ما هو الكارنتين؟

الكارنتين (Carnitine) إحدى العناصر الغذائية التي ينتجها الجسم بشكل طبيعي، كما يمكن الحصول عليها من خلال تناول الأطعمة التي تحتوي على الكارنتين، أو الحصول على المكملات الغذائية الغنية به والتي تؤخذ عن طريق الفم.

يتم تخزين الكارنتين في العديد من أعضاء الجسم، والتي تشمل الدماغ، والقلب، والكبد، والكلي، وعضلات الهيكل العظمي والحيوانات المنوية. وتتمثل وظيفته في تعزيز إنتاج الطاقة من خلال تحويل الدهون في الجسم إلى طاقة، بالإضافة إلى تعزيز وظائف العديد من أعضاء الجسم لتقليل مخاطر الإصابة بالأمراض.

ماذا يفعل الكارنتين في الجسم؟

يشتق الكارنتين من الأحماض الأمينية، ويتمثل دوره في إنتاج الطاقة في الجسم من خلال نقل الأحماض الدهنية إلى الخلايا في الميتوكوندريا، والتي تعمل على تكسير وحرق الدهون وتحويلها إلى طاقة.

ولكونه يعمل كمضاد للأكسدة، تم اقتراحه كعلاج للقضاء على الجذور الحرة وهي الجزيئات المسببة للأمراض والمتلفة للخلايا، ويتم وصف الكارنتين كعلاج، لكون مضادات الأكسدة تعمل على القضاء على الجذور الحرة وتقلل من خطر الإصابة بالأمراض الناتجة عنها.

أنواع الكارنتين

يصف الكارنتين العديد من المركبات المختلفة، ويعتبر (L-carnitine) النوع الأكثر شيوعا، والنوع النشط مقارنة بالأنواع الأخرى. وتشمل أنواع الكارنتين: 

  • النوع الأول: D-carnitine

يعتبر هذا النوع ساما للجسم، لأنه يتسبب في تثبيط ومنع الجسم من امتصاص الأنواع والأشكال الأخرى الأكثر فائدة من الكارنتين.

  • النوع الثاني: Acetyl-L-carnitine

يُعرف أيضا باسم (ALCAR)، ويعتبر من ضمن الأنواع الأكثر فعالية لتعزيز صحة الدماغ، لكونه يعمل على حماية الأعصاب المعززة لصحة الجهاز العصبي.

  • النوع الثالث: Propionyl-L-carnitine

يعتبر هذا النوع فعالا في تعزيز صحة الدورة الدموية، وهو ما يساعد على تحسين تدفق الدم، والوقاية من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب. كما أن له خصائص مسكنة للآلام.

  • النوع الرابع: L-carnitine L-tartrate

لكونه يعزز الامتصاص السريع للكارنيتين، يضاف هذا النوع إلى قائمة المكملات الرياضية المساعدة على التخفيف من آلام العضلات، وتسريع التعافي من آثار التمارين الرياضية.

الفوائد الصحية للكارنيتين

يمكن أن يعمل (Carnitine) كمضاد للأكسدة، وهو ما يثبت فعاليته في الوقاية من العديد من الأمراض، وذلك لدور مضادات الأكسدة في القضاء على الجذور الحرة المسببة المضرة بصحة الخلايا والمسببة للعديد من الأمراض المزمنة.

1. فوائد الكارنتين لصحة القلب

يمكن أن يعزز الكارنتين صحة القلب من خلال الوقاية من الذبحة الصدرية، والنوبة القلبية، والسكتة القلبية، والأمراض الأخرى التي تهدد صحة القلب، كقصور القلب أو احتشاء عضلة القلب. وقد أثبتت نتائج دراسة أن الحصول على L-carnitine ساهم في التقليل من أسباب الوفيات بنسبة 27%، ثم التقليل من عدم انتظام دقات القلب بنسبة 65%، ثم التقليل من تطور أعراض الذبحة الصدرية بنسبة 40%.

اقرأ أيضا: إليك فوائد أوميغا 3 لصحة القلب وأفضل مصادر الحصول عليه والكميات المناسبة لاستخدامه

2. فوائد الكارنتين لوظيفة الدماغ

أثبتت الدراسات أن تناول (Acetyl-L-carnitine) يمكن أن يساعد في تعزيز صحة الدماغ، وحماية الخلايا العصبية من التلف والتدهور المؤديين إلى انخفاض الوظائف العقلية والمعرفية. بالإضافة إلى التقليل من خطر الإصابة بالزهايمر والخرف وأمراض الدماغ.

ويمكن للحصول على (Acetyl-L-carnitine) أن يحمي من الإصابة بالزهايمر والخرف نتيجة مساهمته في تعزيز مستويات الناقل العصبي (الأستيل كولين) الذي تستخدمه الخلايا العصبية لتعزيز وظائف الذاكرة والدماغ.

