ما هي الإكزيما؟

الأكزيما هي رد فعل تحسسي يظهر على الجلد نتيجة الإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية الالتهابية وليس التهابا واحدا بعينه، تبدأ في الظهور على شكل بثور حمراء تضم سائلا، ثم تنفجر البثور مشكلة طبقة جلدية سميكة ومتقشرة، وهو ما يسبب حكة الجلد. لا تعتبر الإكزيما مرضا معديا ولا يمكن يمكن نقلها لشخص لآخر غير مصاب.

يطلق على الإكزيما أيضا اسم التهاب الجلد التأتبي (Atopic Dermatitis)، لكون هذا الالتهاب هو النوع الأكثر شيوعا من أنواع الإكزيما.

أنواع الإكزيما

تختلف أنواع الإكزيما حسب مسبباتها وحسب موضع ظهورها في الجسم، وتشمل:

1. التهاب الجلد التماسي (Contact dermatitis) 

يمثل التهاب الجلد التماسي نوعين من الالتهابات، ويحدث النوع الأول منه بعد ملامسة المواد السامة أو الإفراط في استخدام مواد التنظيف ويعرف بالتهاب الجلد التماسي المهيج، أما النوع الثاني فيحدث بعد ملامسة إحدى مسببات الحساسية التي يهاجمها الجهاز المناعي ويُعرف بالتهاب الجلد التماسي التحسسي، مما ينتج عنه التهاب الجلد التي تتحول إلى إكزيما. 

2. الإكزيما الناتجة عن خلل التعرق (dyshidrotic eczema)

يسبب هذا النوع من الإكزيما تهيجا للجلد على الأصابع وباطن القدمين وراحة اليدين، متسببا بالإضافة إلى الحكة في ظهور بثور متقشرة ومؤلمة.

3. التهاب الجلد العصبي (Neurodermatitis)

يؤدي هذا النوع إلى ظهور بثور متقشرة من الجلد، خاصة في الرأس والمعصم والذراعين والساقين. 

4. الأكزيما القرصية (Discoid eczema)

يستبب في تهيج الجلد محدثا بقعا مستديرة على البشرة، والتي تكون متقشرة ومثيرة للكحة.

5. إكزيما الركود (stasis eczema)

يرتبط عادة باضطرابات الدورة الدموية، ويتسبب في تهيج الجلد على مستوى أوردة الساقين.

6. التهاب الجلد التأتبي (atopic dermatitis)

يمثل النوع الأكثر شيوعا من أنواع الإكزيما، يظهر خلال الرضاعة أو في فترة الطفولة لدى الأشخاص الذين يملكون القابلية الوراثية للإصابة بالحساسية التنفسية. ويتسبب في ظهور طفح جلدي على الخد والمرفق والركبة والكحل. 

5. التهاب الجلد الدهني (seborrheic dermatitis)

يختلف موضع انتشاره في الجلد حسب الفئة العمرية، بحيث يظهر في الجزء السفلي من الساقين لدى كبار السن، وفي فروة الرأس والوجه والأذنين ومنتصف الصدر لدى البالغين، وخلف الأذنين أو في الجسم لدى الرضع.

6. الجَرَب (Scabies)

هو التهاب جلدي يتسبب في معاناة الشخص من الحكة التي تسببها بعض أنواع الطفيليات المسماة بسوس التي تتكاثر في الجلد مسببة طفحا جلديا.

أعراض الإكزيما 

يمكن أن تحدث الإكزيما في مختلف مواضع الجسم، وعادة ما تظهر البثور المسببة للإكزيما على مستوى فروة الرأس، الذراعين، المرفقين، الركبتين والخدين، ورغم أعراضها المسببة للحكة إلا أنها ليست معدية. وتشمل أعراضها:

  • الحكة الشديدة.
  • بقع حمراء أو بنية اللون.
  • بثور صغيرة في الجلد مفرزة للسوائل عند الخدش. 
  • تورم وتقرح الجلد.
  • تغير لون الجلد.
  • تهيج والتهاب الجلد بعد الحك والخدش.
  • بقع جلدية جافة سميكة متقشرة. 

