ما هو التهاب المثانة؟

يعتبر التهاب المثانة (Cystitis) أكثر أنواع التهابات المسالك البولية شيوعا، ويحدث نتيجة دخول البكتيريا التي تعيش في الأمعاء أو على الجلد إلى مجرى المثانة والإحليل وهو مجرى البول، مما يسبب تهيجا واحمرارا وانتفاخا في بطانة المثانة.

يصيب التهاب المثانة النساء والرجال والأطفال، لكن، تعتبر النساء أكثر عُرضة للإصابة به، لكون مجرى البول لدى النساء أقصر وأقرب من فتحة الشرج التي قد تنتقل البكتيريا من خلالها نتيجة عدم تنظيف المهبل من الأمام إلى الخلف.

أنواع التهاب المثانة 

يصنف التهاب المثانة إلى حاد ومزمن، ومما يميز التهاب المثانة الحاد هو أنه يحدث فجأة، في حين يعتبر التهاب المثانة المزمن أو ما يُعرف بالتهاب المثانة الخلالي بأنه حالة طويلة الأمد لكونها تتسبب في التهاب على مستوى أنسجة المثانة أيضا. وتشمل أنواع التهاب المثانة:

1. التهاب المثانة الجرثومي

ينتج التهاب المثانة الجرثومي عن دخول البكتيريا إلى مجرى البول أو المثانة، نتيجة عدم التوازن البكتيري في الجسم، وهو ما يحدث عدوى على مستوى المثانة والأنسجة.

2. التهاب المثانة الناتج عن الأدوية

يمكن أن يسبب تناول بعض أنواع الأدوية في التهاب المثانة كأدوية العلاج الكيميائي، نتيجة تصفيتها وخروجها عبر مجرى البول. 

3. التهاب المثانة الإشعاعي

يمكن أن يؤدي العلاج الإشعاعي المستخدم لتقليص حجم الأورام والقضاء على الخلايا السرطانية إلى التأثير بشكل سلبي على خلايا وأنسجة الحوض، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب المثانة.

4. التهاب المثانة الناتج عن استخدام جسم غريب

يمكن أن يحدث التهاب المثانة نتيجة الاستخدام المتكرر لأنبوب تسهيل خروج البول، وهو ما يمكن أن يسبب تلفا في أنسجة المسالك البولية ويحفز خطر الإصابة بعدوى بكتيرية، نتيجة عملية الإدخال والإخراج.

5. التهاب المثانة الكيميائي

ينتج هذا النوع من الالتهاب عن العلاج الكيميائي، ويمكن أن يحدث أيضا نتيجة استعمال بعض أنواع المنظفات والصابون أو البخاخات.

6. التهاب المثانة المرتبط بأمراض طبية

يمكن أن يعاني الشخص من أعراض التهاب المثانة نتيجة الإصابة بأحد الأمراض الصحية مثل داء السكري، وحصى الكلي، والإيدز، والبروستاتا.

أعراض التهاب المثانة 

يمكن أن تشمل أعراض التهاب المثانة لدى كل من الرجال والنساء: 

  • ألم وحرقة عند محاولة التبول.
  • الرغبة في التبول بمعدل أكثر من الحالة العادية.
  • تمرير كميات صغيرة فقط من البول في كل مرة.
  • الإحساس بالضغط أو امتلاء المثانة.
  • الحاجة إلى التبول مجددا بمجرد الخروج من المرحاض.
  • البول الداكن أو كريه الرائحة.
  • وجود دم في البول.
  • الإحساس بتقلصات وألم في الظهر وأسفل البطن.
  • ألم أثناء الجماع.

اقرأ أيضا: حرقان البول أو ألم عند التبول.. مشكل شائع لا يجب أن تتجاهله

أعراض التهاب المثانة عند النساء 

تعتبر أعراض التهاب المثانة عند النساء هي نفسها أعراض التهاب المثانة لدى الرجال، لأن الالتهاب يصيب البطانة الداخلية للمثانة ومجرى البول، ولا تتطور أعراضه لإلحاق أذى بالمنطقة حول الأعضاء التناسلية.