3. فوائد الكارنتين لأداء التمارين الرياضية

يمكن أن يساعد الحصول على (Carnitine) عند أداء التمارين الرياضية في الاحتفاظ بالجليكوجين في العضلات، بالإضافة إلى تعزيز أكسدة الدهون، ومنع استخدام الأحماض الأمينية كمصدر للطاقة خلال ممارسة التمارين الرياضية، وذلك لاستخدامها لتشكيل البروتينات في الجسم.

وقد أثبتت دراسة أجريت على كبار السن الذين يعانون من الانسداد الرئوي المزمن، أن ممارسة التمارين الرياضية بالموازاة مع الحصول (L-carnitine) كان آمنا، وذا تأثير إيجابي في القدرة على تحمل التمارين الرياضية، وتعزيز قوة عضلات الجهاز التنفسي.

4. التحكم في نسبة السكر في الدم

يمكن أن يساهم الحصول على (L-carnitine) في التقليل من أعراض داء السكري من النوع 2، وعوامل الخطر المرتبطة به، كمقاومة الأنسولين والإصابة بسكري الحمل. 

وقد أشارت دراسة إلى أن الحصول على مكملات (Carnitine) يمكن أن يقلل بشكل كبير من مستويات السكر في الدم، بالإضافة إلى دورها الفعال في تعزيز قدرة الجسم على استخدام الكربوهيدرات، وذلك نتيجة مساهمتها في إفراز إنزيم AMPK المساعد على ذلك.

اقرأ أيضا: مرض السكري من النوع 1 والنوع 2.. ما الفرق بينهما؟

5. الكارنتين للتخسيس

يساعد تناول مكملات (Carnitine) في حرق الأحماض الدهنية وتحويلها إلى طاقة، وهو ما يساهم في نظر الكثيرين في إنقاص الوزن. وقد أثبتت إحدى النتائج أن الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسات فقدوا 1.3 كيلوغرام مقارنة بالأشخاص الذين لم يتناولوا (Carnitine). لكن هذه النتائج لا يمكن أن تحفز الشخص على الاستغناء عن اتباع الأنظمة الغذائية الصحية ثم ممارسة التمارين الرياضية لإنقاص الوزن.

6. الكارنتين لحرق الدهون

يعمل الكارنتين على حرق الدهون نتيجة دوره الفعال في حرق الأحماض الدهنية في الخلايا وللحصول على الطاقة، وهو ما يساعد على حرق المزيد من الدهون وفقدان الوزن. ويمكن أن يكون (Carnitine) فعالا في حرق الدهون بشكل أكبر إذا كان تناوله بالموازاة مع اتباع نظام غذائي صحي، ثم ممارسة التمارين الرياضية، لزيادة كتلة العضلات، وتقليل كتلة الدهون.

7. ما فائدة الكارنتين للرجال؟ 

يمكن أن يساعد تناول مكملات (Carnitine) في تعزيز الصحة الجنسية للرجال والوقاية من العقم، وذلك من خلال زيادة عدد الحيوانات المنوية وتعزيز قدرتها على الحركة. وقد أثبتت نتائج دراسة أن حصول الرجال المصابين بالعقم على 2 إلى 3 جرام يوميا من (Carnitine) لمدة 3 إلى 4 أشهر، ساهم في تعزيز جودة الحيوانات المنوية وحركتها. 

8. الكارنتين والانتصاب

ساهم الحصول على مكملات (Carnitine) وتحديدا (propionyl-L-carnitine) و (acetyl-L-carnitine) في تعزيز الصحة الجنسية للرجال، وخاصة الذين يعانون من ضعف في الانتصاب، حيث أثبتت فعاليته في أن له دورا مماثلا لدور الفياغرا في تحفيز الرغبة الجنسية وتعزيز القدرة على الانتصاب. 

المصادر الغذائية للكارنيتين

يمكن للجسم إنتاج الكارنتين بشكل طبيعي في الجسم، اعتمادا على الأحماض الأمينية كالميثيونين والليسين. وتشمل المصادر الغذائية الرئيسية له اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان. بالإضافة إلى الأسماك والدواجن والقمح والأفوكادو وزبدة الفول السوداني، وبعض الأطعمة الغذائية من الخضروات والفواكه والحبوب.

وينبغي الإشارة إلى أن المصادر الغذائية تعزز قدرة الجسم على امتصاص الكارنتين، بمعدل أكثر من المكملات الغذائية التي لا يبلغ معدل امتصاصها بين 14 و18%، وهو معدل أقل بكثير من الامتصاص الغذائي له.

قائمة مصادر الغذاء التي ترتفع فيها نسبة الكارنتين

يوجد الكارنتين بوفرة في المنتجات الحيوانية، واللحوم، ومنتجات الألبان، والدواجن والأسماك. لكن، تعتبر اللحوم الحمراء من أكثر المصادر الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الكارنتين. وتشمل نسبة الكارنتين في هذه الأطعمة:

  • لحم البقر.
  • الحليب والجبن.
  • صدر الدجاج.
  • السمك.

