ما هي حساسية الجلد عند الأطفال؟

حساسية الجلد عند الأطفال هي استجابة مناعية يتفاعل فيها الجلد مع مواد معينة تُعرف بالمحفزات أو المهيجات، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الاحمرار، الحكة، الطفح الجلدي، وجفاف الجلد.

الفرق بين أنواع الحساسية الشائعة عند الأطفال.

تُعد حساسية الجلد من أكثر أنواع الحساسية شيوعًا لدى الأطفال، لذا من المهم التفرقة بين أكثر أنواع الطفح الجلدي شيوعًا عند الأطفال، مثل:

  • الإكزيما :
    طفح جلدي جاف ومُتهيج يظهر غالبًا على الوجه والرأس والذراعين. شائعة لدى الأطفال الذين يعانون من الربو أو حساسية الطعام، أو لديهم تاريخ عائلي مرضي.
  • طفح الحرارة :
    بثور أو بقع حمراء صغيرة تظهر في أماكن الثنيات (مثل الرقبة والإبطين)، بسبب انسداد الغدد العرقية، وغالبًا ما تصيب الرضّع.
  • التهاب الجلد التماسي التحسسي:
    طفح وتقشر بعد ملامسة مادة مُهيّجة (مثل معطر أو معدن). يستدعي تحديد السبب وتجنبه لاحقًا.

أسباب حساسية الجلد عند الأطفال

تتنوع أسباب حساسية الجلد عند الأطفال، وتتداخل عدة عوامل في ظهورها. دعونا نتناول أبرز هذه الأسباب بالتفصيل.

العوامل الوراثية

تلعب الجينات دورًا مهمًا في قابلية الأطفال للإصابة بحساسية الجلد، فقد وجدت إحدى الدراسات على سبيل المثال أن احتمالية إصابة الطفل بالإكزيما تصل إلى 50% إذا كان كلا الوالدين مصابين بها.

المحفزات البيئية

تؤثر البيئة المحيطة بشكل مباشر على الجلد لدى الأطفال، حيث يمكن أن تؤدي بعض المحفزات البيئية إلى تفاقم أعراض الحساسية الجلدية. فيما يلي شرح مبسط لأبرز هذه المحفزات:

  • الغبار.
  • وبر الحيوانات الأليفة: يتكون وبر الحيوانات من خلايا الجلد الميتة، اللعاب، والبول، ويمكن أن يسبب تفاعلات تحسسية عند الأطفال، مثل الحكة، الطفح الجلدي، أو تفاقم الإكزيما.
  • حبوب اللقاح الموسمية: حبوب اللقاح المنتشرة في الهواء خلال الربيع والخريف، قد تؤدي إلى ظهور أعراض جلدية مثل الحكة، الاحمرار، والطفح الجلدي، خاصةً في مناطق مثل المعصمين والكاحلين.
  • دخان السجائر: يحتوي دخان السجائر على مواد كيميائية تسبب تهيجًا للجلد ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم الإكزيما أو ظهور التهاب الجلد التماسي التحسسي عند الأطفال.

أنواع الطعام المسببة للحساسية

في كثير من الحالات، تكون الحساسية الجلدية لدى الأطفال ناتجة عن رد فعل جهاز المناعة تجاه بعض الأطعمة الشائعة. إليك أبرزها:

  • الحليب: قد يسبب طفحًا جلديًا أو حكة عند الأطفال الصغار بسبب بروتينات مثل الكازين. أغلب الأطفال يتغلبون على هذه الحساسية مع تقدمهم في العمر، لكن يجب تجنبه ومشتقاته خلال فترة الحساسية.
  • البيض: الحساسية تجاه البيض شائعة عند الأطفال وغالبًا ما تختفي قبل سن السادسة. تتركز الحساسية على بروتينات بياض البيض، في حين أن صفار البيض نادرًا ما يسبب رد فعل.
  • الفول السوداني:حساسية الفول السوداني هي الأكثر شيوعًا بين حساسيات الأطفال، إذ تضاعفت ثلاث مرات خلال العقدين الماضيين، وقد تؤدي إلى أعراض جلدية شديدة.
  • المكسرات: مثل الجوز واللوز، تُعتبر من المهيجات القوية لجهاز المناعة.
  • المأكولات البحرية: الأسماك والروبيان قد تثير حساسية جلدية لدى بعض الأطفال حتى بكميات صغيرة.

