ما هو الجرب؟

الجرب (Scabies) طفح جلدي يسببه العث الطفيلي المسمى القارمة الجربية (Sarcoptes scabiei)، تعيش هذه الحشرة الطيفية على الطبقات الخارجية للجلد، حيث تضع البيض وتتاكثر مسببة طفحا جلديا أحمر وحكة جلدية شديدة.

حسب منظمة الصحة العالمية، توجد حوالي 200 مليون حالة في العالم أصيبت بالجرب في أوقات زمنية مختلفة، ومما يجعل هذا المرض أكثر خطورة هو انتشاره السريع الذي قد ينتقل من الشخص المصاب إلى شخص سليم بعد التلامس المباشر.

أعراض الجرب

يختلف ظهور أعراض وشكل الجرب في بدايته بناء على عدد مرات تعرض الشخص له، وعادة ما تظهر أعراض الجرب بعد الإصابة الأولى في حدود أسابيع قليلة، في حين تتطور أعراض الإصابة لدى الأشخاص الذين أصيبوا بالجرب من قبل بعد أيام قليلة من التعرض، وتشمل هذه الأعراض:

1. الحكة الشديدة

تعتبر من أكثر أعراض الجرب شيوعا، حيث يعاني المصاب بالجرب من الحكة الشديدة التي تزداد سواء في الليل وتمنع الشخص من النوم.

2. الطفح الجلدي

يسبب الجرب في ظهور طفح جلدي نتيجة اختراق الحشرة الطفيلية للجلد، وهو ما يظهل على شكل لدغات أو بثور أو بقع جلدية متقشرة.

3. القروح

يسبب الجرب قروحا مفتوحة على سطح جلد الشخص المصاب، وهي قروح تنتج عادة عن خدش الجلد الذي تكاثر فيه الجرب.

4. القشور

يمكن أن يتسبب الجرب في ظهور القشور، ويعرف بالجرب المتقشر نتيجة تكاثر بيض العث أو الحشرة الطفيلية داخل قشور الجلد، وهو ما يحفز الأعراض الجلدية.

يمكن أن تؤدي الإصابة بالجرب إلى أعراض الجرب على مختلف أعضاء الجسم، كما قد تصيب الجسم بأكمله أو تصيب مواضع محددة كالرسغ والكوع والإبطين وحلمة الثدي، وبين الأصابع، والقضيب والخصر والأرداف.

أسباب الجرب

يتمثل سبب الإصابة بالجرب في التعرض للعث أو الحشرة الطفيلية التي لا ترى بالعين المجردة وإنما تحت المجهر. يخترق هذا الطفيلي سطح الجلد ويتكاثر فيها، ويتفاعل الجهاز المناعي مع الحشرة المتكاثرة والبيض واللعاب والبراز الذي تطلقه، وهو ما يسبب الحكة الشديدة والطفح الجلدي.

تنتشر الإصابة بالجرب نتيجة التلامس المباشر بين الشخص السليم والشخص المصاب، كما يمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي أو بشكل غير مباشر نتيجة مشاركة الملابس والمناشف والأفرشة.

علاج الجرب

ينبغي على كل من الشخص المصاب والشخص السليم أن يتلقيا علاج الجرب في حال مخالطة بعضهما البعض، وذلك لتفادي نقل العدوى ولعلاج العدوى من دون أعراض، وتشمل طرق علاج الجرب:

1. الأدوية 

يمكن علاج الجرب من خلال الأدوية، والتي تهدف إلى علاج وتقليل الحكة وأعراض الجرب الأخرى، وتشمل الأدوية التي توصف عادة:

  • مضادات الهيستامين لعلاج الحكة.
  • المضادات الحيوية لعلاج الالتهابات الجلدية.
  • كريمات الستيرويد لتخفيف التورم والحكة.
  • الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم للأشخاص الذين لا يلاحظوا تحسنا في أعراض الجرب أو يعانون من الجرب المتقشر أو مصابون بالجرب في جسمهم بالكامل، المصابون بضعف في الجهاز المناعي.

2. الكريمات والمراهم الموضعية

يوصى لعلاج الجرب باستخدام الكريمات والمراهم الموضعية التي توضع عادة في الليل، وتترك الليل بأكمله ويتم غسلها في الصباح، وتستخدم ليلا لأن العث أو الحشرة الطفيلية تكون أكثر نشاطا ليلا.