هل تختلف الأعراض عند الأطفال؟

يمكن أن يصعب على الآباء معرفة ما إذا كان أطفالهم يعانون من التهاب المثانة، نظرا لعدم قدرة بعضهم على التعبير عن الآلام التي قد يعانون منها، وتشمل أعراض التهاب المثانة عند الأطفال ارتفاع درجة الحرارة  إلى 38 درجة مئوية أو أكثر، والإحساس بالتعب، قلة الشهية والغثيان والقيء. يمكن أن تصاحب هذه الأعراض ما يعاني منه البالغون أيضا كالإحساس بالألم عند التبول، أو التبول أكثر من المعتاد أو الإحساس بآلام البطن.

أسباب التهاب المثانة 

يعتبر السبب الأكثر شيوعا لالتهاب المثانة عدوى بكتيرية التي تسببها بكتيريا الإشريكية القولونية. تعيش هذه البكتيريا بشكل طبيع في الأمعاء والجهاز الهضمي ولا تسبب أي ضرر، لكن، يمكن أن يؤدي اختلاف ظروف تكونها كاختلاف مستوى الأحماض في الأمعاء إلى تكاثرها وتسببها في التهابات على مستوى المثانة. 

يمكن أن يحدث التهاب المثانة عند الذكور بسبب تضخم البروستاتا الذي يمنع الشخص من التبول بشكل طبيعي، وتشمل الأسباب التي تحفز دخول البكتيريا إلى المثانة ومجرى البول لدى كل من الرجال والنساء: 

  • ممارسة الجنس.
  • الغسل أو المسح من الشرج إلى العضو التناسلي.
  • إدخال أو تغيير سدادة قطنية أو قسطرة بولية لتصريف المثانة أو الاستخدام المتكرر لها.
  • استخدام العازل الأنثوي لمنع الحمل.
  • عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.
  • مضاعفات جراحة المثانة أو استخدام القسطرة.

اقرأ أيضا: ما هي أسباب وأعراض وطرق علاج التهابات المسالك البولية عند الرجال؟

عوامل خطر

تشمل عوامل الخطر المحفزة لاحتمال الإصابة بالتهاب المثانة

1. عدم القدرة على إفراغ المثانة

يمكن أن تتسبب عدم القدرة على إفراغ المثانة في عدم التخلص من البكتيريا المتراكمة في الإحليل والمثانة، خاصة عند المعاناة من انسداد في الجهاز البولي، والذي يحدث عادة نتيجة الإصابة بحصوات المثانة أو حصوات الكلي، أو بسبب الحمل المؤدي إلى الضغط على المثانة، أو بسبب تضخم البروستاتا المؤدي إلى الضغط على الإحليل عند الرجال.

2. سن اليأس

يعتبر سن اليأس عاملا آخر من عوامل خطر الإصابة بالتهاب المثانة، إذ تصاحب فترة انقطاع الطمث تقلص وترقق بطانة الإحليل، نتيجة اختلال التوازن الطبيعي للبكتيريا في المهبل المؤدي إلى تكاثرها ثم نقص هرمون الأستروجين. تؤدي هذه الأسباب إلى جعل مجرى البول عرضة بشكل أكبر للعدوى والالتهاب.

3. داء السكري

تتمثل العلاقة بين التهاب المثانة وداء السكري في تسبب المستويات المرتفعة من السكر في البول في توفير بيئة خصبة للبكتيريا للتكاثر، وهو ما يجعل المثانة عُرضة للالتهاب و العدوى. 

مضاعفات التهاب المثانة

لا يقتصر تأثير اختراق البكتيريا لمجرى البول على المثانة وحسب، بل يمكن أن يتسبب هذا الالتهاب في عدوى الكلي، لذلك، ينصح بزيارة الطبيب للتأكد من عدم التعرض لهذه العدوى خاصة عند المعاناة من آلام الظهر والقيء. ويمكن أن يؤدي التهاب المثانة أيضا إلى المعاناة من البول الدموي خاصة إذا كان سبب الالتهاب هو العلاج الإشعاعي أو الكيميائي.