التهابات الجلد أو ضعف الحاجز الجلدي

في العديد من الحالات، لا تنشأ الحساسية الجلدية فقط بسبب التعرض المباشر لمحفز خارجي، بل تكون نتيجة ثانوية لاضطرابات في وظيفة الجلد الوقائية. فعند ضعف الحاجز الجلدي الطبيعي نتيجة التهابات موضعية أو إصابات أو ممارسات غير صحية يصبح الجلد أكثر نفاذية للمواد المُهيّجة والمُحسسة، مما يؤدي إلى تكرار نوبات الحساسية أو زيادتها حدة. خصوصًا لدى الفئات الأكثر هشاشة مثل الأطفال ومرضى الأمراض الجلدية المزمنة.أبرز الأسباب التي تُضعف هذا الحاجز أو تُسبب التهابه تشمل:

أعراض حساسية الجلد عند الأطفال

لكل حالة جلدية علامات مميزة، وفهم هذه الأعراض يُساعد الوالدين على التصرف بسرعة.

الطفح الجلدي والاحمرار

يظهر الطفح الجلدي على شكل بقع حمراء متفرقة أو متصلة، وقد يغطي مناطق مختلفة من الجسم. الاحمرار المرافق له غالبًا ما يكون نتيجة لتهيج الجلد.

الحكة الشديدة وجفاف الجلد

الحكة المستمرة هي من أكثر أسباب الإزعاج لدى الطفل، وقد تُسبب الخدش والتقرحات. كما أن جفاف الجلد يُعتبر من العلامات التحذيرية على حساسية مستمرة.

ظهور بثور أو تورمات

في الحالات المتقدمة، قد تظهر بثور مملوءة بالسوائل أو تورمات موضعية، مما يدل على شدة الالتهاب الجلدي ويتطلب تدخلًا طبيًا فوريًا.

تشخيص حساسية الجلد عند الأطفال

التشخيص الدقيق هو الخطوة الأولى نحو علاج فعال. إليك كيفية تحديد سبب الحساسية.

الفحص السريري

أهم خطوة في تشخيص حساسية الجلد هي أخذ التاريخ المرضي بدقة. يطرح الطبيب أسئلة مثل: ما الأعراض التي ظهرت؟ متى بدأت؟ هل تزداد في المنزل أم خارجه؟ فهي تُسهم بشكل كبير في الوصول إلى تشخيص دقيق. بعد ذلك، يُجري الطبيب فحصًا سريريًا لتقييم العلامات الظاهرة على الجلد.

اختبارات الحساسية

قد يلجأ الطبيب إلى اختبارات الجلد (مثل اختبار الوخز: يُجرى الاختبار بوضع نقاط صغيرة من مواد مُهيّجة مُحضّرة طبيًا على جلد الذراع، ثم يُوخز الجلد بلطف. تظهر نتائجه خلال 15 دقيقة على شكل احمرار أو انتفاخ بسيط يُشبه لدغة البعوض. ويُشير حجم التفاعل الجلدي إلى مدى قوة الحساسية تجاه كل مادة.) أو فحوصات الدم لتحديد نوع المواد التي تسبب التحسس لدى الطفل، مما يُساعد على وضع خطة علاج دقيقة.