اقرأ أيضا: كيف نفرّق بين حساسية الجلد والأمراض الجلدية الأخرى؟ وما هي طرق العلاج؟

ما هو سبب ظهور الإكزيما؟ 

لا زال السبب الأساسي للإصابة بالإكزيما غامضا، ويصنف الخبراء العديد من الأسباب المحتملة للإصابة بها، وتشمل: 

1. اضطرابات الجهاز المناعي 

يتهيج الجلد المعرض لخطر الإصابة بالإكزيما عند ملامسة البشرة لمسببات الحساسية، وهو ما يحدث ردة فعل مضادة من الجهاز المناعي تسبب للشخص الحكة والتورم.

2. خصائص جلد البشرة

يتميز الجلد المعرض لخطر الإصابة بالإكزيما بعدم القدرة على الاحتفاظ بالرطوبة بسبب قلة إنتاج الدهون والزيوت، وهو ما يؤدي إلى تبخر رطوبة البشرة وفقدانها لخصائصها الوقائية من الجفاف.

3. العوامل الوراثية 

يعتبر الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالإكزيما في حالة إصابة أحد الوالدين بها أو بالربو أو الحساسية الموسمية، نتيجة انتقال الجينات الوراثية إلى الأطفال والتي تكون سببا في إصابتهم بالالتهابات الجلدية كالإكزيما أو الإكزيما التحسسية الناتجة عن مسببات الحساسية.

4. العوامل البيئية

تشمل العوامل البيئية المحفزة للإصابة بالإكزيما:

  • مواد التنظيف: وتشمل الصابون والشامبو والمطهرات.
  • الميكروبات وتشمل أنواع البكتيريا والفيروسات وبعض الفطريات.
  • الطقس الحار جدًا والبارد جدًا، والرطوبة العالية والمنخفضة.
  • التعرق الناتج عن ممارسة الرياضة.
  • منتجات الألبان والبيض والمكسرات والبذور والقمح التي قد يتحسس منها الشخص.
  • تغير مستويات الهرمونات لدى النساء سواء أثناء الحمل أو الدورة الشهرية.

مضاعفات الإكزيما

إلى جانب الحكة الشديدة وتقشر الجلد المسببان لعدم القدرة على النوم، تشمل مضاعفات الإكزيما في التهابات الجلد؛ إذ يمكن أن يؤدي الخدش المتكرر للجلد إلى سهولة انتقال الفيروسات والبكتيريا إلى الجلد، مما يتسبب في الإصابة بالعدوى  جلدك مفتوحًا للبكتيريا والفيروسات التي يمكن أن تسبب العدوى، بالإضافة إلى ارتفاع احتمال الإصابة بأنواع أخرى من الإكزيما.

اقرأ أيضا: 4 أنواع من الحساسية المفرطة.. تعرف على طرق تشخيصها وعلاجها!

كيف يتم التشخيص؟ 

يمكن للطبيب أو الأخصائي تشخيص الإصابة بالإكزيما بفحص الأعراض والجلد، ويمكن الاعتماد أيضا على إزالة خلايا من الجلد لفحصها وتشخيص مسببات الإكزيما واستبعاد الأمراض الجلدية. يحدد هذا النوع من التشخيص المواد المسببة للالتهابات الجلد.

كيف أتخلص من حكة الإكزيما؟ 

علاج الإكزيما الدوائي 

يعتمد العلاج المناسب للشخص على نوع وشدة الأكزيما، ويعتبر الهدف من العلاج هو تقليل الأعراض وشفاء الجلد ووقايته من التلف والتهيج، وتشمل العلاجات الطبية الدوائية:

1. الكريمات الموضعية 

تعمل مراهم وكريمات الكورتيكوستيرويد الموضعية المضادة للاتهابات على التخفيف من أعراض الإكزيما، من خلال وضعها على الجلد لعلاج ترقق وتهيج الجلد والتخفيف من الحكة والتخلص من القشور. ثم مرطبات الجلد لتقليل فقدان الماء من البشرة والحفاظ على رطوبتها. 