ويُنصح بوضع الكريمات والمراهم على بشرة الجسم بالكامل من الرقبة إلى القدمين باستثناء الرأس، ووضعها عند علاج الرضع والأطفال الصغار على فروة الرأس والرقبة، مع التأكد من أن البشرة جافة وغير مبللة، مع الانتباه إلى عدم وضعها بعد الاستحمام بالماء الساخن لتفادي امتصاص البشرة السريع لها وعدم فعاليتها في قتل العث.

3. العلاجات المنزلية 

يوصى باستخدام العلاجات الطبية أولا لعلاج الجرب، ثم استشارة الطبيب قبل استخدام العلاجات المنزلية لأنها قد تخفف الاحمرار والتورم والحكة لكنها لن تقتل العث المسبب لأعراض الجرب، وتشمل هذه العلاجات المنزلية:

  • الزيوت الأساسية

يمكن أن تستخدم الزيوت الأساسية كوسلة لعلاج للجرب من خلال تطبيقها على الجلد للتخفيف من شدة الحكة والطفح الجلدي الناتجين عن الجرب، ومن بينها زيت القرنفل، وزيت شجرة الشاي وزيت الخزامى، لكن، ينبغي إجراء المزيد من الأبحاث للكشف عن نتائج فعاليتها في علاج الجرب.

اقرأ أيضا: ما هي الزيوت الأساسية؟ وهل هي مفيدة فعلا؟

  • الصبار

نظرا لخصائصه المضادة للفطريات والبكتيريا، يمكن أن يساعد الصبار في تخفيف تهيج الجلد الناتج عن الخدوش والقروح والحكة الناتجة عن الجرب.

هل يمكن علاج الجرب بالكبريت؟

تستخم مراهم أو كريمات الكبريت الموضعية، أو غسول الكبريت كعلاج لالتهابات الجلد وحب الشباب والجرب أيضا، حيث استخدم مرهم الكبريت الموضعي لمدة 3 أيام متتالية وكانت فعالة في العلاج.

المضاعفات: هل مرض الجرب خطير؟

لا يؤدي الجرب إلى مضاعفات صحية إذا تم علاجه، لكن، يمكن أن تتسبب الأعراض غير المعالجة في المعاناة من مضاعفات صحية خطيرة مثل:

  • عدوى ثانوية

يمكن أن يتسبب الخدش المتكرر للجلد في ظهور جروح وتقرحات مفتوحة قد تجعل التعرض للعدوى الجلدية البكتيرية أكثر سهولة، كالإصابة بالالتهابات الجلدية. كما يمكن للحكة الناتجة عن الجرب أن تجعل الأمراض الجلدية أكثر سوءا، كالإكزيما والصدفية.

ونتيجة سهولة انتقال العدوى إلى القروح، يمكن أن تتسبب الالتهابات البكتيرية في حدوث مضاعفات صحية خطيرة قد تؤدي إلى تسمم الدم، والإصابة بأمراض القلب والكلي المزمنة.

  • الجرب المتقشر

يعتبر الجرب المتقشر من أنواع الجرب الأكثر حدة، وتعتبر أعراضه شديدة نتيجة وجود العديد من عث الجرب على سطح الجلد، وتظهر قشور سميكة على الجلد وفي مختلف أعضاء الجسم.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجرب

نظرا إلى أن الجرب مرض معدٍ، فيمكن لأي شخص أن يصاب به، ولا تتعلق العدوى به بسوء النظافة، لأنه سريع الانتشار، ويمثل الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة به:

  • الأطفال والرضع نظرا للاتصال الجسدي الوثيق مع أقاربهم.
  • الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مزدحمة.
  • مهنيو الرعاية الصحية الذين يعتنون بالأشخاص المصابين.
  • الأشخاص النشطاء جنسيا.
  • الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.

طرق الوقاية من الجرب

تعبتر من أهم طرق الوقاية من الجرب، الابتعاد وعدم ملامسة جلد الشخص المصاب، بالإضافة إلى تجنب الملابس والأفرشة والمناشف التي استخدمها لتجنب انتقال العث إليك.

ونظرا إلى أن العث يمكن أن يعيش في الأسطح وفي الملابس والمناشف لمدة تتراوح بين يومين و3 أيام، فمن الضروري عدم استخدامها أو غسلها بالماء الساخن جدا للقضاء على العث، ثم تجفيفها في درجة حرارة عالية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة. كما ينبغي تنظيف الأسطح بالماء الساخن والمواد المبيضة لقتل ما تبقى من العث.