ما هو سرطان القولون؟
يشكل كل من القولون والمستقيم الجزء السفلي من الجهاز الهضمي، ويبدأ سرطان القولون في القولون (الأمعاء الغليظة) أو المستقيم، وذلك حين تنمو الخلايا في الأمعاء الغليظة والمستقيم بشكل خارج عن السيطرة.
وبشكل أكثر وضوحا، يبدأ سرطان القولون عندما تنمو الخلايا السليمة في بطانة القولون أو المستقيم خارج نطاق السيطرة، وتشكل كتلة تسمى الورم.
لا يكون الورم في جميع الحالات سرطانيا، من الممكن أن يكون حميدًا. الورم السرطاني: هو ورم خبيث، يمكنه النمو والانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم. أما الورم الحميد: فيمكنه النمو لكن دون انتشاره.
يستغرق تطور هذه الخلايا ونموها سنوات عديدة، وبفعل عدة عوامل، قد تكون وراثية أو بيئية. لكن، عندما يملك الشخص متلازمة وراثية غير شائعة، يمكن أن تحدث التغييرات في الخلايا خلال شهور أو سنوات فقط.
ووفقا لـ جمعية السرطان الأمريكية (ACS)، سوف يصاب حوالي 1 من 23 رجلاً، و1 من كل 25 امرأة بسرطان القولون والمستقيم خلال حياتهم.
أعراض سرطان القولون
في أغلب حالات سرطان القولون والمستقيم لا تكون هناك أعراض، خاصة في المراحل الأولى. فقد يكون لدى الشخص سلائل أو سرطان ولا يعرف ذلك. وهنا تكمن أهمية الخضوع للفحص المنتظم لسرطان القولون والمستقيم. فيما يلي أعراض سرطان القولون الأكثر شيوعا حسب المرحلة:
1. أعراض المراحل من 0 إلى 2
- إمساك أو إسهال.
- الانتفاخات أو الغازات.
- المغص.
- ألم البطن.
- تغير لون البراز.
- تغير شكل البراز.
- ظهور دم في البراز.
- نزيف من المستقيم.
كلها أعراض قد يكون لها أسباب أخرى أقل حدة من سرطان القولون، لكن من الأفضل زيارة الطبيب في حال كنت تعاني منها لأكثر من أسبوعين.
2. أعراض المرحلة 3 أو 4 ( المرحلة المتأخرة)
بالإضافة إلى أعراض المراحل الأولى من سرطان القولون، تظهر أعراض بشكل أكثر حدة خلال المرحلتين 3 و 4. فيما يلي أبرزها:
- التعب المفرط والضعف الغير مبرر.
- اضطرابات في الشهية.
- فقدان الوزن.
- تغيرات البراز لأكثر من شهر.
- اضطرابات في المعدة، حيث تشعر بأن أمعائك لن تفرغ تمامًا.
- الغثيان أو القيء.
3. انتشار أعراض سرطان القولون إلى الأجزاء الأخرى من الجسم:
- صداع مزمن.
- رؤية ضبابية.
- صعوبات في التنفس.
- اليرقان (اصفرار العيون والجلد).
- تورم اليدين أو القدمين.
- كسور العظام.
ما الفرق بين اعراض التهاب القولون وسرطان القولون؟
السرطان هو عندما تتحول الخلايا الطبيعية وتتكاثر بشكل غير طبيعي، وهو خطير بسبب نموه وإمكانية انتشاره.
في سرطان القولون، تنمو الخلايا غير الطبيعية وتنتشر عبر جدار القولون لتشمل العقد اللمفاوية والأعضاء المجاورة. وقد تنتشر إلى بعض الأعضاء البعيدة مثل: الكبد، الرئتين، الدماغ، والعظام.
أما التهاب القولون التقرحي فهو ليس سرطانًا، هو نوع من أمراض الأمعاء الالتهابية (IBD) التي تشمل كل من التهاب القولون التقرحي ومرض كرون. يسبب التهاب القولون التقرحي:
- التهاب.
- تهيج.
- تورم.
- ألم في البطن.
- تقرحات في بطانة القولون الداخلية.
- التعب.
- فقر الدم بسبب فقدان الدم ونزيف المستقيم.
