ما هي الثقة بالنفس ؟

مفهوم الثقة بالنفس

الثقة بالنفس هي ثقة الفرد في صفاته وقدراته وتقييمه للأمور، وترتبط بالأساس بالإيمان بالأهداف والقدرات والقرارات، إذا كان الشخص واثق من نفسه فهو يميل الى فهم وتقبل ذاته بشكل عام، كما يتسم الشخص الواثق بنفسه بالتفاؤل والقدرة على تحقيق أهدافه. غالبًا ما يشعر العديد من الأشخاص بثقة أقل بشأن المواقف الجديدة أو التي يحتمل أن تكون صعبة. 

العوامل التي تسهم في تدني الثقة بالنفس

عادة ما تبدأ مشكلة قلة الثقة بالنفس منذ الصغر، لارتباطها بالعديد من المسببات البيئة المحيطة داخل فضاء المدرسة أو الأماكن العامة…، حيث تسبب الرسائل السلبية التي يتعرض لها الشخص من الآخرين أو أسلوب  التنمر إلى قلة الثقة بالنفس وغالبًا ما يتذكرها الإنسان أكثر من غيرها من الرسائل طوال حياته. 

يتأثر بعض الأشخاص  بالأفكار السلبية  أكثر من غيرهم، بينما لا يتأثر البعض الآخر بهذه الأفكار بشكل كبير. كما أن مقارنة الشخص بالآخرين قد يتسبب له في قلة احترام ذاته. 

أثر الثقة بالنفس على الصحة العقلية

على الرغم من أن تدني احترام الذات لا يصنف على أنه حالة صحية عقلية في حد ذاته، إلا أن هناك روابط واضحة بين الطريقة التي يشعر بها الشخص تجاه نفسه ورفاهيته النفسية والعقلية، لذلك يعتقد أن الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير لذواتهم على أن صفاتهم تكون جيدة ويتمتعون بحياة سعيدة وناجحة. فالشخص الذي يعاني من تدني احترام الذات غالباً ما يتسم بمشاعر سلبية تجاه نفسه، ويعتقد أنه لا يستحق النجاح أو السعادة.

أهمية الثقة بالنفس

تساعد الثقة بالنفس على الشعور بالاستعداد للتأقلم مع تجارب الحياة، فعندما يكون  الشخص واثقاً من نفسه، من المرجح أن يتقدم للأمام ويستغل الفرص  الجديدة وليس التراجع عنها، لأن الثقة تساعد على المحاولة والاستمرار. قد يكون الأشخاص ضعيفي الثقة بالنفس أقل فرصة لتجربة أشياء جديدة أو التواصل مع أشخاص جدد. حسب بعض الدراسات فإن من المهم على الأسرة تطوير الثقة بالنفس للطفل منذ مرحلة الطفولة. 

اقرأ أيضاً: التغيرات الفيزيولوجية والنفسية خلال سن المراهقة.. كيف يجب التعامل معها؟

فوائد الثقة بالنفس

الفوائد المهنية

تساعد الثقة بالنفس في مكان العمل على تسهيل التواصل بشكل أكثر فاعلية والسماح بالتحدث بشكل واضح وموجز، حيث أن التواصل مهم للتقدم الوظيفي، ومن بين أهم السمات التي يبحث عنها مديرك في العمل  عند تعيينك  هي المهارات الشخصية والمهنية لديك للعمل بإيجابية.

 الفوائد الشخصية  

تُمكن الثقة بالنفس على محاولة التجربة رغم الفشل واعتبار أن  حالات الفشل فرصًا للتعلم لإعادة البناء بشكل أفضل، بالإضافة الى ذلك من المهم تجنب مقارنة النفس مع الغير، والتخلص من الأفكار السلبية تجاه  الذات لتعزيز احترام وتقدير الذات.

 الفوائد الاجتماعية 

تؤثر الثقة بالنفس على جميع المجالات حيث أن لها تأثير مماثل على جميع جوانب حياتنا اليومية،  عادة ما يكون الأشخاص الواثقون من أنفسهم أكثر توافق في البيئات الاجتماعية ويلتقون ويتحدثون إلى الناس بسهولة.

بناء الثقة بالنفس   

تحديد الكلام الذاتي السلبي ومعالجته

من المهم أن تكون مدركًا بالعوامل السلبية التي تحد من ثقتك بنفسك، والعمل على تجاوزها، قد تشمل هذه المواقف التحدث أمام مجموعة من الأشخاص في وسط العمل أو المدرسة…، ومواجهة بعض التحديات التي تخشى القيام بها، بما في ذلك تحديد الأفكار التي السلبية التي تتعارض مع الأداء اليومي. كما أن حديث على النفس بإيجابية يمكنه أن ينتج تفكير إيجابي ويعزز احترام الذات والقدرة على مواجهة التحديات مهما كانت شدتها.