كيف يتم التشخيص؟ 

يلجأ الأخصائي إلى تشخيص الإصابة بالتهاب المثانة من خلال إجراء:

1. فحص البول

يساعد اختبار عينة من البول على تحديد نوعية البكتيريا المتواجدة في مجرى البول والمسببة لالتهاب المثانة، كما يساعد في معرفة المضاد الحيوي الذي ينبغي وصفه للمريض. 

2. تنظير المثانة

يفحص الطبيب المثانة من خلال منظار على شكل أنبوب مزود بكاميرا، للتأكد من مدى الضرر الحاصل في المثانة، ويمكنه هذا المنظار من أخذ عينة من الأنسجة عند الحاجة لمزيد من الاختبارات.

3. اختبار التصوير

يمكن استخدام الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية لتشخيص الالتهاب واستبعاد الحالات الأخرى المشابهة لأعراض التهاب المثانة. 

علاج التهاب المثانة 

  • الأدوية 

عادة ما يصف الأطباء جرعة من المضادات الحيوية لعلاج أعراض التهاب المثانة، والتي يمكنك تناولها لمدة ثلاثة أيام، بمعدل مرتين إلى أربع مرات يوميا. 

ويوصى بتناول المضادات الحيوية في هذه الفترة القصيرة، للتأكد من بدء تحسن الأعراض في الأيام الأولى من تلقي العلاج، ويمكن أن يصف الأخصائي أيضا كريم الأستروجين المهبلي للمرأة في سن اليأس إذا كان سبب الالتهاب ناتجا عن تغيرات فترة انقطاع الطمث. 

  • الجراحة

لا يلجأ إلى الجراحة إلا إذا الحالة المراد علاجها مزمنة وتسببت في خلل على مستوى هيكل المثانة والجهاز البولي.

  • العلاجات الطبيعية 

يُنصح دائما بزيارة الطبيب لتشخيص أعراض الإصابة وصف العلاج المناسب للوقاية من المضاعفات الصحية، لأن العلاجات الطبيعية لا تساعد في القضاء التام على العدوى، من بين هذه العلاجات ما أشارت إليه نتائج دراسة حول فوائد التوت البري في منع البكتيريا من الالتصاق بجدار المثانة، من خلال القضاء على الخلايا المسببة للالتهابات، وعلى الرغم من فعاليته ضد عدوى المسالك البولية إلا أنه لا يعالج أعراض المرض.

الوقاية من التهاب المثانة 

يعتبر الحرص على نظافة منطقة الأعضاء التناسلية من أهم طرق الوقاية من التهاب المثانة، إذ ينبغي مسح المنطقة من الأمام إلى الخلف بعد التبرز للوقاية من انتشار البكتيريا إلى مجرى البول. 

ومن بين الطرق الوقائية التي ينصح بها أيضا، تجنب ارتداء الملابس الداخلية الضيقة، وارتداء الملابس القطنية، ثم التأكد من كيفية الاستخدام الصحيحة للقسطرة لتفادي الأضرار التي قد يحدثها الاستخدام المتكرر. 

 وينصح النساء، لكنهم أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب، غسل المنطقة التناسلية والتبول وتفريغ المثانة بعد الممارسة الجنسية، مع تجنب الغسل بالمنظفات أو البخاخات المهيجة للبشرة، استخدام صابون خال من الروائح بدلا من ذلك. 

متى يجب زيارة الطبيب؟ 

عادة ما يختفي التهاب المثانة بعد 3 أيام من تلقي العلاج، لذلك، يُنصح بزيارة الطبيب عند ملاحظة الأعراض التالية: 

  • إذا كنت ذكرا مصابا بالتهاب المثانة.
  • إذا كنت امرأة حاملا مصابة بالتهاب المثانة.
  • عند عدم بدء التعافي بعد 3 أيام من أخذ العلاجات أو المضادات الحيوية.
  • عند المعاناة من التهاب المثانة بشكل متكرر.
  • عند المعاناة من التهاب المثانة لأول مرة. 
  • عند وجود آلام شديدة في الجانبين أو أسفل البطن.
  • عند وجود دم في البول.
  • عند إصابة طفلك بالتهاب المثانة.