ما هي الصدفية؟

تعد الصدفية (Psoriasis) مرضا جلديا مزمنا يحدث عند الرجال والنساء على حد سواء، نتيجة نمو خلايا الجلد بشكل سريع، مما يتسبب في تراكمها وظهور بقع حمراء مغطاة بقشور بيضاء على سطح الجلد، وتختلف البقع في اللون حسب لون البشرة، ففي درجات البشرة الداكنة يمكن أن تظهر البقع بنية أو أرجوانية داكنة مع قشور رمادية.

تظهر هذه البقع غالباً في الركبة أو فروة الرأس وأسفل الظهر، ولكنها يمكن أن تظهر في أجزاء أخرى من الجسم، وقد يعاني واحد من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالصدفية بالتهاب المفاصل الصدفي الذي تشمل أعراضه تيبساً وتورماً وألماً في المفاصل والمناطق المحيطة بالمفاصل. 

غالباً ما تتطور الصدفية عند البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 30 عامًا وبين 50  و60 عامًا.

أعراض الصدفية  

تعتبر البقع الجافة والسميكة والمرتفعة على الجلد من العلامات الأكثر شيوعاً للصدفية، وعادةً ما تكون هذه البقع مغطاة بقشور بيضاء فضية قد تميل الى الحكة، ويمكن أن تختلف الأعراض باختلاف نوع الصدفية ومكان ظهورها. 

أسباب الصدفية

لا يُعرف بشكل واضح سبب الإصابة بالصدفية، لكن يعتقد أنها تحدث بفعل وجود مشكلة في الجهاز المناعي بسبب مهاجمة الخلايا المقاومة للعدوى لخلايا الجلد السليمة بالخطأ، أو نتيجة نمو الخلايا بشكل سريع وتراكمها في الجلد.

كما يمكن أن يكون للعامل الوراثي دوراً في حدوث الصدفية، إضافة إلى إصابة الجلد والتهابات الحلق والتدخين والإفراط في شرب الكحول واستخدام بعض الأدوية بما في ذلك أدوية ضغط الدم والأدوية المضادة للملاريا.

اقرأ أيضاً: كيف نفرّق بين حساسية الجلد والأمراض الجلدية الأخرى؟ وما هي طرق العلاج؟

أنواع الصدفية 

تنقسم الصدفية الى مايلي: 

1. الصدفية النقطية

تبدأ الصدفية النفطية غالباً في مرحلة الطفولة وقد تمتد إلى مرحلة البلوغ، ويتسبب هذا النوع من الصدفية في ظهور بقع وردية أو بنفسجية مستديرة وصغيرة الحجم.

غالبًا ما تظهر الصدفية النقطية على الساقين والذراعين؛ ويمكن أن يؤثر على منطقة أخرى في الجسم.

2. الصدفية المعكوسة 

تؤثر الصدفية المعكوسة في طيات الجلد مثل الإبطين والفخذين وتحت الثديين، وتظهر على شكل بقع ملساء من الجلد الملتهب ذي اللون الأحمر.

وقد تؤدي الالتهابات الفطرية إلى ظهور هذا النوع من الصدفية الذي يزداد سوءاً مع الاحتكاك والتعرق.

3. الصدفية اللويحية 

تظهر الصدفية اللويحية عادةً على شكل بقع جلدية (لويحات) جافة ومثيرة للحكة وبارزة ومغطاة بقشور، على الركبتين وأسفل الظهر والمرفقين وفروة الرأس، وتختلف البقع في اللون حسب لون البشرة. 

قد يشفى الجلد المصاب مع ترك تغيرات مؤقتة في اللون (فرط التصبغ)، خاصة على البشرة البنية أو السوداء.

4. الصدفية البثرية 

يحدث  هذا النوع من الصدفية غالباً عند البالغين، ويظهر على شكل بثور ظاهرة مليئة بالصديد، ويمكن أن تظهر على شكل بقع منتشرة في مناطق صغيرة على راحة اليد أو باطن القدم.

5. الصدفية محمرة الجلد 

يعد هذا النوع من الصدفية نادر الحدوث، ويظهر في العادة على شكل طفح جلدي متقشر في كامل الجسم، يمكن أن يسبب شعورا شديدا بالحكة أو الحرق.

وتشمل الأعراض الأخرى الحكة الشديدة والألم وتغيرات في معدل ضربات القلب ودرجة الحرارة والجفاف.

يمكن أن تسبب حروق الشمس والالتهابات وبعض الأدوية، والتوقف عن أنواع معينة من علاج الصدفية في حدوث حالات شديدة من الصدفية محمرة الجلد، لذا فمن المهم معالجة هذه الحالة في أسرع وقت ممكن لأنها قد تؤدي إلى مرض خطير.

6. صدفية الأظافر

يمكن أن تؤثر الصدفية على أظافر اليدين والقدمين، مما يتسبب في ظهور حفر صغيرة في الأظافر وتغير لونها ونموها بشكل غير طبيعي. قد تصبح أظافر الشخص المصاب بالصدفِية منفصلة عن قاعدة الظفر (انفكاك الظفر) ورخوة، مما يؤدي إلى تفتت الظفر.