- حركات الأمعاء المتكررة.
- الإرهاق.
ينتقل سرطان القولون إلى أعضاء أخرى من الجسم، بينما يحدث التهاب القولون التقرحي فقط في الأمعاء الغليظة.
لا يمكن علاج التهاب القولون التقرحي، لكن يمكن السيطرة على أعراضه وتكراره من خلال الأدوية وتغيير نمط الحياة.
أما سرطان القولون، فتعتمد معدلات شفائه والبقاء على قيد الحياة على: نوع السرطان، ومرحلته، وصحة الفرد.
أسباب سرطان القولون والعوامل التي يمكن أن تؤثر على ظهور شدة الأعراض
في الحالات الطبيعية، تعيش الخلايا وفقا لعملية منظمة حيث تنمو، تنقسم، ثم تموت. يحدث السرطان عندما تنمو الخلايا وتنقسم بشكل غير طبيعي ولا تموت.
مازال الباحثون غير متأكدين من الأسباب الدقيقة لحدوث سرطان القولون، إلا أن هناك عوامل تزيد من خطر الإصابة به:
1. تغيرات الحمض النووي داخل الخلايا:
في الحالات السليمة، تقوم جينات معينة تسمى الجينات المسرطنة بمساعدة الخلايا للبقاء على قيد الحياة والنمو ثم الانقسام، وتساعد الجينات الكابتة للورم في تنظيم انقسام الخلايا وموتها.
في حال حدوث تغيرات في الحمض النووي داخل الخلايا قد يؤثر ذلك على الجينات المسرطنة والجينات الكابتة للورم، مما يؤدي إلى الإصابة بسرطان القولون.
2. تحول الأورام الحميدة:
تتكون الأورام الحميدة الغير سرطانية داخل القولون، على الجدران الداخلية للأمعاء الغليظة، والسرطان يمكن أن يبدأ ببعض هذه الأورام الحميدة، وبالتالي يعتبر المصابين بالأورام الحميدة عرضة للإصابة بسرطان القولون.
عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون
تزيد عوامل الخطر من إمكانية الإصابة بسرطان القولون، لكن لا يعني وجود إحداها أنك ستصاب بالضرورة بسرطان.
سوف تساعدك معرفة عوامل خطر الإصابة بسرطان القولون والتحدث بشأنها مع الطبيب على اتخاذ خيارات مناسبة أكثر لنمط حياتك. فيما يلي أبرزها:
1. العمر
قد يحدث سرطان القولون لدى كل من الشباب والمراهقين وأي فئة عمرية، لكن أغلب حالات سرطان القولون تحدث لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا.
يبلغ متوسط العمر لدى الرجال الذين يتم تشخيصهم بسرطان القولون 68 عامًا، أما النساء فيعتبر متوسط العمر لدى أغلب الحالات هو 72 عاما.
2. التاريخ العائلي الطبي
يعتبر سرطان القولون من السرطانات المنتشرة أكثر في العائلات، فقد ينتشر هذا السرطان في الأسرة إذا كان الأقارب من الدرجة الأولى، أي الآباء، الأخوة، والأطفال، أو باقي أفراد الأسرة الآخرين مصابين بسرطان القولون.
كما ترتبط ما بين 5% إلى 6% من الإصابات بطفرات جينية موروثة، ولهذا السبب يتعين عليك تقييم الطفرات الموروثة لديك من خلال: مراجعة التاريخ الشخصي والعائلي للسرطان، والاختبار الجزيئي لنسيج الورم.
3. خلل وراثي
قد يكون لديك خلل جيني وراثي يجعلك أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون، وأنواع أخرى من السرطان. يشمل هذا الخلل الوراثي الحالات التالية:
- متلازمة لينش (سرطان القولون والمستقيم الوراثي غير السلائلي).
- داء السلائل الورمي الغدي العائلي.
- متلازمة جاردنر.
- متلازمة موير توري.
- متلازمة بوتز جيغرز.
4. سوء النظام الغذائي
يربط تضمين اللحوم الحمراء والمصنعة في النظام الغذائي بشكل كبير بزيادة مخاطر الإصابة بسرطان القولون.
