ما هو التهاب المسالك البوليّة؟ 

تؤثر التهابات المسالك البولية (UTIs- Urinary tract infections) على المسالك البولية، والتي تشمل المثانة، والكلي، والإحليل وهو الأنبوب الذي ينقل البول من مثانتك إلى البروستاتا وطرف قضيبك، والحالبين وهما عبارة عن أنبوبين مزدوجين يعملان على نقل البول من كليتيك إلى مثانتك.

تؤثر التهابات المسالك البولية في كل سنة على ما يقارب 3% من الرجال، وهي نسبة تقريبية عالمية، تؤكد على أن الإصابة بالتهابات المسالك البولية عند الرجال أمر قليل الحدوث. في حين تكون النساء عرضة للإصابة بالتهابات المسالك البولية بنسبة تصل إلى 30 مرة مقارنة بالرجال. 

أنواع التهابات المسالك البولية 

يتم تصنيف أنواع التهابات المسالك البولية حسب الجزء الذي تؤثر عليه، وتشمل:

1. التهابات المسالك السفلية

  وتؤثر على المثانة والإحليل، وعادة ما تحدث بسبب البكتيريا المعوية التي تنتقل إلى أسفل الجهاز التناسلي عبر مجرى البول ثم المثانة، أو نتيجة انتقال الكائنات الحية مثل السليان والكلاميديا عبر الاتصال الجنسي.

2. التهابات المسالك العلوية 

تؤثر على الحالب والكلي، وتحدث نتيجة انتقال البكتيريا إلى أعلى الجهاز البولي من المثانة إلى الكلي،   أو نتيجة تراكم البكتيريا الموجودة في مجرى الدم في الكلي.

أسباب التهاب المسالك البولية عند الرجال 

يعتبر تراكم البكتيريا الضارة من أكثر أسباب التهاب المسالك البولية عند الرجال شيوعا، في أجزاء الجهاز البولي، وتحدث هذه الالتهابات نتيجة:

1. الأمراض المنقولة جنسيا 

يمكن أن يحدث الالتهاب بسبب الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي كالكلاميديا والسيلان، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على المثانة، وتعتبر النساء أكثر عرضة لخطر الإصابة به مقارنة بالرجال، نظرا للمسافة القصيرة من فتحة الشرج وفتحة مجرى البول إلى المثانة، في حين يعتبر إحليل الرجل أطول لدى الرجال.

2. مشاكل البروستاتا 

يمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا، والذي يعتبر مرضا شائعا عند الرجال، إلى الإصابة بالتهاب المسالك البولية، والتي تنع من تدفق البول بشكل طبيعي وترفع من احتمال تراكم البكتيريا.

3. تراكم البكتيريا 

تحدث التهابات المسالك البولية عندما تنتقل البكتيريا من مجرى البول إلى المثانة، وتعتبر البكتيريا الأكثر شيوعا الإشريكية القولونية، التي توجد بشكل طبيعي في الجهاز الهضمي والتي تحدث التهابا بعد انتقالها من فتحة الشرج إلى مجرى البول.

اقرأ أيضا: ما الفرق بين الحصوات المرارية وحصى المسالك البولية (الكلي والمثانة)؟

أعراض التهاب المسالك البولية عند الرجال

يعتبر عسر البول أو الإحساس بالألم والحرقة عند التبول من أكثر الأعراض شيوعا لالتهابات المسالك البولية، ويشكل عسر البول والحاجة المتكررة للتبول الأعراض الشائعة لـ 75% من حالات التهابات المسالك البولية. مع ذلك قد لا تظهر أية أعراض للعدوى لدى الرجال، لكن، تشمل الأعراض الشائعة المصاحبة لعدوى الجهاز البولي:

  • بول غامق أو داكن اللون وذو رائحة كريهة.
  • التبول المتكرر والحاجة المفاجئة للتبول.
  • وجود دم في البول.
  • ألم أسفل البطن.
  • ألم وسط البطن فوق عظم العانة.
  • أعلى الظهر وأسفل الضلوع.
  • ألم أسفل البطن أو ألم في ظهرك ، أسفل الضلوع مباشرة.

