطر المضاعفات أعلى.

أسئلة شائعة قد تهمك

ما هو لون الإسهال الطبيعي؟

الإسهال الطبيعي عادةً ما يكون بني فاتح إلى مائل للصفرة بسبب سرعة مرور الطعام في الأمعاء وقلة امتصاص الماء. بيد أن تغير اللون قد يشير إلى سبب مختلف.

على ماذا يدل لون البراز
على ماذا يدل لون البراز

اقرأ أيضا : البراز الأخضر: ما هي أسبابه وهل يستدعي القلق؟

على ماذا يدل لون الإسهال الأبيض؟

الإسهال الأبيض أو الشاحب قد يشير إلى:

  • مشاكل في الكبد أو المرارة مثل انسداد القنوات الصفراوية
  • استخدام أدوية مثل مضادات الحموضة المحتوية على الألومنيوم
  • في بعض الحالات، يكون علامة على التهاب الكبد الفيروسي أو أمراض الكبد المزمنة