أنواع سرطان القولون
في سرطان القولون، هناك أنواع مختلفة من الخلايا القابلة للتحول إلى خلايا سرطانية، بالاضافة إلى الخلايا التي تنمو في أجزاء مختلفة من الجهاز الهضمي، والتي يمكنها أن تؤدي إلى سرطان القولون. فيما يلي أنواع سرطان القولون الأكثر شيوعا:
1. ورم غذي
الورم الغذي هو النوع الأكثر شيوعًا من سرطان القولون، يبدأ من الأورام الغدية، تتكون داخل الخلايا التي تصنع المخاط في القولون أو المستقيم. وهي من أكثر حالات سرطان القولون انتشارا.
2. ورم كارسينوئيدي
يبدأ الكارسينويد، أو ورم كارسينوئيدي في الخلايا المنتجة للهرمونات داخل الأمعاء.
3. الأنواع الأخرى من سرطان القولون
بالإضافة إلى النوعين السابقين هناك أنواع أخرى من سرطان القولون، والتي تحدث بشكل أقل شيوعا. مثل:
- الأورام اللحمية: تتكون في الأنسجة الرخوة، مثل: عضلات القولون.
- الأورام اللمفاوية: تتكون بداية في الغدد الليمفاوية أو في القولون.
- أورام اللحمة المعدية المعوية: تبدأ كأورام حميدة ثم تتحول إلى أورام سرطانية. تتشكل هذه الأورام في الجهاز الهضمي بشكل أكثر وضوحا، ونادرًا في القولون.
مراحل سرطان القولون
التعرف على مراحل سرطان القولون هو بمثابة نظام توجيهي يعتمده الأطباء لمعرفة مدى انتشار السرطان، فمن المهم التعرف على السرطان للتمكن من تحديد أفضل طريقة للعلاج.
1. المرحلة 0 من سرطان القولون
تُعرف هذه المرحلة بالسرطان الموضعي، وتتواجد خلالها الخلايا غير الطبيعية فقط في البطانة الداخلية للقولون أو المستقيم.
2. المرحلة الأولى من سرطان القولون
يكون قد اخترق السرطان البطانة أو الغشاء المخاطي للقولون وقد يصل إلى الطبقة العضلية. دون أن ينتشر إلى الغدد الليمفاوية القريبة أو أجزاء أخرى من الجسم.
3. المرحلة الثانية من سرطان القولون
ينتشر سرطان القولون في هذه المرحلة إلى جدران القولون أو المستقيم، أو عبر الجدران إلى الأنسجة المجاورة.
4. المرحلة الثالثة من سرطان القولون
خلال المرحلة الثالثة ينتقل سرطان القولون إلى الغدد الليمفاوية، وليس إلى الأجزاء الأخرى من الجسم.
5. المرحلة الرابعة من سرطان القولون
في هذه المرحلة من السرطان ينتشر إلى أعضاء أخرى بعيدة، مثل: الكبد، الرئتين.
تشخيص سرطان القولون
توصي الكلية الأمريكية لأمراض الجهاز الهضمي بالخضوع لفحوصات روتينية للكشف عن سرطان القولون في سن الأربعين.
يوفر تشخيص سرطان القولون الباكر فرصة جيدة للشفاء. إلا أن عدم ظهور أعراضه خلال المراحل المبكرة، لا يتيح فرصة لاكتشافه في الوقت المناسب.
خلال التشخيص يبدأ طبيبك بطرح أسئلة حول تاريخك الطبي والعائلي، إجراء فحص جسدي، إجراء فحص للقولون لتحديد ما إذا كانت هناك كتل أو أورام حميدة.
1. اختبار البراز
يتم إجراء اختبار البراز للكشف عن الدم المخفي في البراز، وهناك نوعان من هذا الاختبار:
-
اختبار الدم الخفي في البراز (gFOBT)
يتم تغليف بطاقة خاصة توضع عليها عينة البراز بالمادة النباتية تسمى الغاياك. وفي حال ظهور أي دم في البراز، يتغير لون البطاقة.