2. المضادات الحيوية

قد يوصي الطبيب بالحصول على المضادات الحيوية إذا كانت الإصابة بالإكزيما مصاحبة لعدوى بكتيرية، وذلك لعلاج الالتهاب البكتيري والوقاية من مضاعفاته الصحية.

3. مضادات الهيستامين 

تساعد مضادات الهيستامين على التخفيف من الحكة من خلال منع ردود الفعل التحسسية التي يسببها الهيستامين، وتؤخذ عادة عن طريق الفم، وهي فعالة في الحد من الحكة والإحساس بالارتياح.

4. مثبطات المناعة 

تعمل هذه المثبطات على الحد من استجابة الجهاز المناعي، تقلل الالتهاب وتمنع توهج الجلد والإكزيما، قد تكون عبارة عن أدوية موضعية أو أدوية محقونة.

5. العلاج بالضوء

يستخدم في العلاج بالضوء الأشعة فوق البنفسجية أو المصابيح الشمسية للحد من الاستجابة المناعية المسببة للإكزيما، ويعمل على التقليل أو التخلص من الإكزيما، ثم الوقاية من التهابات الجلد البكتيرية. 

علاج الإكزيما الطبيعي 

1. دقيق الشوفان 

يساعد دقيق الشوفان على تنعيم وتهدئة الجلد الملتهبة، ويمكن استخدامه من خلال إضافة القلي من مسحوقه إلى الماء الدافئ، ووضعه على البشرة لمدة 10 إلى 15 دقيقة، للمساعدة على تخفيف الحكة والالتهاب. 

2. زيت جوز الهند 

يحتوي زيت جوز الهند على العديد من الخصائص المضادة للبكتيريا والتي تقضي على البكتيريا في الجلد وتساعد على منع العدوى، ويعمل على علاج الإكزيما من خلال شفاء التهاب الجلد لمنع البكتيريا من التكاثر فوق البشرة. 

3. زيت عباد الشمس 

يعمل زيت عباد الشمس على حماية الطبقة الخارجية للبشرة من الجفاف وتعزيز رطوبتها مما لها من دور فعال في الحماية من البكتيريا، ويمكن لوضعه على الجلد أن يخفف من شدة الحكة والالتهاب، وينصح بوضعه على الجلد بعد الاستحمام لتستفيد البشرة من فوائده.

4. الوخز بالإبر 

يستخدم لعلاج الإكزيما الوخز بالإبر والعلاج بالإبر، وهما علاجان يستخدم في أحدهما الإبر للتخفيف من الحكة، ويستخدم الآخر الضغط باليدين وأصابع اليدين للتحفيف من الحكة الجلدية. 

5. زيت شجرة الشاي

يمكن للاستخدام الموضعي لزيت شجرة الشاي أو الكريمات الغنية بزيت شجرة الشاي أن يكون فعالا في تحسين أعراض الحكة وعلاج الإكزيما. 

طرق الوقاية

للوقاية من الإصابة بالإكزيما، يمكن اتباع الخطوات التالية:

  • استخدام مرطب مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم.
  • استخدم القفازات عند ملامسة أحد مسببات الحساسية.
  • عدم الإفراط في استخدام الصابون عند الاستحمام.
  • عدم الاستحمام بالماء الساخن جدا.
  • تجفيف البشرة بعد الاستحمام بدلا من فركها.
  • الحفاظ على برودة الجسم بشرب الماء وتجنب درجات الحرارة المرتفعة.
  • تفادي التعرض لمسببات الحساسية.
  • عدم حك أو فرك مناطق الجلد المصابة.

ما هي الأطعمة التي تزيد من الإكزيما؟

يمكن أن يعاني بعض الأشخاص من الحساسية تجاه بعض الأطعمة، والتي تحفز من الإصابة بالالتهابات الجلدية، لذلك، يُنصح بتفادي الأطعمة التي قد تحفز ظهور أعراض الإكزيما مثل الحليب والبيض، القمح والفول السوداني، الصويا، الجلوتين، والمكسرات والسمك والمحار.