يمكن أن تشير الأعراض التالية على انتشار العدوى في الجهاز البولي العلوي، في الكلي أو البروستاتا، والتي تتطلب علاجا فوريا:

  • ارتفاع درجة الحرارة أو الحمى والقشعريرة. 
  • اخفاض درجة الحرارة إلى أقل من 36°C.
  • الغثيان.
  • ألم على مستوى الظهر أو الحوض.

المضاعفات 

نادراً ما تتسبب التهابات المسالك البولية في حدوث مضاعفات إذا تم علاجها، لكن، يمكن أن يؤدي عدم علاجها أو التأخر في علاجها إلى أن تكون عرضة للإصابة بـ:

1. التهابات الكلى 

يمكن أن تنتشر عدوى المسالك البولية السفلية إلى الكليتين، مما يؤدي إلى الإصابة بعدوى الكلي الحادة أو المزمنة أو حتى الإصابة بفشل كلوي، وتشمل الأعراض المصاحبة لها بالإضافة إلى الإحساس بالألم والحرقة عند التبول، الإحسايس بألم في الجانبين أو الظهر لا يخف حتى عند تغيير وضعية الجلوس.

اقرأ أيضا: التهاب الكلى: إليك أهم الأعراض وماذا يحصل في غياب العلاج

2. تضيق مجرى البول 

 يمكن أن تؤدي التهابات المسالك البولية عند الرجال إلى تضيق والتهاب الإحليل المتكرر، وهو تضيق وتندب الأنبوب الناقل للبول من الجسم إلى مجرى البول، والذي يسبب بدوره تضيقا في المثانة، يمكن أن يسبب هذا الالتهاب والعدوى.

اقرأ المزيد حول التهاب المثانة البولية: هل لديك رغبة قوية ومفاجئة في التبول أكثر من المعتاد؟

3. الإنتان أو تعفن الدم 

يمكن أن تؤدي التهابات المسالك البولية التي تصيب الكليتين إلى خطر التعرض لتعفن الدم وهو التهاب مجرى الدم، وهو من مضاعفات عدم علاج عدوى المسالك البولية، وتشمل أعراضه: 

  • ارتفاع أو عدم انتظام دقات القلب.
  • صعوبة التنفس.
  • التغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.
  • الحمى والقشعريرة.
  • التغيرات المفاجئة في درجات التركيز والإدراك.

كيف يتم التشخيص؟ 

يمكن تشخيص الإصابة بالتهابات المسالك البولية عند الرجال، من خلال الاختبارات التالية:

1. تحليل عينة البول 

يحتاج الطبيب إلى فحص مخبري لعينة من البول، للكشف عن القيح أو خلايا الدم البيضاء أو الحمراء أو البكتيريا المسببة للعدوى، كما يمكن تحليل عينة البول من خلال غمس شريط بلاستيكي أو ورقي في البول، ويعتبر تغير لون الشريط دليلا على الإصابة بالعدوى.

2. زراعة بكتيريا المسالك البولية 

تساعد زراعة بكتيريا المسالك البولية في المختبر لمعرفة نوع البكتيريا المسببة للعدوى، والأدوية المساعدة على علاجها.

3. الاختبارات التصويرية 

تساعد الاختبارات التصويرية كالتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، للكشف عن الأسباب المسؤولة عن التهابات المسالك البولية والضرر الذي قد تحدثه بالجهاز البولي.

4. تنظير المثانة 

يتم هذا الاختبار من خلال إدخال منظار في مجرى البول مرورا إلى المثانة عند تكرار الإصابة بعدوى المسالك البولية لرؤية ما تضرر من الجهاز البولي في كل من الإحليل والمثانة.