المضاعفات  

يمكن أن تؤدي الصدفية إلى تطور حالات صحية أخرى بما في ذلك الإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى، مثل الداء البطني والتصلب ومرض الأمعاء الالتهابي (كرون)، وارتفاع ضغط الدم والمرض القلبي الوعائي، إضافةً إلى احتمالية الإصابة بأمراض العين، مثل التهاب الملتحمة والتهاب الجفن وتغيرات مؤقتة في لون الجلد (فرط التصبغ أو نقص التصبغ).

 يمكن أن تتسبب الصدفِية في حدوث مشكلات الصحة العقلية مثل تراجع الثقة بالنفس والاكتئاب.

اقرأ أيضاً: البقع الداكنة على الجلد.. أسبابها وطرق علاجها!

تشخيص الصدفية

يتم تشخيص حالات الصدفية عن طريق إجراء الفحوصات البدنية لفحص الجلد وفروة الرأس والأظافر، في بعض الحالات يتم أخذ عينة صغيرة من الجلد (خزعة) لفحصها تحت المجهر، لتحديد نوع الصَدفية واستبعاد أي اضطرابات أخرى.

علاج الصدفية

يهدف العلاج بالأساس إلى منع خلايا الجلد من النمو بسرعة وإزالة القشور، وتشمل خيارات العلاج ما يلي:

  • العلاج الموضعي

يمكن أن تساعد العلاجات الموضعية كالكريمات والمراهم التي توضع على البشرة في تقليل الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة، وتشمل العلاجات الموضعية للصدفِية الكورتيكوستيرويدات وهي أدوية تساعد في علاج الالتهابات الجلدية وتبطئ نمو الخلايا الجلدية للتخفيف من الصدفية، في حالات الصدفِية الخفيفة إلى المتوسطة.

يمكن كذلك لحمض الصفصاف (حمض الساليسيليك) أن يساعد في تخفيف الصدفِية بتقليل التورم وإزالة القشور، غالباً لدى الأشخاص المصابين بصدفية فروة الرأس.

في حالات الصدفية الشديدة يمكن  استخدام مثبطات الكالسينورين، لتهدئة الجلد وتقليل تراكم القشور، ولا ينصح باستخدام مثبطات الكالسينورين أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية.

  • العلاج الضوئي 

يستخدم العلاج الضوئي في حالات الصدفيِة المتوسطة إلى الشديدة، يتم هذا الإجراء عن طريق تعريض الجلد لكميات محسوبة من الضوء الطبيعي أو الاصطناعي لإبطاء نمو الخلايا، ويلزم تكرار جلسات العلاج عدة مرات، وتتضمن خيارات العلاج بالضوء ما يلي:

 1. أشعة الشمس  

يساهم العلاج الشمسي المحدد من طرف الطبيب المختص في تحسن حالة الصدفِية.                               

2. النطاق العريض للأشعة فوق البنفسجية (B)

يمكن أن يساعد هذا العلاج واسع النطاق من مصدر ضوء اصطناعي في علاج بقع مفردة من الصَدفية، وفي حالات الصدفية التي لا تتحسن مع العلاجات الموضعية، قد تشمل الآثار الجانبية قصيرة المدى لهذا العلاج الحكة والتهاب الجلد والجفاف.

3. النطاق الضيق للأشعة فوق البنفسجية (B)

قد يكون العلاج هذا النوع من العلاج أكثر فعالية من العلاج بالنطاق العريض للأشعة فوق البنفسجية، وعادةً ما يُؤخد مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع حتى يتحسن الجلد، ثم يُؤخد بجرعات أقل كعلاج وقائي، قد يسبب هذا النوع من العلاج آثارًا جانبية أكثر شدة من النطاق العريض للأشعة فوق البنفسجية “B”.

4. علاج جويكرمان

علاج جوكرمان هو طريقة علاجية تجمع بين علاج قطران الفحم والعلاج بالضوء، ويمكن أن يكون نهج العلاج هذا أكثر فعالية لأن قطران الفحم يجعل الجلد أكثر استجابة لأشعة UVB.

5. ليزر إكسيمر

يتطلب العلاج بليزر إكسيمر جلسات أقل من التمثيل الضوئي بسبب استخدام ضوء أكثر قوة من الأشعة فوق البنفسجية، قد تشمل الآثار الجانبية الأخرى لهذا لعلاج الالتهاب والتقيح.

  • العلاج الدوائي 

في حالات الصدفية المتوسطة إلى الشديدة التي لا تستحيب للعلاجات الأخرى، فيتم اللجوء إلى بعض الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم أو الحقن، كالميثوتريكسات أو الريتونيدات…

طرق الوقاية من الصدفية 

لا توجد طريقة للوقاية من الصدفِية، ولكن يمكن تقليل المخاطر من خلال اتباع العلاج بشكل منتظم، والعناية بالبشرة وتجنب المحفزات التي يمكن أن تسبب تفاقم الأعراض.

متى تزور الطبيب؟

إذا لاحظت أي تغييرات في جلدك، فقم بإجراء فحوصات ذاتية منتظمة لمعرفة ما إذا كانت هناك أي تغييرات.

في الحالات التي يعاني فيها الشخص من طفح جلدي يزداد سوءًا، فيجب استشارة الطبيب المختص.