قبل إجراء هذا الاختبار سوف يتعين عليك تجنب بعض الأطعمة مثل: اللحوم الحمراء، وبعض الأدوية كمضادة للالتهابات (NSAIDs) لكي لا تتداخل مع نتائج الاختبار الخاصة بك.
-
اختبار البراز الكيميائي المناعي (FIT)
يكشف هذا الاختبار عن الهيموجلوبين في الدم، وهو أكثر دقة من اختبار الدم الخفي في البراز. من خلال هذا الاختبار يتم الكشف عن ما إذا كان هناك نزيف في الجهاز الهضمي العلوي.
2. تحاليل الدم
يتم إجراء تحاليل الدم للتعرف بشكل أفضل على أسباب ظهور الأعراض لديك، واستبعاد الأمراض والاضطرابات الأخرى.
3. التنظير السيني
يقوم الطبيب بإجراء فحص التنظير السيني طفيف التوغل بحثًا عن أي تشوهات من خلال أنبوب مرن به ضوء. ولتشخيص مبكر من الأفضل إجراء تنظير سيني مرن كل 5 سنوات، أو كل 10 سنوات مع اختبار FIT السنوي.
4. تنظير القولون
يتم إجراء تنظير القولون باستخدام أنبوب طويل بكاميرا صغيرة في الطرف. يسمح هذا الفحص للطبيب برؤية ما بداخل القولون والمستقيم.
خلال التنظير يمكن للطبيب أيضًا إزالة الأنسجة غير الطبيعية، وإرسال عينات هذه الأنسجة فيما بعد إلى المختبر لتحليلها.
5. الأشعة السينية
يقوم الطبيب بإدخال سائل الباريوم الكيميائي في أمعائك من خلال حقنة شرجية، حيث يغلف محلول الباريوم بطانة القولون. مما يساعد في تحسين جودة صور الأشعة السينية.
6. الأشعة المقطعية
من خلال الأشعة المقطعية يحصل الطبيب على صورة مفصلة عن القولون.
علاج سرطان القولون
قبل أن يصف الطبيب العلاج المناسب، سوف يأخذ بعين الاعتبار نوع السرطان ومرحلته، عمر الشخص المريض، صحة المريض العامة. وتشمل طرق العلاج الجراحة والعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، الهدف منها هو إزالة السرطان ومنع انتشاره.
1. الجراحة
يمكن إجراء جراحة خلال المرحلة المبكرة، أي استئصال السليلة لإزالة الورم السرطاني، إذا كان السرطان موجودًا فقط في الورم الحميد.
أما في مراحل أخرى قد يحتاج الطبيب إلى إزالة جزء من القولون الذي يحتوي على السرطان أو القولون بأكمله (استئصال القولون).
يقوم الجراح بعد إزالة جزء من القولون إما بإعادة توصيل الجزء السليم أو بإنشاء فغرة (فتحة جراحية في جدار البطن، من خلالها تمر الفضلات في كيس)، اعتمادًا على مدى استئصال القولون.
2. العلاج الكيميائي
يستهدف العلاج الكيميائي الخلايا سريعة الانقسام، عن طريق تعطيل البروتينات أو الحمض النووي، تنتقل الأدوية عبر الجسم بأكمله، ويتم العلاج في دورات، حيث يكون للجسم وقتًا للشفاء بين الجرعات.
يوصي أخصائي الأورام بالعلاج الكيميائي لعلاج سرطان القولون قبل الجراحة، لتقليص الورم وتسهيل إزالته. وبعد الجراحة، لقتل الخلايا السرطانية المتبقية.
3. العلاج الإشعاعي
يعتمد العلاج الإشعاعي على قتل الخلايا السرطانية من خلال تركيز أشعة جاما عالية الطاقة عليها.
يمكن أن يكون العلاج الإشعاعي علاجا مستقلا لتقليص الورم، كما يمكنه أن يكون فعالًا جنبًا إلى جنب مع علاجات السرطان الأخرى.
في سرطان القولون لا يتم إعطاء العلاجات الاشعاعية حتى يصل المرض إلى مراحله المتأخرة.
من بين الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي، والتي تختفي بعد إنهاء العلاج: تغيرات في الجلد تشبه حروق الشمس، الغثيان، التقيؤ، الإسهال، التعب، وفقدان الشهية.