علاج التهاب المسالك البولية عند الرجال 

يهدف العلاج إلى منع العدوى من الانتشار إلى المسالك البولية العلوية التي تشمل المثانة والكلي، لقتل البكتيريا والتخفيف من حدة الأعراض التي قد تعاني منها عند الإصابة، وتشمل: 

1. العلاجات الدوائية 

تتضمن العلاجات الطبية والدوائية، الحصول على:

  • المضادات الحيوية

يستخدم لعلاج عدوى المسالك البولية تناول المضادات الحيوية عن طريق الفم أو عن طريق الوريد حسب الجهاز البولي المصاب العلوي أو السفلي وحسب حدة الأعراض، حيث تستغرق مدة علاج عدوى الجهاز العلوي حوالي أسبوع، في حين تستغرق مدة علاج عدوى الجهاز السفلي حوالي أسبوعين.

  • الجراحة 

يمكن أن يلجأ الأطباء إلى الخيار الجراحي في حالة تعقد وصعوبة الحالة الصحية للمصاب وعند عدم فعالية الأدوية، ويشمل التدخل الجراحي تصريف المسالك البولية المسببة للالتهاب، أو جراحة الأنسجة بإزالة الأجزاء الملتهبة.

1. العلاجات الطبيعية 

  • فيتامين سي 

يمكن للحصول على ما يكفي من الفيتامين سي، الحماية من التهابات المسالك البولية،  من خلال زيادة حموضة البول وتفاعله من النترات في البول لتكوين أكسيد النيتروجين الفعال في قتل البكتيريا المسببة للالتهاب، ومنعها من التطور والتكاثر.

  • التوت البري غير المحلى 

يحتوي التوت البري على مضادات الأكسدة ذات الخصائص المضادة للبكتيريا والالتهابات، ويمكن أن يساعد شرب عصير التوت البري الخالي من السكريات في منع البكتيريا من الالتصاق بالمسالك البولية، بما في ذلك بكتيريا الإشريكية القولونية.

  • البروبيوتيك 

يمكن أن تسبب المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج التهابات المسالك البولية، خللا في مستويات بكتيريا الأمعاء، حيث تقل البكتيريا الجيدة في الجهاز البولي مقابل ارتفاع مستويات البكتيريا السيئة، وثبت أن تناول كل من البروبيوتيك والمضادات الحيوية فعال في تقليل خطر ومنع تكرار الإصابة بعدوى المسالك البولية، من خلال منع البكتيريا الضارة من الالتصاق بخلايا الجهاز البولي التناسلي، وإنتاج بيروكسيد الهيدروجين الفعال في القضاء على الجراثيم في البول، وخفض درجة حموضة البول للقضاء على البكتيريا.

طرق الوقاية من التهاب المسالك البولية عند الرجال 

  • شرب السوائل 

يساعد شرب الماء والسوائل في علاج التهاب المسالك البولية عند الرجال على التخلص من البكتيريا ومنعها من التكاثر بإزالة الفضلات من الجسم والاحتفاظ بالإلكتروليتات الحيوية المفيدة للجسم، بالإضافة إلى العناصر الغذائية، لكون الجفاف يزيد من فرصة الإصابة بالالتهابات، في حين يساعد ترطيب الجسم على التبول ومنع البكتيريا من الالتصاق بخلايا الجهاز البولي.

  • الحرص على اتباع عادات النظافة الصحية

يمكن أن تساعد النظافة الصحية والنظافة الجنسية في تقليل خطر انتقال البكتيريا والميكروبات في المسالك البولية، خاصة عند انتقال البكتيريا من فتحة الشرج إلى مجرى البول، لذلك، ينصح للوقاية من عدوى المسالك البولية اتباع النصائح التالية:

1. عدم حبس البول لفترة طويلة، لتجنب تراكم البكتيريا.
2. الحرص على التبول بعد الجماع لمنع انتشار البكتيريا المتراكمة.
3. المسح من الأمام إلى الخلف عند دخول المرحاض.
4. عدم ارتداء الملابس الضيقة التي تحبس الرطوبة لمنع البكتيريا من النمو في الجهاز التناسلي.