طرق علاج حساسية الجلد عند الأطفال

يعتمد الطبيب في تحديد العلاج المناسب على نوع الحساسية التي يُعاني منها الطفل وشدتها. وبشكل عام، يُوصى أولًا بتجنّب مسببات الحساسية قدر الإمكان، وفي حال ظهور الأعراض، قد تُستخدم العلاجات التالية:

  1. مضادات الهيستامين

    تُساعد هذه الأدوية على تقليل تأثير مادة الهيستامين المسؤولة عن أعراض الحساسية مثل الطفح أو التورم، وغالبًا ما تُستخدم في الحالات الخفيفة إلى المتوسطة.

  2.  مضادات الاحتقان

    تُستخدم لتخفيف احتقان الأنف من خلال تضييق الأوعية الدموية في بطانة الأنف، وتتوفر في أشكال متعددة: أقراص، شراب، بخاخات أو قطرات أنفية.
    ويجب استشارة الطبيب قبل استخدامها، خاصة للأطفال دون 4 سنوات.

  3. الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون)

يصفها الطبيب حسب طبيعة الحساسية، وتشمل:

  • كريمات أو مراهم لعلاج الإكزيما والطفح.
  • بخاخات أنفية لعلاج حساسية الأنف.
  • أقراص أو شراب ستيرويدي للحالات الشديدة.

يرجى الانتباه إلى أن استخدام الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات (الكورتيزون) يجب أن يكون تحت إشراف طبي مباشر، حيث يصفها الطبيب بناءً على نوع وشدة الحساسية لدى الطفل.

  1. إبر الإبينفرين (EpiPen)

    تُستخدم في حالات الحساسية الشديدة، وتُوصف للطفل مع شرح طريقة استخدامها للوالدين، لتكون جاهزة في الحالات الطارئة.

عدم الالتزام بتعليمات الطبيب في استخدام إبر الإبينفرين قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، لذلك من الضروري عدم استخدامها دون استشارة طبية دقيقة.

  1. العلاج المناعي (حقن الحساسية)

    يتضمن حقن كميات صغيرة من مسببات الحساسية تحت الجلد، بهدف تعويد الجهاز المناعي عليها تدريجيًا. يُستخدم عند فشل العلاجات التقليدية، وقد يُقلل نوبات الربو، لكنه يحتاج من 3 إلى 5 سنوات ليُظهر نتائج فعالة.

يجب استخدام الأدوية المذكورة تحت إشراف الطبيب.

العلاجات المنزلية والنصائح الوقائية

تشمل خطوات بسيطة لكنها فعالة في تقليل الأعراض:

  • ترطيب الجلد بانتظام باستخدام كريمات غير معطرة.
  • تجنب المحفزات التي تسبب الحساسية.
  • اختيار ملابس قطنية ناعمة وفضفاضة.
  • تجنب استخدام الشامبو والصابون المعطر عند تنظيف المناطق المصابة.
  • تطبيق كمادات باردة على مكان الحساسية لمدة 10 دقائق على الأقل لتهدئة الجلد وتخفيف الالتهاب.
  • قص أظافر الطفل بانتظام لمنع حدوث خدوش أو جروح نتيجة حك الجلد بسبب الحكة.
  • تقديم السوائل للطفل بشكل دوري للحفاظ على ترطيب الجسم وتعويض ما يفقده.

متى يجب زيارة الطبيب بسبب حساسية الجلد عند الأطفال؟

ينصح بمراجعة الطبيب في الحالات التالية:

  • وجود نزيف أو تورم أو احمرار في المناطق المصابة.
  • ظهور كدمات على الجلد دون وجود أي إصابات واضحة.
  • ظهور طفح جلدي في ثنايا الجلد.
  • تفاقم الحالة وازدياد الأعراض بعد مرور يومين.
  • تقشر الجلد في راحة اليد وأخمص القدمين.
  • ظهور بقع حمراء صغيرة متناثرة على الجلد.
  • فقدان الشهية لدى الطفل.
  • عند تأثير الحساسية على نوم الطفل أو نشاطه اليومي.
  • في حال وجود أعراض مصاحبة مثل الحمى أو الالتهابات.