تشير بعض الدراسات  إلى أن بناء الثقة بالنفس يرتكز على تحديد المعتقدات والأفكار السلبية لدى الشخص، ثم البدأ في تدوينها بعد ذلك، استحضار بعض الأدلة التي تتحدى أو تتعارض مع هذه المعتقدات السلبية، ثم كتابة أشياء إيجابية أخرى عن النفس، وبعض الأشياء الجيدة التي يقولها الآخرون عنك.

الخروج من منطقة الراحة

جميعنا نشعر بالتوتر أو الخوف من القيام بأشياء معينة قد نعتبرها تحدياً في بعض الأحيان، لكن الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير الذات الصحي أو الإيجابي، لا يتركون هذه المشاعر تمنعهم من الخوض في تجارب جديدة أو مواجهة  بعض التحديات.

فمن المهم الخروج من منطقة الراحة وتجربة أشياء جديدة ترغب في القيام بها، احرص في كل مرة على اختيار شيء جديد لتجربته واستمر في تكرار هذه العملية، فكلما قمت بخطوة جديدة تزداد ثقتك بنفسك، يمكن أيضاً الانضمام إلى تمارين جماعية  أو الذهاب إلى مناسبة اجتماعية في المساعدة على تحقيق الأهداف وزيادة احترام الذات.

الرعاية الذاتية

فكر في رعاية نفسك بطريقة إيجابية فالحديث مع النفس بإيجابية يمكن أن يؤثر على ثقتك بنفسك، وحاول أن تكون لطيفًا مع نفسك في الأوقات التي تشعر فيها أنك تنتقد نفسك بشكل مبالغ فيه. من المهم بناء علاقات مع أشخاص إيجابيين، إذا وجدت أنك في دائرة من الأشخاص الذين يحاولون إحباطك، فحاول قضاء وقت أقل معهم، أو أخبرهم بما تشعر به حيال أفعالهم.

تعزيز الثقة بالنفس

غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يعانون من تدني الثقة بالنفس أنه يتعين عليهم قول نعم للآخرين، في جميع  المواقف حتى عندما لا يريدون ذلك، بدافع إرضاء الآخرين. إن قول “لا” لا  يشكل إزعاجاَ للآخر. يكمن تعزيز احترام الذات في فهمها وتحدي الأفكار السلبية وتعديلها بأفكار إيجابية.

فمن الأساسي تقدير ورعاية العقل والجسم من خلال نمط حياة صحي حيث يمكن أن يكون اتباع نظام غذائي جيد وممارسة التمارين الرياضية والتأمل هي أولى خطوات استعادة الثقة الجسدية والنفسية.

يعد الشعور بالحب والدعم طريقة جيدة لبناء الثقة بالنفس إذا يمكن الانضمام إلى مجموعات الدعم أو التطوع  لمساعدة الآخرين طريقة جيدة لمساعدة نفسك.

كما يمكن للعديد من العوامل أن تعزز ثقتك بنفسك، بما في ذلك : 

  • تجنب مقارنة نفسك بالآخرين
  • تخلص من الشك الذاتي 
  • منح نفسك التعزيز الإيجابي
  • التركيز على الإيجابية

أسئلة شائعة قد تهمك

هل تعود الثقة بعد فقدانها؟

من الشائع فقدان الثقة في جميع مراحل الحياة خاصة مع التقدم في السن، نتيجة بعض التغيرات الجسمانية والنفسية،  عادة ما يتبع مستوى الثقة واحترام الذات لدى الشخص منحنى الجرس يرتفع تدريجياً خلال سنوات المراهقة المتأخرة، ويبلغ ذروته خلال منتصف العمر.

يمكن استرجاع الثقة بالنفس بممارسة الأنشطة التي يجيدها الشخص واستثمار مواهبه فيها، أو الاستفادة من الرغبة الطبيعية في تعلم وإتقان مهارة جديدة، واحترام ذاته بعد إلقاء اللوم على النفس والمقارنة بالآخرين. 

كيف تكون واثقاً من نفسك تتحدث بدون خجل؟

يمكن اتباع الخطوات التالية لإجراء محادثة بدون خجل: 

  1. انتبه لمدى سرعة تحدثك مقارنة بالآخرين.
  2. قلل من توترك 
  3. اعلم أن الطريقة التي ترى بها نفسك ليست الطريقة التي يراك بها الآخرون
  4. ركز على موضوع حديثك
  5. تعلم كيفية إظهار مظهر الثقة من خلال لغة جسدك وأنماط الحديث.

إن لم يستطع الشخص تعزيز ثقته بنفسه فيمكنه اعتماد العلاج السلوكي المعرفي الذي يرتكز على  فكرة أن المشكلات الفسيولوجية تستند إلى سلوكيات وأفكار غير صحية مكتسبة. لعلاج هذه الأفكار  يحتاج الشخص إلى إعادة تنسيقها بطريقة أكثر إيجابية بمساعدة الأخصائي النفسي أو الطبيب المعالج.

اقرأ أيضاً: تأثير التوتر والضغط النفسي على مردودية الشخص