عادة ما يتم الخلط بين الخجل والانطوائية، لكن، يتضمن الخجل تجنب الأشخاص خوفا من التقييم السلبي، وهو شكل أقل حدة من من أشكال القلق الاجتماعي، بينما يشير الانطواء إلى البحث عن المحفزات والحاجة إلى العزلة لاكتساب وتجديد الطاقة بعد قضاء الوقت مع الناس.

ما هو الخجل؟

الخجل (Shyness) هو إحساس بالخوف أو عدم الراحة يسببه الآخرون، خاصة في المواقف الجديدة للتعامل مع الأشخاص أو بين الغرباء. هو خوف من الآراء أو الانتقادات السلبية التي يمكن أن يوجهها الأشخاص إلى الشخص الخجول. يؤدي هذا الخوف، إلى منع الشخص من القدرة على فعل أو قول ما يريد، كما يمنع من تكوين علاقات صحية. 

ويعتبر السبب الرئيس للإحساس بالخجل هو التأثر بالتجارب الاجتماعية، سواء عند الأطفال نتيجة تعامل الوالدين معهم، أو عند البالغين بسبب بيئات الدراسة أو العمل التي تعرضوا فيها للإحراج أو الإذلال.

ما هو الانطواء؟ 

الانطواء (Introversion)؛ غالبا ما ينظر إلى الانطوائي على أنه فرد هادئ ومتحفظ ويدرس خطواته بدقة، شخص لا يسعى للحصول على اهتمام خاص أو تفاعل اجتماعي، لأن هذه الأحداث يمكن أن تجعل الانطوائيين يشعرون بالإرهاق والاستنزاف النفسي.

تعتبر فترات العزلة ضرورية لصحة الانطوائي وراحته النفسية، لأن التفاعلات الاجتماعية قد تبلغ الحد الأقصى من الطاقة التي يستنزفونها ليكونوا جزءا من المجتمع، لهذا يحتاجون إلى إعادة شحن طاقتهم وضبط أمورهم. 

الانطواء مقابل الخجل

يختلف الخجل عن انطوائية الفرد، ويعتبر المتغير الرئيسي بينهما في رغبة الشخص ومستوى راحته في التفاعلات الاجتماعية. عادة ما يكون لدى الشخص الخجول رغبة قوية في الانخراط في المجتمع، لكنه يصبح متوترا جدا بحيث يتعذر عليه الانخراط، بالإضافة إلى أنه يشعر بالإحباط وخيبة الأمل والوعي الذاتي بشأن تردده.

في حين قد يبدو الانطوائي خجولا من خلال الهدوء والانسحاب والعزلة، إلا أنه يكون مرتاحا جدا للوحدة، كما أنه لا يحكم  على نفسه بقسوة، لأنه يدرك أن المواقف الاجتماعية تستنزف طاقته، لهذا يعتبر أن تجنبها أمر منطقي.

متى يصبح الخجل والانطواء اضطرابا؟

يمكن أن يختلف الخجل في القوة، بحيث يشعر الكثير من الناس بمشاعر خفيفة من الانزعاج يمكن التغلب عليها بسهولة. في حين يشعر آخرون بخوف شديد من المواقف الاجتماعية وهو ما يمكن أن يكون مُنهِكا، كما يمكن أن يتسبب في الإحباط والتهرب من الأنشطة الاجتماعية والقلق والاكتئاب. 

يصبح الخجل والانطواء مشكلة عندما يتعارض بشكل كبير مع قدرة الناس على عيش حياتهم بشكل عادي، وهو ما يمكن تسميته بالرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي (Social anxiety disorder).

“هل الخوف من الإحراج يجعلك تتجنب فعل الأشياء أو التحدث إلى الناس؟ هل تتجنب الأنشطة التي تكون فيها مركز الاهتمام؟ ماذا لو كنت انطوائيا لكنك لست بحاجة إلى وقت بمفردك لإعادة الشحن؟ ماذا لو فضلت شركتك أيضًا لأنك كثيرًا ما تقلق بشأن نظرة الآخرين إليك؟”

إذا أجاب الشخص الخجول أو الانطوائي بنعم على  هذه الأسئلة، فمن المحتمل أنه يعاني مع اضطراب القلق الاجتماعي؛ حيث يشعر الشخص المصاب بأعراض القلق أو الخوف في بعض المواقف الاجتماعية أو جميعها، مثل مقابلة أشخاص جدد أو إجراء مقابلة عمل أو الإجابة عن سؤال في الفصل أو الاضطرار إلى التحدث مع أشخاص محددين، كما أن القيام بأشياء يومية أمام الناس مثل الأكل أو الشرب أمام الآخرين يسبب أيضا القلق أو الخوف، وذلك خشية التعرض للإذلال والحكم عليه ورفضه، بشكل لا يستطيع التحكم فيه وهو ما قد يعيق قيامه بمسؤولياته اليومية والابتعاد/ الامتناع عن الذهاب إلى الأماكن التي يعتقد أنه قد يضطر إلى فعل شيء يحرجه، وهو ما يتطلب العلاج.

كيف يتم علاج اضطراب القلق الاجتماعي؟

يُعالج اضطراب القلق الاجتماعي عمومًا بالعلاج النفسي أو بالأدوية أو بكليهما. 

  1. 1. العلاج النفسي

يُعد العلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavioral Therapy) مفيدا بشكل خاص في علاج اضطراب القلق الاجتماعي، من خلال:

  • تعلم طرق مختلفة للتفكير والتصرف والتفاعل مع المواقف التي تقلل من الإحساس بالخوف والقلق. 
  • تعلم وممارسة مهارات اجتماعية مختلفة.
  1. 2. مجموعات الدعم (Support Groups)

يجد العديد من الأشخاص الذين يعانون من القلق الاجتماعي مجموعات الدعم مفيدة أيضا، حيث يمكن تلقي تعليقات غير متحيزة وصادقة حول نظرة الآخرين للشخص في المجموعة. بهذه الطريقة، يمكن:

  • تعلم أن الأفكار التي يطورها الشخص حول الحكم والرفض ليست صحيحة أو مشوهة. 
  • معرفة كيفية تعامل أشخاص آخرين مع اضطراب القلق الاجتماعي.
  • التغلب على الخوف من المواقف الاجتماعية.
  1. 3. الأدوية

هناك ثلاثة أنواع من الأدوية المستخدمة للمساعدة في علاج اضطراب القلق الاجتماعي:

  • الأدوية المضادة للقلق؛ وتعمل على تقليل مشاعر القلق ويصفها الأطباء لفترات قصيرة من الزمن.
  • مضادات الاكتئاب؛ تستخدم لعلاج الاكتئاب وعلاج أعراض اضطراب القلق الاجتماعي.
  • حاصرات بيتا؛ وتساعد على منع بعض الأعراض الجسدية للقلق، مثل ارتفاع معدل ضربات القلب أو التعرق أو الرعشة.

الانطواء والخجل