نقص الكارنتين

يمكن أن ينتج الجسم ما يكفي من الكارنتين من خلال الكبد والكلي. لكن، هناك العديد من الأسباب الطبية والجينية التي يمكن أن تسبب نقص الكارنتين في الجسم، ويمكن تقسيم نقص (Carnitine) في الجسم إلى قسمين اثنين:

أولا: نقص الكارنيتين الأساسي

يحدث نقص (Carnitine) الأساسي نتيجة اضطراب وراثي يظهر في فترة الرضاعة أو الطفولة المبكرة، ويمكن أن يتسبب في معاناة المصاب به من العديد من الحالات الصحية التي تشمل: الصرع، واعتلال الدماغ عند الرضع، وعدم انتظام دقات القلب واعتلال عضلة القلب، والاعتلال العضلي، واضطرابات التنفس.

ثانيا: نقص الكارنيتين الثانوي

يحدث نقص (Carnitine) الثانوي نتيجة اضطرابات في الكلي، كالإصابة بالفشل الكلوي المزمنة، الذي يؤدي إلى تقليل نسبة إنتاج الكارنتين وإفرازه، أو نتيجة الاستخدام المطول للأدوية التي تقلل من امتصاص (Carnitine) في الجسم أو ترفع من نسبة إفرازه. وتشمل الأمراض المرتبة به، اعتلال الدماغ، ونوبات الصرع، وفرط حمض اليوريك في الدم، واعتلال عضلة القلب والموت المفاجئ.

أعراض نقص الكارنتين

تشمل أعراض نقص (Carnitine) في الجسم الناتجة عن الإصابة بنقص الكارنتين الأساسي والثانوي:

  • عدم انتظام دقات القلب.
  • مشاكل في التنفس.
  • ضعف عضلات الوركين والكتفين والذراعين والساقين والرقبة وعضلات الفك.
  • نقص مستويات السكر في الدم.
  • نقص مستويات البوتاسيوم في الدم.
  • نوبات الصرع.
  • ضعف الوعي والتركيز.
  • فرط أمونيا الدم التي تنتج نتيجة عدم تحويلها إلى يوريا وإخراجها عن طريق البول.

أسباب نقص الكارنتين

ينتج الجسم ما يكفي من (Carnitine) لدى الأشخاص الأصحاء المتبعين للنظام الغذائي العادي أو النظام الغذائي النباتي. لكن، يمكن أن يحدث نقص (Carnitine) نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج ما يكفي منه، أو نتيجة عدم امتصاصه ونقله إلى الأنسجة والخلايا. وذلك بسبب الحالات الصحية الناتجة عن نقص الكارنتين الأساسي، كالتغيرات الجينية والاضطرابات الوراثية، أو بسبب نقص الكارنتين الثانوي كالحصول على بعض الأدوية التي تقلل من امتصاصه.

علاج نقص الكارنتين

يمكن أن يؤدي نقصه في الجسم إلى جعل الشخص عُرضة للعديد من الأمراض والمضاعفات الصحية كالأمراض التي تصيب القلب،، ويمكن علاج نقص (Carnitine) الأساسي أو الثانوي من خلال تناول الأطعمة الغنية به أو المكملات الغذائية الغنية به، وذلك بالحصول على جرعات محددة منه بعد استشارة الطبيب، لتحديد النوع المناسب لحالتك الصحية ولتفادي الحصول على نسبة أعلى أو أقل منه.

الآثار الجانبية المحتملة لاستخدام مكملات الكارنتين

ليست هناك جرعة محددة موصى بها ومتعارف عليها لمكملات (Carnitine)، لذلك يُنصح باستشارة الطبيب قبل الحصول عليها. لكن، أثبتت الدراسات أن الحصول على نسبة 3 غرام من مكملات (Carnitine) يوميا يمكن أن يؤدي إلى العديد من الآثار الجانبية، هي كالآتي:

التفاعلات المحتملة مع الأدوية

يمكن أن تتفاعل مكملات (Carnitine) مع بعض الأدوية مسببة نقصا في مستويات الكارنتين في الدم، وتشمل هذه الأدوية المضادات الحيوية الموصوفة لمنع والوقاية من التهابات المسالك البولية، ثم مضادات الاختلاج، التي يمكن أن تؤدي -بالإضافة إلى تقليل مستويات (Carnitine) في الدم- إلى معاناة الشخص من اعتلال الدماغ، وتسمم الكبد، وفرط الأمونيات في الدم.

وللوقاية من الآثار الجانبية لمكملات (Carnitine) يُنصح باستشارة الطبيب قبل الحصول عليها، خاصة عند المعاناة من بعض الحالات الصحية التي قد تتداخل الأدوية الموصوفة لعلاجها مع وظيفة مكملات (Carnitine)، وتشمل هذه الأمراض داء السكري، وأمراض الكلي والكبد، وارتفاع ضغط الدم.

أعراض الجهاز الهضمي

بالإضافة إلى المعاناة من رائحة الجسم الكريهة غير الضارة الناتجة عن الحصول على نسبة عالية من مكملات (Carnitine)، تشمل الآثار الجانبية التي قد تضر بصحة الجهاز الهضمي:

  • تقلصات المعدة.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • الإسهال.